أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (4)















المزيد.....

صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (4)


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7724 - 2023 / 9 / 4 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفص الأول
اليهودية المغربية دحض خرافة العودة

هناك فرق تأسيسي بين نسبة دين معين إلى مجموعة بشرية باعتبارها شعب ذلك الدين، وبين ربط الدين بمعتنقيه معهما اختلفت إثنياتهم ، فمثلا هناك فرق بين مفهومي أتباع الدين اليهودي والشعب اليهودي، فالأول يحتوي التنوع العرقي والجغرافي، فيما الثاني يفترض أن مجرد الانتماء لذلك الدين فهو دليل على الوحدة العرقية.
وعلى أساس من هذه العلاقة روجت الحركة الصهيونية والمسيحية الصهيونية والاستعمار الغربي لمفهوم الشعب اليهودي، بخلاف المنطق والحقائق العلمية والتاريخية، وقد كشف المؤرخ اليهودي شلومو ساند هذا التدليس في سياق دحض أسطورة الشعب اليهودي أي خرافة الشعب اليهودي والعودة، كخرافة توراتية، بالعودة آلاف السنين إلى الوراء، ساعياً إلى إثبات أن الشعب اليهودي لم يكن أبداً "شعبا عرقيا" ذا أصل مشترك، وإنما هو خليط كبير ومتنوع لمجموعات بشرية تبنت خلال مراحل مختلفة من التاريخ الديانة اليهودية. وبحسب قوله فإن النظرة الميثولوجية(الأسطورة) إلى اليهود كشعب عريق أدّت بعدد من المفكرين الصهيونيين إلى تبني فكر عنصري تماماً. (1)
أما علم الآثار فقد حسم أمر خرافات التوراة التي تذرعت بها الحركة الصهيونية والمسيحية الصهيونية وأوروبا الاستعمارية لزرع المستجلبين اليهود في فلسطين، فدحض عالم الآثار البروفيسور زئيف هرتسوغ عبره زيف ما يسمى الحق التاريخي "الإسرائيلي". ذاهبا إلى أبعد من مجرد دحض مقولات الشعب اليهودي وارتباط اليهود بفلسطين إلى التأكيد أن التوراة التي يتكئون عليها لاختراع شعب يهودي هي "ميثولوجيا، أي(أساطير) وتزوير للتاريخ. لأن (الحفريات تدحض خرافة الشعب اليهودي، وتؤكد أن لا تاريخ يهودي في فلسطين. (2)
وقد أكدت عقود من البحث المحموم والحفريات الأثرية المكثفة في أرض فلسطين المحتلة كما كشف عالم الآثار البروفيسور زئيف هرتسوغ توصل علماء الآثار إلى استنتاج مخيف وهو أن: الأمر مختلق من الأساس. فأفعال الآباء هي مجرد أساطير شعبية، ونحن لم نهاجر لمصر ولم نُرحّل من هناك. ولم نحتل هذه البلاد وليس هناك أي ذكر لامبراطورية داوود وسليمان، والباحثون والمختصون يعرفون هذه الوقائع منذ وقت طويل، ولكن المجتمع لا يعرف. (3)
ومن ثم فإن السؤال ماذا تبقى من هذه الخرافة إذا كان مصدرها هو التوراة كونها الأساس الفكري لإقامة الكيان الصهيوني بجعله من مجرد كتاب ديني إلى برنامج عمل وكمصدر للتاريخ للادعاء بالحق التاريخي في فلسطين، في حين أن أغلبية الباحثين في هذا الحقل ترى في هذا الكتاب مجرد أساطير لا يمكن الاستناد إليها. سواء في كتابة التاريخ القديم لفلسطين، أو في منح الحق لليهود في فلسطين. وقال البروفيسور زئيف شيف بصفته ابن للشعب اليهودي، وكتلميذ للمدرسة التوراتية، إنني أدرك عمق الإحباط النابع من الفجوة بين التوقعات وإثبات التوراة كمصدر تاريخي وبين الوقائع المكتشفة على الأرض. (4)
ويخلص العالم زئيف هرتسوغ إلى أن التوراة "اختُلق" في أيام النفي البابلي، ذلك أن الحفريات في فلسطين لم تكتشف أي شهادة يمكن أن تؤكد هذا التسلسل التاريخي. بل إن الاكتشافات الكثيرة تقوض المصداقية التاريخية للوصف التوراتي. (5)
فيما يقول المؤرخ شلومو ساند في كتابه "اختراع الشعب اليهودي" كيف فبركت الحركة الصهيونية تاريخًا مزيفًا لليهود مبنيًا على فكرة الشعب اليهودي. ويضيف ساند أنه بيّن أن هذه فكرة خاطئة ومجرّد خرافة، استعملت من أجل تبرير الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مسار الإعداد لمشروعها احتلال فلسطين لجأت الحركة الصهيونية لاختراع أسطورتها القومية، بل واختراع الشعب نفسه تحت اسم "الشعب اليهودي"، وأضيفت إليه "الدولة اليهودية". إلى جانب ذلك، لاحظ أن هذه القومية "اليهودية"، التي وُلدت في شرقي أوروبا "المتخلّف" قياسًا لغربيّ أوروبا، كان "نجاحها" مشروطًا بمساندة "الأغيار"، فظلَّت الصهيونية ما بين العام 1897؛ منذ تاريخ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول، وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى، تيارًا هزيلًا للغاية في صفوف الجاليات اليهودية في العالم. فلجأت إلى تحويل فلسطين إلى وطن قومي لكل يهود العالم. واستدعت الميثة التاريخية لتبني أيديولوجية "علمية" ملائمة؛ "فالوعد الإلهي لم يعد كافيًا لدعاة القومية العلمانيين. وإذا كان العدل لا يكمن في الميتافيزيقا الدينية، فعليه أن يكون مخبوءًا في البيولوجيا". وقد قال فيلسوفهم بيرنباوم: "ليست اللغة أو الثقافة هي التي يمكن أن تفسِّر نشوء القوميات، وإنما فقط البيولوجيا". وأكد ماكس نورداو، رجل هرتزل المخلص، على الأمر نفسه، إذ قال "إن اليهود يشكلون بوضوح، شعبًا ذا أصل بيولوجي متجانس...تشده رابطة الدم". وأصبح العرق والأعراق النقية لدى جابوتنسكي، مصطلحين علميين. وقد استهدفت تلك البيولوجيا اليهودية تشجيع نزعة الانعزال عن الآخرين، بغية الحفاظ على الهوية القديمة، وللتطهير العرقي لاحقًا. وهذا التفسير يصبح مقبولًا عند حديث ساند عن طرد الفلسطينيين أثناء حرب 1948.
ويخلص المؤرخ شلومو ساند إلى القول إن اليهودية ديانة وليست قومية، واليهود لا يشكلون أمة واحدة وشعبا عالميا واحدا، ولا يشكلون مجموعة عرقية نقية، ولا وجود لعرق يهودي نقي على الإطلاق، وإنما هم من أجناس وأمم شتى شأنهم في ذلك كما أثبت علم السلالات شأن المسلمين والكاثوليك والبروتستانت. (6)
ليكون بعد كل ذلك ما هي علاقة يهود المغرب بفلسطين التي هس أرض كتعانية باعتراف إيراهيم الخليل، ثم ما هي علاقة أمازيغ المغرب( المواطنون الأصليون) حتى لو كانوا يهودا بفلسطين.. ؟ أليست هذه هي الخرافة.


-----------------------

الهوامش
1- نبيل عودة، أساطير التوراة تسقط، https://www.sotaliraq.com/
2- المصدر السابق
3- المصدر السابق
4- أنس أبو عريش -غرض وتحليل كتاب "اختراع أرض إسرائيل" لشلومو ساند انقلاب على الأساطير التي اختلقتها الصهيونية، 25 /4/2017، https://www.madarcenter.org/
5- مصدر سبق ذكره
6- شمس الدين الكيلاني، ثلاثية شلومو ساند: في حال إسرائيل: التاريخ والمصير، 16/10/2020، https://www.arab48.com/



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لاجالية (3)
- مشاكسات -- سيادة تحت الاحتلال!!!
- صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (2)
- صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (1)
- لقاء المنقوش وكوهين.. فشل كي وعي الليبيين
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الأخير
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء السابع
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء السادس
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الخامس
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الرابع
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الثالث
- الص الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الثاني
- تخفيض المنحة القطرية لحماس.. رسالة أمريكية لسوريا
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة ( دراسة) جزء أول
- وعيد الفصائل الفلسطينية.. والجعجعة دون طحن
- مشروع الحركة الصهيونية في فلسطين..نهاية الخرافة
- مشاكسات الاستجداء بالكذب..صهينة فلسطينية إسلامية!!
- مشاكسات... إسلام صهيوني.. قلق على التطبيع
- صدقية حماس .. بين أبو مرزوق والسنوار
- خطاب حماس والجهاد.. عندما تفارق الأقوال الأفعال


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (4)