أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - أنا وكيتي














المزيد.....

أنا وكيتي


محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)


الحوار المتمدن-العدد: 7757 - 2023 / 10 / 7 - 23:33
المحور: الادب والفن
    


للأطفالِ مَيّلٌ كبيرٌ نحو الحيوانات الأليفة منها وغير الأليفة وأحياناً كثيرة تنتابهم نزعات قوية لإقتناء واحد أو أكثر من تلك الحيوانات
وتبدأ رحلة الاقتراحات والمفاوضات ومحاولات الإقناع من الطفل لوالديه والعكس وغالباً ما تنتهي بإنتصار ذلك الكائن الصغير حجماً القويُ تأثيراً والأطول صبراً على التفاوض وكان هذا الحال معي وإبني الصغير ،له أختين أكبر منه كانت طموحاتهم في مثل سنه أبسط بكثير فكان حلمهن عصفورة أو سمكة فتحقق الحلم بسهولة و كان لهما ما أرادا أما ذلك الصغير الذي يخاف ويرتعد إذا أطفأنا نور الحجرة التي يتواجد بها لأي سبب ،،
كانت أحلامه غير متوقعة وكان حلمه الأول أن يقتني أسداُ صغيراً نعم أسد هكذا كان طلبه بكل ثقة منه وذهول مني ومن أمه وبعد شرحٍ طويل وجدال وتبادل حجج بيننا توصلنا لإستحالة تحقيق مطلبه وإن كانت علامات وجهه تبدو غير مقتنعة بما قدمنا من أسباب للرفض فيقترح قرداً أو نسناساً بدلاً عنه
ويؤكد هو أنه يمكنه ترويضهم وإستئناسهم فقد طالع الكثير من فيديوهات على اليوتيوب لأشخاص تعايشوا مع قردة ونسانيس وكم كانوا سعداء بحياتهم معهم وهنا ينفذ صبري صارخاً فيه كفاية عليَّ قرد واحد اللي هو حضرتك قرد ايه اللي عاوزني أعيشه معايا في البيت أنت تختار سمكة عصفورة سلحفة أو حتى فأر هامستر مفيش مشكلة أكتر من كده مفيش فيباغتني لا كلب هاسكي (مين ) كلب ايه يا حبيبي هاسكي!!!! و أنت كمان عارف الهاسكي؟! بلا خجل  يا حبيبي  وبكل صراحة ووضوح أنا بخاف من الكلاب  أيوة ومش مكسوف أني أقول إني بخاف منها عادي جدا إني أخاف  وبعدين تربية الكلاب حرام ومش هينفع نخليها في بيتنا والكلب عاوز رعاية
وإهتمام وأنت صغير إنك تهتم به وأنا مش فاضي ومش معقول نخلي والدتك أو واحدة من اخواتك هي اللي تهتم بالكلب فبلاها كلب
واجيب لك عصافير أو حتى أرانب وبالمرة نأكل منها لما تكبر وطبعاً ،، يستمع لكلماتي
وعلامات وجهه ترتسم عليها علامات استهجان واستغراب وسخط وتعبيرات كتيرة جداً وفكر قليلاً وبصوت حازم  صرخ هات لي  قطة
ومش هقتنع بأي سبب للرفض منك يا بابا
وجدتني أتهامس بيني وبين نفسي :
(هو لا يعلم أني أرتعب من القطط و يقشعر بدني و يقف شعر رأسي منها لكن ملامح وجهه و نظرات عينه المستعطفة جعلتني بلا وعي أوافق )فإنفرجت أساريره و قفز يحتضنني
ويقبلني بسعادة لا توصف وسط إندهاش والدته وإخوته من موافقتي وبدأنا رحلة البحث عن قطة رحلة لم تكن طويلة فبمكالمة منه لخالته والتي لديها عدد من القطط حديثة الولادة أهدتنا إحداها وكانت تلك الصغيرة التي بدلت أحوالي ،، كانت قد أتمت الشهرين حين وصولها منزلنا صغيرة جداً بيضاء هادئة خائفة تختبئ منا ويقشعر بدني من مجرد تخيل وجودها في غرفة نومي ليلاً لذلك كنت حريصاً على إغلاق باب حجرتي جيداً قبل النوم بعد التأكد من وجودها خارجاً ولأن السكر يوقظني عدة مرات في ساعات الليل وأضطر لفتح باب الحجرة والخروج والعودة وفي تلك الأثناء تكون تسللت للداخل في غفلة مني وبعد أن أعود لفراشي أنتفض بمجرد شعوري بحركتها داخل الغرفة أو ملامستها أي من أطرافي وأنا مغمض العينين ويجافيني النوم باقي ساعات الليل لذلك قررت التأقلم معها والتعرف على كيفية التعامل معها وبحثت عن كيفيةملاطفتها عبر شبكة الإنترنت وإتبعت بحذر ما قرأته فإذا بها تتودد إليًَ هي الأخرى وتتمسح بي وتهرول نحو الباب عندما تسمع صوت مفاتيحي وتأخذ في الالتفاف حول ساقي محتكة بها وأنا أحاول التماسك أمام الأولاد
يوماً بعد يوم خفت حدة توتري وخوفي منها
وأظنها شعرت بذلك فأصبحت أنا الأقرب لها بالمنزل ، تشتعل غيرة زوجتي وبناتي كنوع من المزاح حينما يجدوني أسأل أول ما أسأل عن أحوال كيتي و هل تناولت غداءها وعشاءها أم لا وحين تقترب مني كيتي فجراً وتنظر إليٌ أفهم من نظرتها ما تريد فأسارع بوضع  طعام
ومياه نظيفة لها ،، تكبر يوماً بعد يوم ويكبر معها حبي وحناني عليها وكأنها قطعة مني أصبحت سعيداً بها حين  تودعني وتستقبلني
وتلتف حول ساقي وتحتك بها وتجري أمامي ترغب في اللعب معي فأستجيب لها وألاعبها حتى لو كنت مجهداً .
منذ أيام أجريت جراحة في ساقي وعُدت لمنزلي محملاً على الأعناق والكل قلق علي حريص على راحتي ولم أكن أتخيل أن تكون كيتي تلك القطة الصغيرة مستوعبة الأمر تتحاشى ملامستي كما كانت منذ أيام
تخشى الاقتراب مني حتى لا تتسبب لي بآلام تقف على بعد أمتار مني تنظر بعيون مليئة بالحب و الحنان حين بدأت الحركة مستخدماً مشاية أتنقل بها من سريري لدورة المياه أجدها تسير بمحاذاتي و كأنها تحرسني و تخشى علي من السقوط لم تقترب أو تحتك بساقي المصابة
وبالنهار ساكنة تقضي معظم وقتها ناظرة من النافذة للسماء أو تبادلني النظرات من بعيد
لم تقفز على رجلي لتحثني على مداعبتها
و لم تفترش السرير أسفل قدمي كما كانت تفعل كل مساء بل إكتفت بإفتراش الأرض بالقرب مني وحين يتعذر علي النوم من ألمي أجدها تنظر إلي وكأن عينها تدعو لي بالشفاء
اليوم حين بدأت أتعافى أول ما حرصت عليه أن أمد يدي نحوها لأرى ماذا ستفعل فإذا بها تقترب من يدي و تحرك رأسها بين أناملي
وكأنها تقول إشتقت للمسة يدك ؛تفتح و تغمض عينيها بسعادة و إمتنان جعلتني أفهم أن تلك القطة تشعر وتُدرك وتهتم وتُعبر كما الإنسان .



#محمد_عبد_الحليم_عليان (هاشتاغ)       Eng.mohamed_Abdelhaleim_Alyaan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأعود
- أحببت البكاء
- بعد منتصف الليل
- الاحتياج
- دفاتر الذكرى
- لو عادوا
- أفيقي
- أنا وأنت
- رسالةإلى أمي الحبيبة
- أدركت النعمة
- للخوف ثمن باهظ
- العصا السحرية
- لست بهيمتك
- ضياع
- عصر الفتن
- الصحوة
- نقطة تحول
- مراهقة متأخرة
- وأد طفولة 2
- وأد طفولة


المزيد.....




- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - أنا وكيتي