أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - أواهٍ .. ما هذا الانشطار؟!















المزيد.....

أواهٍ .. ما هذا الانشطار؟!


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 498 - 2003 / 5 / 25 - 07:50
المحور: الادب والفن
    


(أواهٍ .. ما هذا الانشطار؟!) ..

أيّها الأحبّة القرّاء والقارئات:
أقدّم لكم كلمة مقتضبة للشاعر د. الأب يوسف سعيد، المنشورة على ظهر غلاف الديوان، ثم يليها القصيدة الأولى.

ذاكرتي مفروشة بالبكاء        
                                       د. الأب يوسف سعيد
ذاكرتي مفروشة بالبكاء،
عنوان ديوان جديد للشاعر صبري يوسف. كأنَّ عنوانه مُنْبَعِث من حفيف طير البَلَشون الخرافي .. يشعلُ النارَ في غابات نور قصائده، ومن كرِّ السنين يحبكُ ضفيرة أعوامه من تراكمات الجراح النازفة من جنبات غربة أيّامه وشهوره ولياليه ..
إنّه الشاعر المتمرِّد، المتحدّي بعنف شرور ومشاكسات عصره، وعندما تحاوره بعنف، يجيبكَ بهدوء: تَمَهَّلْ قليلاً لأنَّ روحي متجلّية، تُحبِكُ خيوط قصيدة جديدة "حكايتي أسطورة مؤطَّرة بالطين!".
الطين يحيقُ به، يحاصره بوداد، يكاد أن يخنقه. أَليسَتْ عوالمه السفليّة، جدرانها مُسيّعة ومُشَبَّعة بطينٍ أحمر؟! .. وتبدو تَشبُّعات الطين واضحةً في قصائده، وتلكَ تُعَدُّ إحدى حيثيات طقوسه وأساطيره في تحدّيه وتمرُّده لاعوجاجات هذا الزمان!
غداً في أوسع قاعات المدينة العاصمة، يفتتح صبري يوسف معرضاً لقصائده، وسيقرأُ لنا قصيدته البكر "أين سترسو سفينتي؟!" .. يسألُ وكأنَّنا نحن قرّاؤه نسأله، فيجيبنا بلغةِ عصيانه وتمرّده على خلخلات علاقات الإنسان مع الإنسان!
إنَّه الشاعر الصادق الَّذي يمارس طقوسه الإبداعية، محفوفة بطاقة جريئة من جسارته واقتحاماته النادرة لتجسيد البقع الحمراء الْمُتَشَرْشِرَة من جسَدِ الكون .. وسوف يتردَّدُ في أعماق الوادي، صدى الحنين إلى أوطان شعره ومُتَّكآت الحنين في زوايا جنبات وطنه ومسقط رأسه الَّذي يقتله من فرط ظمَئِهِ وشوقه إليه.
دعوه، كشاعرٍ متمرِّد في غرفةِ صمتِهِ، ينسجُ من خيالات صافية أشواق روحهِ إلى عبقِ الحياة. دعوه في صمتِ وحدتهِ مع موسيقاه، يتحدَّى شرور هذا العالم! ..دعوه يغلي في ثورتهِ الهائجة .. أَليسَتْ أسلحتهُ المتطوِّرة من كلمات شعريّة، يُركِّبُ منها زناد منجنيقاته، راغباً إعادة البسمة إلى شفاهِ الأطفال؟!
أَليسَ العالم يُسْمِعُهُ صدى تردُّد قهقهاته وسخريته؟ .. صبري يوسف يكتب القصيدة كطفلٍ في أوجِ كركرات ضحكته الصافية، صفاء الفجرِ الوليد!
الشاعر صبري يوسف، طفل الشعر المسجون اختياريّاً في غرفته المشلوحة على إحدى أحياء العاصمة ـ ستوكهولم. كأنَّه صبي صغير يُحرِّكُ الدمى الّتي يسامرها ويركِّبُ منها بيوتاً ودهاليز .. وعندما يغيب عنّا، يعود إلينا بعد حين، حاملاً بين يديهِ طائرَ البَلَشون، ليتركهُ يحمل أشعارَهُ بين جناحيه مُحَلِّقاً في قبّةِ السماء! 
                                                                  سودرتاليا: ربيع 2000


أواهٍ ما هذا الإنشطار؟!
          1

غَرِقَتِ السُفُنُ الَّتي أبحَرْتُ فيها
تَعلو أحزاني جبَالَ ( الآنديز ) ..
إلى متى سَتَسْبَحُ يا قلبي
     في صحارٍ مُكْتظَّة بالشَّوك؟

ما كنتُ أظنُّ يوماً
أنَّ قلبي سيشتعلُ
     اِشتعالاً حَارقاً
     عندَ هبوطِ الليل! ..

ماكنتُ أظنُّ يوماً
أنَّ روحي ستنشطرُ
     كاِنشطارات
          مفارقَ غربتي!

لِمَنْ أكتُبُ القصائد؟
أأكتبُ القصائدَ لبيتيَ العتيق
     أم للوالدِ العجوز؟
أأكتبُ القصائدَ
     لشاهداتِ القبور
أمْ للحاراتِ العتيقة؟
لِمَنْ أكتُبُ القصائد؟

إليكَ أيّها الشَّعْبُ الْمُشَرْذَم
أيّها الشَّعْبُ الْمُشَرَّد
أيُّها الْمُبَعّثَر في وجهِ الدنيا ..
أيُّهَا الإنسان ..
إليكَ سأكتبُ القصائد!

مِنْ ( آزِخ ) إلى (ديريك) ..
ومِنْ ديريك إلى (نورشوبينغ)
     إلى ستوكهولم
     إلى واحاتِ الضباب!

مِنَ الْمَوصل إلى لبنان ..
ثمَّ الرحيل عبرَ
     المنافي البعيدة ..

مِنَ الْقامشلي إلى (سودرتاليا) ..
     إلى ألمانيا
     إلى سُويسرة
     إلى بلجيكا
     إلى هولّندة
     إلى كندا
     إلى شيكاغو ..
إلى بلادِ الله الواسعة!

مِنْ هُناك!
مِنْ (طور عبدين)
     إلى حيثُ الضّياع
     وسط أخطبوط الغربة!

كفانا تَشَرْذُماً
     يا قلبي
كفانا ضياعاً
نلهثُ
     خلفَ السراب ..
كفانا تفنُّناً
     في أساليبِ الضَّياع!

متى ستنطفئُ اشتعالات الرُّوح؟
متى ستضيءُ قناديل اللقاء؟
أتساءِلُ بمرارةٍ حارقة
هل ثمَّةَ لقاءٌ يلوحُ في الأفُقِ؟

يؤلمني جدَّاً
أن نُشَرِّدَ ذاتَنَا بذاتِنَا! ..
أينَ تصبُّ رؤانا .. مناهجنا؟
أهمسُ بحسرةٍ
إنَّها تصبُّ بمهارةٍ يائسة
     في الطّين! ..

لِماذا تحترِقُ أجنحةَ
     شبابنا وشابّاتنا
متوغِّلةً
     في بوّاباتِ الإنقسام؟!

آهٍ .. غَرِقَتِ السُّفُنُ
     الَّتي أبحرْتُ فيها ..
تعلو أحزاني
     جبالَ الآنديز ..

أيُّها الْمُبَعثرونَ في بِقاعِ الدنيا
     كحبّاتِ القمح!
مِنْ هنا ..
مِنْ سماواتِ غُربتي الطَّويلة
أردِّدُ بصوتٍ مبحوح ..
إنّنا نعيشُ زمناً
     ولا كلَّ الأزمنة!
إنَّهُ زمنُ الآهات
زمنُ الاشتعال
زمنُ العبور
     في سراديبِ الضَّياع!

أيّها الإنسان
لِماذا تنهشُ أخيكَ الإنسان؟
لِماذا تزدادُ عُبُوراً
     في متاهاتِ الحياة؟
لِماذا لا تُزيِّنُ
     وجْهَ الضُّحى
          بالضياء؟
لِماذا لا تَنْثُرُ بذورَ الحبِّ
     في سفوحِ الكون؟

آهٍ .. إنِّي أبحَثُ عن بلسمٍ
     يشفي جِراحَ الكون ..
     يشفي غليلَ الرُّوح!
كفانا يا قلبي اِنشطاراً
كفانا نَسبحُ في بُرَكِ الدَّم
كفانا اِنغماساً
     في براكينَ الحروب؟

كفانا يا روحي اقتتالاً
كفانا نزأرُ في وجهِ اللقاء
كفانا غوصاً
     في دياجيرِ الظَّلام! ..

نحنُ بشرٌ ياقلبي
لِمَ لا يعشقُ البشرَ البشرُ
هيهاتَ لو عشقنا بعضنا بعضاً
     وكنَّا في خندقِ الحبِّ خفرُ
          هيهاتَ يا قلبي!!


ستوكهولم: 22 . 05 . 1995
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]

 



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستهلال
- مازلتِ تزورينني
- حلم عميق
- ربَّما أنتِ قدري
- المرأة زهرة
- إيقاعات شخيره المتقطِّع
- عمّتي تشتري عظامها من الله .......... قصة قصيرة
- الكرافيتة والقنّب قصّة قصيرة
- جان دمّو روحكَ مرفرفة فوقَ جبهةِ الشعرِ
- الطفل والأفعى ................. قصة قصيرة
- أنشودة ـ 2 ـ ص 149 ـ 150
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 146 ـ 148
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 143 ـ 145
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 140 ـ 142
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 137 ـ 139
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 134 ـ 136
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 131 ـ 133
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 128 ـ 130
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 125 ـ 127
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 122 ـ 124


المزيد.....




- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - أواهٍ .. ما هذا الانشطار؟!