أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - عَنَاقِيدُ مَفْقُوءَة














المزيد.....

عَنَاقِيدُ مَفْقُوءَة


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7786 - 2023 / 11 / 5 - 15:20
المحور: الادب والفن
    


_عين :
يَجَْـأَرُ صَوتُهُ آلْمَفْجُوعُ رَاسِما خُرَافَـاتٍ وَرقَـابا وعناقيدَ مُعَلّقَةً وأبَاليسَ ...

_نون:
خرج ما يشبه آلكلامَ مكلومًا، مقطوعَ آلأنفاس، مجروحَ آلنبرات، خامدَ آلأوصال، فارغًا بلا هداية حتى صادف في مسيره يَدَ قابلة تحضن آلحياة، احتضنها متلهفا ظل معلقا طيلة آلممات .. يد القابلة يد عمتي والمولود أنا كعنقود ضئيل القد والحجم في فوطة حمراء أو صفراء أو زرقاء آلتُقِفْتُ قيلَ سقطتُ قيل هويتُ قيل وُلدتُ لغرارتي صدقتُ
_ألف :
ثم انصرفوا إلى ما كانوا فيه من ضوضاء مرحين يتسلقون الأشجار الوارفات يلونون الألسنة والشفاه بإيدام توت آلبراري وشفيف أفنان الجوز يقتلعون البصلات والطماطم من جذورها يقتاتون عُريشات النعناع نيئة يقطفون عرانيس الذرة يضعونها في جيوب جلابيبهم يلقون بسيقان الأشواك والأوراق اليابسة في الوادي المجاور ينزعون عناقيد الداليات المتعانقة وأشجار التين والزيتون يمضغون الحبيبات بأعشاش عناكبها بحليبها الحريف يهتفون .. آآآآآه ..

_قاف :
ولما طوَّقُوني، جمدتُ في مكانـي كالمُـسَمَّرِ .. أزحْتُ وُرِيْـقَاتِ التُّوتِ مِنْ بَدنِي .. شهرْتُ مَا تبَـقَّى لِي من ضَـغِـينَةٍ فِي عنقودي آلهزيل صوبتُها مباشرة في وُجوههِم وَطفقْتُ أُوَزِّعُ عليهِم بسخَاء كلَّ ما لديَّ من كَرَزٍٍ مُلَوَّثٍ بمخلفات الدباغ والقطران وسوء الحال جائرا بأعـلَى نشيــد: .. ها أنـَـذا ..

_ياء :
عنقود صغير باهت ذابل مُغَبر سَقط، في غفلة آعترتْه، على الأرض المُتْرَبَة والمساحات المُعَفّـرَة بفُتاتات ريح الصباح والمساء في خريف يبتدئ ولا ينتهي. يـرْنُـو إلى الأعلا حيثُ الدالية مستقرةٌ لا تزالُ أنساغُها تؤمنُ بدَوَام الحياة في الحياة، لكنها الآن تتَعرّى على مهل وفي كمد تتذكر نهارات الصيف المديدات المترعة بذُرَا الصبابة الصاخبة المثقلة بما نَضُجَ ينضج ولَمْ ينضجْ من القطاف العامرة بزوار الزواحف والطيور والهوام ... الدالية تَنْتَأ يبرز هيكلُها الشبحُ المُتخَشِبُ المُتشنِجُ الشّاحبُ كعظام شاردة فارغة نخرة لا شأْوَ لها لا حيلةَ لأفنانها في شَنآن الشِّتاءِ ... سرح العنقود هائما تالفا يهفُو إلى سماء تتبلد بغيوم ورذاذ ترسلُ نسمات تتحول رياحا صاخبة تلعب بما تبقى من مصيره الهش ليلفيَ نفسه في نهاية المطاف تحت أريكة مهملة من صفيح بارد لا إحساسَ له إزَاءَ بالوعة واد حار آسن بعيدا عن أمَيْمَتَهُ الحادبة، تَـعلكه أرجلُ عافسة يطويه زمنُ عاثـر يدفنه عالَم لا يبالي ...

_دال :
بعد ذلك، تضجروا من رؤية عربته تُجَرْجِرُ حمولَتها المنهوكة عبر الأزقة والشوارع، فقرروا ما قرروا خلسة كما كانوا يفعلون دائما؛ لكن عندما هموا بمعاودة فعلتهم في تلك الليلة الليلاء، هبطت على رؤوسهم عناقيد الأوباش كطير أبابيل من كل حدب وصوب تنبجس دفاقة تنير عيونهم شموعا من سجيل.

_عناقيد مفقوءة:
كساقية ودالية كان المقام بعيدا وأنا كنت شاردا كطيف سَحاب آبق جعلتُ أمر مثل شهقة صيف زافرة لا أقف لا أُعَرِّجُ لا أسَلِمُ بلا حنين ظللتُ بلا ذاكرة لم أفهم تلكُمُ العَرَصات لم تفهمني رغم أن العشاق هم أولئك الذين يحسون ببعضهم البعض عندما يشط بهم الفراق يتذكرون عناقيدهم آلمفقودة عبر غيابات الفصول في ملكوت مواسم الميلاد ولحظات الأفول

☆إشارات :
_(القصيدة، عنقود من الصور ... )
غاستون باشلار



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَلْمُفَقَّرُون
- بخصوص(جحيم بارد) لخليل حاوي
- غَبَشٌ
- الخطاطة السردية حسب المقاربة المدرسية
- ذَاكَ آلدَّمُ آلْفَائِرُ الَّذِي يَسْرِي فِي آلْعُرُوقِ
- صيغ التفضيل غير الرافعة
- ثآليلُ آلغَضَبِ
- تمردُ فرانكنشتاينْ شِيلِي
- رَضاع
- طَائِرُ آلْوَقْوَاقِ يَبْنِي عُشَّهُ مِنْ جَدِيدٍ
- قصيدة(من وحي واقعة وادي المخازن) للشاعر أحمد المعداوي
- قصيدة(القدس)للشاعر أحمد المعداوي
- اِغْتِيَالُ آلْقِرَاءَة
- تَاهْلَا Complexe plein air.. (قصة)
- بْلُوتُونْ peloton
- فِطَام
- ذِئْبُ آلْوِهَاد
- زَحِيييير
- لِيغَارَا لِيغَارَا
- يَمَّا .. مَمِّي .. مَاااايْمِي


المزيد.....




- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - عَنَاقِيدُ مَفْقُوءَة