خَرجَ الإنسان ُ عن مألوفيّاته ..
ناسياً أنَّ القبرَ
لا يتّسعُ سوى كفناً
وقليلاً من الخشبِ!
يرحلُ الإنسان حاملاً فوقَ صدرِه
كومةً من التراب..
مَنْ قلعَ تلكَ الزهور
المعانقة ضريح الشاعر؟!
غداً ربّما يموتُ ثمانية آلاف طفل ..
يشعرُ الإنسان بارتعاشِ مفاصِلِهِ
أثناء عبوره بوّابات المقابر ..
للموتي حُضورهم المهيب!
مَنْ يحرقُ اخضرار الحياة
ستأكلُ قلبهُ أفواجُ النملِ؟
مَن يقتلُ طفلاً
ستأكلُ الجرذان البرّيّة
عينيهِ الشرّيرتين؟
أجسادُ الأطفال الطريّة
تسقي الزهور النابتة
فوقَ قبورهم الصغيرة!
أيّها الإنسان
تصالَحْ معَ ذاتكَ
ومعَ أخيكَ الإنسان! ..
وتذكَّرْ جيّداً أنَّ قبرَكَ لا يتّسعُ
سوى كفناً
وقليلاً من الخشب!
آهٍ .. خرجَ الإنسانُ عن مألوفيّاته ..
آهٍ .. رؤى مشروخة
مسمومة
تغلِّفُ خاصرة العالم!!
ستوكهولم: 30 . 9 . 1995
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]