|
غزة . . الصفعة الاستباقية لمحور الشر الغربي / الجزء 4 ( أ )
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7763 - 2023 / 10 / 13 - 00:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل الخوض في موضوعنا احب تقديم ملحوظة لقارئي المهتم المتابع ، بأنه سيجد أني قدمت هذا الجزء 4 وربما ما سيأتي بعده ، بينما اخرت كتابة الجزء 3 المفترض نشره بعد الجزء 2 وفق التسلسل الطبيعي ، والسبب يرجع – وفق تقديري – لتسارع احداث حرب الإبادة العنصرية المتوحشة تجاه فلسطينيي قطاع غزة ، والذي – وفق استقرائنا الفهمي – حاولنا استباق ما ستذهب إليه محصلة هذه الحرب و. . لا يزال وعينا النخبوي العربي مجمدا في فهمه الزائف الفاقد إدراكا للحقيقة عند زمنية تفجر المواجهة في 7 أكتوبر 2023م وثبوته في حدود اسبوعها الأول بينما يكون الزمن الموضوعي قد تجاوز – ذلك الفهم وحتى بضبابيته المربكة حينها – ليتفاجأ لاحقا بناتج محصلة تلك الحرب . . الطارحة ( حقيقة واقعية ) إما انها كانت مؤشراتها غائبة لديه او كنا متجاهلين لها – بفعل وعينا الزائف – كنا نلحظ تلك المؤشرات ولكنا لا نوليها " أهميتها المحورية " بقدر ما كانت تعد بالنسبة لنا أمور ثانوية اقرب للعرضية . . ملحقة بطبيعة الصراع بصورته المتفجرة ، كمسألة سرعة المساندة الامريكية والغربية لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي – صاحب اسطورة الآلة الحربية التي لا تقهر – في مواجهة مع فصائل مقاومة محدودة التسلح البدائي ومحدودة القوة البشرية ، والمطوقة كليا من كافة الاتجاهات بالحصار العسكري لجيش بمئات الالاف من الجنود المزودين بأنواع أسلحة الدمار الشامل ، وإحكامها التمشيطي بمساندة استخباراتية اكثر تطورا في العالم ، وذلك لاعتقال الناشطين والمشتبه بهم وتدمير بيوتهم وهتك اسرهم ، الى جانب تدمير كل الأساليب والأدوات – المشتبه بها – أن تستخدم ضدها بما يعرف ب المقاومة المسلحة – ووفقا لوعينا التوهمي أن سرعة الاستجابة الامريكية بتزويد إسرائيل السلاح والقذائف والغطاء الملاحي الإلكتروني الى جانب المال والمشاركين معها – بمسمى خبراء فقط ومجاميع قوات خاصة إما بمرجعية استخباراتية صرفة تقوم بعملياتها داخل قطاع غزة تحت ذريعة تحرير الاسرى الأمريكيين والأجانب من قبضة حماس ، وإما تقوم بعملياتها خلال انتقال الجانب الإسرائيلي في طابع حربه الى الاقتحام البري لقطاع غزة – الذي تم افنائه عبر القصف المروع بعشرات الاف الاطنان من الصواريخ والمدافع من الجو والبحر والبر – وذلك كمرحلة أخيرة للحرب الإسرائيلية يتذرع فيها بتحقيق قضائه الاجتثاثي الكامل لحماس وقوى الجهاد الإسلامي . . حسب زعم إسرائيل – بل أن المساندة الامريكية ذهبت الى استحضار اسطولها الحربي الحامل للطائرات والمزود بأحدث أسلحة الدمار المتنوعة الى جانب احدث أنظمة الرادارات شديدة التعقيد . . الى البحر الأبيض المتوسط كعصا غليظة تلوح بها أمريكا ضد من سيسعى للتدخل في الحرب الإسرائيلية - أي توسيع نطاق المواجهة – تهديد سافر لكل من سيفتح متخوف الجبهات الخارجية متعددة الأطراف ضد اسرائيل ، تحديدا موهم إيران وحزب الله والجبهة السورية – وهو الاسطول الذي كان مخططا له التوجه ليكون متواجدا في منطقة الحرب الروسية الأوكرانية – تهيء لنا عقولنا بفهم قناعاتي أن سرعة المساندة الامريكية والغربية لإسرائيل من اليوم الثاني او الثالث من انفجار حرب المواجهة . . انه امرا طبيعيا ، كون إسرائيل تمثل ربيبة أمريكا المدللة ، وتعد صنيعة وجودها بما يخدم المصالح الامريكية بصفة خاصة ويخدم مصالح الغرب بصفة عامة . . في معول ما تطلق عليه مسمى ( الشرق الأوسط الجديد ) ، والذي مخطط فيه أن تكون كل بلدان المنطقة مقبوضة بتبعية مطلقة لأمريكا ، بينما تحظى أوروبا في شراكتها الذيلية بإجازة مفتوحة لتدويل رساميلها وغاياتها المستغلة لهذه البلدان بما لا يتعدى فوقية المصالح الامريكية قياسا بها – ومن هنا وفق هذا الاعتقاد الفهمي والتصوري لا يمثل الدخول الأمريكي والغربي في الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة . . سوى ( عاملا ثانويا ) مساندا لطرف الكيان الصهيوني ، وأنه لو عنصر المفاجأة لما قامت به المقاومة الفلسطينية ، الذي هدم اسطورة الجيش الذي لا يقهر واحدثت إرباكا للآلة الحربية الإسرائيلية . . ما طبعها بالتخبط والخسارة الفادحة التي منيت بها خلال الأيام الأولى من اندلاع الحرب – لولا ذلك لما كان لأمريكا سوى أن تلعب دورا لوجستيا مثل أوروبا وتغريرا لحقائق الوحشية الحربية التي تقوم بها إسرائيل – فلم يكن تدخلها الفعلي إلا لإعادة التوازن للآلة الحربية للنظام العنصري الصهيوني . وعودة لأصل موضوعنا ، والذي سيقودنا توغلا فيه دون أوهام وبفهوم سطحية نخدع من خلالها ، وذلك في بحث ما هو جوهر الحقيقة لتفجر هذه الحرب ، وبطابعها البربري المخالف كليا للمنطق والقوانين الدولية والأخلاق الإنسانية العامة . . بل والأخلاق المعتمدة التعامل بها خلال حروب الاقتتال المسلح ؟ وخلال معرض البحث عن إجابة التساؤل المركب السابق ، سنجدنا – مجبرين – الخوض في متلون فهمنا للحقيقة لقائم الحرب الجارية ، حيث تختلط عندنا تلك المتلونات الصورية المدركة حسيا وبسند ادراكي فكري مجرد مخزون في ذاكرتنا عن واقع ارث الصراع التاريخي الحديث العربي – الفلسطيني وإسرائيل فيما يعرف بالقضية الفلسطينية والوطن الفلسطيني ، خوض ينزع نحو تفكيك صور الحقيقة المتجلاة لنا ، بما يمكننا من تمييز الجوهري منها من الأساسي والثانوي والعرضي – والذي عندها سنكتشف طبيعة الخلطية غير الواضحة وغير الصحيحة في حكم قناعاتنا وتصوراتنا التي نعتقد بها ونفسر من خلالها هذه الحرب القائمة – وهو ما سيقودنا الى استباق نتائج محصلة الحرب الجارية بل الوصول الزمني لتحققها ، وهو ما لن يجعلنا مصدومين غير متصورين ومتألمين ومشلولي الفعل عما سيأتي وقتها ، ومن جانب اخر ربما بانجلاء اصل الحقيقة لدينا – التي ظلت غائبة قبلا عنا – وهو إدراك سيعد استباقي لمجريات سريان الحرب القائمة ، والذي يمكن لنا عندها قطع نتائج المحصلة النهائية عن الحرب التي ستمثل وبالا سلبيا لم نكن نتصور الوصول إليه وما سيحكم وجودنا وحياتنا اللاحقة من خلاله لأزمان طويلة قادمة – وهو القطع الذي سيوجه فعلنا نحو تعديل نتائج تلك المحصلة بما يحفظ وجودنا وقيمتنا المستقبلية – وهو الذي سنتناوله لاحقا بعد هذا الجزء .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غزة . . وملوث العقل النخبوي العربي / الجزء 2
-
ملوث العقل النخبوي العربي خلطيا / الجزء 1
-
صوت العدالة . . لنصرة الشعب الفلسطيني
-
الجزء 3 / هل للعدالة . . أن تكون حقيقة واقعا
-
النص وقراءة في الحداثة / من مؤلفي قراءة في الحداثة والإتساق
...
-
ح 21 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال
...
-
الجزء 2 / هل للعدالة . . أن تكون حقيقة واقعة
-
ح 20 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال
...
-
هل للعدالة . . أن تكون حقيقة واقعة
-
لا تتركوني وحيدا
-
ظلمة ليلة . . ممطورة بالقذائف - ( عن ذاكرة قريبة بوهم الثورة
...
-
ح 10 / اليمن . . ما يحتاجه لعيش العصر بعد الحرب - أسس إعادة
...
-
ح 9 / اليمن . . ما يحتاجه لعيش العصر بعد الحرب - أسس إعادة ب
...
-
جزء 2 / اليمني وجينات حفظ الحرية
-
ح 19 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال
...
-
جزء 1 / اليمني وجينات حفظ الحرية
-
ح 18 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال
...
-
الصلصال / بضعة شهور عن زمنية قيام الوحدة اليمنية / قصة قصيرة
-
ح 18 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال
...
-
ح 8 / اليمن . . ما يحتاجه لعيش العصر بعد الحرب / - أسس إعادة
...
المزيد.....
-
مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار
...
-
مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا
...
-
حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار
...
-
السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
-
الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
-
بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
-
منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
-
السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل
...
-
نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر
...
-
السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|