أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد طه حسين - عقود مع الشياطين














المزيد.....

عقود مع الشياطين


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 7719 - 2023 / 8 / 30 - 12:09
المحور: المجتمع المدني
    


ولادة قيصرية أنجبت ظاهرة اسمها (الدولة)، دخلت مدرسة الحياة، تحبو كعادة الرُضَّع، تستنجد بمن حولها لإرضاء ما تريد. إنتهت الحلقة الطبيعية الأولى من دورتها الحياتية دون أن تقف على رجليها أو حتى تتكأ على أشياء تساعدها على الوقوف الى أن تنتصب قامتها. دخلت السلم الثاني دون أن تنطق بجملٍ تُعبّر بواسطتها عن نفسها، انها حالة تثبيت على عادة طفولية بالمعنى الفرويدي للمفهوم، وبقاءٌ على مستوى أبستيمولوجي منخفض بالمعنى البياجوي للكلمة، وسقوط في هاوية فقدان الهوية بالمعنى الأريكسوني. مراحلٌ يجب أن تكتمل ملامحها إكتمالاً وبواطنها نضوجا، كل شيء في هذه الحياة وفي هذا الكون له دورته الحلقوية تتواصل هذه الحلقات فيما بينها بإنتظام، بحيث تتفق مع قوانينها سواء تكون هذه القوانين فيزيائية أو كيميائية أو بيولوجية أو سوسيوثقافية أو....الخ. عندما تختل توازن التحولات الحتمية تلك، تظهر مؤشرات معينة تدلّ أو بالأحرى تعزو الى نوع من العجز في توجيه الظاهرة الى مآربها.
عجز في النمو الطبيعي لشعبٍ،بمقاييس سوسيوسياسية وسوسيوثقافية أو أثنيكية. عجز ووهن في النمو الطبيعي لدولة أو وطنٍ،بمقاييس جيوسياسية وجيوستراتيجية. عجز في النمو الطبيعي لمجتمعٍ، بمقاييس سايكوسوسيولوجية. في النهاية عجز في إدارة هذا الكائن الذي قُذفنا فيه دون أن يكون لنا إرادة في بناء هذا العش أو البيت بالمعنى الظاهراتي للعش. دولة أطّرها لأهلها، الغانمون في مراهنات النفوذ والفائزون في الأهليّةِ لتشكيل نظام عالمي جديد، دخل أهل هذه الدولة في إمتحانات عِدّة، أسئلة لا قدرة لحلها إلاّ عند النوابغ في علوم السياسة والموهوبين في إدارة الأزمات التي خلقت أساساً لأجل تأجيجها يوما بعد يوم.
أسئلة ملَغّمة في السياسة لم يفلح سياسيٌّ في هذا البلد من عرب وكرد، قوميّ ودينيّ ومذهبي، شيوعي وبعثي وملكي، ديمقراطي وإشتراكي و... عن الإجابة عنها بالإتجاه الذي يرضي إله (السفنكس-الكائن الأسطوري أبو الهول) ويجلس في النهاية آمناً مؤمّناً على كرسي السلطة بحيث يستقر أحوال الناس والمواطنين داخل مملكته. الذي تمكن في كسب رضا الغول هو الذي وقع في أفخاخ الشياطين الكبار ولم يقدر على اللعب على أوتارٍ قد يكسب في النهاية اثرها ود أهله قبل أن يصبح دمية مُذِلّة لذاتها تستنجد دوما بالأباليس التي تعاقدت معهم وتستقوي بهم بدل أن تستقوي بأهلها.
أسئلة في السوسيولوجيا لم ينجح فيها أحدٌ من كهنة السياسة وأهل الشعارات المدنية، هم فشلوا في فهم مفهوم المواطنة والتعمق في دلالات هذا المفهوم. تداولوا المفهوم لغرض جماليات الخطاب الطائفي ذوي النزعة القبلمدنية، ونجحوا بالمقابل في إدارة التوحش أو الجهل، وهذا هو مُراد العقد بين الكائن المسمى (سياسي) والشيطان وذلك بغية بقاءه الى الأبد ضمن دائرة الألغاز.
أسئلة في الدين لم يفلح أحد من هؤلاء أن يرضي ذاته أولا ومن ثم الناس ثانية، وذلك بقصد الوصول الى الرضا النفسي والتوازن الروحي أو بالأحرى الترفع عن النفس والغوص في المتعاليات لأجل السيطرة على العقل وشطارة تسويقه.
أسئلة كثيرة لم يجد لها المتعاقدون مع الكبار أجوبة تضمن وجودنا الإنساني الكريم وتَعبُر بنا الى شواطيء الأمان بغية التمكن في السيطرة على حالة القلق الوجودي دون البقاء في دوائر الإحباط.



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية(الهوية،الانتماء،المسؤولية)
- آراء ساذجة تسآل!
- الاسهال الفكري!
- مدين لك
- من المماثلة الى الإختيار
- اوديب ملكاً الى الابد!
- متلازمة الانحطاط!
- موجود لا رأس له!
- الأمن الفكري والإيجابية الدائمة
- قصر النظر الميتامعرفي!
- نهاية الشخصية السياسية!
- رواية حاكم….حفريات ادبية في اغوار التأريخ
- ثقافة للبيع!
- عنصرية النص، تعليق للخيال الضيق….اليف شافاك نموذجا
- الجرٲة النفسية كشرط وجودي لحفظ الذات
- الانتماء الفطري والانتماء الحداثوي
- التلوث الذهني والذاكرة الموَسوِسة
- الصدمات والثقافةالنفسية
- عولمة الوباء واختراق الثقافات
- لعنة العولمة وٲهل القرية الصغيرة


المزيد.....




- إجلاء مئات المهاجرين الصحراويين قسرا من مخيمات في العاصمة ال ...
- منظمة حقوقية: 4 صحفيات فلسطينيات معتقلات بينهن أم مرضعة
- السفير الروسي ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقيل يبحثان ...
- قرابة 1000 لاجئ سوداني يفرون من مخيم للأمم المتحدة في إثيوبي ...
- جامعة كولومبيا تكشف تفاصيل حول المحتجين المعتقلين بعد اقتحام ...
- منسق الإغاثة الأممي جريفيث: مقتل عمال إغاثة في السودان أمر ل ...
- اعتقال سياسي معارض في جزر القمر لأسباب سياسية
- المحكمة الجنائية الدولية تطالب بالتوقف عن ترهيب موظفيها
- مقتل خمسة أشخاص بينهم أطفال في انفجار قنبلة بمخيم لاجئين شرق ...
- يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد طه حسين - عقود مع الشياطين