أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - لا ديمقراطية مع الاحتلال.. ونهاية مرحلة الوهم















المزيد.....

لا ديمقراطية مع الاحتلال.. ونهاية مرحلة الوهم


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7542 - 2023 / 3 / 6 - 10:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


من مفارقات الفكر السياسي الغربي في مرحلة الاستعمار وفي طورها الأعلى الإمبرياليةـ، هو هذه المغالطة الفكرية، وهي التي تتعلق بالديمقراطية، وبدون أدنى حد من النزاهة الفكرية والأخلاقية عندما تدعي أنها ديمقراطية، متجاهلة أن هناك تناقضا في الأساس بين الديمقراطية والسيطرة على شعب آخرـ بأي شكل من الأشكال سواء بالاستعمار المباشر أو من خلال أدوات الهيمنة الناعمة والخشنة، وتصل المفارقة حد الفجور الفكري والسياسي والأخلاقي عندما يتعلق الأمر بكيان كولنيالي عنصري يقوم على نظرية التفوق والربانية ، ويزعم أنه كيان ديمقراطي.
تدليس فكري
هذا التدليس الفكري والسياسي الذي هو منتج غربي أنتجته ثقافة الغرب الذي استعمر واستعبد ونهب في ظلها خيرات الشعوب، وهو ضمن تلك الخلفية السياسية والفكرية، زرع الكيان الصهيوني في فلسطين على حساب شعبها أصحاب الحق فيها على مدار آلاف السنين ، كنموذج كيان ديمقراطي غربي وسط بيئة غير ديمقراطية، بل وحسب الصهيوني هرتزل متوحشة.
في حين أنه ما من كيان ديمقراطي يقوم على السلب والنهب والإبادة للآخر وعقلية التفوق بدعوى ربانية كاذبة، حتى أن المستجلبين الصهاينة من أربعة أرجاء الدنيا صدقوا تلك الكذبة مع أنهم مجموعة بشرية صنعها الغرب، وقامت على الغصب ونفي الشعب الفلسطيني صاحب الأرض بما ينسف أي أساس للادعاء بالديمقراطية.
هذا التشويه الفكري والسياسي جعل هؤلاء المستجلبين يصدقون تلك الفرية بل ويصدقها بعض المتهافتين من النخب والساسة العرب، مع أن أبجدية قيم الديمقراطية هي الحرية والعدالة والمساواة وهو ما أكد عليه إعلان الأمم المتحدة من أن " كل ميز أو إقصاء أو تقييد أو تفضيل مبني علي العنصر أو اللون أو الأصل الإثني أو القومي أو علي تعصب ديني تحفزه اعتبارات عنصرية، ويقوض أو يتهدد المساواة المطلقة بين الدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها أو يحد بطريقة تحكمية أو تمييزية من حق كل إنسان وكل جماعة بشرية في التنمية الشاملة، يتعارض مع مقتضيات قيام نظام دولي يتسم بالعدل ويضمن احترام حقوق الإنسان.." هو في الممارسة غير ديمقراطي لأنه لا إنساني.
كذبة الديمقراطية
ويصل الادعاء برئيس الحكومة الصهيونية السابق يائير لابيد أن يزعم أن هناك ديمقراطية ، وأن تحالف نتنياهو بن غفير وسموتريتش هو الخطر الذي يهددها، ليكون السؤال هل يمكن لكيان عنصري حسب توصيف مؤسسات أممية، يحتل أرض الغير، ويدعي التفوق اليهودي، وممارسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وشن الحروب، والحصار، والاعتقال الجماعي، وسن القوانين التمييزية التي تستهدف نفي الشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا، يمكن أن يكون كيانا ديمقراطيا. وأبرز الأمثلة على زيف تلك الديمقراطية هو قانون دولة الأمة اليهودية الذي يؤكد أن كيان الاحتلال هو دولة عنصرية تحاول التنكر في ثوب الدولة الديمقراطية.
وهو ما استخلصه من طبيعة الكيان البروفسور ليبوفيتش، دبلوماسي سابق ومستشار سابق لرئيس الكيان الذي كتب في صحيفة معاريف ."من أته لا يمكن وجود ديمقراطية في الداخل وديكتاتورية حيال الخارج، ففي نهاية الأمر سيتغلب أحدهما على الآخر، فإمّا أن تنتصر الديمقراطية عندما تتوقف السيطرة على شعب آخر، وإمّا أن تنتصر الديكتاتورية عندما يتم استخدام الأدوات الديكتاتورية التي طبقت في المناطق ضد المواطنين والمواطنات في "إسرائيل" أيضا. حاليا، تمتد يد الدكتاتورية إلى عنق الديمقراطية فى إسرائيل، ويضيف و أنه ربما حان الوقت كي يعوا ويدركوا أن لا ديمقراطية مع الاحتلال.
ويبدو أنه من الأهم أيضا أن يدرك المتهافتون العرب حقيقية الكيان الصهيوني ككيان عنصري كولنيالي، وأن التعامل معه وفتح الأبواب أمامه هو تشجيع له على مزيد من مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني، وربما في ظل حكومة الصهيونية الدينية تهجيرهم خارج فلسطين، ومن شأن تلك العلاقة المشبوهة أن تكون مشاركة عربية للاحتلال في جرائمه ضد الفلسطينيين.

خيارات سموتريتش
فيما بقي أن على قيادة السلطة في رام الله أن تكف عن التعامل مع كيان يعتبر الاستيطان أمرا ربانيا فيما يعترونها أرض إسرائيل، في حين أن ذلك هو أحد خرافات توراتهم الني أكد مؤرخون وعلماء آثار يهود أنها مجرد أساطير. وأن تعيد الاعتبار للمشروع الوطني الكفاحي الجامع على أسس سياسية وتنظيمية وكفاحية تعيد الاعتبار لما سبق أن فرطت فيه باعترافها بالكيان وشطب بعض مواد ميثاق منظمة التحرير بعد أن صور لها وهمها أن هناك مكنة استجداء حل سياسي يمنحها دولة، متجاهلة طبيعة هذا الكيان من أن احتلاله فلسطين وإبادة شعبها هو في نظره أمر رباني حسب توراتهم، وأنه كيان كولنيالي عنصري استعلائي لا فرق فيه بين الصهيونية الليبرالية والصهيونية الدينية ولتكف عن وهمها بحل الدوليتين بعد أوصلتها خياراتها البائسة إلى طريق مسدود، بل إلى ما هو أسوأ من ذلك في ظل رؤية وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لحل الصراع التي خلاصتها أنه لا توجد فرصة لإقامة دولة عربية على أرض إسرائيل" كما قال، من خلال تقديم ثلاثة خيارات أمام الفلسطينيين وهي:
1- الهجرة: "أولئك الذين لا يستطيعون البقاء هنا بصفتهم شخصًا عاديًا يراودهم حلم تحقيق طموحاتهم الوطنية - مدعوون للذهاب وتحقيقها في إحدى الدول العربية المحيطة العديدة"، أو، كما كتب، إلى العيش في أوروبا.
2- النضال: "هؤلاء الإرهابيون ( أي إنذارات سموتريتش) سيتم التعامل معهم بحزم من قبل قوات الأمن، بقوة أكبر مما نفعل اليوم".
3- الاستسلام: سيتمكن الفلسطينيون الذين يتخلون عن تطلعاتهم الوطنية من العيش تحت الحكم الإسرائيلي في كانتونات مستقلة، كمقيمين (ليس مواطنين)، دون أن يكون لهم الحق في الانتخاب والترشح. وهو جوهر رؤية نتنياهو التي نقلها عنه موقع العربية نت أواخر العام الماضي، من أنه لا دوله، لا أمن ، بل بانتوستانات وسيطرة صهيونية مطلقة .

انتهت أزمنة الوهم
ويمكن القول أخيرا إن الحلال بات بيّنا والحرام بّينا، ولا مجال للمراوغة والمراهنة على حل لم يكن موجودا من الأساس، لو استمعت القيادة المتنفذة في منظمة التحرير للنصح وأعملت العقل وأحسنت القراءة، ارتباطا على الأقل بتجربة الشعب الفلسطيني نفسه مع ذلك الكيان، الذي سبق أن رفض تنفيذ قرار حق العودة رقم 194 مع أن قبوله كدولة، كان مشروطا بتنفيذ ذلك القرار. وربما كانت إجابة ذلك السؤال لدى حركة فتح بجمهورها وأعضائها ومناضليها، لأن الكل الوطني ينتظر منها أن تستعيد قرارها المختطف من قبل المتهافتين وأصحاب المصالح ..وهي في ظني قادرة على ذلك.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع عودة جريمة التنسيق الأمني.. من تُمثل سلطة رام الله؟!!
- مشاكسات .. احتلال خمسة نجوم..! حلال علي..حرام عليهم..
- نتنياهو.. عندما يتبجح -اللص-!
- بوصلة كنس الاحتلال.. فلسطينية
- مشاكسات / إنسانية.. اليانكي! .. متى تستفيق؟
- مشاكسات.. العراق.. توطن الفساد / أشبعتهم إدانات.. !!
- زلزال تركيا يعري لا إنسانية قانون قيصر الأمريكي
- استشراف صهيوني لنهاية كيان الاحتلال في فلسطين
- السلطة الفلسطينية.. فقدان القدرة على الرؤية والقراءة
- وهم حل الدولتين .. والخيار البديل
- وجود الكيان الصهيوني المحتل.. هو العار
- مشاكسات / سلطة تساوي التنسيق..! ذروة التهافت
- مشاكسات / لغة كي الوعي!!.. أمريكا..سارقة..!
- التوراة -ميثولوجيا- ..التوراة تزوير للتاريخ (3/3)
- الشعبية.. تصريحات الفصائل لا تُسمن ولا تُغني من جوع
- التوراة -ميثولوجيا- ..التوراة تزوير للتاريخ (2/3)
- مشاكسات / قلق على منْ؟!.. لا عهد لهم..!
- التوراة -ميثولوجيا- ..التوراة تزوير للتاريخ (1/3)
- الكيان الصهيوني .. واحتدام مأزقه الوجودي
- مشاكسات / تدني لغة الخطاب.. التصفيق ..معيارا للديمقراطية..!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - لا ديمقراطية مع الاحتلال.. ونهاية مرحلة الوهم