جهل يجدد نفسه...يرقص مع راقصات الحداثة

محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب
(Mohammad Taha Hussein)

الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 10:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

جهلٌ يجدد نفسه....يرقص مع راقصات الحداثة
جهلٌ مابعد حداثويّ يغير من شكله ومن تكويناته الجينيوثقافية، يتكيف مع أمزجة السلاطين وميول حوزات السياسة والكائنات الساقطة من نُطَفِ القياصرة ومُرَوِّجّي الدعارة الديمقراطية المُترَعرعة بدماء ابناء سياتل وآباتشي. مشاهدٌ اثبتت إنتصار الوحش النرجسي على سماحة العقل وحضرة الوعي البروميثيوسي.
هنا يسكن الجهل ويعشعش دون هوادة في شرفات الجامعات وجحور الثقافة ودهاليز كهوف الكهنة ومعابد الحَصَرِيّين المحتفلون دائماً بطقوس الدم والنار، لرفع الذنب الأبدي على أرواحهم. جهلٌ منفلتٌ من حِيَل الديمقراطية وضَحكاتِ لاعبي أندية القمار الذين إدّعو الثورية المنطلقة من مقاهي المتشردين.
جهل منتصر في منازلاته على آبائهم الشبقييّن والكائنات الشهوانية، حينها لم يتفقوا الإخوان على غنائم الوالد، ظلّوا أعداءً لبعضهم، فالعداء غذّى روحهم الشريرة، وقوّى النزوة النيرونية لديهم وأنبت في موطنهم الداكن شَتَلات الهدم لروح الحياة وبناء الحب الإنساني المنادى له منذ صيحات عمر الخيام ورقصات جلال الدين الرومي ورحلات إبن العربي وأنغام السهروردي.
جهل يتشفي بأنصاره ومُريديه يكفُر بتأريخهم ويلعن روحهم، همّه هو ترويضهم وتدجينهم لا تحويلهم الى مصاف البشر، إنه النّاكر لجميل دراويشهم والناصب الدائم على عقولهم. جهل يتمرن على الدوام بآليات الحداثة وفلسفة وحوش السوق، إنهم إغتصبو أرواحنا وقلوبنا وعقولنا وإلاهنا وبيتنا، يرددون ألأنغام مع كل أقطاب النفوذ، ليحكموا أنفسهم ويحمون بني قبائلهم وعوائلهم. كم كنّا ساذجين يا ناس كم كنّا معتوهين.

#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل