تَنْتَظرُني بتلهُّفٍ واضحٍ ..
حالما تَجدُني
تموءُ بِمَرحٍ
ثمَّ تركضُ نحوي
حالما أفتحُ لها بابَ البناية
ترفعُ رأْسَهَا الصغير ..
تشكرُني ..
أشعرُ ذلكَ
من خلالِ عينيها
تعبرُ قبلي
بعد أن تداعبَ قدميّ
تصعَدُ درجتين
ثمَّ تُديرُ رأسها نحوي
تموءُ بإيقاعٍ وداعيّ
تُتَابِعُ صُعُوْدها ..
أتأمَّلُهَا بذهول!
عندما تَصَلُ إلى نهايةِ الدَّرجِ
تَمُوءُ بصوتٍ عالٍ
تفتحُ امرأةٌ عجوز بابَهَا
تُتَمْتِمُ بفرحٍ ..
تفتَحُ يَديها بارتعاش
تَنْحَني قليلاً
فتنطُّ بينَ أحضانِهَا
أنْدَهِشُ لا ستجابتها الاحتضانيّة
تربِّتُ العجوزُ بحنانٍ على ظهرِهَا
تتغلغلُ أصابعُهَا المعروقة
بينَ وَبَرِهَا الناعم ..
تقبِّلُ جبينَهَا
كأنّها ابنتها البكر!
أسائلُ نفسي
مَنْ سيفتحُ لها الباب
في الميعادِ المناسب
لو أنتقلُ من هذا الحيّ؟!
ستوكهولم: 23 .1 . 1997
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]