أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - الطفل والأفعى ................. قصة قصيرة














المزيد.....

الطفل والأفعى ................. قصة قصيرة


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 488 - 2003 / 5 / 15 - 04:35
المحور: الادب والفن
    


 

     كان عماد يسير في أزقَّةِ المدينة على غير هدى، وجد مشهداً غريباً .. مجموعة من النسوة يولولن وبعضهنَّ يضحكنَ .. بعض الرجال تجاذب أطراف الحديث .. أحدهم أشعل سيجارة وآخر بدأ يضحك بصوتٍ عالٍ. وقع عماد بصره على رجلٍ ينظر إلى الأرض وهو صامت وسمعه يقول: سبحان الله! .. هازَّاً رأسه يمنة ويسرة.
     سأل عماد أحد الرجال بالله عليك ماذا حصل؟
     أجاب الرجل: اذهبْ واسألْ ذلك الطفل! .. كان الطفل في حضن أمِّه يبكي بحزن عميق. اقترب من أمِّ الطفل ثمَّ سالها:
     ماذا حصل خالة؟
     أجابت الأم: الّله ستر ابني!
     ممَّن ستره الله؟
     قالت وهي مرتبكة، لولا هؤلاء الرجال لكان ابني الآن ميِّتاً. لم يفهم عماد ماذا قصدَت أمّ الطفل، وكلّ ما فهمه منها أنّ بعض الرجال ربَّما قدَّموا لها خدمة ً ما وساعدوا ابنها وأنقذوه من مكروه .. ولكن فضوله الزائد دفعه أن يستفسر عن السبب؟ .. فأجابت الأمّ، لقد كان ابني في الغرفة لوحده، وعندما دخلتُ، وجدتُ أفعى غليظة ملتفّة حوله، فاقشعرَّ جسمي ووقف شعر رأسي من الخوف .. ما وجدتُ نفسي إلا وأنا أركض كالمجنونة في الشارع، استنجدُ الناس، لكي ينقذوا ابني من الأفعى .. فجاءت مجموعة من الرجال، أمسكَ أحدهم عصاةً غليظة ودخل الغرفة بسرعة مدهشة وأمسك ابني وأخرجه من الغرفة، وأعطاني إيّاه.
     تفحّصته أنا ومجوعة من النسوة فلم نجد ما يوحي بأنّه ملدوغ. أغلقَ أحد الرجال باب الغرفة ثمَّ بدأ يفتِّشُ أركانها .. عندما رفع لحاف ابني، وجد الأفعى منـزوية تحت اللحاف، فانهال عليها ضرباً بعصاه الغليظة حتّى قتلها، ثمَّ حملها بعصاه وأخرجها من الغرفة. صرخَتْ وولولَتْ النسوة وبعضهنَّ ابتعدنَ منها ذاهلات.
     عندما وجد ابني الأفعى ملقاة على الأرض تنـزف دماً، ازداد بكاؤه .. وكلَّما كنت أهدِّئه قائلةً له، لا تبكي لقد قتلناها، كان يزداد صراخاً وبكاءً .. لقد حيَّرني ابني تماماً! .. جلبنا له قليلاً من الماء، لكنّه امتنع عن الشرب .. لقد خاف ابني خوفا لا مثيل له من الأفعى وأخشى أن ...
     قاطع عماد الأمّ ثمَّ سألها: أَلمَمْ تقولي بأنَّ أحدهم قتل الأفعى؟
     أيوه .. ذلك الرجل الّذي يقهقه مع أصدقائه هو الّذي قتلها. أنظرْ أَلا تراها؟
     نظر عماد، فوجد الأفعى نائمة نوماً أبديّاً، اندهش ـ هو الآخر ـ كما اندهشتِ الأمّ، وقاده فضوله أن يسأل الطفل وهو يبتسم له:
     طالما الأفعى ماتت فَـ (ليشْ عَمْ) تبكي عيني؟!
     نظر الطفل إلى عماد بعينينِ بريئتينِ حزينتين، وبصوتٍ خافتٍ أجابَ: لأنّني كنتُ ألعبُ معها!

 

* (ليشْ عَمْ): عامّية تعني لماذا
                                           
المالكيّة/ديريك: 15 . 3 . 1986
            صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم 
 [email protected]       



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنشودة ـ 2 ـ ص 149 ـ 150
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 146 ـ 148
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 143 ـ 145
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 140 ـ 142
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 137 ـ 139
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 134 ـ 136
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 131 ـ 133
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 128 ـ 130
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 125 ـ 127
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 122 ـ 124
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 119 ـ 121
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 116 ـ 118
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 113 ـ 115
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 110 ـ 112
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 107 ـ 109
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 104 ـ 106
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 101 ـ 103
- أنشودة الحياة ـ 1 ـ ص 87 ـ 100
- أنشودة الحياة ـ 1 ـ ص 94 ـ 96
- أنشودة الحياة ـ 1 ـ ص 91 ـ 93


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - الطفل والأفعى ................. قصة قصيرة