أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - انتظار الموت على أبواب السلام














المزيد.....

انتظار الموت على أبواب السلام


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7444 - 2022 / 11 / 26 - 03:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حطّت الانتخابات الإسرائيلية رِحالها، وكشفت عن انتقال إسرائيل نوعيًا إلى المرحلة الفاشِية الرسميّة، واتّساع نفوذ الكهانية الإرهابية الصهيونية بما تحمله من توجهات نازيّة عنصريّة خطيرة، رأينا وقائعها تترى وتطّرد لجهة تشريع قوانين وتعديل أخرى لشرعنة الاستيطان وضمّ أجزاء واسعة من الضّفة الغربيّة، وتهويد القدس، والهيْمنة على المقدّسات الإسلامية والمسيحية فيها، وفي مقدمة ذلك ما يتطلّع إليه نتنياهو من العمل على توسيع دائرة الاتفاق الابراهيمي، وحلّ الصراع العربي الإسرائيلي مُتخطّيًا القضية الفلسطينية ومتجاوزًا لها.
هذه الصورة الساطعة للموقف الصهيوني من مسار التعاطي مع القضية الفلسطينية تقودنا إلى إعادة قراءة التاريخ من جديد والوقوف على منطلقات إنشاء هذه الدولة المارقة ومن يقف خلفها، حيث أملوا علينا قراءة الأحداث التاريخية وفق رؤيتهم لحصر الصراع بين العرب والمسلمين من جهة والحركة الصهيونية من جهة أخرى بطريقة دراكو لية مهّدت الطريق لمسلسل التّزييف التاريخي الذي سلكته الحركة الصهيونية منذ المذكّرة التي تقدّم بها الرحالة والمبشر الأميركي وليام بلا كستون عام 1891 إلى الرئيس الأميركي هاريسون، مطالبًا إياه بالعمل على عودة اليهود إلى فلسطين وذلك قبل وعد بلفور بستة وعشرين عامًا، ثم أردف ذلك موقف الرئيس الأميركي ويلسون صاحب شعار حق الشعوب في تقرير مصيرها -إلا الشعب الفلسطيني-، قائلًا بأسلوبٍ نبويٍّ توْراتي إنها لنعمة إلهيّة أن يتوجب عليَّ أنا ابن القسيس أن أستعيد الأرض المقدسة لشعبها، هذه القراءة الدراكولية أفسحت المجال أمام زعيم الحركة الصهيونية هيرتزل لإطلاق مقولته الزائفة التي اجتزأها الموصومون بالعَتَهْ التاريخي، عندما زار فلسطين في مطلع القرن العشرين حين قال علينا أن نمحو الفلسطينيين من الوجود لتصبح أرضًا بلا شعب لشعبٍ بلا أرض، فأخفى الرغاليون شطر العبارة الذي يعدّ أساسًا للنهج الدراكولي القائم على القتل والتشريد الذي انتهجته الدولة الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وأشاعت الصهيونية وأتباعها المقولة مُجتزأة لتردّد بين الناس فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
ما سبق يقودنا إلى معرفة حقيقة الموقف والمفهوم الأميركي المتواتر المتبنّي والدّاعم لاغتصاب فلسطين، أنه ثابت ومستمر ولم يتوقف بل أكّده الرّئيس الأميركي الحالي بايدن بقوله لو أن اسرائيل لم تكن موجودة لأوجدناها، فالتواتر الطبقي والروائي الأميركي حول فلسطين يثبت أن المشروع الصهيوني هو من الأولويات القصوى للسياسة الخارجية الأميركية و للدلالة على أهميتها أُنيطت بالبيت الأبيض حصرًا.
إن محاولات تسييل الأيدولوجيا العربية والإسلامية للقبول بإسرائيل، والاعتراف بالحركة الصهيونية مستمرة وتكاد أن تؤتي أُكُلها، وتتحول الصهيونية حاضنة للأمة العربية والإسلامية، وسَيُمَكَن الصهاينة في هذا المناخ السياسي المتأزم داخليًا واقليميًا ودوليًا من تسييل إرادة الشعب الفلسطيني وأيدولوجيته بالمال القذر، والأطماع الحزبية والفئوية.
يشكّل استمرار التعاطي الفلسطيني الرّسمي والفصائلي والنّخبوي بِذات الأسلوب القائم تجاه الأزمة الداخلية من جهة، ومع الاحتلال من جهة أخرى وذلك بالارتكان على الأمم المتحدة خيارًا استراتيجيًا وحيدًا يكاد أن يكون منعدمًا، وأيضًا الاعتماد على الخلط العَمدي الخبيث بين السياسة والإرادة الشعبية، وتغليب العقل التبريري والتسويغي المرتهن للإرادة الانتمائية، وتوظيف الدين في قيادة القطيع الجماهيري هاجسًا على واقع ومستقبل القضية الفلسطينية، وسيزيد من نجاح الاحتلال في فرض رؤيته على الفلسطينيين سواء فيما يتعلق بكافة قضايا الحل النهائي لمشروع السلام المنشود، أو استمرار الفصل السياسي بين غزة والضفة الغربية، وسيسمح له بتوسيع دائرة التطبيع، وسيقوّض من فرص إنهاء الاحتلال وإحياء الدولة الفلسطينية وفي القلب منها القدس الشريف .
وعليه فالمطلوب من القيادة الفلسطينية والفصائل المهيمنة والمصادرة للقرار الفلسطيني بمراجعة سياساتها التي أوقعت القضية الفلسطينية في منحدرٍ يعلوه سيْل جارف من التراجعات والتنازلات والانزلاقات التي يصعب مواجهتها بذات الأدوات والشخوص في الوقت الذي يُسطّر فيه الشعب بشبابه وفتيانه وزهراته كل يوم بل كل ساعة ودقيقة ملاحم بطولية تدكّ مضجع الاحتلال، فالشعب يريد قيادة تنقاد إلى آماله وتطلعاته لا قيادة تقوده نحو المجهول، قيادة قادرة على ترجمة قرارتها، وإخراجها من حيز التجميد والانتظار والمواءمة مع مصالح وتطلعات هذا الطرف أو ذاك، قيادة تعمل على ملاحقة أولئك الإرهابيين الكهانيين المجرمين في المحاكم الدولية وغيرها، الشعب لا يريد أن يموت جوعًا، ولا غرقًا ولا حرقًا ولا قهرًا، أو أن يبقى منتظرًا الموت على أبواب السلام .



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاقبة عاموس هوكستين
- أميركا على شفا الحرب الأهلية
- حرب النّفط تُشعل العالم
- مهسا أميني مؤامرة أم ثورة ؟
- الألفية الثالثة تشهد عودة الربيع الروسي
- خطبة الوداع يلزمها اتّفاق الضرورة
- خطاب الحسم
- 13 سبتمبر في الذاكرة الفلسطينية
- الحالة الفلسطينية بين الواقع والطموح
- أوروبا مُعَلّقَة على خازوق الغاز
- رصاصة واحدة تغتال مقتدى والنجف
- مَنْ يَرِثُ الرئيس
- مَنْ يبيعُ الوهمَ لِمَنْ
- اغتيال عقل بوتين
- هولوكوست برلين 2022
- 55 ساعة
- إلى أين تمضي غزة
- بايدن عاد بقرني حمار
- فلسطين ساعتان وحزمة رشىً
- أُم اللوز


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - انتظار الموت على أبواب السلام