فشل مجلس الامن يعني مزيدا من القتل

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7778 - 2023 / 10 / 28 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قٌدم أكثر من مشروع قرار الى مجلس الامن بخصوص هذه الحرب، الا انها جميعا فشلت، بسبب تعنت الجانب الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية على تضمين مشاريع تلك القرارات بند "حق الدول الدفاع عن نفسها"، والذي هو ترخيص ضمني بشرعنة عمليات القتل التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي.

مجلس الامن بدأت عليه الشيخوخة، فهو لا يستطيع ان ينجز قرارا واحدا، وهذا ناتج عن الانشقاقات الواضحة بين اطرافه الفاعلة، او ان قوى معينة بدأت تحزم امرها للرحيل عن "تبعية" أمريكا، فصار الفيتو ممارسة يومية، بينما كان نادر الحدوث، خصوصا بقضايا الشرق، يبدو انه بداية نهاية عصر القطب الواحد.

قد يشهد العالم نهاية حقبة مجلس الامن مثلما شهد نهاية حقبة عصبة الأمم، فهذا الفشل والانشقاق لن يمر بسهولة، لكنه بانتظار صراع اقوى وأقسى، قد تكون تايوان او إيران او أوكرانيا مادته الأساسية، فأن حدث او تطور أي صراع سيكون بمثابة الانفصال والطلاق النهائي بين القوى الكبرى، ومن ثم نهاية هذا التجمع المتحكم بالعالم.

بغض النظر عما قيل ويقال بحق مجلس العفن هذا، فان فشله في تبني قرار حول غزة يعني مزيدا من القتل والدمار، يعني مزيدا من المشاهد المرعبة لموت الأطفال؛ فإسرائيل هي عبارة عن الة عسكرية تدميرية هائلة، أنفق الغرب الليبرالي كل خزائنه لتقويتها عسكريا، وجعلها قوة تدميرية، وها هي تقتل وتدمر بوحشية، قصفت حتى طرق النزوح، لم يسلم شيء من آلتها العسكرية.

أمريكا وذيولها بريطانيا وفرنسا وألمانيا يرفضون بشدة أي وقف لإطلاق النار، بحجة ان ذلك يعطي متنفسا لحماس، وكان السبعة الاف قتيل، وعشرات الالاف من الجرحى والمفقودين تحت الركام، كأنهم من مقاتلي حماس والجهاد! ان هذه الدول الداعمة لإسرائيل هي تدرك جيدا ما تريد، هدفها هو المزيد من إراقة الدماء ومناظر الدمار لحماية الديموقراطية والليبرالية الإسرائيلية.

ان تاريخ السابع من أكتوبر-تشرين الأول قد خلع القناع عن هذه الدول وكشف حقيقتها، فمن السخف والبلاهة ان يقتنع المرء بعد الان-وحتى قبل الان- بديموقراطية العم سام وذيوله، فهم مجموعة مصاصي دماء وزومبيات العصر، تتجدد حياتهم برؤية المزيد من الدماء والدمار.
طارق فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل