أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الخامس















المزيد.....



الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الخامس


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7714 - 2023 / 8 / 25 - 10:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


الفصل الرابع
صعود الصهيونية الدينية الأدوات والعوامل الخلفية

حملت الصهيونية بذرة تحولها إلى أصوليّةٍ دينيّةٍ وقوميّة. منذ البدايات، عندما عمل المؤسّسون الأوائل على تبرير مشروعهم الصهيوني في فلسطين من خلال أوهام وأساطير توراتيّة وتحويلها إلى حقائقَ تاريخيّةٍ (علمنة الدين). قي حين أنهم أي قادة الدولة (وهم من الحركة الصهيونية العمالية في الأساس) قد عارضوا أي دور سياسي للدين التقليدي، إلا أنهم رأوا فيه أحد مقومات القومية اليهودية فعمدوا إلى استغلال الدين وما يختزنه من قيم ورموز وأعياد من أجل بلوغ ثلاثة أهداف هي:
1- توحيد أفراد المجتمع عن طريق إيجاد مجموعة من القيم والمعتقدات المشتركة بينهم.
2- إضفاء الشرعية على مؤسسات الدولة القائمة وعلى الأهداف التي تسعى إلى إنجازها.
3- تعبئة جهود وطاقات الأفراد في البلد وراء أهداف ومصالح الدولة.(1) بذلك، حملت الصهيونية بذرة كان واضحًا أنّ الأشياء تمضي، مع الوقت، في مسار صاعدٍ نحو دولةٍ دينيّةٍ خالصة.(2)
وبجانب استعمالها القيم الدينية، راحت الحركة الصهيونية تعيد تفسير العديد من الأساطير الدينية القديمة أو تبتدع أساطير جديدة. فقصة خروج بني إسرائيل من مصر أضحت قصة شعب تحرر وتخلص من نير العبودية. وقصة “المكابيين” غدت قصة صراع من أجل الحرية استخدمت فيه القوة المسلحة. وقصة “الماتسادا” صارت ترمز لعدم الاستسلام والتضحية بالنفس والبطولة. وصار كل شيء تقوم به العصابات الصهيونية الإرهابية يفسر تفسيرا دينيا أو وطنيا، وهكذا جرى توليف مفاهيم مثل مفهوم الأمة والأرض والدولة مع العبارات والمقولات الواردة في التوراة، وتشبيه بن غوريون بيوشع بن نون وموشيه ديان بالنبي موسى... (3)
وتبّنى الكيان العديد من الرموز والشعارات الدينية، فألوان العلم القومي للبلد صارت بألوان شال الصلاة “طاليت” في اليهودية التقليدية، والشمعدان ذو الأفرع السبعة (حانوكا) الذي أقرت تعاليم “الرب” بوضعه في المعبد صار رمزا للدولة نظرا لتعدد معانيه. فقادة الدولة رأوا فيه تعبيرا عن استرجاع السيادة اليهودية والعودة إلى أرض الأجداد، وذلك لأن الرومان سبق أن نهبوه عند تدمير “الهيكل” كما يرمز إلى النور والتنوير، اما المتدينون فوجدوا في اتخاذه شعارا بمثابة رضوخ لتعاليم الإله ونصوص التوراة (4)
وهكذا سعت الأحزاب الدينية المشياحية والحريدية واليهودية الرسمية المسيطرة على القرار الديني للدولة لجعل إسرائيل دولة تخدم الشريعة اليهودية طالما أن دولة الشريعة لن تقوم إلا بمجيء المسيح المخلص. وقد رأى الكاتب مناحيم راهاط أن صعود حزب شاس اللولبي شكل دفعة قوية لنفوذ الأحزاب الدينية التي: “تحطم وتثير حنق الحكومات في إسرائيل ولسوف ترسو الأمور حسب مشيئتها، وأن الدولة بكاملها في يدها كما المادة في يد صانعها... وهي (أي الأحزاب) تمسك بمفاتيح الدولة” (5).
وقد أسس إلى ذلك التوجه توسّع القاعدةُ الاجتماعيّةُ للحريديم فتشكل حزبان: "ديجل هتوراة" وكان اشكنازيا صرفا. و"شاس" وكان شرقيًّا صرفًا. حقّقت هذه الأحزاب نجاحًا ملموسًا في انتخابات 1988، ومن بعدها ظهرت أكثر تنظيميًّا وقدرةً على تنفيذ برامجها. لم تتأخر الأحزاب اليمينية القومية عن مجاراة الحريدية في أطروحاتها الدينية والسياسية. في غضون ذلك، برزت الظاهرةُ الكهانيّةُ في سبعينات وثمانينات القرن 20 على يد مائير كهانا؛ الذي تبنى مواقف عنصرية خطيرة، وخاصة الدعوة إلى مضايقة وملاحقة العرب في إسرائيل والدعوة إلى تنفيذ الترانسفير. في عام 1996 أصدرت لجنة حاخامات "ييشع" الاستيطانيّة في الضفّة الغربيّة، فتوى تسمح بالدخول إلى الحرم الشريف كما دعت إلى "الصعود إلى جبل الهيكل".(6) وتنامت قوة الأحزاب والتيارات والحركات الدينية منذ تسلم الليكود بزعامة مناحيم بيغن الحكم عام 1977، بأن أخذت تستغل المناخ الشوفيني الملتهب من أجل زيادة حمى التعصب الديني.
وقد تجلى نشاط الأحزاب الدينية في هذا الاتجاه بزيادة نشر التعليم الديني، والمزيد من الانخراط في النشاط السياسي والاستيطاني في المناطق العربية المحتلة. وبلغ هذا النشاط أوجه بظهور “الحركة السرية اليهودية” التي قام أعضاؤها بسلسلة من الأعمال الإجرامية والإرهابية ضد المواطنين العرب، ومن الاعتداءات الآثمة على الأماكن العربية المقدسة، الإسلامية والمسيحية. وقد رافقت هذا النشاط أيضا الأعمال الفاشية التي مارسها الحاخام المتشدد مئير كاهانا ضد المواطنين العرب ومقدساتهم، جنبا لجنب مع أعمال مماثلة مارستها تنظيمات تنتمي إلى بعض الأحزاب الدينية مثل غوش ايمونيم (كتلة الإيمان).(7)
ومن ثم فإن صعود الصهيونية الدينية في الانتخابات الأخيرة ووصولها إلى مركز القرار بكل ما يترتب عليه من تداعيات، إن هي إلا نتائج للمقدمات التي أسست لهذا المتغير بعيد الأثر على الصعيدين الفلسطيني والصهيوني، تقدّرُ بعضُ الأوساط اليسارية والأكاديمية الإسرائيلية أن فوز الصهيونية الدينية واتّفاق أطرافها مع نتنياهو على تشكيل حكومةٍ يمينيّةٍ خالصة، سوف يجلبُ على "إسرائيل" مصائبَ أمنيّة، ومتاعبَ إداريّة. ومن شأن تشكيل وزاراتٍ وهميّةٍ أن يضعف الحكم. سوف يبدأ العالم بالضغط كما سوف تبرز التناقضات الميدانية في العمل الأمني. بيني غانتس عقب على الاتفاق قائلًا: "ما يحدث هو انقلابٌ على المؤسسات وعلى القوانين وعلى الأعراف التي كانت قائمة". بينما صرح بن غفير في أعقاب الاتفاق: بأنّ لديه الآن "القوة والصلاحية لفرض الحكم وإعادة الأمن"، طبعًا وَفْقَ تصوراته وأفكاره الكهانية. (8)
ففي أعقاب فوز الصهيونية الدينية وتوقيع اتفاق شراكة مع الليكود، قال بروفيسور إسرائيلي محذرا: من الانتقال إلى "صورة حياة جامحة وخبيثة وتقدس الأرض وتفرض نفسها بعنف على سكانها بطرق غير عادلة ولا توجد فيها رحمة أو أخلاق" (9)
لكن أي قراءة موضوعية من شأنها أن تبين أن هذا الصعود كان متوقعا وإن اختلفوا حول نسبته بعد أن استعانت الصهيونية الدينية بعدة وسائل من أجل الصعود والسيطرة على الحياة في "إسرائيل"، وهو ليس سرا، فقد سيطرت على مفاصل الحياة السياسية والإعلام، ولا يقتصر الأمر على وجود ضباط برتب عالية في الوحدات القتالية، فهم أيضاً يسيطرون على ثلث تركيبة المحكمة الإسرائيلية العليا، ومنهم: المستشار القانوني للحكومة، ورئيس الشرطة، ورئيس الموساد، ومدير مكتب نتنياهو، وسفير "إسرائيل" في الولايات المتحدة (10)

والحقيقة ان الصعود الديني أخذ مجراه شيئا فشيئا، حين برزت نقاشات سياسية من نوع جديد داخل المفدال الذي كان متماهيا؛ في مواقفه السياسية مع حزب العمل ومقرا باتفاقية “الوضع القائم” على صعيد علاقة الدين بالدولة، وبعد الحرب برز نشاط غوش ايمونيم التي ما لبثت أن حققت مكاسب ضخمة لصالح الصهيونية الدينية. أما الأحزاب المشياحية والحريدية الأقل تشددا فإنها لم تكن تعتبر “دولة إسرائيل” بداية الخلاص وتعتقد أن عليها انتظار قدوم (المشياح) الذي سيأتي بالخلاص. إلا أنها باستثناء ناطوري كارتا، تعترف بالوجود السياسي لإسرائيل وتمتثل لقوانينها، وتشارك في انتخابات الكنيست وفي الائتلافات الحكومية. ولكن غالبية أفرادها لا تخدم في الجيش ولديها شبكة تعليم خاصة. وبعد حرب عام 1967 اعتبرت هذه الأحزاب أن “هذه الحرب معجزة وإشارة ربانية لبداية الخلاص المشياحية”. واعتبر أحد حاخاماتها أن “دولة إسرائيل ككيان صهيوني هي تعبير عن الخلاص، ولكن من ناحية أخرى فإن أرض إسرائيل تحت السيادة اليهودية تنطوي على مغاز دينية ذات أهمية”. (11)

ويرى الكاتب سامي ميخائيل ان قوة الأحزاب الدينية لم تنبع من داخل اليهودية الأصولية بل إن قادة هذه الأحزاب اكتسبوا “القوة والنفوذ على شكل رشاوى من قبل اليسار واليمين المتعطشين دوما للسلطة...وهذا يعني انه من ضمن عملية دياليكتيكية ملتوية، جمعت اليهودية الحريدية، القوة من غروب شمس الصهيونية العلمانية ووقوعها في أوحال التآمر الرخيص من أجل السلطة (12)

وهناك ثمّة عوامل عديدة لصعود الصهيونية ـ الدينية، منها: انتقال مقاعد من أحزاب يمينية متطرّفة خسرت وجودها الحزبي في الكنيست الحالية بسبب قبولها الائتلاف مع حزب عربي في الكنيست قبل الأخيرة، وحدث هذا مع حزب "البيت اليهودي" بزعامة إيليت شاكيد، حيث خسر جميع مقاعده في الكنيست لصالح الصهيونية ـ الدينية. _(13) يضاف إلى ذلك تركز القاعدة الاجتماعية لحزب الصهيونية الدينية بين المستوطنين في الضفة الغربية، الذي وصل عددهم عام 2021 إلى نحو 465400 مستوطن، وفي القدس الشرقية تجاوز عدد المستوطنين 200 ألف، في وقت يزداد فيه عدد المتدينين الحريديين في إسرائيل (1175000 نسمة)، وهم يمثلون نحو 12.6% من سكان إسرائيل، ونسبة التكاثر الطبيعي بينهم تصل إلى 4.2% في السنة. _(14)

فيما بدأت تنتشر في الكيان الصهيوني منذ تسعينيات القرن الماضي مدارس دينية ـ علمانية لدراسة التلمود كنوع من إعادة صياغة هويتها العلمانية كهوية يهودية علمانية، وليس فقط إسرائيلية علمانية وكتب عزمي بشارة "المثل الوحيد الذي عثرت عليه لتوجهات قومية متطرّفة تتطابق في بعض الحالات مع اتجاهات دينية سلفية أو أصولية متطرّفة تستخدم المصطلحات والتعابير نفسها، هو المثل الإسرائيلي"، والسبب في ذلك يكمن، في أنه لم تجر عملية علمنة حقيقية في جوهر المفاهيم داخل الحركة الصهيونية"(15)

وكان حزب "المفدال" يعتبر تاريخيا المُعبر الفعلي عن الصهيونية الدينية، وقد تحالف مع الماباي ثم المعراخ، أي مع اليسار الصهيوني حتى عام 1977، ليبدأ بعدها في التلاقي مع اليمين الصاعد.

وشكل عام 2009 مرحلة أخرى في تطور الصهيونية ـ الدينية مع وصول نتنياهو إلى الحكم، وصعود قوة الصهيونية الدينية الاستيطانية وتحولها نحو مزيد من التطرّف بعد هيمنة تيار الحردلية بزعامة سموطريتش، وهو تيار يدمج بين التزمت الحريدي الديني والتطرف القومي الاستيطاني، وبتحول الحريدية التي كانت إجمالا خارج المشروع الصهيوني إلى تيار يميني ـ قومي، وبعودة الكهانية إلى قلب المشهد السياسي من خلال حزب "عوتسما يهوديت" بزعامة إيتمار بن غفير بعد إقصائه إلى خارج حدود القانون إثر مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994. (16)

فيما قارب الـ د. عزمي بشارة صعود قائمة أحزاب الصهيونية الدينية وارتفاع تمثيلها في الكنيست من 6 مقاعد إلى 14 مقعدًا وتضاعف عدد الأصوات التي اقترعت لها من 225641 إلى 516146 في الانتخابات الأخيرة، يُعدّ الظاهرة الأبرز والأخطر في هذه الانتخابات، وعلى نحوٍ خاص حصول هذه القائمة على 20 في المئة من أصوات الجنود في معسكراتهم. ولاحظ بشارة أنه منذ تأسيس إسرائيل، كان هناك دائمًا تيارٌ ديني وصهيوني، لكن لم ينشأ تيار ديني - صهيوني؛ بمعنى أنه لم يحصل تطابق بين الدين والصهيونية كما يحصل منذ صعود موجة الحركات الاستيطانية في الضفة الغربية. وقد ظهر سياسيون إسرائيليون يمثِّلهم أساسًا الحزب الديني القومي "همڤدال"، وهم متدينون وصهيونيون في الوقت ذاته. لكن، ما مَيَّز التيارَ الديني - الصهيوني الذي خرج من رحِم حركة الاستيطان في الأراضي المحتلة هو المطابقة بين الدين والصهيونية، ولا سيما بعد حرب 1967؛ حيث حصل تطابق بين أرض إسرائيل التوراتية ودولة إسرائيل، ما أدى إلى تنامي النزعات الدينية القومية ونشوء الحركات الدينية - الصهيونية.

وأشار بشارة، في هذا السياق، إلى أنّ القاعدة الاجتماعية لحزب الصهيونية الدينية تتركز بين المستوطنين في الضفّة الغربية، حيث وصل عدد المستوطنين في عام 2021 إلى نحو 465400 مستوطن؛ والقدس الشرقية حيث تجاوز عدد المستوطنين فيها 200 ألف، وله مصوتون في مناطق أخرى، كما حصل على 20 في المئة من أصوات الجنود. وخلافًا للحركات الدينية الأرثوذكسية المتشددة التي تتجنب الخدمة في الجيش، لا يتجنب أتباع الحركات الدينية الصهيونية هذه الخدمة. كما أنهم بخلاف الحركات الحريدية التي لا تنخرط في نشاطات اقتصادية باستثناء القطاعَين المالي والتجاري، يعمل أتباع الحركات الدينية الصهيونية في الزراعة والصناعة والخدمات وفي الجيش أيضًا، وبهذا تمثّل الحركات الدينية الصهيونية جوهر المشروع الصهيوني، بوصولها إلى مواقع قيادية في الجيش وفي وحدات النخبة، وفي الصناعة، وفي قطاع التكنولوجيا الفائقة( 17)

الصهيونية الدينية.. سياسة التغلغل في مفاصل الكيان
تسبب إخلاء المستوطنات في سيناء عام 1982 للتيار الديني والقومي الصهيوني في صدمة أيديولوجية وسياسية ونفسية هزت أركان المشروع الصهيوني في فلسطين, فحاول استخلاص العبر مما حدث فوضع خطة للسيطرة على الجيش حتى يضمن عدم تنفيذه أوامر الإخلاء، وكان المفدال قد بدأ بذلك منذ السبعينيات إلا أنه زاد من نشاطه بعد الانسحاب من قطاع غزة بالتغلغل في مؤسسات الدولة ضمن سياسة تمت تسميتها بـ "استيطان القلوب"، (18)

بل إن تيار "الصهيونية الدينية" كان قد أعد مخططا للتغلغل في كافة المؤسسات الحكومية الإسرائيلية، لا سيما في الجيش ومواقع صنع القرار، وكذلك التغلغل الملموس في حزب الليكود واحتلاله من الداخل، وذلك من أجل إحداث "انقلاب في نظام الحكم" وتحقيق الغاية المتمثلة بـ"دولة الشريعة" اليهودية.
واستنادا إلى العديد من المراقبين، بأن التيار "الصهيوني الديني" يعتمد مخططًا إستراتيجيًا منذ نهاية السبعينيات، يرمي إلى التأثير على الوعي اليهودي عمومًا والإسرائيلي خصوصًا، من خلال أنشطة وغرس موظفين ينتمون إليه في مختلف المؤسسات، وتولي وزارات محددة أهمها وزارة التربية والتعليم "للتأثير على الأجيال القادمة عبر صياغة المعارف التي تنكشف إليها وبلورة ذاكرتها التاريخية وهويتها، إلى جانب وزارتي الزراعة والبناء والإسكان لإقامة المستوطنات وتعزيزها والداخلية، لأنها الطرف الأهم في كل ما يتعلق بتحويل الميزانيات والمنح المختلفة والتخطيط للبلدات والمستوطنات الجديدة".
وينقل عن عضو الكنيست السابق وأحد مؤسسي حركة "غوش إيمونيم" الاستيطانية، حنان بورات، قوله هم يدفعون بهذا المخطط للأمام ككرة ثلج شيئًا فشيئًا. أما كيف يتحقق هذا المخطط الروحاني - الاجتماعي من الأسفل... فهو بواسطة تشكيل فئة من الأشخاص تكبر شيئًا فشيئًا، كمًّا وكيفًا، بحيث من يشاهدهم يسعى للانضمام إليهم في مسيرتهم.
هذا هو المبدأ الأول والرئيس، كما يقول نهورئي، تشكيل هذه الفئة من النخبة وإقامة بؤر توراتية تتوزع في كافة المدن والبلدات الإسرائيلية، وتعمل في مختلف المجالات التربوية و"التطوير" والاستيطان وغيرها.

كما يقضي المخطط باستغلال الخدمة العسكرية من أجل إحداث تغيرات جوهرية في الجيش وفي المجتمع الإسرائيلي، من خلال التأثير على الجيش لتغيير ثقافته وملائمتها لتوجهات الجنود المتدينين، والتأثير على الجندي العلماني باتجاه التقرب من الدين بتأويلاته الصهيونية، واستغلال الجيش من أجل احتلال قلب المجتمع الإسرائيلي وتغييره).19 )
وإذا ما قاربنا هذا التوجه أو المخطط بازدياد نسبة الجنود المتدينين خريجي استكمال المشاة من 2.5% عام 1990 إلى 26% عام 2008، وكذلك ازدياد نسبة الضباط المتدينين في الفترة ما بين 1990-2010؛ التي زادت 12 ضعفًا. حيث نجد أنّ 40% من الضباط رؤساء اللجان في الجيش هم متدينون.(20) فإن المعطيات تقول إن الصهيونية الدينية عقب اندماجها في المؤسسات العامة بـ "إسرائيل" وفي مقدمتها الجيش قد كسبت الرهان ، بعد أن صوت 20% من الجنود لصالحها، وهو مؤشر بالغ الأهمية على ما حققه التغلغل في مؤسسة الجيش، وكان المتدينون قد امتنعوا عن الانخراط في صفوف الجيش الإسرائيلي مع بداية تأسيس "دولة إسرائيل"؛ متذرعين بأسباب دينية تتعلق بهوية "دولة إسرائيل" وعدم تطبيقها للشريعة التوراتية، تم تقنين هذا "الامتناع" عبر اتفاقية الوضع الراهن التي تم التوقيع عليها في يونيو 1947؛ بين الوكالة اليهودية التي ترأسها حينئذ دافيد بن غوريون مع حزب "أغودات إسرائيل" الذي يمثل معظم المتدينين. نصت الاتفاقية على عدم معارضة الحزب لقيام الدولة ومشاركته بمؤسساتها؛ مقابل المحافظة على الطابع اليهودي من خلال اعتبار السبت يوم العطلة الرسمية، وسن قوانين للزواج تكون موافقة للشريعة اليهودية، وأخذ الخطوات اللازمة للتأكد أن مطابخ الدولة تقدم الأكل الحلال "كوشير"، بالإضافة إلى ضمان استقلال التعليم الديني. تضمنت الاتفاقية إعفاء المتدينين الدراسين للتوراة من الخدمة العسكرية تحت مسمى"توراته عمله"؛ بمعنى أنّ عمل المتدينين الأساسي هو دراسة التوراة، ربما كان الدافع الأساسي لموافقة بن غوريون على ذلك أنّ عدد المعفيين من الخدمة العسكرية والذين ينطبق عليهم مسمى "توارته عمله" لا يتجاوز 400 متدين. كان هنالك خشية حقيقة من قبل قيادات الصهيونية الدينية (الحاخامات) من ذوبان الشبان المتدينين في أتون قيم الجيش العلمانية، الذي لا يحترم تعليمات التوراة من الحفاظ على السبت والأكل الحلال "كوشير"، هذا ما وضحه الحاخام دافيد رجنشبرج في كتابه الصادر عام 1949 بعنوان "محاكمة الجيش في إسرائيل".(21)

وضمن مفارقة المشهد الصهيوني على ضوء صعود قوى الصهيونية الدينية، أن بات القادة الذين يسيطرون على الدين اليهودي هم ذاتهم من يسيطرون على القرار السياسي. ويحتكرون مهمة تفسير وتطويع النصوص الدينية ويوظفون الأساطير لتنفيذ أهدافهم السياسية بدعوى الواجب الديني والتكليف الإلهي لتنفيذ وعده الحصري للشعب المختار بتخصيص فلسطين له. فلا قبل للبشر – يهودا أو غير يهود – بمناقشة الوعد أو وجوب تنفيذه. ولا مجال لالتقائه مع الشرائع والقوانين الوضعية الإنسانية والدولية التي تنظم عيش الناس على كوكب الأرض.. (22)

الصهيونية الدينية في المؤسسات الإسرائيلية
كانت مجالات التربية والتعليم هي أولى الخطوات لتيار الصهيونية الدينية؛ وذلك بحكم أن هذا التيار يمتلك جملةً من المدارس والمعاهد في المستوطنات، كما أنه يقوم بتهيئة الشباب للتجنيد بالجيش. ويعتبر الباحث الإسرائيلي نائير نهوراي في كتابه الذي صدر مؤخراً «الثورة الثالثة»، وعالج فيه مراحل صعود تيار الصهيونية الدينية، أن المرحلة الثالثة من صيرورة هذا التيار تتعلق بتغلغله في مؤسسات الدولة، وأولها التربية والتعليم، ومن ثم تم التغلغل كذلك في القضاء والجيش. ويتم شيئاً فشيئاً تضييق الخناق على العلمانيين، وبذا تتحول إسرائيل من دولة علمانية عنصرية أصلاً، لدولة دينية شديدة العنصرية.

ويبدو أن إسرائيل متجهة إلى تحولات كبيرة بل يمكن أن القول إنها نوعية في المديين المتوسط والطويل. هذا التحول جوهره هو تعميق العنصرية والعدوانية بشكل أكثر حدة من ذي قبل، بما يعني استحالة حل القضية الفلسطينية بشكل سلمي كما تتوهم السلطة الفلسطينية وحلفاؤها ودول التطبيع العربي.
من جهة أخرى سيعمل ذلك على إبقاء المنطقة عموماً في آتون افتعال صراعات دينية وطائفية، مما يصعب مهمة القوى التقدمية والعقلانية أكثر.(23)

الصهيونية الدينية..تجليات ومكاسب الانزياح

تنامي حضور قوى الصهيونية الدينية مرت بمحطات في المشهد السياسي، كان حضورا مستمرا منذ زرع الكيان في فلسطين عام 1948، عبر ازاحات بطيئة لقوى علمانية صهيونية أو إذا جاز القول صهيونية يساريةـ غير أن الانتخابات التي جرت أواخر عام 2022 في دورتها الخامسة والعشرين مثلت ذروة الانزياح الحزبي ـ السياسي ـ الاجتماعي نحو اليمين الراديكالي، بشقّيه الديني والصهيوني، مع لمساتٍ فاشية. . (24)
فقد تمكن معسكر بنيامين نتنياهو من تكوبن تحالف يحوز 64 مقعدا في الكنيست الصهيوني موزع على أطرافه كما يلي: "الليكود" بقيادته نفسه حل في المرتبة الأولى بحصوله على 32 مقعدا. قائمة حزب "الصهيونية الدينية" الفاشي حلت في المرتبة الثانية بحصولها على 14 مقعدا، وهي مكونة من ثلاثة أحزاب: حزب "تكوما" أو الاتحاد القومي برئاسة بتسلئيل سموطريتش بـ7 مقاعد، تأسس عام 1999، بعد انشقاق بعض المستوطنين المتطرفين عن حزب "المفدال"، لأنهم اعتبروه مهادنا وغير ثوري بدرجة كافية. حزب "قوة يهودية" أو عوتسما يهوديت، برئاسة إيتمار بن غفير بستة مقاعد. حزب "نوعم" برئاسة آفي معوز بمقعد واحد. أما حزب "شاس" بقيادة أرييه درعي فحلّ في المرتبة الثالثة بحصوله على 11 مقعدا. وحزب "يهدوت هتوراه" حلّ في المرتبة الرابعة بحصوله على سبعة مقاعد_(25) .
أما المعسكر المعارض، فيتضمن "يوجد مستقبل" 24 مقعدا بزعامة يائير لبيد. قائمة "المعسكر الوطني" بقيادة بيني غانتس، حصلت على 12 مقعدا، وهي مكونة من: حزب "أزرق أبيض" بقيادة غانتس. حزب "أمل جديد" بقيادة جدعون ساعر. أما حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان فحصل على ستة مقاعد.(26) .
إن قراءة خريطة الكنيست الجديدة تشير إلى أن الانزياحات الحزبية الحاصلة جرت داخل معسكر اليمين، بشقّيه الديني والعلماني، وإذا ما نظرنا إلى الخريطة الحزبية، باستثناء الأحزاب العربية ذات المقاعد العشرة، وحزب العمل بمقاعده الأربعة، نجد أن باقي الأحزاب تراوح بين وسط يمينية، يمينية تنقيحية، يمينية متطرّفة، يمينية استيطانية، وتعتبر ائتلاف الصهيونية ـ الدينية أحد أهم أركان اليمين الإسرائيلي اليوم.(27) .
ولعل أول استخلاص من المشهد الحزبي السياسي في الكيان الصهيوني يمكن قراءته هو أن الانزياح الاجتماعي ـ السياسي ـ الديني نحو اليمين الراديكالي لم يعد ظاهرة عابرة في إسرائيل، بقدر ما هو ظاهرة وجودية تعبر عن الكينونة الدينية ـ السياسية للمجتمع، التي كان من نتائجها الصعود القوي للصهيونية ـ الدينية.(28)

وهناك من أرجع الانزياح نحو اليمين، إلى عامل تراجع اليسار التاريخي وتماهيه مع اليمين في الأصعدة كافة: على صعيد الأحزاب الدينية، أصبح الموقف منها مرتبطا بمتطلبات السلطة والبقاء فيها، وعلى صعيد الاقتصاد، يدفع اليسار واليمين باتجاه اقتصاد السوق الرأسمالي، وعلى صعيد التسوية السياسية مع الفلسطينيين، طمست الحدود بينالتيارين. (29)
وإذا كانت ظاهرة الانزياح نحو اليمين تبدو طبيعيةً في ظل التحوّلات التي شهدها الكيان الصهيوني والديانة اليهودية عقب إقامة الدولة، فإن لصعود الصهيونية ـ الدينية عوامل تاريخية فرضتها الطبيعة اليهودية والصهيونية للكيان، كدولة ذات منشأ قسري"، تشكّلت في رحمها تياراتٌ تجمع بين متناقضات أيديولوجية لا يمكن لها أن تجتمع في أي دولةٍ خارج الكيان الصهيوني، ومن هذه الخصوصية نشأت الصهيونية الدينية التي حقّقت فوزا مهما في الانتخابات أخيرا، لم تعرفه الانتخابات السابقة في مجملها. هذا هو الجديد في الانتخابات أخيرا، عندما حصلت الصهيونية الدينية على المرتبة الثانية بعد الليكود بحصولها على 14 مقعدا، ما يجعلها قوةً مؤثرةً في الحكومة الإسرائيلية الجديدة. (30)

وثمّة عوامل عديدة لصعود الصهيونية ـ الدينية، منها: انتقال مقاعد من أحزاب يمينية متطرّفة خسرت وجودها الحزبي في الكنيست الحالية بسبب قبولها الائتلاف مع حزب عربي في الكنيست قبل الأخيرة، وحدث هذا مع حزب "البيت اليهودي" بزعامة إيليت شاكيد، حيث خسر جميع مقاعده في الكنيست لصالح الصهيونية ـ الدينية. (31)
وربما تفسر طبيعة الحاضنة الانتخابية لأحزاب الصهيونية الدينية هذا الانزياح غير المسبوق، الذي تتركز قاعدته الاجتماعية لحزب الصهيونية الدينية بين المستوطنين في الضفة الغربية، التي وصل عدد المستوطنين عام 2021 فيها إلى نحو 465400 مستوطن، وفي القدس الشرقية تجاوز عدد المستوطنين 200 ألف، في وقت يزداد فيه عدد المتدينين الحريديين في فلسطين المحتلة (1175000 نسمة)، وهم يمثلون نحو 12.6% من سكان الكيان الصهيوني، نسبة التكاثر الطبيعي بينهم تصل إلى 4.2% في السنة.(32)
وتتشكّل الصهيونية ـ الدينية حاليا من تحالف التيار الاستيطاني بزعامة سموطريتش، وهو أكثر التيارات الاستيطانية تطرفا، يدمج ما بين التزمت الديني والتزمت القومي، وما بين التيار الكهاني الذي يتزعمه إيتمار بن غفير وحزب "نوعم" المتشدد. ولكن، لا يمكن، بأي حال، رؤية هذا الصعود للصهيونية ـ الدينية من منظار ديمغرافي محض، ولا من منظار تكتيكاتٍ وتحالفاتٍ حزبية ـ سياسية، وإنما يجب النظر إليه ضمن سياق تاريخي، كانت المتغيّرات الجغرافية فيه الفاعل الرئيسي في حدوث المتغيرات الفكرية، الدينية والسياسية معا. ولذلك، لم يكن الصعود القوي للصهيونية ـ الدينية مفاجئا بالنسبة لعزمي بشارة الذي توقع قبل نحو عقدين حدوث هذا الصعود في كتابه "من يهودية الدولة حتى شارون: دراسة في تناقض الديمقراطية الإسرائيلية"، الصادر في طبعته الأولى عن دار الشروق في القاهرة.(33) مثل هذه الإزاحة.
هذه الإزاحة ( الصعود) يتوازى مع ظهور عشرات الجمعيات اليمينية والاستيطانية الجديدة التي تعمل على وضع السياسات ومتابعة تطبيقها وصياغة مشاريع القوانين التي ترسخ الفوقية اليهودية وتقوم بمراقبة النخب الأكاديمية والثقافية ونشر التقارير عنها وملاحقتها في الحيز العام. . (34)
وهكذا، حصل قلب أيديولوجي للمفاهيم، فسبب النفور الديني من الصهيونية في مرحلة ما قبل الدولة، تحول لاحقا، في مرحلة ما بعد الدولة، مصدرا لتعزيز ارتباط الحركات الدينية بالصهيونية، باعتبار أن الخلاص ذاته هو الرابط، كتب بشارة. (35)
ووفق معظمِ التحليلات، فإن انتخابات الكنيست الأخيرة مفارنة بانتخاباتُ الكنيست الرابعة والعشرين قد عكست انزياحًا واضحًا لتجمع المستجلبين الصهاينة نحوَ أقصى اليمين. جراء تحقيق الأحزابُ الدينيّةُ إنجازًا تاريخيًّا؛ بعد أن تمكّنت ثلاثةٌ منها بالحصول على 34 مقعدًا (الصهيونيّة الدينيّة، شاس، ويهوديت هتوراه).(36) جعلت الصهيونيّةُ الدينيّةُ تقفز من 6 مقاعد في الانتخابات السابقة إلى 14 مقعدًا، ضمَّ تحالفها حزبي "عوتسما يهوديت" الكهاني بزعامة إيتمار بن غفير، و"الصهيونيّة الدينيّة" بزعامة بتسلئيل سموتريتش وحزب "نوعم" المتشدّد. (37)
وربما الأمر الأكثر أهمية ليس هو ما يتعلق بالفرق في عدد المقاعد في الانتخابات الأخيرة عن التي سبقتها، التي يمكن زصفها بأنعا قفزة كبيرة في الشكل ، ما بين عدد مقاعد تحالف الصهيونية الدينية في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين (ستة مقاعد) والانتخابات الأخيرة (14 مقعد)، وإنما في القفزة الكبيرة، في الواقع، التي تتمثل في طبيعة خزان تلك القوى الانتخابي، التي تتركيز فيه أصوات أنصار تيار الصهيونية الدينية وتجمّعها لقائمة واحدة، هي "الصهيونية الدينية"، بعد أن كانت منقسمة ما بين تلك القائمة وقائمة حزب "يمينا" التي كان يترأسها رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق نفتالي بينت، التي حصلت على سبعة مقاعد في الكنيست الرابعة والعشرين، وذلك بعد حل حزب "يمينا" وقرار بينت الانسحاب من الحياة السياسية في الميان الصهيوني. (38)،

الهوامش
1- إحسان مرتضى، مصدر سبق ذكره.
2- حيدر العيلة، مثدر سلق ذكره.
3- إحسان مرتضى، مصدر سبق ذكره
4- احسان مرتضى، المصدر السابق.
5- إحسان مرتضى، مصدر سبق ذكره .
6- حيدر العيلة، مصدر سبق ذكره
7- حسين عبد العزيز، مصدر سبق ذكره.
8- حيدر العيلة، مصدر سبق ذكره
9-حيدر العيلة، المصدر السابق.
10- إحسان مرتضى، مصدر سبق ذكره
11- إحسان مرتضى، المصدر السابق.
12-إحسان مرتضى، المصدر السابق.
13- حسين عبد العزيز، مثدر سبق ذكره
14- محمد وتد، الحريديم من الهامش إلى مركز الحكم في إسرائيل، 10/1/2023، https://www.aljazeera.net/politics/ -
15- محمد وتد، المصدر السابق.
16-محمد وتد، المصدر السابق.
17-أشرف بدر، الخلاص، الهيكل، وصعود الصهيونية الدينية( 18-05-2022)، https://alqudscenter.info/articles
18-الدكتور عزمي بشارة ، محاضرًا في: الانتخابات الإسرائيلية 2022: استمرار الانزياح نحو اليمين وصعود الصهيونية الدينية، 8/11/، 2022،08 نوفمبر ، 2022، https://www.dohainstitute.org/ar
19- أشرف بدر، مصدر سبق ذكره.
20- جدعون ليفي (ترجمة غانية ملحيس)، الصهيونية الدينية تزحف للاستيلاء على مركز القرار الإسرائيلي، 12/6/2021، https://www.palestineforum.net/%
21- حسن لافي، الصهيونية الدينية من الهامش إلى مركز القرار الإسرائيلي (1)،17 /11/ 2022 ،https://www.almayadeen.net/articles
22- ممدوح مكرم، نحو مزيد من الإرهاب: الصهيونية الدينية تحكم إسرائيل، 2311/2022 ، https://www.ida2at.com/ /
23- حسين عبد العزيز، مصدر سبق ذكره.
24- حسين عبد العزيز، المصدر اسابق.
25- حسين عبد العزيز، المصدر السابق.
26- حسين عبد العزيز، المصدر السابق.
27- حسين عبد العزيز، المصدر السابق
28- حسين عبد العزيز، المصدر السابق
29- حسين عبد العزيز، المصدر السابق
30- حسين عبد العزيز، المصدر السابق
31- حسين عبد العزيز المصدر السابق
32- حسين عبد العزيز، المصدر السابق
33- حسين عبد العزيز، المصدر السابق
34- حسين عبد العزيز، المصدر السابق
35-حسين عبد العزيز، المصدر السابق.
36-م. تيسير محيسن، صعودُ اليمينِ المتطرّفِ في إسرائيل: في نشأةِ "الصهيونيّةِ الدينيّة" وتحوّلاتها وتأثيرات فوزها الانتخابيّ!، 08 يناير 2023 ، https://hadfnews.ps/post/
37-الصهيونية الدينية.. أين يتجه المشهد في إسرائيل؟، ٢٥‏/١١‏/ ٢٠٢٢، https://strategiecs.com/ar/analyses/



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الرابع
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الثالث
- الص الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الثاني
- تخفيض المنحة القطرية لحماس.. رسالة أمريكية لسوريا
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة ( دراسة) جزء أول
- وعيد الفصائل الفلسطينية.. والجعجعة دون طحن
- مشروع الحركة الصهيونية في فلسطين..نهاية الخرافة
- مشاكسات الاستجداء بالكذب..صهينة فلسطينية إسلامية!!
- مشاكسات... إسلام صهيوني.. قلق على التطبيع
- صدقية حماس .. بين أبو مرزوق والسنوار
- خطاب حماس والجهاد.. عندما تفارق الأقوال الأفعال
- الكيان الصهيوني.. مقولة التفكك.. كتظهير لأزمته البنيوية
- الاتفاق الثلاثي.. والتمهيد لتعدد الأقطاب
- لا ديمقراطية مع الاحتلال.. ونهاية مرحلة الوهم
- مع عودة جريمة التنسيق الأمني.. من تُمثل سلطة رام الله؟!!
- مشاكسات .. احتلال خمسة نجوم..! حلال علي..حرام عليهم..
- نتنياهو.. عندما يتبجح -اللص-!
- بوصلة كنس الاحتلال.. فلسطينية
- مشاكسات / إنسانية.. اليانكي! .. متى تستفيق؟
- مشاكسات.. العراق.. توطن الفساد / أشبعتهم إدانات.. !!


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الخامس