أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طه حسين - ثقافة للبيع!














المزيد.....

ثقافة للبيع!


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 7054 - 2021 / 10 / 22 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زراعة من نوعٍ آخر، لا تَنبُت بُذورها على الأرض ولا تترعرع بفعل معادلات المناخ، ولا تأتي فصول إقتطافها وفق تراتبيتها، إنها كلمات خُطِفَت من أسطرٍ، من أوراقٍ، من كتبٍ، من نقاشاتٍ لم تكن مشروع إرواء العقول مبغىً لها، ولا إسقاء تأريخ تصحُّرٍ من إثر دورانه حول نفسه منهجاً. كلمات سُرقت من لغة الموتى، لغةَ مخلوقاتٍ طبيعية لم تزل تنطق فطرتها، لم تدخل معترك المنافسة والصراع لأجل إنتاج قوةٍ تؤمِّنُ لها حيويَّتَها وبقاءها. كلمات نُهِبَت من ثروات ورأسمالِ أمةٍ تراكمت كي تظهر للوجود كائنات تستثمر بها بغية صناعة حياة كريمة تليق بالكائن الذي أراد أن يعيش بإرادته لا بإرادة الأغيار من الإنس كانوا أم من الشياطين.
سُرّاقَ الكلمات هؤلاء هم من أشباه المثقفين الذين إنتحلوا شخصية أصحاب الفكر والثقافة، طرقوا أبواب أصحاب الجاه والمال لأجل مقايضة الكلمة بقروشٍ قد تبقيهم أحياء عضوية لا غير. هم قايضوا بكبرياءهم الثقافية وإنحدروا الى الهاوية التي تلد الإنحطاط تلو الإنحطاط. ستراتيجية المثقف الحقيقي هي العمل لأجل الكرامة الإنسانية، لأجل إنتاج ثقافة الحرية وإظهار شجاعة الإبداع في نفوس أفرادٍ يبتكرون لحظاتهم بأنفسهم.
وظيفة المثقف الخلاق هي الخروج بنفسه وبمجتمعه من متاهات السلطويين النرجسيين الى أنوار العقل المتفتح على الحياة الحرة الكريمة، المثقف الراقي يلعب دور بروميثيوس إبتغاء إنارته لدروب الحياة ويطلق المخ صوب التفكير والعقلانية، إنه المنقذ الواعي المحطِّم والنازع لقداسة الآباء النرجسيين القساة. المثقف يرافق نفسه وذاته وعالمه حيث يؤسس مواضيع ذات معنى لحياة أكثر قابلية كي تعاش. عندما يجعل المثقف من نفسه وكيانه الشخصي موضوعاً اوحد له بحيث لا يتعاطى مع خارجه وعوالم الآخرين، تتهاوى مصداقيته وفي النهاية يقع في أحضان الساسة وسماسرة السلطة التي تراكمت من سرقة الأرواح والنفوس والكلمات.
ساسة إشتروا الثقافة ومثقفين باعوا الثقافة، كائنات جهنمية تهدم ولا تبني، نراهم وهم كثر بين أهل الكلمات، يلعبون على أوتار المستغلين ويتراقصون على أنغام الدونية، هذه هي الحال والأحوال التي تمر بها أمور الأمة.



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنصرية النص، تعليق للخيال الضيق….اليف شافاك نموذجا
- الجرٲة النفسية كشرط وجودي لحفظ الذات
- الانتماء الفطري والانتماء الحداثوي
- التلوث الذهني والذاكرة الموَسوِسة
- الصدمات والثقافةالنفسية
- عولمة الوباء واختراق الثقافات
- لعنة العولمة وٲهل القرية الصغيرة
- اتذكر غدي
- جهل يجدد نفسه...يرقص مع راقصات الحداثة
- هوّذا قد كتبت مقالا عن احتقار الثقافة!
- عقدة(الٲب الخالد)!
- ثورة الغضب وثورة العقل
- قروية ومدنية الفكر
- الانا الضائع وكائنات الغرائز....قراءة موجزة سايكولوجية للّوح ...
- هلُمّ نبني وطناً!
- حقائق في علمِنا النفسيّ
- الضاحك الباكي
- كلمات تتشاجر كالطيور
- خوفٗ من الحبّ...ٲم حبٗ من الخوف!؟...ثنائية ...
- ديمقراطية الغرائز وكائنات الشهوة!


المزيد.....




- ترامب عن أعداء أمريكا: إذا هددتم الشعب الأمريكي فجنودنا قادم ...
- العيوب بدل الكمال ومصير الألماس.. لماذا يلجأ صناع المجوهرات ...
- إسرائيل تهاجم مستودعات شهران لتخزين النفط في إيران
- إسرائيل تفعل كامل أنظمتها الدفاعية أمام ضربات إيران.. إليك ك ...
- مستشار سابق للبنتاغون يحذر: الحرب ضد إيران قد تجر واشنطن إلى ...
- السلطات المصرية تحيل 4 سودانيين إلى المحاكمة الجنائية
- اكتشاف غامض في القارة القطبية الجنوبية: موجات راديو غريبة قا ...
- -فارس-: إيران تسقط 44 مسيرة إسرائيلية على الحدود
- شركة -بازان- الإسرائيلية تعلن إصابة أحد أنابيب مصافي التكرير ...
- السلطات الإيرانية تتخذ خطوة انتظرها المصريون لتعزيز العلاقات ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طه حسين - ثقافة للبيع!