أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - خطاب حماس والجهاد.. عندما تفارق الأقوال الأفعال














المزيد.....

خطاب حماس والجهاد.. عندما تفارق الأقوال الأفعال


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7573 - 2023 / 4 / 6 - 16:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


كشفت عملية تكرار اقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه بقنابل الصوت والغاز السام والرصاص المطاطي.لإخراجهم منه بالقوة، ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق، واعتقال أكثر من 400 مصل ، تهافت خطاب فصائل غزة وتحديدا حركة حماس سلطة الأمر الواقع وحركة الجهاد الإسلامي، اللتان طالما دغدغتا مشاعر الفلسطينيين ضد العدوانية الصهيونية ، بلغة التهديد والوعيد ، والاستعراضات الإعلامية وبخطوطهما الحمراء، دون ترجمة ذلك إلى فعل، مما جعل ذلك الخطاب عبئا على أصحابه، كونه بقي مجرد كلام لم يتحول إلى فعل كما تعهدوا بذلك.
وربما يكشف قرار فضائية معا الامتناع عن نشر بيانات الشجب والاستنكار لأنها تخفض سقف المواطن وتبعث على الإحباط، تلك الحقيقة المرة، وهي فقدان أصحاب تلك البيانات إلى المصداقية من واقع التجربة بعد أن خذلوا أهل القدس والضفة أكثر من مرة ، وتبرير ذلك الخذلان بأن العدو الصهيوني يتعمد جرهم إلى معركة هو الذي يحدد زمانهاـ في حين أن تلك القوى بنت نظريتها وخطابها الإعلامي على أساس أنها في معركة مفتوحة، وأنها مستعدة لها في كل الأوقات، هذا إذا ما سلمنا أن ممارسات الكيان الصهيوني في القدس وغيرها هي نتيجة، وأن الأصل هو الاحتلال، الواجب المقاومة بالمعنى الوطني والشرعي كما يقولون، وما دام الاحتلال هو الأصل فلا معنى لخطوط حمراء هنا وهناك، كون الاحتلال هو الخط الأحمر الأساس الذي يحتوي كل الخطوط .
ولذلك تبلغ مقاربات البعض حد التشويه الفكري والسياسي عندما يقول عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد في فلسطين أحمد المدلل ‘إنّ "المقاومة أكدت حضورها، ومعركة سيف القدس، لا تزال إلى هذه اللحظة حاضرة ولم يغمد سيفها، وهي كما يقول القيادي في الجهاد "طالما هناك احتلالاً يدنس مقدساتنا ويقتل أبناءنا ويعتقلهم، ويعذبهم ويستوطن أراضينا". في حين أن عملية القتل والتدنيس والعبث الصهيوني في القدس والأقصى مستمرة منذ مايو 2021، فيما بقي سيف القدس مغمدا، ولم تف نلك الفصائل التي رفعت سقف خطابها بما يتجاوز قدرتها على الفعل سواء كان بسبب الإمكانيات ، أو بسبب العامل الخارجي الداعم لتلك القوى، مما ترك حالة من الشعور بالخذلان لدي الجماهير الفلسطينية خاصة تلك التي تعيش حالة الاشتباك المباشر مع الاحتلال.
ويعكس بيان لحركة الجهاد حالة من العوز الفكري والسياسي عندما تعتبر أن ‘إطلاق بضعة صواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة بأنها "لم تكن سوى رسالة تحذير أولية للاحتلال من مغبة التمادي في العدوان على المعتكفين والمصلين في المسجد الأقصى". وكأن الأمر يتعلق بمبارزة بين الجهاد والكيان الصهيوني وهي المبارزة التي من شروطها تحذير الطرف الآخر، وكأني بالجهاد تريد القول أنه يمكن للعدو ـ أن يواصل عدوانه ولكن عليه ألا يتمادى في ذلك.
من جهتها اكتفت حركة حماس عبر ناطقيها بتوصيف ما حدث في ساحات المسجد الأقصى بحق المعتكفين بأنه "جريمة نكراء يتحمل الاحتلال تبعاتها"، والسؤال هنا ما هي هذه التبعات التي ستحملها العدو لاحقا بالطبع، ومن قبل منْ وفق منطق حماس؟ وهل يعني ذلك أن العدو كان يمكن أن يتجنب تلك التبعات ، بأن يبقى احتلالا غير متجاوز للخطوط الحمراء يعني ( احتلال محترم). لتلقي حماس من بعد لمهمة تنفيذ تلك التبعات على كاهل "الشعب الفلسطيني في كل مكان" بدعوته للنفير العام، "والثأر للمرابطين وحرائر الأقصى"، فيما تجاهلت تفعيل الانتصار للقدس والأقصى بصواريخها .
ويصل اعوجاج المنطق الذي يحمل قدرا من السذاجة عندما يقول الناطق باسم حركة "حماس"، إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة محاولة فاشلة لمنع غزة من استمرار مساندتها بكل الوسائل لأهلنا في القدس والضفة الغربيةـ لأن السؤال هل كانت حماس تنتظر من العدو أن يقول لها ( تفضلي يا حماس ساندي القدس)؟، ثم هل معركة الضفة ليست معركة غزة، ليقتصر الأمر على المساندة وليس المشاركة؟
أما إسماعيل هنية رئيس حماس فدعا الذين تعرضوا للقمع الوحشي، مع أبناء شعبنا في الضفة و القدس للرد بكل قوة وبكل الأدوات على هذه الجريمة البشعة حتى يعلم الجميع وفي مقدمتهم الحكومة الصهيونية الفاشية المجرمة، وأضاف أن المس في المقدسات الإسلامية سيكون له ثمن كبير، وهذا الثمن هو " سنحرق الأرض تحت أقدامهم". هنية سيحرق الأرض ولكن متى وكيف؟ وهل سيكون هذا التهديد مثل غيره، مجرد ديماغوجيا إعلامية، وجعجعة دون طحن؟
إن السؤال الأساس لماذا لا يتناسب خطاب الفصائل المسلحة مع قدراتها الفعلية؟ ولماذا رفع السقف بشكل لا تستطيع تنفيذه؟ ألم يشكل رفع سقف خطابها بعد معركة سيف القدس وابتلاع حماس وعيدها عندما تعهد السنوار قائد حماس في غزة في رمضان 2021 بالرد على مسيرة الأعلام، بل وحدد عدد الصواريخ التي ستطلقها حماس أذا ما نفذ المستوطنون تلك المسيرة؟ وجاءت مسيرة الأعلام ومسيرة نزول التواراة والعديد من الاقتحامات وبقي حديث السنوار والفصائل مجرد وعود بلا رصيد، بانتظار استعادة ، فضيلة التواضع والصدق، وأن تكون الأقوال ترجمة أمينة للأفعال.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيان الصهيوني.. مقولة التفكك.. كتظهير لأزمته البنيوية
- الاتفاق الثلاثي.. والتمهيد لتعدد الأقطاب
- لا ديمقراطية مع الاحتلال.. ونهاية مرحلة الوهم
- مع عودة جريمة التنسيق الأمني.. من تُمثل سلطة رام الله؟!!
- مشاكسات .. احتلال خمسة نجوم..! حلال علي..حرام عليهم..
- نتنياهو.. عندما يتبجح -اللص-!
- بوصلة كنس الاحتلال.. فلسطينية
- مشاكسات / إنسانية.. اليانكي! .. متى تستفيق؟
- مشاكسات.. العراق.. توطن الفساد / أشبعتهم إدانات.. !!
- زلزال تركيا يعري لا إنسانية قانون قيصر الأمريكي
- استشراف صهيوني لنهاية كيان الاحتلال في فلسطين
- السلطة الفلسطينية.. فقدان القدرة على الرؤية والقراءة
- وهم حل الدولتين .. والخيار البديل
- وجود الكيان الصهيوني المحتل.. هو العار
- مشاكسات / سلطة تساوي التنسيق..! ذروة التهافت
- مشاكسات / لغة كي الوعي!!.. أمريكا..سارقة..!
- التوراة -ميثولوجيا- ..التوراة تزوير للتاريخ (3/3)
- الشعبية.. تصريحات الفصائل لا تُسمن ولا تُغني من جوع
- التوراة -ميثولوجيا- ..التوراة تزوير للتاريخ (2/3)
- مشاكسات / قلق على منْ؟!.. لا عهد لهم..!


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - خطاب حماس والجهاد.. عندما تفارق الأقوال الأفعال