أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - الراقصون حول النار














المزيد.....

الراقصون حول النار


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7765 - 2023 / 10 / 15 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظلّ حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة، والكارثة الإنسانية و البيئية التي تهدد حياة الناس الأبرياء، والمحاولات الأميركية لتصفية وتقويض القضية الفلسطينية، ربما يكون من المبكر الحديث عما سيؤول إليه المشهد الراهن وسبر أبعاده، ولكنه بالضرورة سيحدث تغييرًا كبيرًا على الساحة الفلسطينية، والإقليمية عربيًا واسلاميًا، وأيضًا دوليًا.
العملية العسكرية الاسرائيلية وصبغها بصبغة الحرب والتماهي الأميركي غير المفاجئ مع إسرائيل ليس كشريك استراتيجي فقط بل كعضو فاعل في الحكومة الاسرائيلية ومجلس حربها، لم تأتِ ردة فعل على العملية العسكرية التي قامت بها الفصائل الفلسطينية، لكنها أتت ضمن استراتيجية إعادة التوازن، واحتدام الصراع على الشرق الأوسط في ظل الصراع حول النظام العالمي الجديد والذي فتحت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الباب على مصراعيه للتمرد الاقتصادي والسياسي على الهيمنة الأميركية في المنطقة العربية ومناطق أخرى من العالم، وكذلك للتجاذبات الإقليمية التي جعلت من غزة رأس حربة وبصورة جليَّة لتلك الصراعات والتجاذبات، وفي هذا السياق جاء التدخل العسكري الأميركي بإرسال حاملتي الطائرات جيرالد فورد وأيزنهاور، ليشكل رادعًا للدول والمنظمات التي تساند القضية الفلسطينية أو فصائلها المسلحة في مواجهة عمل إسرائيلي جيو حركي مرتقب، وعلاوةً على ما سبق فإن الإدارة الأميركية ترى في استمرار القضية الفلسطينية دونما حل توافقي أو بفرض تسوية نهائية ستبقى عائقًا في المنطقة وستساهم في سقوط الاستحواذ الأميركي فيها، وهذا ما يبرر استغلال أميركا الحرب الإسرائيلية على غزة فسارعت بدفع قدراتها السياسية والعسكرية في محاولة جادة لإبقاء استحواذها في المنطقة وقطع الطريق على المحاولات الروسية المباشرة في المنطقة أو من خلال حلفائها.
من نافلة القول الحديث عن الشراكة الأميركية مع إسرائيل في حروبها المختلفة ضد العرب، فالغرب الرأسمالي ومنذ مؤتمر كامبل بنرمان 1907 الذي هدف إلى إيجاد آلية يحافظوا من خلالها على تفوقهم ومكاسبهم الاستعمارية لأبعد مدى، وإسقاط المنطقة العربية والاسلامية والحؤول دون تقدمها وانبعاثها من جديد فكانت إسرائيل لتغتصب فلسطين ولتشن حربًا على العرب بلا استثناء.
الشواهد التاريخية تؤكد أن إسرائيل لم تخض منذ إنشائها أيّ معركة دون دعم وغطاء غربي تزعمته بريطانيا ثم أميركا من لّدن عصابات هاشومير والهاجاناه والبالماخ التي ارتكبت العديد من المجازر والجرائم بدءًا من بلدة الشيخ و دير ياسين والطنطورة التي تمت تحت الحماية البريطانية ومهّدت الطريق لنكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره قسرًا وإقامة دولة الاحتلال على أنقاض تراب فلسطين، ومرورًا بالجسر الجوي لإمداد إسرائيل بالسلاح لكبح جماح نتائج حرب أكتوبر 73، وبمجازر بحر البقر في مصر، وصبرا وشاتيلا، وقانا في لبنان، وحرب الإبادة الاسرائيلية المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني تحت الحماية الأميركية الممجوجة، هذه البسطة التاريخية القصيرة لا لنعيشها بل لاستلهام الدروس لإدارة الواقع وتقدير موقف للمستقبل.
الموقف الأميركي الشريك لدولة الاحتلال يتطلب موقفًا عربيًا صلدًا مستلهمًا دروس التاريخ ومستجمعًا لقواه وأوراقه للضغط على أميركا لإعادة النظر في حساباتها الاستراتيجية في المنطقة والقضايا العربية خصوصًا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ويعمل على استعادة القضية الفلسطينية لمحورها العربي من براثن التجاذبات الإقليمية التي لم ترعوي في تقزيمها واستثمارها كورقة لتحقيق مصالحها السياسية، إذ أنه من المفارقات غير الواضحة ولا المفهومة استمرار تلك الأطراف دون تدخل حتى اللحظة باستثناء بعضًا من المناوشات التي لا تتلاءم مع ما يجري من تدمير لغزة فوق رؤوس ساكنيها.
وليس بآخر أليس من العجيب الغريب المريب في ظل الكارثة التي حلّت بغزة وما يحاك من مؤامرات على القضية برمتها أن نرى غيابًا للاتفاق على خط وطني عام يواكب التطورات على الأرض ويرسم الأهداف السياسية، ويعلي صوتًا رسميًا واحدًا يضع حدًا للراقصين حول النار.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكتوبر المجيد المنعطف الخطير
- جنين لا تفهم الرطن والترانيم
- قبل أنْ يُقَرع الجرس
- ثيوقراطية الاحتلال والخطوط الحمراء
- فتح في مهمة اقتحام العقبة
- الخطاب النَّصري في ميزان الشرق الأطلسي
- زلزال الاسكندرون وتداعياته السياسية
- فوضى خلاقة من سلوان إلى أصفهان
- الشّعب الفلسطيني يرفض الاحتلال بكلّ أشكالِه
- فيتو اسرائيلي
- مَنْ يُديرُ عجلةَ النارِ
- بن غفير لن ينتظر أحد
- القوة المشتركة 153 والسُعار الإيراني
- مَنْ يطلق الرصاصة الفضية
- معركة الأردنيين مع أسعار المحروقات شو هالكذبة
- حكومة الأغيار ماذا بعد ؟
- انتظار الموت على أبواب السلام
- اتفاقبة عاموس هوكستين
- أميركا على شفا الحرب الأهلية
- حرب النّفط تُشعل العالم


المزيد.....




- -حبت تكون زي أي صبية تنتظر مولودها-.. الأميرة رجوة تثير تفاع ...
- النيران تلتهم شاحنة على طريق سريع والسائقة عالقة فيها.. كامي ...
- مسؤول: روسيا تستهدف البنية التحتية للطاقة في لفيف غرب أوكران ...
- أفضل مدن العالم لتناول الطعام في عام 2024.. بحسب مجلة تايم آ ...
- ردا على مقترح بايدن.. نتنياهو يؤكد: شروط إنهاء حرب غزة -لم ت ...
- تعرف على المرأتين اللتين تتنافسان على منصب الرئاسة في الانتخ ...
- مجلس الدوما ينظر في منع نشاط مؤسسة كلوني في روسيا
- بوتين يهنئ باشينيان بعيد ميلاده
- الخارجية اللبنانية ترحب بخطاب بايدن عن غزة: حان الوقت لانسحا ...
- تونس.. الحكم على قيادي في حركة النهضة متهم بـ-مقتل رجل أعمال ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - الراقصون حول النار