|
ملوث العقل النخبوي العربي خلطيا / الجزء 1
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 00:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يزال الوعي الأيديولوجي الزائف القديم يحكم ( العقل العربي ) ، حتى بعد حدوث متغيرات واقعية عالميا ومحليا في بلداننا العربية منذ بدايات العقد الأخير من القرن العشرين ، والتي حملت معها مراجعات فهمية لمكونات الوعي النخبوي وبنى القناعات الفكرية والمعتقدية ، خاصة تلك المنكشفة بكونها كانت من مؤسسات الوعي الزائف الأيديولوجي الجزئي من كلية الوعي ، والذي أثر عليه سلبا دون دراية منا بذلك . ومن مؤسسات زيف الوعي الرئيسية : 1 – تصنيف الفكر والموقف الفكري في مختلف القضايا والمسائل – بين النخب - على أساس الانتماء السياسي الايديولوجي ( الضيق ) التعصبي ، ما يقيم غياب الاتفاق . . حتى بين النخب والقوى غير المتضادة حقيقة فيما بينها – بغض عن الفكر الأيديولوجي المعتنق . 2 – استمرار إرث الصراع الفكري – عربيا – بين النخب على أساس التصنيف لمرجعية الفكر المعتنق ، والمعبر عنه ب ( التقدمي ، الرجعي ، والوسطي ) ، وأضيف لذلك التصنيف معاصرة ما يعرف بالفكر ( الانتهازي ) . 3 – الانقيادية التلقنية – التي ينفيها عن نفسه كل فرد من النخب العربية ، وذلك في كل مختلف الأمور والقضايا ( النظرية والممارسية ) و . . حتى الأحداث الواقعية المعايشة – الحديثة والراهنة – من حيث الفهم والتفسير والتعليل والتبرير والحكم في محدد موقف افراد النخب .
وقد بينا في عدد من مؤلفاتنا وعشرات إن لم تكن بالمئات من المقالات التي نشرناها حول مبحثي ( العقل العربي ) و ( الوعي العربي ) عند كل من النخب والعامة لإنسان مجتمعاتنا ، والمجتمعة بمؤشر شبه احصائي تقريبي : أن سيطرة الوعي العاطفي والايماني المعتقدي المجرد ← من ما أسس وجود جزئية من الوعي الحاضر موسوم ب ( الزيف ) ، ولكون العقل العربي مسيطر عليه عبر التاريخ ( الوعي العاطفي والايماني المعتقدي المجرد ) ، ليطبعه بنيويا ب ( العقل العاطفي ) – حتى في مختلف الأمور المدركة موضوعيا ووضعيا عبر ( العقل المنطقي ) ، فإن تلك الادراكات يخرجها عقل المرء ويوجه موقفه الفكري والممارسية على أساس عاطفي بمقتنع غيبي انقيادي التأثير – دون ادراك الواحد منا بذلك .
أما من مستحدثات مراجعة الوعي والقناعات في منكشف أبعاد الزيف التي علقت سابقا في عقولنا – واطلقت عليها نخبنا ( السياسية والثقافية ) بمسمى ( أخطاء فكرية او قصور فكري ) انتجته طبيعتنا العربية الموسومة ب ( التحيز التعصبي الضيق ) . ومن تلك المراجعات : 1 – اختلاف الفكر – بادعاء انتهاء الأيديولوجية – بين فكر علمي واخر غير علمي ، أو فكر موضوعي مقابل فكر ايماني غيبي الاعتقاد – وهو الموهم الحداثي ( الزائف ) في مسألة ( القبول للآخر ) بتقبلنا للفكر الغيبي والخرافي وفكر إعادة انتاج القديم بشكلية عصرية . . لتقبل فكرنا اللاديني – العلمي تعايشا وشراكة !!! 2 – محدد الصراع الفكري اجتماعيا بين اتجاه الحداثة والمدنية وبين اتجاه التشبث بقيم الماضي . 3 – على صعيد الممارسة الصراعية اجتماعيا بين معارضة وسلطة ، بين نخب قوى مدنية ( تطلب إدارة الصراع سلميا ) وبين نخب قوى تقليدية ( تؤمن بإدارة الصراع تصفية وعلى أساس الغلبة ) – وهو ما تمظهر ( في شلل فعل قوى التغيير وفشل فكرها النخبوي مقابل القوى التقليدية ونجاح فكرها النخبوي واقعا ) ، حين قادت تلك المراجعة الفكرية والموقفية ( الساذجة والخاطئة جوهرا ) في دخول القوى الدينية السياسية ضمن مكون المعارضة – فلم يفرق عند النخب السياسية أن الضرورات الظرفية المؤقتة يمكن قبول تلك القوى المضادة لها تاريخيا في مسمى ( التكتيك الآني لا أكثر ) ، بينما لا يمكن مطلقا أن تكون شريكا حقيقيا لها في بناء التحول المدني المعاصر – حتى انها من اوهامها ( تتجاهل بسذاجة ) حقيقة تحول القوى الدينية الى المعارضة ، بكونه جوهرا ومضمونا لا تزال وتظل ربيبة نظم الحكم الاستبدادي ، وهو ما يجعلها تنتقل الى المعارضة بكل ما تمتلكه من تاريخها الماضي العلني بسلطات الحكم المتخلفة ، بينما تجد كل قوى المعارضة الاصلية قد جردتها سلطات إرهاب الحكم التقليدي كل قواها عبر تاريخها الحديث . . حين فتحت الكذبة المسوقة غربيا لدينا بتحولنا نحو التعددية الديمقراطية . 4 – أما اخطر محصلة عن تلك المراجعات ( الفكرية المعتقدية والممارسية ) - الرجعية الحقيقية – نشوء شيوع تعممي في نخبنا العربية والذي أصبح متسيدا واقعا في بلداننا العربية ، والمتمثل ب ( الانتهازية ) الفكرية والممارسية – حيث يلون اليساريون والوسطيون الموضوعيون – أي الوظيفيون – بين أفكارهم الأيديولوجية الوضعية ومحمولاتها الفكرية الدينية والغيبيات المجردة . . بما فيها الأسطورية والخرافية ، ويلون أصحاب الفكر الديني والغيبي الخرافي تخريجات بمحمول الفكر المنطقي والعلمي ، بما يكشف خللا فكريا وسلوكا ممارسيا في الواقع لعموم غالبية افراد النخب العربية بتماهيهما فيما بينهم رغم علانية اختلافهم بمعرف التيارات الفكرية والسياسية – بحيث لم يعد هناك وضوحا لانسان المجتمع في التفريق بين النخب من تحمل مصالحه وقيمة وجوده المستقبلي – فكان واقعا تزايد لقوة القبض الواقعي لقوى التخلف وعناصرها المثقفة الانتهازية ( الحداثية خداعا ) المدعية بخطاب العلمية والمدنية الحداثية والتحررية ، مقابل منح ( انتهازيات اليسار والفكر العقلاني الموضوعي ) طابع تسيدها الواقعي بتشارك كامل لإنهاء المثقفين النوعيين القيميين ، وهو ما انتج وجودا ( مشوها فكرا واخلاقا ) لمعبرات العقل العلمي ، وهو ما قاد ويقود الى انحسار وضعف فعلي وتناقص وجود وشعبية لقوى التحول المدني وحملة فكرها وعلمها .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صوت العدالة . . لنصرة الشعب الفلسطيني
-
الجزء 3 / هل للعدالة . . أن تكون حقيقة واقعا
-
النص وقراءة في الحداثة / من مؤلفي قراءة في الحداثة والإتساق
...
-
ح 21 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال
...
-
الجزء 2 / هل للعدالة . . أن تكون حقيقة واقعة
-
ح 20 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال
...
-
هل للعدالة . . أن تكون حقيقة واقعة
-
لا تتركوني وحيدا
-
ظلمة ليلة . . ممطورة بالقذائف - ( عن ذاكرة قريبة بوهم الثورة
...
-
ح 10 / اليمن . . ما يحتاجه لعيش العصر بعد الحرب - أسس إعادة
...
-
ح 9 / اليمن . . ما يحتاجه لعيش العصر بعد الحرب - أسس إعادة ب
...
-
جزء 2 / اليمني وجينات حفظ الحرية
-
ح 19 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال
...
-
جزء 1 / اليمني وجينات حفظ الحرية
-
ح 18 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال
...
-
الصلصال / بضعة شهور عن زمنية قيام الوحدة اليمنية / قصة قصيرة
-
ح 18 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال
...
-
ح 8 / اليمن . . ما يحتاجه لعيش العصر بعد الحرب / - أسس إعادة
...
-
تهويدة . . إفك الحصار
-
ممهدات اسس التحول لليمن بعد انتهاء الحرب
المزيد.....
-
تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال
...
-
الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في
...
-
اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م
...
-
ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
-
على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا
...
-
بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
-
حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن
...
-
مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى
...
-
نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
-
مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|