أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الشعبية.. تصريحات الفصائل لا تُسمن ولا تُغني من جوع















المزيد.....

الشعبية.. تصريحات الفصائل لا تُسمن ولا تُغني من جوع


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7482 - 2023 / 1 / 4 - 06:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


من حقي أن أعتبر إدانات بعض الدول العربية لاقتحام وزير الأمن القومي في حكومة المستجلبين اليهود إيتمار بن غفير أمرا يدعو للضحك المر، وهي تأتي في ذات السياق الذي تعود الشعب الفلسطيني عليه من قبل تلك الدول، عندما تعبر عن إدانتها أو قلقها كلاما ولكنها ترتبط مع الكيان الغاصب بأوثق العلاقات حتى العسكرية منها.
ليكون السؤال ما قيمة هذه الإدانات العربية وربما الإسلامية في ميزان الواقع العملي فحتى، الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت وما زالت العدو التاريخي للشعب الفلسطيني أعلنت عبر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية عن معارضتها بكل قوة انتهاكات وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير؟ فالمسألة في تقديري لا تتعلق بشخص اقتحم الأقصى الذي يمكن تحييده كشخص ولكنه لا ينهي التطاول على الأقصى، لأن المسالة الأساس هي في واقع أن هناك احتلالا لفلسطين والقدس، وطالما بقي الاحتلال سيستمر العدوان والتطاول على الأرض والشعب والمقدسات.
المفارقة أن موقف الفلسطينيين من سلطة وفصائل، ربما لا يبتعد كثيرا عن موقف الدول العربية ولكن السلطة ضمن رؤيتها لمواجهة الاحتلال ستلجأ إلى المؤسسات الدولية للبحث عن إدانة لن تقدم أو تؤخر في الأمر، وهنا من المفيد التذكير بما قاله الرئيس عباس في الاحتفال بذكرى تأسيس فتح من أن الأمم المتحدة سبق أن اتخذت ألف قرار لصالح الشعب الفلسطيني لم ينفذ منها الكيان الصهيوني قرارا واحدا، ولكنها تبقى مع ذلك موقفا معنويا لصالح الشعب الفلسطيني، ولكنه لن يمنع بن غفير أو أي بن غفير آخر من اقتحام الأقصى طالما كان هناك احتلال.
لكن الفصائل التي وضعت خطوطا حمراء وتوعدت الاحتلال إذا ما تجاوز تلك الخطوط، أعادت إنتاج نفس اللغة (الحكي) بتوصيف ما جرى، وأن العدو سيتحمل النتائج، وكأن الأمر يتعلق بعلاقة تعاقدية بين طرفين سيتحمل من يخل بالتعاقد النتائج، باستثناء الموقف اللافت من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي قدمت فيه رؤية مغايرة وهي في تقديري من ناحية المقاربة والمفاهيم تتجاوز خطاب الجعجعة الفصائلي حول الخطوط الحمراء التي لم تعد مع تكرارها قولا دون فعل "خطوطا حمراء".
ذلك أنه مع كل وعيد تلك الفصائل( الكبيرة منها) بالويل والثبور لمن يتجاوز تلك الخطوط، فقد اكتفت في مؤتمر صحفي عقدته في غزة، رداً على اقتحام بن غفير، للأقصى، بأن قالت: "ندعو أهلنا والمقاومة في الضفة إلى تصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال في كل ساحات الاشتباك دفاعاً عن المسجد الأقصى". لتعيد نفس الخطاب بنفس اللغة، بتصعيد الاشتباك وكأن أهلنا من شعب ومقاومين كان ينتظر موقفا فيه نوعا من الوصاية الكفاحية، "ندعو"، بدلا من الانخراط في المواجهة، ولذلك قدمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مقاربة لها علاقة بالنزاهة الفكرية وهي أن الجعجعة لا تردع محتلا وأنه كما قالت: “آن الأوان لتجاوز التصريحات والبيانات الصحفية، لأن المسؤولية الوطنية والأخلاقية تُحتم على الجميع تعزيز الفعل المُوحد على أرض الميدان”.
ويبدو من حصيلة خسائر العدو أن الشعب ومقاومته قد تجاوز الفصائل التي تجيد رسم الخطوط دون أن يقترن في غالب الأحيان بالفعل، والشواهد على ذلك كثيرة كمسيرات الأعلام اليهودية ونزول التوراة واستهداف حركة الجهاد في غزة، في حين أن الشعب المشتبك وفرسانه من أسود العرين والكتائب سبق فعلهم أقوالهم مع كل التضييق وقلة الإمكانيات وكانت النتيجة .
أنه وفقاً لمصادر إعلامية صهيونية، فإن 30 صهيونيا على الأقل بين جنود ومستوطنين، قتلوا منذ بداية عام 2022، وأصيب مئات آخرون في هجمات فلسطينية مختلفة، وهو العدد الأعلى من القتلى الإسرائيليين منذ عام 2016.
وبحسب البيانات والأرقام المحلية في الضفة الغربية، نفذ الفلسطينيون منذ بداية العام، 653 عملية إطلاق نار و36 عملية طعن و14 عملية دهس، و377 عبوة ناسفة وزجاجات حارقة.
فيما قدم الشعب الفلسطيني ثمنا غاليا جراء ذلك، جعل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة (أوتشا) يقول إن عام 2022 كان أكثر الأعوام دموية للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتسجيل الوفيات بشكل منهجي في عام 2005.
فقد بلغ عدد الشهداء 168 بينهم 33 طفلاً، في نحو 2000 عملية أمنية وعسكرية شنها جيش الاحتلال، وأصيب 9335 فلسطينيا في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي أو أثناء اقتحامه للمناطق الفلسطينية، فيما بلغ عدد المعتقلين 6500 حالة اعتقال نحو 4700 منهم ما زالوا في السجون الإسرائيلية.
وهدم 833 مبنى فلسطينيا في الضفة الغربية بما فيها مناطق شرقي القدس، وتعرض فلسطينيون لـ 793 هجوما من المستوطنين، 582 منها خلفت أضرارا بممتلكات الفلسطينيين و211 خلفت إصابات بينهم. كما قام الاحتلال ومستوطنوه بإتلاف أو اقتلاع 13130 شجرة زيتون، ليكون السؤال أليس هذا هو التصعيد الذي ثمنه هذه الحصيلة الثقيلة من الضحايا؟
هنا يبدو مهما توصيف قيادي رفيع المستوى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فضّل عدم الكشف عن اسمه، لواقع بيانات المقاومة دون محسنات بقوله “كل ما يَصدر من بيانات وتصريحات وخطابات لن تُسمن ولا تُغني من جوع، وحان للشبان أن يقولوا كلمة الفصل في الميدان، لردع الاحتلال عن إجراءات أكثر تشددية وعنصرية وتطرف تستهدف الفلسطينيين ومقدساتهم الإسلامية”.
ولذلك دعت الشعبية مقاتليها إلى “الاستنفار في جميع الميادين، والتأهب لاجتثاث رأس المجرم “بن غفير” وسموتريتش ونتنياهو، أُسوة بما حدث مع ما يُسمى وزير السياحة رحبعام زئيفي عام 2001، وهنا يبدو الفرق بين من يطالب الآخرين بالعمل وبين من يبدأ بإلزام نفسه.
ولعل في استحضار مصير الوزير الصهيوني زئيف شيف الذي صفته الجبهة الشعبية مثال على أن الخطوط الحمراء يحدد تخومها قدرة الفعل، وليس الكلام، على أمل أن تغادر الفصائل وأذرعها الكلام إلى الفعل والابتعاد عن تبرير قصورها بأنها لن تخوض معركة يحدد زمانها الاحتلال أو أن هذا كمين؟ لأن السؤال عندها أليس من واجبها أن تحسب حسابا مسبقا لكل السيناريوهات المتوقعة، وأن تعد نفسها على هذا الأساس؟ لكن السؤال الأساس هو: أليس هناك احتلالا قائما يجب دحره ؟ وأن المقاومة ، هي فعل دائم وفي كل الظروف ولا يرتبط بأجندة هذا الطرف أو مصالحه، لأن البوصلة هي فقط فلسطين.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوراة -ميثولوجيا- ..التوراة تزوير للتاريخ (2/3)
- مشاكسات / قلق على منْ؟!.. لا عهد لهم..!
- التوراة -ميثولوجيا- ..التوراة تزوير للتاريخ (1/3)
- الكيان الصهيوني .. واحتدام مأزقه الوجودي
- مشاكسات / تدني لغة الخطاب.. التصفيق ..معيارا للديمقراطية..!
- جنرالات صهاينة.. وقرب زوال - إسرائيل-
- مشاكسات / شراكة.. ضد منْ! .. حماس والحريات..!
- فتح وحماس.. -غير جديرتين بالتمثيل والقيادة-!!
- السلطة الفلسطينية.. فقدان الصلة بالواقع
- مشاكسات / إلهام.. وفساد .. التطبيع ليس خيانة..!
- الجبهة الشعبية.. الهدف المرحلي والتيار الثالث
- مشاكسات / السلطة.. أي دور؟ ... فخر.. بماذا..؟!!
- لوثة المونديال.. التطبيع الذهني.. النفاق
- أردوغان .. ومعركة -مفترق الطرق- النهائية
- مشاكسات / تدخل وقح..! تحدي الشرعية.. صح النوم؟!
- الضفة.. أراض فلسطينية محتلة ...لا متنازع عليها
- مشاكسات/ لو صدقت.. السلطة.. أي دور؟ نصابها.. أي نصاب..؟!
- حماس وفتح .. ودرس بن غفير
- مشاكسات/ حماس وفتح ودرس بن غفير..! قطر.. المال لا يشتري الفو ...
- مشاكسات قصور فهم وخلط مفاهيمي.. الشيخ هنية.. خبير كروي!


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الشعبية.. تصريحات الفصائل لا تُسمن ولا تُغني من جوع