أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - سايكولوجيا الاحتجاج














المزيد.....

سايكولوجيا الاحتجاج


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 5856 - 2018 / 4 / 25 - 09:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سايكولوجيا الاحتجاج ... كتاب قد يرتقي الى مانيفيستو
محمد طه حسين
قرأت متأنياَ وفي غضون اسبوع كتاب " سيكولوجيا الاحتجاج في العراق....أفول الاسلمة ..بزوغ الوطنياتية" لكاتبه الدكتور فارس كمال نظمي، تعد نصوص الكتاب مساهمات جدية وفعالة في تسييس السيكولوجيا ونفسنة السياسة عبر ابرازه (والاشارة للكاتب) ظواهر دينية مسيسة ومؤدلجة وكذلك ظواهر سياسية غير متكاملة في تمظهراتها المجتمعية والجماهيرية، والتي تنعكس قصر ذهنية مراجعها الفكرية في قبول المختلف، وعجز قادتها في تجاوز العادة السيكولوجية الانفعالية والعصبية السيئة الا وهي الاستحماء والاستقواء بالجماعة التي افتقدت كونيتها وانكمشت داخل قوقعتها الضيقة، هذه الآليات تنشط عندما تتشابك الهويات الصغيرة والمحلية مع بعضها وتنصهر قدرة الدولة في صناعة البيت الوطني الحاضن للكل المختلف والآوي لكائن جديد يتباهى ويتبجح بانتمائه لمساحة أوسع يسمى الوطن بمعناه الحديث.
عالج الكاتب في كتابه مشاكل عدة منها تهم الفرد المواطن، وكذلك الفِرق والطوائف والمجموعات، وبعضها تهم الجماهير الواعية الممتلئة غضباً من مكاييل الساسة التي لم تعد الدولة بمعناها الحداثوي تهمهم، ومنها تهم الساسة والقادة الأقزام المنضوين تحت خيمات مختومة باختام اسيادهم الدوليين والاقليميين.
التحليلات السايكوسياسية في هذا الكتاب الذي حصر الفرد كمشكلة بحاجة الى حلّ، نجحت في التشخيص أولاً ومن ثم في تقديم مقترحات علاجية ثانياً، حيث رصد الدكتور فارس الشخصية العراقية المتأزمة والمضطربة سلوكياً وحاول أن يفهمها في ظهورها السياسي الجديد في ساحات وميادين الاحتجاجات ويعنون خطابها الاحتجاجي من خلال تماسكها الواعي بضرورة التحول والتغيير بغية تجاوز زمن القراصنة الناهبين لثروات الامة والبلد.
التمعن السيكولوجي لجوهر الجماعات ذات الوشائج البدائية أظهر نرجسية هذه الجماعات وتصلبها القيمي تجاه الآخرين دون الانفتاح على الآخر المختلف، ولهذا استنتج الكاتب مدى ضيق الأفق لدى الفرق والجماعات في طروحاتها وكذلك مواجهتها لمن لا يشبهها والركون الى صومعتها حفاظا على ذواتهم المزيفة المستسلمة لكهنة الظلمات، حيث ارتكز الكاتب على الوعي الشعبي أو الجماهيري الناضج والواعي بمتطلبات المرحلة والاقدام نحو ترجمة السلوك الجمعي الارادوي والمدني من خلال رفض التمترسات الطائفية والتموضعات ذات النزعات القبلية.
حاول الدكتور فارس تأطير الظاهرة الاحتجاجية المنبعثة أساساً من الحاجات الاساسية للعيش والصاعدة نحو ابراز التغيير في نوعية الحياة وذلك في أطار نظري غير مسبوق متجلياً في نوع من المانيفيستو تظهر فيها جدلية انسياق بعض القوى والأحزاب والمنظمات الفاعلة وراء ظاهرة الاحتجاج واعطائها زخماً فكرياً حداثوياً بدل تقاليد ركوب الأمواج للنيل منها أو الوصول من خلالها الى مكاسب سياسية حزبية ضيقة.
ارتكز مواضيع الكتاب واقعياً على الممكنات في العملية الشاملة للتغيير والاصلاح واستعار لغرض مقترحات تنظيمها الموديل الغرامشي المتجلى في الكتلة التأريخية التي ينضوي تحتها الكل المتشكل من جميع الألوان والأطياف الاجتماعية.
نموذج الكتلة التأريخية هو الصورة الأكثر تناسباً عند الكاتب لتحالف القوى الدينية والديمقراطية والليبرالية واليسارية، فالاستاذ المفكر الدكتور فارس قدّم من خلال الائتلاف الاجتماعي المقترح والموجود بالفعل في الساحة مانيفيستاً مبدئياً ومبرمجاً يعطي امكانية العمل المشترك وذلك لجمع ارادة الذوات في ذات كلّانية أقوى وروح كلّية هيغلية تتحرك داخل كيان واعٍ بكل الاختلافات الموجودة داخله.
تنطلق رؤية هذا الكتاب السيكوسياسي من مبدأ بلورة الأمل ومن منظور واقعي ينسجم مع خطوات العقل دون أن يطير بنا على أجنحة الخيال لتأمل اليوتوبيات والمدن الفاضلة غير القابلة للتحقيق.
القراءة السايكولوجية للظواهر السياسية والاجتماعية هي بحد ذاتها محاولة جادة وفاعلة من قبل الكاتب لتقديم فهم جديد ودقيق لجدلية العلاقة بين الفضاءات الحياتية التي تتشكل بفعلها الجسد الاجتماعي ذو اللياقة العالية والسلامة السيكوسياسية والسايكوسوسيولوجية، وكذلك يتبين من خلال هذا الفهم مدى الحاجة الماسة للعقول المفسرة سايكولوجياً للأحداث والظواهر، والتي تسهل في النهاية على الأطراف السياسية والأجتماعية رؤية الواقع والعالم بمنظار مختلف قد يتيح لهم بناء المؤسسات المدنية العابرة للنزعات العصبية القبلمدنية، والباعثة للتوازنات الاجتماعية والسياسية والنفسية داخل المجتمع والدولة معاً.
ابارك للمثقف والباحث والمفكر السايكوسياسي الدكتور فارس كمال نظمي هذا الكتاب المليئ بطروحات ومقترحات قابلة للتطبيق والتحقيق، حيث أعتبره خارطة طريق ومانيفيستو فكري معرفي للساسة والاحزاب على اختلاف مناهلهم ومراجعهم الايديولوجية.
ترتفع القدرة الفكرية لهذا الكتاب على قدرات الايديولوجيا والمذاهب المسيسة حيث يرسم لنا خرائطَ واضحة للوصول الى الأهداف الرئيسية التي تجمعنا كلنا نحو بناء المدنية والحياة الانسانية الراقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينشر المقال يوم غد في موقع الحوار المتمدن.



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت خارج الجسد!
- دول وانظمة وثورات فاشلة!
- علاج معرفي لعلل معتقدية!
- الزمن الفردي والزمن المجتمعي
- الفشل الثنائي في تشكيل الدولة
- الٲمان الاتكالي المزيف
- الی احلام مستغانمي.... صوت(الانوثة المفقودة).
- ما نزال عند نقطة البداية!
- افواه وفوهات متلازمة في النطق
- فرويد ومن تنفس بمفاهيمه
- وطن بلا مواطنين!
- نهاية التأريخ والانسان الأوّل!
- ٲي كردي ٲنا!؟
- رهاب الاختلاف وسلوكيات الاستقواء
- نخاسة عقلي
- البناء النفسي والبناء الثقافي
- الاقتصاد النفسي....ستراتيجية تصريف الطاقة
- ذات غير سوية.....جسد غير متوافق
- كم هو صعبٌ أن تكون بسيطاً!
- حكاية محنطة


المزيد.....




- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...
- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
- إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل
- وزير الخارجية الإيراني يدعو الدول الإسلامية إلى التحرك ضد إس ...
- TOYOUR EL-JANAH TV تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديد على ن ...
- شاهد الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يحذر من خطره على البشر
- صواريخ إيرانية فوق المسجد الأقصى


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - سايكولوجيا الاحتجاج