أَيَّتُها السَّابِحَة في مُنْعَطَفات غُرْبَتِي
تَعَالَي مَعَ طُيُورِ الفجرِ
معَ هُبُوْبِ نُسَيْمَاتِ الصَّباح
يا صديقةَ الليل
تعالي وامْسَحِي عَنْ قَلْبِي
أوجاعَ السّنين ..
تَعَالي نَسْمَعُ سَويةً
أغاني الغجر
نُعْلِنُ سُخطنا الأبديّ
في وجْهِ الطُّغاةِ ..
سُمُومُ الحياةِ
مُنْبَعِثَة مِنْ رُؤى البشرِ
آهٍ ..
تتعاظمُ يَوْمَاً بَعْدَ يَوْمٍ
جَنَازات هذا العالم ..
لِمَاذا لا يعقدُ الإنسان
صِلْحَاً مَعَ الآلهة؟
كلُّ رؤيةٍ تقودُ
إلى مَقْتَلِ طفلٍ بريء
جريمةٌ نكراء!
وكلُّ وطَنٍ لا يحافظُ
عَلَى أجْنِحَةِ شَبَابهِ
وَطَنٌ مَصْلوبٌ مِنْ خاصِرَتِهِ!
مَتى سيتعلَّمُ الإنْسَان
مِنْ اخضرارِ المروجِ
وَشمُوخِ السَّنابل
أبْجَدياتِ العطاء؟!
سأنتظِرُكِ حتَّى بزوغِ الفجرِ ..
كَمْ أرْغَبُ أنْ أنثرَ
رَحيْقَ الزّهورِ فوقَ وَجْنَتيكِ!
تعالي أيّتها التائهة في براري الرُّوح
نَمْسَحُ عَنْ جَبْهَتيْنَا
غُرْبَة الأيَّام!!
ستوكهولم: تشرين الثاني (نوفمبر) 1994
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]