أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة ( دراسة) جزء أول















المزيد.....

الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة ( دراسة) جزء أول


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7705 - 2023 / 8 / 16 - 14:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


إهداء إلى المشتبكين مع جيش الاحتلال
يا أهل الضفة..
يا أهل المدن المشتبكة
يا أهل فلسطين
ياحراس الحلم
يا أهل العهد
أنتم ذاكرة المكان
أنتم ملح الأرض
أنتم الطلقة
أنتم الفكرة
أنتم كل الأسماء
أنتم كل الألوان
لن تنتصر خرافة يهوه
فأنتم كنعان كل الأزمان
الماضي والحاضر والمستقبل
أنتم كنعان البدء
أنتم صدق الوعد

مدخل
لم يعد الحديث عن وصول الأحزاب الفاشية ممثلة بقوى الصهيونية الدينية لقمة هرم السلطة في كيان الاحتلال الصهيوني يندرج في إطار التحليل السياسي أو في سياق مكنه متوقعة، وإنما أصبح هذا الوصول بعد الانتخابات الأخيرة وتحالف نتنياهو المأزوم معها واقعا عدوانيا مستفزا ليس بالنسبة للفلسطينيين ارتباطا بمواقفها الأيديولوجية فحسب، وإنما أيضا لمجموعات وأحزاب سياسية صهيونية لا تختلف معها وعنها حول المشروع الصهيوني في فلسطين، وإنما على آليات إدارته. وهي آلية محملة ببعد أيديولوجي ديني وصلت إلى الاشتباك السياسي والمجتمعي، وهو تطور كشف عن هشاشة البنية المجتمعية والسياسية للكيان كتجلي لأزمنه البنوية التي هي نتيجة التكوين القسري لتجمع المستجلبين اليهود من أربعة أرجاء الدنيا في سياق خرافة عودة اليهود إلى فلسطين.
والمفارقة أن هذا الوصول لمركز القرار في الكيان لا يستند إلى قوة فعلية وازنة، بقدر ما هي نتاج ضعف القوى الأخرى، التي هي كلها يمينية، وإن اختلفت درجة التطرف بينها، فزيادة مقاعدها في انتخابات الكنسيت الـ25 ، ما كانت لتصبح عاملا مقررا إلا لأن زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو الذي تجري محاكمته بسبب تهم فساد يريد الوصول لكرسي الحكم مهما كلف الأمر، هذا من جانب؛ ومن جانب آخر هناك قواسم مشتركة سياسية وفكرية ومصلحية بينه وبين قوى اليمين الديني الصهيوني الفاشي المتطرف.

وفي النتيجة حلت قائمة حزب "الصهيونية الدينية" الفاشية في المرتبة الثانية بحصولها على 14 مقعدا بعد حزب اللكيود اليميني الذي يترأسه بنيامين نتنياهو وجمع 32 مقعدا، وقائمة الصهيونية الدينية مكونة من ثلاثة أحزاب: حزب "تكوما" أو الاتحاد القومي برئاسة بتسلئيل سموتريتش بـ7 مقاعد، تأسس عام 1999، بعد انشقاق بعض المستوطنين المتطرفين عن حزب "المفدال"، لأنهم اعتبروه مهادنا وغير ثوري بدرجة كافية. حزب "قوة يهودية" أو عوتسما يهوديت، برئاسة إيتمار بن غفير بستة مقاعد. حزب "نوعم" برئاسة آفي معوز بمقعد واحد. أما حزب اليهود الشرقيين "شاس" بقيادة أرييه درعي فحلّ في المرتبة الثالثة بحصوله على 11 مقعدا. وحزب "يهدوت هتوراه" حلّ في المرتبة الرابعة بحصوله على سبعة مقاعد (1). وبذلك تمكن بنيامين نتنياهو بتحالفه مع قوى الصهيونية الدينية الجصول على الأغلبية البرلمانية بجمعه 64 مقعدا من مقاهد الكنيست الـ120.

ومع ذلك فهي نتيجة تكشف حجم التنامي المطرد، لأحزاب الصهيونية الدينية المتطرفة والأحزاب اليمينية العنصرية المتشددة قوميا ودينيا، كحزب الصهيونية الدينية بزعامة الثلاثى الكاهانى: بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية، وايتمار بن جفير زعيم حزب العظمة اليهودية، وآفي ماعوز زعيم حزب نوعام المتشدد، إضافة لحزب اليهود المتدينين الشرقيين "شاس" بزعامة آرييه درعي، وحزب اليهود الغربيين يهودوت هتوراة بزعامة يتسحاق جولد كنوبف(2) .

ويمكن القول إن تنامي أحزاب الصهيونية الدينية المتطرفة هو نتاج أزمات دولة الاحتلال جراء فشل سياسة الصهر لهذا الكم المستجلب من عشرات الاثنيات وظهور التباينات الأيديولوجية والسياسية بين هذا الكم غير المتجانس من هذه القوميات، مما جعل الكيان يقف على أعتاب "ثورة" دينية استبدادية، لا تستطيع منع أهدافها في تدمير ما يعتبره الطرف الصهيوني الآخر أسسا "ديمقراطية"ـ بل وعلمانية دولة المستجلبين، وبناء أسس دينية صهيوقومية.(3) ومع ذلك فإن محصلة تلك الانتخابات وتشكيل حكومة يمينية فاشية، كشفت أن هناك انزياحا ملموسا باتجاة القوى المتطرفة على حساب قوى أخرى ربما أقل تطرفا أو حتى محسوبة على ما يسمى باليسار الصهيوني كحزبي العمل وميرتس مثلا، وهذا الانزياح هو تجلي للتحولات العميقة في تجمع المستجلبين الصهاينة في فلسطين، عبر تنامي تغلغل اليمين العقائدي المتطرف في الحياة الاجتماعية والسياسية في الكيان. صار معه القادة الذين يسيطرون على الدين اليهودي هم ذاتهم الذين يسيطرون على القرار السياسي(4). بكل ما يحمل ذلك من مفارقات.

وهذه السيطرة جعلت هؤلاء القادة(ربانيين) يحتكرون مهمة تفسير وتطويع النصوص الدينية ويوظفون الأساطير لتنفيذ أهدافهم السياسية بدعوى الواجب الديني والتكليف الإلهي لتنفيذ وعده الحصري لما يسمى بالشعب المختار بتخصيص فلسطين له. فلا قبل للبشر –يهودا أو غير يهود– بمناقشة الوعد أو وجوب تنفيذه. ولا مجال لالتقائه مع الشرائع والقوانين الوضعية الإنسانية والدولية التي تنظم عيش الناس على كوكب الأرض.(5). وفق أوهامهم المستمدة من أساطير التوراة.

لكن هذه النقلة النوعية في زيادة قوة تحالف الصهيونية الدينية في انتخابات الكنيست الصهيوني الأخيرة التي منحت هذا التحالف الأكثر تطرفاً (14 مقعداً)، وهو العدد الذي يمثل ذروة مشاركاته التاريخية في الانتخابات ـ حملت الكثير من الدلالات حول مدى التحول نحو اليمين في تجمع المستجلبين، وربما كانت أول مكاسب هذه القوى الفاشية أنه سيضفي على تأثير اليمين المتطرف في السياسة الداخلية والخارجية بعد ضمه إلى الحكومة الصهيونية الطابع الرسمي(6).

وهذا يأتي بعد عقود من تصنيف واحد من أهم مكوناتها "حركة كاخ- مئير كهانا" داخل كيان الاحتلال ذاته كحركة عنصرية إرهابية، وهي الحركة التي يعتبر بن جفير وارثها وأبرز ممثليها(7). وهو تطور خلق حالة من الاستقطاب الحاد بين الأطراف المتنافسة، بين الرباني والعلماني، وكل منهم استعار من ميكافيللي قاعدته التي تقول إن الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت علاقة هذه الوسلة يمفهوم القيم.

لكن أي قراءة لهذا المتغير الذي تكونه هذه الكتلة التي تشكّلها الصهيونية الدينية حاليا، وتجمع التيار الاستيطاني بزعامة سموتريتش، الذي هو أكثر التيارات الاستيطانية تطرفا، كونه يدمج ما بين التزمت الديني والتزمت القومي، وما بين التيار الكهاني الذي يتزعمه إيتمار بن غفير وحزب "نوعم" المتشدد. لا يجب أن تنطلق بأي حال، في رؤيتها لهذا الصعود للصهيونية الدينية من منظار ديمغرافي محض، أو مقاربة ذلك من خلال تكتيكاتٍ وتحالفاتٍ حزبيةـ سياسية، وإنما يجب النظر إليه ضمن سياق تاريخي، كانت المتغيّرات الجغرافية فيه الفاعل الرئيسي في حدوث المتغيرات الفكرية، الدينية والسياسية معا، وبهذا لم يكن الصعود القوي للصهيونية ـ الدينية مفاجئا(8)، في نظر المتابعين للشأن الصهيوني كونه تطور في سياق التحولات التي عاشها المشروع الصهيوني في فلسطين منذ نكبة عام 1948 وحتى الآن، وإن شهد انزياحا أوسع في العقدين الماضيين.

وما يجدر لحظه أن تيارات الصهيونية الدينية، تشترك في مجموعة من المنطلقات الأيديولوجية والمواقف السياسية والاجتماعية التي تميزها على بقية تيارات الحركة الصهيونية العلمانية، كما تميزها عن تيارات اليهودية الأرثوذوكسية غير الصهيونية، فالصهيونية الدينية دمجت في خطابها التأسيسي بين مقولات اليهودية الأرثوذوكسية الدينية النابعة من التوراة كشعب إسرائيل وشريعة إسرائيل والأمة اليهودية من جانب، ومقولات الحركة الصهيونية العلمانية السياسية المتعلقة بالوطن القومي وإقامة دولة إسرائيل في فلسطين من جانب آخر، وبذلك تميزت عن الصهيونية العلمانية المرتبطة بالسعي لصهينة اليهودية وإضفاء الطابع القومي عليها(9).
كما تميزت عن اليهودية الأرثوذوكسية النافية لصهينة اليهودية، والرافضة للتوظيف السياسي للتوراة، وبذلك خطّت الصهيونية الدينية مساراً مختلفاً هو أقرب لتهويد الصهيونية الجامع بين التوراة وفلسطين كأساس لشرعية "دولة إسرائيل" السياسية بوصفها دولة للأمة اليهودية التي هي ذاتها "شعب إسرائيل". (10)

وفي سياق سياسة التغلغل التي مارستها سعيا لتمكينها من مراكز القرار، سارعت الصهيونية الدينية على الفور إلى استثمار أغلبيتها في الكنيست لإعادة تشكيل النظام السياسي الصهيوني والسياسات الخارجية لصالح أيديولوجيتها المتعصبة وفق تقرير للموقع الأمريكي. ستراتفور(11). وكان إضعاف المحكمة العليا من الأولويات السياسية لمسؤولي اليمين المتطرف حتى لا تتمكن بسهولة من إعاقة تشريعات الكنيست، وحظر إظهار التعاطف العلني مع المسلحين الفلسطينيين والرموز الفلسطينية مثل الأعلام، وتعزيز الإعفاءات للمتطرفين الأرثوذكس في التعليم والخدمة العسكرية، وفرض القانون المدني (وليس العسكري) على المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية (12).

لذلك كانت المحكمة العليا أول معاركها الداخلية قي استعراض للقوة، قابلة الطرف الآخر باللجوء إلى الشارع، ذلك أن إضعاف المحكمة كانت من الأولويات السياسية لمسؤولي اليمين المتطرف في الحكومة الجديدة حتى لا تتمكن بسهولة من إعاقة تشريعات الكنيست.(13) جرى ذلك وسط الرفض واللجوء للشارع المنقسم، مما جعل البعص من المحللين الصهاينة يتحدث ويحذر من حرب أهلية جراء حالة الاشتباك بين القوى المتصارعة .

إن استقواء الصهيونية الدينية الفاشية واليمين المتطرف بأغلبيتهما في الكنيست، جعل الصدام الداخلي حتميا في ظل مروحة واسعة من الأهداف التي تسعى الصهيونية الدينية لتنفيذها وتستهدف بنية النظام السياسي في سياق أجندنها في الشأن الداخلي، وبرز ذلك بوضوح عندما باشرت إجراء الإصلاحات في الجهاز القضائي، لجعل السلطة القضائية تحضع لسلطة الكنيست التشريعية، واستبدال القضاة إضافة إلى التشدد في بعض المواقف الحزبية المنسجمة مع مواقف حزب الليكود والداعمة لنتنياهو، والعمل على منع محاكمة نتنياهو من خلال السعي لإلغاء بند "خيانة الأمانة والغش" من قانون مكافحة الفساد، وغيرها(14).
والمؤشرات تقول إنها لن تقف عند المحكمة العليا، بل إنها بصدد العمل على تطبيق مقولة "التوراة هي دستور إسرائيل، وهي الحمض النووي للدولة اليهودية"، وصولا للمطالبة بتطبيق الشريعة اليهودية في مجالات الحياة العامة في إسرائيل، كتجميد الفعاليات والنشاطات الرسمية في يوم السبت، وإلغاء القوانين الليبرالية المتعلقة بالنساء والمثليين، ومنع الزواج المختلط بين اليهود وغير اليهود، وتضييق الخناق على العلمانيين، وغير ذلك من القضايا.(15) وتشريع قوانين تعزيز الإعفاءات للمتطرفين الأرثوذكس في التعليم والخدمة العسكرية، وفرض القانون المدني (وليس العسكري) على المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية(16).

لكن هذا الاستثمار السريع لأغلبية تلك القوي في الكنيست سرعان ما انعكس على المشهد السياسيى والاجتماعي داخل الكيان فيما يشبة الانقسام الرأسي والأفقي فجرته إجراءات حكومة قوى الصهيونية الدينية المتحالفة مع نتنياهو بعد أن باشرت العمل على تغيير البنية القضائية، مستثمرة وجودها القوي في الكنيست لفرض أجندتها الأيديولوجية غبر إعادة تشكيل النظام السياسي اللسهيوني والسياسات الخارجية لصالح فكرها المتعصب.(17)

حالة الاشتباك الداخلي بين قوى الصهيونية الدينية والأحزاب اليمينية العلمانية الأخرى كان يوفال ديسكين" الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الصهيوني قد حذر من تداعياته في مقالة استشرافية في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، قبل أيام من الانتخابات الأخيرة في مقال تحت عنوان "نحن على شفا حرب أهلية"، وقال "ديسكين" في مقالته: أن الصراعات والتناقضات الخفية داخل "المجتمع" الصهيوني التي بدأت تظهر على السطح وتأخذ أشكال عنيفة وخطيرة، قد تؤدي الى تفكك هذا المجتمع، وربما تصل إلى حرب أهلية، وأن الصراع العربي الإسرائيلي هو ما يمنع تطور هذه التناقضات الحادة إلى حرب أهلية (18).

هذا التناقض الذي أشار له "ديسكين"، وغيره من القادة الصهاينة، ينمو ويتصاعد وقد يصل إلى الانزلاق في سلسلة من الصراعات الداخلية العنيفة، التي قد تؤدي في النهاية إلى تفكك داخلي، وربما إلى حرب أهلية داخلية، كما أشار في وقت سابق عدد من الزعماء الإسرائيليين، ومنهم زعيم حزب العمل الأسبق أيهود براك، وجابي ايزنكوت عضو الكنيست عن قائمة معسكر الدولة بزعامة بيني غانتس، ويوسي بيلين وبعض الكتاب والصحفيين "الإسرائيليين"، منهم الكاتب اليساري جدعون ليفي وعاموس هرئيل وآخرين. وجاءت انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين لتعزز هذا التناقض(19)
ولأن متغير انتقال أحزاب الصهيونية الدينية من الأطراف خارج دائرة الفعل(الهامش) إلى مركز القرار في كيان الاحتلال فنحن والحال هذه، أمام متغير عاصف له تداعياته، ليس على صعيد الكيان الصهيوني في سياسياته الداخلية والخارجية، وإنما فيما يتعلق يالجانب الفلسطيني، كون أحزاب الصهيونية الدينية تضع في أجندتها ضم كامل الضفة الغربية وإعادة احتلال قطاع غزّة ورفض إقامة دولة فلسطينية بالمطلق، ومنح الشرعية الكاملة لكل البؤر الاستيطانية، وتكثيف الاستيطان ورفع كل القيود عنه، ومواجهة السيطرة الفلسطينية على الأراضي غير السكنية، وتفكيك الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية وتحويل صلاحياتها إلى الوزارات الإسرائيلية، وتنفيذ إجراءات ضم "فعلي" تدريجي لأراضي الضفة كتمهيد للضم الرسمي الكامل، بالإضافة إلى إحكام السيطرة الإسرائيلية على القدس، والمطالبة بفتح المسجد الأقصى بشكل دائم للمصلين اليهود(20).

بل واعتبار الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948 تهديداً استراتيجياً لـ "يهودية الدولة"، والدعوة للتعامل مع هذا التهديد من خلال إجراءات عنيفة، كحظر الأحزاب العربية، وإنزال وحدات عسكرية إسرائيلية للمدن والبلدات الفلسطينية في الداخل من أجل التصدي لمظاهرات مستقبلية على غرار أحداث مايو 2021، وقمع قيادات فلسطينيي الداخل وترحيل من يوصفون بـ "مؤيدي الإرهاب" ومنهم بعض أعضاء الكنيست، وطرد العرب "غير المخلصين للدولة"، وفرض حكم الإعدام على من يتم وصفهم بـ "المخربين" منهم، وتغيير أوامر إطلاق النار وعدم فرض أي قيود على الجنود وأفراد الشرطة الإسرائيلية في نشاطهم ضد الفلسطينيين في الداخل وفي الضفة الغربية، وتكثيف الاستيطان والتواجد اليهودي في الجليل والنقب، وغير ذلك(21).

وهذا يعني نطريا تصفية ليس القضية الفلسطينية بل الشعب الفلسطيني من قبل هذه القوي الفاشية، ولأن من أبجديات مواجهة هذا العدو في أكثر تجلياته عتصرية وفاشية، هي معرفنه، فإن هذا هو ما حاولت هذه الدراسة عن "الصهيونية الدينية من الأطراف إلى صنع القرار" قراءته عبر منهج وصفي تاريخي تحليلي، شاملا نشأة وتطور أحزاب الصهيونية الدينية ، الفكرة والأدوات، وأقسامها وقواها المختلفة وبرامجها وأهدافها وموقفها الأيديولوجي من الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية، حتى ارتقاءها السلطة، عام 2023.

وتسعى الدراسة التي تتكون من مدخل وستة فصول وخاتمة انطلاقا من هذه الفروض أن تثير أسئلة من واقع كشف طبيعة قوى الصهيونية الدينية الموغلة في نفيها للشعب الفلسطيني، وارتباطا بكل المعطيات، تصج مشكلة الدراسة البحث عن جواب لسؤال: ألم يحن الوقت لإعادة ضبط البوصلة الفلسطينية سياسيا وكفاحيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، في سياق رؤية وطنية جامعة تستعيد أبجديات الثورة وكل ما هو مشرق في التجربة الكفاحية الفلسطينية بعيدا عن أوسلو ونتائجة الكارثية،؟

كون مثل هذا العدو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة المواجهة، عبر كل أشكال الكفاح العنفي والشعبي والناعم وبكل ثراء التجربة الفلسطينية والعربية والأممية. ليس لأنه أسقط ما بسمى بالحل السياسي، ولكن لأنه يمثل خطرا وجوديا قائما، وهو خطر يستهدف الوجود الفلسطيني في ذاته، وهو ما يجب حله.
الهوامش
1- حسين عبد العزيز، استعادة مقاربة عزمي بشارة صعود الصهيونية ـ الدينية في إسرائيل،18 نوفمبر 2022، https://www.alaraby.co.uk/
2- حيدر العيلة، تنامي الصهيونية الدينية العنصرية في "إسرائيل" واحتمالات تصدع الجبهة الداخلية للكيان، 05 /12/ 2022 ، https://hadfnews.ps/post/
3- حيدر العيلة، نغس المصدر السابق ذكره
4- جدعون ليفي (ترجمة غانية ملحيس)، الصهيونية الدينية تزحف للاستيلاء على مركز القرار الإسرائيلي، 12/6/2021، https://www.palestineforum.net/%
5- المصدر السابق ذكره.
6- تقرير . ستراتفور: ماذا يعني الفوز الانتخابي للصهيونية الدينية في إسرائيل؟ 30/11/2022، https://www.aljazeera.net/politics/
7- حسين عبد العزيز، مصدر سبق ذكره..
8- ستراتيجيكس، الصهيونية الدينية.. أين يتجه المشهد في إسرائيل؟ 25/11/2022، https://strategiecs.com/ar/analyses ،
9- ستراتيجيكس،المصدر السابق.
10- ستراتيجيكي، المصدر السابق.
11- تقرير . ستراتفور: مصدر سبق ذكره.
12- تقرير ، نفس المصدر السابق.
13- تقرير . نفس المصدر السابق.
14- ستراتيجيكس، مصدر سبق ذكره.
15- تقربر، مصدر سبق ذكره.
16- تقرير ، مصر سبق ذكره.
17- تقرير مثدر سبق ذكره.
18- حيدر العيلة، مصدر سبق ذكره.
19- حيدر العيلة، مصدر سبق ذكره.
20- ستراتيجيكس، مصدر سبق ذكره.
21- ستراتيجيكس، مصدر سبق ذكره.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعيد الفصائل الفلسطينية.. والجعجعة دون طحن
- مشروع الحركة الصهيونية في فلسطين..نهاية الخرافة
- مشاكسات الاستجداء بالكذب..صهينة فلسطينية إسلامية!!
- مشاكسات... إسلام صهيوني.. قلق على التطبيع
- صدقية حماس .. بين أبو مرزوق والسنوار
- خطاب حماس والجهاد.. عندما تفارق الأقوال الأفعال
- الكيان الصهيوني.. مقولة التفكك.. كتظهير لأزمته البنيوية
- الاتفاق الثلاثي.. والتمهيد لتعدد الأقطاب
- لا ديمقراطية مع الاحتلال.. ونهاية مرحلة الوهم
- مع عودة جريمة التنسيق الأمني.. من تُمثل سلطة رام الله؟!!
- مشاكسات .. احتلال خمسة نجوم..! حلال علي..حرام عليهم..
- نتنياهو.. عندما يتبجح -اللص-!
- بوصلة كنس الاحتلال.. فلسطينية
- مشاكسات / إنسانية.. اليانكي! .. متى تستفيق؟
- مشاكسات.. العراق.. توطن الفساد / أشبعتهم إدانات.. !!
- زلزال تركيا يعري لا إنسانية قانون قيصر الأمريكي
- استشراف صهيوني لنهاية كيان الاحتلال في فلسطين
- السلطة الفلسطينية.. فقدان القدرة على الرؤية والقراءة
- وهم حل الدولتين .. والخيار البديل
- وجود الكيان الصهيوني المحتل.. هو العار


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة ( دراسة) جزء أول