محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب
(Mohammad Taha Hussein)
الحوار المتمدن-العدد: 5736 - 2017 / 12 / 23 - 14:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
افواه وفوهات متلازمة في النطق
محمد طه حسين
ساسة العراق الذين بيدهم شيئ من السلطة هنا وهناك يستمدون قدراتهم السياسية من نشاطاتهم وفعالياتهم العسكرية والحربية، لا من قدراتهم العقلية، ولهذا عندما تنتهي عمليات العسكر ينتهي التفكير وطرح الحلول، في حين التفكير يلازم عمليات العقل ويتوقف عن السير في النهج السليم اثناء الحروب والصدامات.
يسود الصمت اجواء السياسة الآن في عموم العراق، بعدما سكّرت البنادق والمدافع فوّهاتها، يبدو ان احاديث السياسيين واصحاب الادوار التمثيلية علی مسرح الاحداث ترتبط ايجابيا باصوات الاسلحة، فكلما دوّت الانفجارات وارتفعت اعمدة الدخان ارتفعت التصريحات وتَستعرِض بهلوانيات الساسة الاعيبها الاكروباتيكية المكّارة، وعند سكوت القذائف تنسدّ افواههم ولا ينطقون بكلمة قد تساند حلحلة العُقد خاصة بين بغداد واربيل.
بُكمَ رجالات القرار في العراق لهو دليل علی نفاد قدراتهم الدبلوماسية المستندة علی المنطق العقلاني السليم الهادئ والذي يصب في النهاية لصالح استعادة الاستقرار المفقود اصلا. فالتفكير ينشط في الهدوء، فكلما هدءت الاوضاع تتهيٲ الٲرضيات وتنفتح آفاق الحوار والعكس صحيح ايضا.
ولكن السكوت ٲو الصمت السياسي والدبلوماسي السائد الآن ليس الّا انعكاس لمحدودية الرؤی وضيق الانفاس الصادقة عند اطراف النزاع، حيث اختفت منشطات الحراك العسكري واختفت معها تمظهرات رجالات الحكم في ادوارهم السياسية المناطة بهم.
صمتٗ يقطر الغضب ويعصر الانتقام، يتخندق من خلاله مَن ينتمون الی نفس الدولة ويحملون نفس الهوية الوطنية في متاريس اكثر صلابة استعدادا لفرص القضاء والنيل من هيبة الآخر.
لا اری من هذا الصمت واجوائها المخيفة الّا محاولات لاستيقاظ اباليس الشر من جديد رافعين باياديهم المبادرة متنصلون من كل حل ينذر ليوم اكثر اشراقا واستقرارا.
#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)
Mohammad_Taha_Hussein#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟