أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الص الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الثاني















المزيد.....



الص الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الثاني


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7708 - 2023 / 8 / 19 - 09:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


الفصل الأول
الصهيِونية الفكرة والأدوات

كان لانتخابات الكنيست الصهيوني التي جرت أواخر العام 2022، أن مكنت قوى "الصهيونية الدينية" الانتقال من هامش المشروع الصهيوني إلى مركز صنع القرار السياسي في حكومة الاحتلال بعد أن بات أكثر قوة وحضوراً في المشهد الصهيوني.

وأدى هذا الحضور في كيان الاحتلال للصهيونية الدينية بكل ما يَسِمها من فاشية وتطرف إلى استحضار الحاخام أبراهام كوك (1856- 1935) الذي يعتبر الأب الروحي للصهيونية الدينية ومنظرها، صهيونية أبراهاك كوك دمجت بين ثلاثة مفاهيم أساسية لها علاقة بخرافات التوراة وهي:
"توراة إسرائيل"، "شعب إسرائيل"، و"أرض إسرائيل"، وحتى لا تبقى هذه الأساطير مفاهيم مجردة، عمل منظر الصهيونية الدينية الحاخام أبراهام كوك على ربطها بتحقيق "فريضة استيطان أرض إسرائيل" وفق الفهم التوراتي.(1)

واستمرارا في ترويج تلك الخديعة الدينية التي بدأها الحاخامان القلعي وكاليشر ادعى الحاخام كوك أن العلمانيين أداة الرب لتحقيق الخلاص وتقريب مجيء المخلص من خلال تجديد الاستيطان في "أرض إسرائيل"، وهو بهذا التدليس يهدف إلى الرد على اتهام التيار الأرثوذكسي بعلمانية مؤسسي "دولة إسرائيل" ودعوته اليهود إلى وجوب عدم التعاون معهم، لكن الخاخام كوك ادعي بأن أفعال هؤلاء العلمانيين موجهة من الرب رغم عدم معرفتهم بذلك. وأن هؤلاء العلمانيين سيتحولون نحو الالتزام بتعاليم الدين بعدما أن يظهر المسيح.(2)

لكن حتى يكون هناك فهم ومعرفة بطبيعة قوى الصهيونية الدينية في أكثر تجلياتها تطرفا وفاشية وعنصرية وهي تلقي بظلالها على فلسطين المحتلة، بعد أن أصبحت في قمة هرم السلطة السياسية، يجب تتبع سيرورة الصهيونية الفكرة ، كمفهوم عام وكذلك الأدوات، وكيف جرى التبشير بها في النصف الأول من القرن التاسع عشر من قبل رجال دين يهود وأوساط الصهيونية المسيحية. في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية؟

ومع أن كوك هو الأب الروحي للصهيونية الدينية في تجليها الراهن، إلا أنه كان امتدادا لمن سبقه في تلك السيرورة التي لعب فيها الحاخامان يوحنا القلعي وتسفي كاليشر دورا أساسيا من خلال التبشير بمفهوم الصهيونية السياسية الاستيطانية، كونهما قد عملا على التبشسر بأفكارهما عبر تغليفها بمفاهيم دينية بهدف الحصول على تأييد ودعم الجماعات اليهودية وخاصة تلك الفئات المتدينة الفقيرة المتمركزة في روسيا وأوروبا الشرقية، وذلك كي يستوعبوا مثل تلك المفاهيم والاقتناع بها، وكانت النتيجة أن شكلت تلك الفئات المادة البشرية الفعالة لعملية الاستيطان اليهودي في فلسطين.(3) حتى لو كان ذلك من خلال التدليس الديني.

خدعة دعاة الصهيونية الدينية
وجوهر خدعة رحال الدين اليهود التي تتعلق بما تسمى العودة إلى فلسطين، هي في ادعاء الحاخامين القلعي وكاليشر، أن تلك العودة، هي جزء من الفرائض الدينية، كون تعاليمهما نصت على أن عودة المسيح المنتظر لا تتحقق إلا بهجرة أعداد كافية من اليهود إلى فلسطين للعمل في أرضها وبناء المستوطنات الزراعية فيها.(4)

وكان أن تركت تلك المفاهيم التي تأسست على الخديعة آثارها الواضحة على جماعة أحباء صهيون التي لعبت دورا بارزا في ازدياد حجم الهجرات اليهودية إلى فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.(5)
ويمكن القول من ثم إن آراء القلعي وكاليشر ونشاطاتهما العملية لعبت دورا كبير الأثر في إرساء دعائم نهج الاستيطان الصهيوني لدى الجماعات اليهودية في روسيا وأوروبا الشرقية، الذي هدف في أحد جوانبه إلى توفير الخدمات لكل من الإمبريالية الغربية والبورجوازية اليهودية.(6) حين ذاك في ظل مخاض أوروبي كان أحد المقدمات التي أنتجت حربين عالميتين راح ضحيتيها ملايين البشر.
وخدمة لمشروعه الديني والسياسي استغل القلعي أجداث شعوب البلقان ضد الحكم العثماني التي كانت أبرزها ثورة اليونان عام ١٨٢١ التي كانت تطالب بالاستقلال عن الدولة العثمانية، فوجه نداء للجماعات اليهودية يحثها على الوقوف إلى جانب تلك الشعوب في ثورتها ضد الحكم العثماني.(7)

واستمرارا لسلوك الخديعة الدينية روج كاليشر إلى أن خلاص اليهود لا يمكن تحقيقه إلا بالعودة أولًا إلى فلسطين . وتلك العودة حسب كاليشر لا بد أن تسبق مجيء المسيح المنتظر، لأنها كلما تأخرت، تأخر مجيئه وتأخر الخلاص اليهودي(4). ولذلك انتقد كاليشر المفهوم الديني الذي كان سائدا بين غالبية العوام اليهود الذي لا يريط ظهور المسيح المنقذ بعودة اليهود إلى فلسطين ـ لتخليصهم من "محنتهم" وإنما إذا هم حافظوا على صلواتهم وإقامة الطقوس الدينية المفروضة عليهم . فيما ربطت خدعة كاليشر الدينية ذلك المجيء للمسيح وخلاص اليهود بتجميع اليهود أنفسهم في "أرض الميعاد" والعمل بمنتهى الجدية والإخلاص في تطهير أرضها من مختلف الشرور والشوائب التي علقت بها عبر القرون الماضية.(8)

كوك الأب الروحي للصهيونية الدينية
إن ربط بروز الصهيونية الدينية بالحاخام أبراهام كوك، كونه كان وراء فكرة المزاوجة بين الدين اليهودي كتعاليم شرعية والصهيونية كفكرة علمانية في الأساس(9) وتجلت أهمية دوره لأنه أسبغ غطاء ربانيا على مؤسسي الكيان من العلمانيين الذين ليس لهم علاقة بالدين، لأنه أفتى بحل التناقض ولو إلى حين بين العلمانيين وبين التيار الأرثوذكسي، مدعياً بأن هؤلاء العلمانيين أداة الرب لتحقيق الخلاص وتقريب مجيء المخلص من خلال تجديد الاستيطان في "أرض إسرائيل"، وأفتى بأن الرب هو من يوجه أعمال هؤلاء العلمانيين دون معرفتهم بذلك. وأن هؤلاء العلمانيين سيتحولون إلى الالتزام بالدين بعد ظهور المسيح.(9)

وفي سياق استمرار تدليسه صاغ كوك تصوراً يقوم على اعتبار الصهيونية المادية كالجسد، واليهودية الدينية كالروح، مما يفضي إلى الخلاص بواسطة الأيدي البشرية، وبتأييد إلهي من خلال إنشاء مملكة الله على الأرض كوسيلة لاستجلاب المسيح المخلص.(10)

الحاخام كوك
إذا ينسب بدء بروز الصهيونية الدينية للحاخام أبراهام كوك، الذي ابتكر فكرة المزاوجة بين الدين اليهودي كتعاليم شرعية والصهيونية كفكرة علمانية، وهو بهذا التحايل باسم " يهوه" كسر المعتقد الرائج عند اليهود الأرثوذكسيين "الحريديم" بأن الدولة صناعة إلهية على يد "المخلص" فقط، وبالتالي أي محاولة لإقامة الدولة بالفعل البشري تعتبر كفراً لا يمكن التعامل معه، فأتى الحاخام كوك الأب، ومن بعده الابن، تسفي كوك، الَّذي اعتبر أن قيام الدولة وقوتها بالفعل البشري يساعدان "المخلص" "يهوه" في إقامة دولة اليهود الربانية، مدعياً أن هؤلاء الصهاينة العلمانيين هم أداة الربّ لتحقيق الخلاص وتقريب مجيء "المخلص" من خلال تجديد الاستيطان في "أرض إسرائيل"، وأن أفعال هؤلاء العلمانيين موجّهة من الرب، رغم عدم معرفتهم بذلك.(11)

الدولة مقدسة
وللتوفيق بين العلمانيين والمتدينين جعل الدولة خارج الخلاف بين الأطراف المختلفة بأن جعل من الدولة " أداة مقدسة، وخصوصاً "الجيش" الذي بات أعلى قيمة مقدسة، لكونه يمثل القوة الأساسية لتحقيق أهم مرتكزين فكريين لدى الصهيونية الدينية، وهما "الشعب المختار" و"أرض الميعاد".(12) هذه الفتوى أسست للتلاقي بين الصهيونية الدينية وجوهر المشروع الصهيوني العلماني المعتمد على المفهومين نفسهما، لكنَّ الأخطر أن الصهيونية الدينية لم تعد تنظر إلى "الدولة والجيش" والاستيطان كقيم قومية أو جزء من مرتكزات الأمن القومي الصهيوني، بل اعتبرتها أدوات مقدسة، لكونها تساهم في تحقيق الهدف المقدس الأهم يهودياً، وهو إقامة دولة اليهود الربانية على يد "المخلص"، معارضةً بذلك الأرثوذكسية الصهيونية الحريديم، الداعية إلى الاعتماد على "المخلص" كي يقود اليهود صوب فلسطين من أجل إقامة "مملكة إسرائيل" من دون أي فعل سياسي من اليهود أنفسهم (13).

ودشن تأسيس حركة "مزراحي" عام 1902 كحركة دينية صهيونية تدعو للعمل من أجل تحقيق السيادة اليهودية وإقامة "إسرائيل" ( دون انتظار ظهور المخلص). بدء نشاط "الصهيونية الدينية" السياسي .

ومع إنشاء "إسرائيل" عام 1948، استمرت المشاركة السياسية للصهيونية الدينية تحت مسمى حزبي "مزراحي" و"هبوعيل مزراحي"، اللذين تأسسا في فترة الييشوف قبل قيام "إسرائيل"، حتى توحدا في الحزب الديني القومي "المفدال"، الذي شارك في الكثير من الحكومات الإسرائيلية، لكن من دون تأثيرات مركزية في صنع القرار السياسي والأمني للكيان الإسرائيلي.(14)

مفهوم وتعريف الصهيونية

بدأ مفهوم الصهيونية نفسه في التبلور والتخلص من كثير من أبعاده الغيبية الدينية مع تصاعد العلمانية ونموها وانتقل إلى عالم السياسة والمنفعة المادية وأصبحت لها تعريفات كثيرة ومتشابكة ومتداخلة وتشير إلى مجالات كثيرة ولكنها تشترك جميعها في أنها تحتوي على مجموعة العقائد الثابتة (15)

وتعرف الصهيونية بأنها مجموعة من المعتقدات التي تهدف إلى تحقيق برنامج بازل الذي وضع في عام 1897م تحقيقاً عملياً وعلي ذلك فالصهيونيون هم أولئك الذين يعدون الطائفة المعروفة باسم اليهود شعبا قوميا مستقلا ينبغي إعادة توطينه في كيان سياسي مستقل في فلسطين، لكي يقيم فيها دولة قومية خاصة باليهود وحدهم (الدولة اليهودية) تحت ثوابت ثلاث لا اختلاف عليها وهى:
أ. إن اليهود هم شعب الله المختار !
ب. إن الله وعد اليهود وملكهم أرض الميعاد، أرض كنعان من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات .
ج. إن ظهور الماشيح مرتبط بقيام صهيون (يسرائيل) وبتجميع اليهود من شتاتهم بأنحاء العالم في أرض الميعاد (أرض يسرائيل) حتى يتحقق ظهوره (16).

. أشكال ومفاهيم الصهيونية العالمية
تبنت الصهيونية الحديثة مبادئ النبي عزرا الثمانية التي هي ملخص الأفكار الإستراتيجية التي وضعها النبي عزرا والأحبار عند إعادة كتابتهم لأسفار العهد القديم (الشريعة/ تثنية الاشتراع) لكي تكون هي القواعد التي اتخذتها الصهيونية الحديثة منهاجاً فيما بعد، وهي نفس مبادئ الصهيونية القديمة منذ الأسر البابلي والمبادئ من الأول إلى السابع عقدية والمبدأ الثامن عملي يحول ما يدور بالعهد والعقل والقلب إلى إرادة عمل قوية وصلبة وعمل فاعل ونافذ لاستعادة أرض الآباء ويمكن صياغتها في الأتي:
أ‌. اختار الله العنصر العبري ليكون شعبا مختارا له باختيار إبراهيم عليه السلام.
ب. أعطي الله ميثاقه لهذا العنصر وهو ليس مجرد عقد، بل عهد أزليّ لا ينقض.
ج. تنفيذا لهذا الميثاق أخرج العنصر العبري من مصر، وأنقذه من بطش فرعون، وأهلك كل من يعيش بأرض كنعان من أجله وأسكنه فلسطين وملكه إياها كما زعموا.
د. اختار الله داود ودفعه إلى تحقيق الميثاق أي إنشاء الدولة الداودية (المملكة) وجدد الله له العهد بأن هذه الدولة الإلهية لن تزول لهذا جعل الله العنصر اليهودي المختار ملكاً وأرضاً ودولة هي هذا الملك وهذه الأرض وهذه الدولة الإلهية.
هـ. انحرف العنصر العبري عن الطريق العبري فأفلت منه الملك ولكن كيف يضيع الملك ومالكه هو الله.

و. على العنصر العبري أن يتطلع إلى استرجاع هذا الملك بكل عقله وقلبه الذي حققه ملوك بني إسرائيل على الأرض المقدسة.
ز. إن استرجاع هذا الملك حتمي لأن العنصر العبري لم ينحرف كله، فقد بقيت بقية صالحة وبذلك يصدق عهد (يهوه) بأن ملك العنصر العبري الذي هو ملكه لن يزول.
ح. ضرورة تحويل أمل العودة واسترجاع الملك إلى إرادة فعالة مخططة وعمل ايجابي من الشعب الموعود بالأرض والملك.

إن مبادئ الصهيونية القديمة التي كانت ترجمة صادقة لأعمال النبيين اليهوديين عزرا ونحميا، وحماسهما العنصري الطاغي والمعادي لكل ما هو غير يهودي، وكذلك استغلالهما لدعم وتعاون كل من قورش الإمبراطور الفارسي وأولاده من بعده لهما، للعودة إلى أرض كنعان، ما أكسب تلك العودة عداء شعوب تلك الأرض، بالإضافة إلى أسلوب أعمال الحشمونيون (المكابيون) وثورتهم ضد الحكم السلوقي بقيادة متيتا الكاهن الحشموني وأولاده من بعده، وأيضاً إثبات فشلهم في إعادة حكم اليهود أو فرض الطابع العنصري في تلك الأرض. كل ذلك وضعه الفريسيون الذين ظهروا في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد في كتابهم التلمود، وهو أشد الكتب عنصرية وتحاملاً على الآخرين أو الأغيار، وأصبح هو القاعدة الأساسية، بل منهاج الحياة لليهود في شتاتهم الطويل (17).

مضمون الصهيونية الدينية
ولكن، ماذا يعني صهيونيّة دينيّة؟ ثمّةَ عناصرُ مشتركةٌ بين تياراتها: (a) مشيئة الله تقول ألا ننتظر عودة المسيح بسلبية. (b) الدولة يجب أن تدين بالولاء للتوراة. (c) الاستيطان (واعتباره واجبًا شخصيًّا وتكليفًا دينيًّا، وليس مجرّد حلٍّ تقنيٍّ لأزمة السكن). ليبراليو الصهيونيّة الدينيّة يرون في الهجرة والاستيطان وإقامة الدولة واجبًا مدنيًّا، وليس جزءًا من الخلاص الديني. استعارت الصهيونية من الحقل الديني 3 أفكار تأسيسيّة: السيادة (يهوشع بن نون)، الاستيطان (القضاة)، الدولة (المملكة).(18)
الصهيونية الدينية
أما الصهيونية الدينية فهي حركة معارضة للتيار العلماني. تحولت إلى حزب سياسي باسم (همزراحي) العام 1902، واتخذ الحزب شعارا له:
(أرض إسرائيل لشعب إسرائيل بموجب شريعة إسرائيل)، وأيضاً شعار (التوراة والعمل)، أي الإيمان والعمل، ومن بين الآراء الأخرى التي نادوا بها: أن اليهود أُمّة مميزة عن بقية الأُمم وذلك يعود إلى أن الله بنفسه أوجدها، فهي - الأمة اليهودية - تخص الله، وأن اتحاد الكيان اليهودي الحقيقي يكون فقط بتوجيه الفكر اليهودي نحو التوراة وفلسطين باعتبارهما ركنين مهمين للغاية في تاريخ وحياة الأُمة اليهودية(19).

الصهيونية الدينية .. تأصيل تاريخي

انتقلت عدوى البحث عن كيانية إلى اليهود الأوروبيين في خضم عصر البرجوازيّات الأوروبيّة؛ في القرن التاسع عشر، وفي غياب الرابط القومي الموضوعي المتعلق بالعيش المشترك كإطار قومي، بحث هؤلاء اليهود عن مسوّغٍ دينيٍّ وجدوه في أساطير العهد القديم. باستحضار مقولة استعادة التاريخ القومي والسيادة الكاملة على الأرض.(20) وطبقًا لأقوال ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني أقيمت "إسرائيل" دولةً يهوديّةً "مستمدةً من المخيال الديني حقيقة سياسية، جسدتها قوة عسكرية وإسناد دولي لطائفة مستهدفة من النازي". لعقود تلت، مع ذلك، ظلّ الفصل بين الخلاصين الديني والعلماني قائمًا.(21)

ولأن الحركة الصهيونية قد وضعت نصب أعينها، أولا، إحلال الفكرة القومية عاملا موحّدا لليهود، بدلا من التزام تعاليم التوراة كرابط مشترك بين أتباع الديانة اليهودية عبر التاريخ، وحاولت إحلال نهاية التاريخ بوسائل دنيوية ثانيا، فخلاص اليهود لا يكون إلا بقدوم المسيا وجمعه لشتات اليهود، وهي عملية إلهية لا إنسانية وفق المقاربة الدينية اليهودية، فقد نشأت معارضة بالغة الشدّة من الأوساط الدينية اليهودية ضدها عند نشأتها في أوروبا.(22)

لكن لما كان المؤسّسون الصهاينة الأوائل قد برروا مشروعهم الصهيوني في فلسطين من خلال أوهام وأساطير توراتيّة بزعم أنها حقائقَ تاريخيّةٍ . فقد حملت الصهيونية بذرة تحولها إلى أصوليّةٍ دينيّةٍ وقوميّة. منذ البدايات، وكان واضحًا أنّ الأشياء تمضي، مع الوقت، في مسار صاعدٍ نحو دولةٍ دينيّةٍ خالصة.(23)

ونجد ملامح ذلك مبكرا لدى الحركة الصهيونية الدينية المعارضة للتيار الصهيوني العلماني السائد، التي تحولت في العام 1902 إلى حركة سياسية باسم (همزراحي) وهي اختصار للكلمتين العبريتين "مركاز روحاني" أي المركز الروحي. متخذة شعار (أرض إسرائيل لشعب إسرائيل بموجب شريعة إسرائيل)، ومعتبرة أن اليهود أُمّة مميزة عن بقية الأُمم، فهي، أي الأمة اليهودية، تخص الله، وأن اتحاد الكيان اليهودي الحقيقي يكون فقط بتوجيه الفكر اليهودي نحو التوراة وفلسطين باعتبارهما ركنين مهمين للغاية في تاريخ وحياة الأُمة اليهودية.(24)

حركة (همزراحي) بدورها اندمجت في العام في 1956 مع حركة (هبوعيل همزراحي) ليشكلا معا الحزب الديني الوطني (مفدال)، الذي شهدت مسيرته السياسية محطات من المد والجزر بسبب الانشقاقات الداخلية وبروز أحزاب صهيونية دينية أخرى، من أهمها: حركة "كاخ" التي أسسها الحاخام المتطرف مئير كاهانا، وحركة تامي، وحركة متساد، وحركة ميماد، وحركة "غوش ايمونيم" الاستيطانية، وغيرها.(25)

لكن التأسيس الأهم الذي شكل التحوّل الفكريّ الأساس كان قد ارتبط مبكرا بصعود قوّة الحاخام أبراهام كوك الأب، الراب الأشكنازي الأوّل في فترة الانتداب البريطاني لفلسطين ، الذي أسس "مركز الحاخام" عام 1924. الذي أفتى أن الصهيونيّة حتى في صيغتها العلمانيّة هي جزء من الخطّة الربانيّة لتحقيق الخلاص المسياني.(26) وهذا يعني أن صحة وصدق ومشروعية الوسيلة ليست شرطا لا بشريا ولا لدي إلههم يهوه.

وكان منطقيا والحال تلك أن تجد قوى الصهيونية الدينية وسيلة للتكيف مع الواقع الذي نشأ بعد زرع الكيان الصهيوني عام 1948، بأن طرأ تغير على العلاقة بين الصهيونية والحركات الدينية، وبدأت تيارات دينية تقبل بوجود دولة "إسرائيل" كأمر واقعي، لكن من دون اعتبارها خلاصا لليهود أو بداية الخلاص لهم، في حين اعتبرت قيادات دينية أخرى أن الاستيطان اليهودي في أرض "إسرائيل" هو بداية الخلاص، وأن الهجرة إلى "إسرائيل" هي بمثابة فريضة على جميع اليهود في العالم. (27)

مثل التيار الأول الواقعي الحاخام اليعيزر شاخ، الذي خضع لتوجهاته حزبان دينيان، هما "شاس" و"ديغل هتوراة"، بعد انفصاله عن مجلس كبار التوراة، السلطة الروحية لـ"أغودات يسرائيل"، في حين مثل التيار الثاني الحاخام أبراهام إسحق هكوهين كوك(28)

لكن التأسيس الأهم الذي شكل التحوّل الفكريّ الأساس كان قد ارتبط مبكرا بصعود قوّة الحاخام أبراهام هكوك الأب، الراب الأشكنازي الأوّل في فترة الانتداب، فيما استمرَّ كوك الابن في تطوير وتوسيع البعد الديني الخلاصي، وقد تحوّلَ إلى الأب الروحي والقائد الملهم للصهيونيّة الاستيطانيّة. كما تحوّلَ مركز الحاخام بعد 1967 إلى توليد وترويج للقيم الصهيونيّة الاستيطانية. وبتأثير كوك سرعان ما حدثَ تمرّدٌ على قيادات المفدال حليف مباي، ليتحالف مع الليكود ويسهمُ بالانقلابِ عامَ 1977. هذه التغيراتُ الاستراتيجيّةُ (تنظيرات الراب كوك، احتلال الضفة الغربيّة وقطاع غزة، فض تحالف المفدال مع مباي، انقلاب 1977) أدّتْ إلى إعادة تديين القوميّة المعلمنة حولَ الخلاص وقداسة أرض إسرائيل. وبذلك، صعدت الحركاتُ الهامشيّةُ إلى مركز الحقل السياسي الإسرائيلي: صهيونية الراب كوك الدينية، والصهيونية اليمينية التصحيحية والقومية (حيروت/الليكود لاحقًا). (29)

وفي سياق الحراك السياسي في تجمع المستحلبين سرعان ما تبلور المشهد السياسيُّ في كيان الاحتلال بين معسكرين أساسيين هما: اليمين القومي والديني الاستيطاني. والتيّار المؤسّس والمتبنّي مفاهيم قوميّة أوروبيّة علمانيّة. من بين ظهراني اليمين القومي والديني والاستيطاني(30)

ومن رحم صهيونيّة كوك، خرجت حركة "غوش إيمونيم" التي تمرّدتْ على القيادة التقليدية للمفدال، لتعيد استكمال المشروع الخلاصي ليس مشروعًا سياسيًّا معلمنًا بل مشروعٌ سياسيٌّ دينيٌّ ذو طابعٍ مقدّس. وفي بدايات تبلور هذا التيار، ظلَّ اقتحامُ أو دخول باحات الأقصى محرّمًا، طبقًا لفتاوى دينيّةٍ لكبار حكماء غوش إيمونيم وحكماء الحريديم.(31)

وأثمرت منذ عام 1980 بفضل الامتيازات ودعم الليكود، بهدف تعزيز وجودها السياسي ومخططاتها الاستيطانية في توسّع القاعدةُ الاجتماعيّةُ للحريديم، ، فتشكل حزبان هما: "ديجل هتوراة" وكان اشكنازيا صرفا. و"شاس" وكان شرقيًّا صرفًا. حقّقت هذه الأحزاب نجاحًا ملموسًا في انتخابات 1988، ومن بعدها ظهرت أكثر تنظيميًّا وقدرةً على تنفيذ برامجها. لم تتأخر الأحزاب اليمينية القومية عن مجاراة الحريدية في أطروحاتها الدينية والسياسية. في غضون ذلك، برزت الظاهرةُ الكهانيّةُ في سبعينات وثمانينات القرن 20 على يد مائير كهانا؛ الذي تبنى مواقف عنصرية خطيرة، وخاصة الدعوة الى مضايقة وملاحقة العرب في "إسرائيل" والدعوة إلى تنفيذ الترانسفير. وفي عام 1996 أصدرت لجنة حاخامات "ييشع" الاستيطانيّة في الضفّة الغربيّة، فتوى تسمح بالدخول إلى الحرم الشريف كما دعت إلى "الصعود إلى جبل الهيكل"(32).

من صهينة اليهودية إلى تهويد الصهيونية
تشترك تيارات الصهيونية الدينية، على تعددها، بمجموعة من المنطلقات الأيديولوجية والمواقف السياسية والاجتماعية التي تميزها على بقية تيارات الحركة الصهيونية العلمانية، كما تميزها عن تيارات اليهودية الأرثوذوكسية غير الصهيونية، فالصهيونية الدينية دمجت في خطابها التأسيسي بين مقولات اليهودية الأرثوذوكسية الدينية النابعة من خرافات التوراة كشعب إسرائيل وشريعة إسرائيل والأمة اليهودية من جانب، ومقولات الحركة الصهيونية العلمانية السياسية المتعلقة بالوطن القومي وإقامة دولة إسرائيل في فلسطين من جانب آخر، وبذلك تميزت عن الصهيونية العلمانية المرتبطة بالسعي لصهينة اليهودية وإضفاء الطابع القومي عليها.(33)

كما تميزت عن اليهودية الأرثوذوكسية النافية لصهينة اليهودية، والرافضة للتوظيف السياسي للتوراة، وبذلك خطّت الصهيونية الدينية مساراً مختلفاً هو أقرب لتهويد الصهيونية الجامع بين التوراة وفلسطين كأساس لشرعية "دولة إسرائيل" السياسية بوصفها دولة للأمة اليهودية التي هي ذاتها "شعب إسرائيل".(34)

وجراء هذا الحراك الحزبي شهدت العقود الثلاثة الأخيرة، صعود أقصى اليمين الذي جاء على ثلاثة مراحل: الأولى: مرحلة أوسلو- التسوية؛ إذ تعمّق الصراعُ حولَ كيفيّةِ مواجهة مشاريع التسوية والانسحاب بين اليمين العقائدي والبراغماتي. الثانية: مرحلةُ انشقاقِ اليمين إثرَ خطّةِ الفصل 2005 ما بين يمين براغماتي ويمثله كديما وأقصى يمين عقائدي ويمثله متمردو الليكود واليمين الاستيطاني الديني. الثالثة، مرحلةُ النجاح في الوصول إلى سدة الحكم في 2009 وفيها بدأت عملية منظمة لوضع الأساس لحسم الصراع على أساس ضمّ ما يمكن ضمُّهُ من الضفّةِ الغربيّة وترسيخ الفوقيّة القوميّة اليهوديّة (قانون القومّية 2018). ومنذ ذلك الحين، تحوّل حزب الليكود إلى حزبٍ شعبويٍّ لافتًا حولَ شخصيّةِ نتنياهو المتسلطة، صعدت الصهيونية الدينية الاستيطانية، بزعامة سموتريتش، وبذلك تحولت الحريدية إلى تيار يميني-قومي، كما شهدت الساحة الإسرائيلية عودة الكهانية من خلال حزب "عوتسما يهوديت" بزعامة بن غفير، إلى ذلك، شهدت نهاية هذا العقد تطبيع التطرف والفاشية، بالإعلان عن إقامة تحالف "الصهيونية الدينية" وفوزه بالانتخابات وبالموقع الثالث في الكنيست، مما سيكون له تأثيرٌ واضحٌ وجلّيٌّ على المجتمع الإسرائيلي ونظامه السياسي، وكذلك على المسألة الفلسطينية.(35)

من ذلك يظهر أنّ مسيرة الصهيونية الدينية مسيرة متذبذبة بين مد وجز، وذلك مرهون بجملة الظروف المحيطة بإسرائيل أو في داخلها، وهي ليست مسيرة دائمة الصعود بالضرورة، رغم بقائها كظاهرة مركزية ضمن تيارات الحركة الصهيونية وفي المجتمع الإسرائيلي، حتى في أشد لحظات تراجعها، حيث شهدت العديد من الانشقاقات والتغيرات وواجهت تراجعاً في شعبيتها مرات عدة.(36)
ويظهر ذلك من خلال استعراض بعض المفاصل المهمة في مسيرة الصهيونية الدينية بعد تشكيل الحزب الديني الوطني "مفدال"، حيث:
1- خاض حزب "مفدال" انتخابات الكنيست، وحصل على 12 مقعداً في الكنيست الرابع، إلا أن شعبيته شهدت تراجعاً ولم يحصل سوى على 3 مقاعد في الكنيست الثامن عشر.
2- اندمج حزب "مفدال" وحزب "البيت اليهودي" الذي تزعمه في البداية نفتالي بينت، وحصل على 12 مقعداً في الكنيست التاسعة عشرة، وشارك في الحكومة، ثم حصد ثمانية مقاعد في الكنيست العشرين، قبل أن يواجه انقساماً حاداً في صفوفه، دفع لخوض انتخابات الكنيست الحادية العشرين بقائمتين مختلفتين، وهُما:
قائمة "اليمين الجديد" بزعامة بينيت وأيليت شاكيد التي لم تحصل على أي مقعد.
قائمة اتحاد أحزاب اليمين (البيت اليهودي، الاتحاد الوطني، القوة اليهودية) بزعامة رافي بيرتس وبتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، التي حصلت على خمسة مقاعد.
عاد الحزب موحداً مرة أخرى تحت اسم "يمينا" بزعامة أيليت شاكيد في ظل خروج أتباع بن غفير بسبب "علمانية" شكيد، وخاض انتخابات الكنيست الثانية والعشرين وحصل على سبعة مقاعد، ثم ستة مقاعد في انتخابات الكنيست الثالثة والعشرين، ثم سبعة مقاعد في الكنيست الرابعة والعشرين بزعامة نفتالي بينت، بموازاة ستة مقاعد لتحالف "الصهيونية الدينية" بزعامة سموتريتش وبن غفير.
4- حل حزب "يمينا"، ولم يجتز حزب "البيت اليهودي" بزعامة شاكيد نسبة الحسم في انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين. ليصعد تحالف "الصهيونية الدينية" بزعامة سموتريتش وبن غفير، الذي حصل على ستة مقاعد في الكنيست الرابع والعشرين، قبل أن ترتفع إلى أربعة عشر مقعداً في الانتخابات الأخيرة.
أما أسباب الصعود الأخير لتيار الصهيونية الدينية في انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين فهي متعددة، ومن أهمها:
1- بروز أهمية دور المجتمع العربي الفلسطيني وقواه السياسية في داخل إسرائيل، خاصة بعد أحداث الشيخ جراح، وتصاعد الخطاب اليميني المتطرف الذي يحذّر من خطر الفلسطينيين في الداخل على "يهودية الدولة" ومستقبلها.
2- حالة التصعيد المستمرة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
3- تنامي قوة المستوطنين ودورهم في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
عجز حكومة نفتالي بينت، وهو أول من يصل لمنصب رئيس الحكومة من تيار الصهيونية الدينية، عن إقناع جمهور اليمين المتطرف بقدرتها على تمثيله، خاصة بعد تحالف بينت مع القائمة العربية الموحدة(الإسلامية الجنوبية) وحزب "ميرتس" اليساري(37).

وأهم منطلقات الصهيونية الدينية الأيديولوجية ومواقفها السياسية والاجتماعية، تعبر عنها خطابات بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بشكل أساسي بوصفهما أبرز الممثلين لها:
أولاً: مركزية شعار (أرض إسرائيل لشعب إسرائيل بموجب شريعة إسرائيل) من لحظة تأسيس الصهيونية الدينية وحتى الآن، ولدى كافة تياراتها.
ثانياً: السعي لضم كامل الضفة الغربية وإعادة احتلال قطاع غزّة ورفض إقامة دولة فلسطينية بالمطلق، وعلى طريق تحقيق ذلك الدعوة لمنح الشرعية الكاملة لكل البؤر الاستيطانية، وتكثيف الاستيطان ورفع كل القيود عنه، ومواجهة السيطرة الفلسطينية على الأراضي غير السكنية، وتفكيك الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية وتحويل صلاحياتها إلى الوزارات الإسرائيلية، وتنفيذ إجراءات ضم "فعلي" تدريجي لأراضي الضفة كتمهيد للضم الرسمي الكامل، بالإضافة إلى إحكام السيطرة الإسرائيلية على القدس، والمطالبة بفتح المسجد الأقصى بشكل دائم للمصلين اليهود.

ثالثاً: اعتبار الفلسطينيين في داخل إسرائيل تهديداً استراتيجياً لـ "يهودية الدولة"، والدعوة للتعامل مع هذا التهديد من خلال إجراءات عنيفة، كحظر الأحزاب العربية، وإنزال وحدات عسكرية إسرائيلية للمدن والبلدات الفلسطينية في الداخل من أجل التصدي لمظاهرات مستقبلية على غرار أحداث مايو 2021، وقمع قيادات فلسطينيي الداخل وترحيل من يتم وصفهم بـ "مؤيدي الإرهاب" ومنهم بعض أعضاء الكنيست، وطرد العرب "غير المخلصين للدولة"، وفرض حكم الإعدام على من يتم وصفهم بـ "المخربين" منهم، وتغيير أوامر إطلاق النار وعدم فرض أي قيود على الجنود وأفراد الشرطة الإسرائيلية في نشاطهم ضد الفلسطينيين في الداخل وفي الضفة الغربية، وتكثيف الاستيطان والتواجد اليهودي في الجليل والنقب، وغير ذلك.

رابعاً: السعي لتطبيق مقولة "التوراة هي دستور إسرائيل، وهي الحمض النووي للدولة اليهودية"، وبالتالي المطالبة بتطبيق الشريعة اليهودية في مجالات الحياة العامة في إسرائيل، كتجميد الفعاليات والنشاطات الرسمية في يوم السبت، وإلغاء القوانين الليبرالية المتعلقة بالنساء والمثليين، ومنع الزواج المختلط بين اليهود وغير اليهود، وتضييق الخناق على العلمانيين، وغير ذلك من القضايا.
خامساً: التشدد في بعض المواقف الحزبية المنسجمة مع مواقف حزب الليكود والداعمة لنتنياهو، مثل المطالبة بإجراء إصلاحات في الجهاز القضائي بحيث تخضع السلطة القضائية لسلطة الكنيست التشريعية، واستبدال القضاة، والعمل على منع محاكمة نتنياهو من خلال السعي لإلغاء بند "خيانة الأمانة والغش" من قانون مكافحة الفساد، وغيرها.(38)

أقسام الصهيونية

مع افتراض أن مفهوم الصهيونية هو تعبير عن فكرة، فإن التباسها كمفهوم ومضمون جعل هناك أكثر من قسم ومفهوم للصهيونية ارتباطا بطريقة توظيفها من قبل الأطراف اليهودية سواء كانوا أطرافا طبيعية أو معنوية ولذلك هناك الصهيونية السياسية التي هي اصطلاح مرادف لما يسمي الصهيونية الدبلوماسية(39)،

وهذا المفهوم هو الأكثر تفسيرية وارتباطا بظاهرة الصهيونية عموما كما أن كلمة سياسية مصطلح شديد العمومية يفترض أن الصهيونيات الأخرى ليست سياسية ولكن هذه الكلمة تعني في واقع الأمر المناورات السياسية، أي الجهود الدبلوماسية، ولذا فإن المصطلح يشير إلى الإجراءات التي تؤدي إلى تحقيق الهدف الصهيوني، وهو السعي لدى القوي الامبريالية الاستعمارية الكبرى في أوروبا لضمان تأييدها للمستوطن الصهيوني في فلسطين وتأييد الهجرة اليهودية ودعمها تمهيداً لإقامة الوطن القومي اليهودي في الأرض المقدسة أرض فلسطين،

واستخدام اصطلاح الصهيونية السياسية للتفرقة بين الإرهاصات الصهيونية الأولي التي سبقت ظهور هرتزل قبل جماعات أحباء صهيون، وكذا الصهيونية التوطينية لأثرياء اليهود في الغرب ولكن الحركة الصهيونية التي نظمها هرتزل تعود بداياتها إلى عام 1896م عندما نشر كتابه دولة اليهود، ولم تكن قيادات الصهيونية في مرحلة ما قبل هرتزل تدرك ضرورة وحتمية الاعتماد على الامبريالية والقوي الاستعمارية لوضع المشروع الصهيوني موضع التنفيذ وكانت تظن أن الاستيطان في فلسطين سيتحقق بالجهود الذاتية لليهود دون ضمانات من القوي الاستعمارية الأوروبية وقد عرف وايزمان الصهيونية السياسية (الدبلوماسية) بأنها تعني جعل المسألة اليهودية عالمية أي جزءاً من المشروع الاستعماري الغربي.(40)

الصهيونية الدينية
نقلت الصهيونية الدينية بقيادة يتسحاق يعقوب رينز، مؤسس مزراحي (الصهيونية الدينية) وأبراهام إسحاق كوك الهوية اليهودية وإقامة دولة إسرائيل من كونها حالة سياسية إلى واجب ديني مستمد من التوراة. على عكس بعض أجزاء المجتمع اليهودي غير العلماني الذي ادعى أن الخلاص لأرض "إسرائيل" لن يحدث إلا بعد مجيء المسيح الذي سيحقق هذا الطموح، أكدوا أن الأعمال البشرية لاسترداد الأرض ستجلب المسيح، شعارهم: «إن أرض إسرائيل لشعب إسرائيل وفقا للتوراة إسرائيل». اليوم يشار إليهم عادة باسم «القوميين الدينيين» أو «المستوطنين»(41)،

وتعرف الصهيونية الدينية بأنها تيار ديني ظهر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي يدعو إلى الهجرة إلى فلسطين لإقامة الشريعة اليهودية والعمل بالوصايا التوراتية لتحقيق مملكة الرب والأمة المقدسة على أرض فلسطين، ويطلق على هذا التيار بأنه التيار الديني الأصولي الذي يضاد الصهيونية القومية/ السياسة التي جاء بها هرتزل ورفاقه من أجل الدولة القومية على أرض فلسطين؛ لإن أصحاب التيار الديني دائما يرون أن إنشاء الدولة القومية بالرؤية التي يتصورها هرتزل ورفاقه تعد استعجالا للنهاية التي ستكون كارثة على اليهود إذ يجب أن تقترن الدولة بظهور الماشيح المخلص، مع الأخذ في الحسبان حقيقة المؤكدة أن التيار الديني المتشدد (الأرثوذكسي) كان لا يزال التيار الأكثر تأثيرا في الجماعات اليهودية خاصة في أوروبا الشرقية حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، إلا أن الحركة الصهيونية العلمانية بقيادة تيودور هرتزل استطاعت أن تستقطب غالب هذا التيار لتدعم بتأثيرها الديني لدي اليهود الموقف السياسي القومي بين أوساطهم.(42)

الصهيونية العملية
كانت الصهيونية العملية بقيادة موشيه ليب ليلينبلوم وليون بينسكر وصاغتها منظمة هوفيفي زيون. يرى هذا النهج أن هناك حاجة من الناحية العملية إلى الهجرة اليهودية لفلسطين،عاليا، واستيطان الأرض، في أقرب وقت ممكن، حتى لو لم يتم الحصول على ميثاق قانوني على الأرض(43).

الصهيونية الاصطناعية
الصهيونية الاصطناعية بقيادة حاييم وايزمان وليو موتسكين وناحوم سوكولو، هو نهج دعا إلى الجمع بين النهجين السابقين(44)

الصهيونية العمالية
تقسيم آخر من بين هذه الأنواع العامة للصهيونية ناتج عن الاختلافات الأيديولوجية التي لا تتعلق بالضرورة بالصهيونية نفسها، بل بالأحرى نظرة عالمية شاملة يحملها أعضاء هذه المجموعات المختلفة فيما يتعلق بشخصية الدولة اليهودية المستقبلية. بقيادة نحمان سيركين وبير بوروخوف وحاييم ارلوسوروف وبيرل كاتسنلسون:
على عكس الصهيونية العملية والسياسية، رغبت الصهيونية العمالية في تأسيس مجتمع زراعي ليس على أساس مجتمع برجوازي خاص، بل على أساس المساواة الأخلاقية(45).

الصهيونية القتالية
بدأت الصهيونية القتالية في روسيا القيصرية قبل قيام الثورة البلشفية في ظل نظام الإقطاع الروسي إذ كان الإقطاعيون يوكلون إدارة أموالهم إلى اليهود، وكان الفلاحون يرون فيهم وسائط شريرة تقف بينهم وبين ملاك الأرض التي يعملون فيها ولذلك كان الفلاحون يكرهونهم أكثر مما يكرهون ملاكهم، خاصة وأن عمل اليهود لم يقتصر على تحصيل الأموال من الفلاحين ولكن اليهود كانوا بجانب ذلك يستغلون الفلاحين أسوأ استغلال بأعمالهم الربوية إلى أن جاء وقت فرغ صبر الفلاحين فشنوا الثورة عليهم ثم أخذت الأمور تتفاقم حتى حدثت مذابح اليهود التي عرفت بمذابح (البوجروم) في جنوب روسيا حيث يتكثف الوجود اليهودي، وقد زاد من حجم هذه المذبحة حين أمر (ألفون بلهيف) وزير داخلية روسيا حاكم منطقة بوجروم كشنيف بأن يمنع الشرطة من التدخل فأثخن الفلاحون في اليهود الذين بدوا خرافاً مستسلمة للذبح في مذلة ومهانة، على العكس عندما حدثت في بوجروم أوديسا عام 1908م، لم يستسلم اليهود للمذابح وتعلموا الدرس من المذبحة السابقة فقد تحول عدد كثير منهم إلى مدافعين عن اليهود ومن هؤلاء تكونت أول فرقة قتال يهودية منذ أن أفني الرومان أخر فرقة قتال لليهود في تاريخهم وبرز مقاتلي بوجروم أوديسا وعلي رأسهم (فلاديمير جابوتنسكي) الذي هرب بعد ذلك من روسيا وكون العنصر القتالي الذي انضم إلى قوات الحرب العالمية الأولي ثم كانت نواة عصابة الهاجاناه العسكرية التي تزعمها (مناحم بيجن) تلميذ (جابوتنسكي) التي كانت بدورها نواة الجيش الصهيوني (46).

الصهيونيتان التوطينية والاستيطانية
وأضاف الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعته اليهود واليهودية إلى أشكال الصهيونية وتعريفها المتعددة شكلين وتعريفين جديدين حيث يقول " إنه يوجد في الواقع صهيونيتان لا صهيونية واحدة وهما: الصهيونية التوطينية والصهيونية الاستيطانية ومع هذا يشار إليهما بكلمة واحدة وهي كلمة الصهيونية وذلك رغم أنهما ظاهرتان مختلفتان تماما ولهما جذور مختلفة وقيادات مختلفة وأهداف مختلفة " ويرجع ذلك لتعثر التحديث في شرق أوروبا أواخر القرن التاسع عشر عنه في غرب أوروبا مما أدي إلى تدفق المهاجرين اليهود من شرق أوروبا (يهود اليديشية) إلى غرب أوروبا الأمر الذي هدد أمن دول الغرب الأوروبي (اقتصادي واجتماعي) كما هدد مكانة ومصالح الجماعات اليهودية فيها لتشابك مصير كل من يهود غرب أوروبا مع يهود اليديشية الوافدين الجدد من شرق أوروبا(47).

1. الصهيونية التوطينية
هي صهيونية اليهودي الذي يرفض الهجرة إلى فلسطين والاستيطان بها، أي أنها تشير إلى الصهيوني الذي يؤمن بالصيغة الصهيونية الأساسية (وهى نقل بعض أو كل يهود أوروبا خارجها) المنطبقة على كل يهودي أو صهيوني آخر ولا تنطبق عليه هو شخصياً، وتقف صهيونيته عند حد الدعم المالي والسياسي للمشروع الصهيوني دون الهجرة بنفسه أي يتخلي عن التطبيق العملي للصهيونية العملية وقد ظهرت في بداية الأمر بين الصهاينة غير اليهود من أوروبا من المسيحيين والعلمانيين وكذلك بين يهود الغرب المندمجين في الحضارة الغربية والموفقين لأوضاعهم بينها حيث حققوا من الثراء والغني والمكانة التجارية والصناعية ما يدفعهم إلى المحافظة عليها، وبكل قوتهم وبذلك اتحدت مصالح الفريقين وكانوا هم مؤيدو المشروع الصهيوني في العالم الغربي (ضرورة إيجاد وطن قومي لليهود لإعادة البشرية المستهدفة في المشروع) مع أن يهود الغرب لا ينوون الهجرة إلى ذلك الوطن المزمع إنشاؤه ولكنهم يتكفلون بتمويل وتكاليف الإنشاء والهجرة إليه ومعظمهم يهود وصهاينة العالم وقد قدموا كل ما يستطيعون من دعم وعون سياسي أو اقتصادي مستخدمين في ذلك ما يمكن تنفيذه بواسطة الصهيونية الدينية والصهيونية السياسية (الدبلوماسية) أو صهيونية الدياسبورا وقد اتصفت الصهيونية التوطينية بأنها صهيونية المرحلة التكوينية للصهيونية العالمية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث كانت تبحث عن المادة البشرية المستهدفة من يهود العالم للمشروع الصهيوني الغربي للصهيونيين غير يهود (الغربيين) وذلك لإنشاء الوطن القومي لليهود وكان أهم شروط هذه المادة البشرية المستهدفة أن تتصف بعدة صفات منها الصبر والجلد والقوة والنفس العدوانية المستعدة للقتال في أي وقت ولأي سبب مع احتراف المهن اليدوية بالإضافة إلى المهارة في الزراعة والصناعة(48).

2. الصهيونية الاستيطانية
هي مصطلح يشير إلى الصهيونية التي يؤمن أصحابها بأن الجانب الاستيطاني في الصيغة الصهيونية الأساسية الشاملة لابد أن يوضع موضع التنفيذ، وأنهم على استعداد للاضطلاع بهذه الوظيفة حيث الاستيطان هو جوهر الصهيونية ومن ثم فإن الاستعمار الصهيوني استعمار استيطاني إحلالي بأخذ شكل انتقال الفائض البشري اليهودي من أوطان مختلفة إلى فلسطين للاستيلاء عليها وطرد سكانها الأصليين والحلول محلهم في صهيونية من يستوطن في فلسطين بالفعل ولقد كان للفرق في التحديث بين الحضارتين يهود شرق أوروبا (يهود اليديشية) واليهود الغربيين (المندمجين) والبيئة الغربية التي يعيشون فيها جعل يهود شرق أوروبا في التفكير في المستقبل وأفضل مكان يمكن أن يجدوا فيه ضالتهم بعيد عن التخلف في دول شرق أوروبا وكذلك الاضطهاد العنصري لهم مما جعلهم من أوائل مكتشفي الصهيونية.

ولكنهم لم يدركوا حتمية الحل الاستعماري الامبريالي من خلال المشروع الاستعماري الغربي ونظرا لقصور رؤيتهم حاولوا الاستيطان في فلسطين دون دعم أي من الدول الأوربية القائمة على المشروع الاستعماري الغربي محاولين تجنيد أثرياء يهود الغرب (المندمجين) ليرعوا مشروعهم ويدعموه فيما أطلق عليه الصهيونية التسللية وفي بعض الأحيان الصهيونية العملية وهي بذلك تكون أول صهيونية استيطانية وأهم ما تتسم به هو أنها نابعة وصادرة من المادة البشرية المستهدفة ذاتها (يهود شرق أوروبا) والمطلوبة للمشروع الاستعماري الغربي وبموافقة وتأييد أغنياء وأثرياء اليهود في غرب أوروبا وأمريكا وقد أتم النشاط الاستيطاني التسلل بشكل هزيل وعملي خارج نطاق أي فكر أيديولوجي وظل محتفظا بطابعه البرجماتي الإغاثي المباشر من أثرياء اليهود الغربيين (المندمجين) ولم يتجاوز مزارع صغيرة لا قيمة لها وقد استفاد التسلليون من نفوذ قناصل الدول الغربية الذين كانوا يتنافسون على حماية اليهود وتحويلهم إلى عنصر وظيفي عميل بخدمة المصالح المشتركة للدول الاستعمارية ولكن يظل مفهوم الدولة (شكلها - تنظيمها – أسلوب بنائها) شاحبا وباهتا وليس له معالم واضحة بين دعاة هذه الصهيونية أي صهيونية الاستيطان بل ذهب البعض منهم إلى أن فلسطين ليست بالضرورة هي ساحة الاستيطان المطلوبة وكان من أهم دعاة الصهيونية الاستيطانية (التسللية) المفكر اليهودي النمساوي (نيثان بيربناوم) والطبيب الروسي الصهيوني زعيم جماعة أحباء صهيون (ليوبنسكر) وجماعات البيلو وأحباء صهيون.(49)

الصهيونية التعديلية
كانت الصهيونية التعديلية في البداية بقيادة زئيف جابوتنسكي ولاحقًا من قبل خليفته مناحيم بيغن (رئيس وزراء إسرائيل لاحقًا)، وأكدت على العناصر الرومانسية للهوية اليهودية، والتراث التاريخي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل باعتباره المكون الأساس للفكر القومي الصهيوني وإقامة الدولة اليهودية. دعموا الليبرالية وخاصة الليبرالية الاقتصادية، وعارضوا الصهيونية العمالية وإقامة مجتمع شيوعي في أرض إسرائيل. عارضت الصهيونية التعديلية أي احتواء للكفاح الفلسطيني ودعمت العمل العسكري الصارم ضد المنظمات الفلسطينية التي هاجمت المستوطنات اليهودية في أرض إسرائيل. بسبب هذا الموقف، انشق فصيل من القيادة التعديلية عن تلك الحركة من أجل إنشاء الإرغون تحت الأرض. يُصنف هذا التيار أيضًا على أنه مؤيد لإسرائيل الكبرى.(51)

الصهيونية الثقافية
بقيادة آحاد هعام (آشر تسفي هيرش جينسبيرج). رأت الصهيونية الثقافية أن تحقيق النهضة الوطنية للشعب اليهودي يجب أن يتحقق من خلال إنشاء مركز ثقافي في أرض إسرائيل ومركز تعليمي لليهود الشتات، والذين سيكونا معًا حصنًا ضد خطر الاستيعاب الذي يهدد وجود الشعب اليهودي(52).

الصهيونية الثورية
بقيادة ابراهام شتيرن وإسرائيل إلداد ويوري تسفي غرينبرغ. نظرت الصهيونية الثورية إلى الصهيونية باعتبارها صراعًا ثوريًا من أجل جمع اليهود من الشتات، وإحياء اللغة العبرية باعتبارها لغة عامية منطوقة وإعادة تأسيس مملكة يهودية في أرض إسرائيل. بوصفهم أعضاء في ليحي خلال أربعينيات القرن العشرين، انخرط العديد من أتباع الصهيونية الثورية في حرب العصابات ضد الإدارة البريطانية في محاولة لإنهاء الانتداب البريطاني لفلسطين وتمهيد الطريق للاستقلال السياسي اليهودي. بعد إقامة دولة إسرائيل، زعمت الشخصيات البارزة في هذا التيار أن إنشاء دولة إسرائيل لم يكن أبدًا هدفًا للصهيونية، بل أداة لاستخدامها في تحقيق هدف الصهيونية، الذي أطلقوا عليه بالعبرية اسم ملكوت يسرائيل (مملكة إسرائيل). غالبًا ما يتم تضمين الصهاينة الثوريين عن طريق الخطأ ضمن الصهاينة التعديليين لكنهم يختلفون أيديولوجيًا في عدة مجالات. في حين كان التعديليون في معظمهم من القوميين العلمانيين الذين كانوا يأملون في إقامة دولة يهودية مخطط أن تكون كومنولث داخل الإمبراطورية البريطانية، دافع الصهاينة الثوريون عن شكل من أشكال المسيانية القومية التي تطمح إلى مملكة يهودية شاسعة ذات هيكل يبنى في القدس. تتبنى الثورة الصهيونية عموما معاداة الإمبريالية ووجهات النظر السياسية التي شملت كلًا من اليمينية واليسارية القومية وكلا التوجهين منتشر بين معتنقيها. يُصنف هذا التيار أيضًا على أنه مؤيد لإسرائيل الكبرى. (53)
الصهيونية الإصلاحية
الصهيونية الإصلاحية، المعروفة أيضًا باسم الصهيونية التقدمية، هي أيديولوجية الذراع الصهيونية للفرع الإصلاحي أو التقدمي لليهودية. رابطة الإصلاح الصهيونية الأمريكية هي المنظمة الصهيونية لحركة الإصلاح الأمريكية. إن مهمتهم "تسعى لجعل إسرائيل أساسية للحياة المقدسة والهوية اليهودية لليهود الإصلاحيين. بصفتها منظمة صهيونية، تدافع الجمعية عن الأنشطة التي تعزز إسرائيل كدولة يهودية تعددية وعادلة وديمقراطية. في إسرائيل، يرتبط الإصلاح الصهيوني بحركة إسرائيل من أجل اليهودية التقدمية.(54)
الهوامش
1- د.أمين محمود، الصهيونية الدينيةـ 1/9/2020، ttps://www.ammonnews.net/article/
2- المصدر السابق ذكره
3- د.أمين محمود، الصهيونية الدينيةـ، المصدر السابق.
4- المصدر السابق.
5- د.أمين محمود، الصهيونية الدينيةـ، المصدر السابق
6- المصدر السابق.
7- المصدر السابق.
8- المصدر السابق.
9- د.أمين محمود، الصهيونية الدينيةـ، المصدر السابق.
10- المصدر السابق.
11- المصدر السابق.
12- المصدر السابق. -
13- أشرف بدر، الخلاص، الهيكل، وصعود الصهيونية الدينية،https://alqudscenter.info/
14- المصدر السابق.
15- أشرف بدر، المصدر السابق.
16- المصدر السابق.
17- المبحث الثالث، أشكال ومفاهيم الصهيونية العالمية، http://www.moqatel.com/
18- المصدر السابق.
19- المصدر السابق.
20- م. تيسير محيسن، صعودُ اليمينِ المتطرّفِ في إسرائيل: في نشأةِ "الصهيونيّةِ الدينيّة" وتحوّلاتها وتأثيرات فوزها الانتخابيّ!، 08 يناير 2023 ، https://hadfnews.ps/post/
21- مركز مدار، الصهيونية السياسية، https://www.madarcenter.org
22- م. تيسير محيسن، مصدر سبق ذكره.
23- المصدر السابق.
24- حسين عبد العزيز، مصدر سبق ذكره.
25- م. تيسير محيسن، مصدر سبق ذكره.
26 - ستراتيجيكس، الصهيونية الدينية.. مصدر سبق ذكره
27- الممصدر السابق.
28- المصدر السابق.
29- حسين عبد العزيز، مصدر سبق ذكره
30- المصدر السابق.
31- م. تيسير محيسن،مصدر سبق ذكره.
32- المصدر السابق.
33- المصدر السابق.
34- المصدر السابق.
35- ستراتيجيكس، مصدر سبق
36- .36- المصدر السابق.
37- م. تيسير محيسن، مصدر سبق ذكره.
38- ستراتيجيكس، مصدر سيق ذكرة
39- الصهيونية الدينية.. أين يتجه المشهد في إسرائيل؟، ٢٥‏/١١‏/ ٢٠٢٢، https://strategiecs.com/
40- ستراتيجيكس، مصدر سبق ذكره.
https://ar.wikipedia.org/ 41
42- المبحث الثالث، أشكال ومفاهيم الصهيونية العالمية، مصدر سبق ذكره.- https://ar.wikipedia.org
43- شبكة المعلومات الدولية الأنترنت، https://ar.wikipedia.org/
-44- شبكة المعلومات الدولية الأنترنت، https://ar.wikipedia.org/
45- شبكة المعلومات الدولية الأنترنت، https://ar.wikipedia.org/
46- شبكة المعلومات الدولية الأنترنت، https://ar.wikipedia.org/
47- شبكة المعلومات الدولية الأنترنت، https://ar.wikipedia.org/=
48- المبحث الثالث، أشكال ومفاهيم الصهيونية العالمية، مصدر سبق ذكره.
49- المصدر السابق.
50- شبكة المعلومات الدولية الأنترنت، https://ar.wikipedia.org/=
51= شبكة المعلومات الدولية الأنترنت، https://ar.wikipedia.org/=
52- شبكة المعلومات الدولية الأنترنت، https://ar.wikipedia.org/=
53= شبكة المعلومات الدولية الأنترنت، https://ar.wikipedia.org/=
54- المصدر السابق



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخفيض المنحة القطرية لحماس.. رسالة أمريكية لسوريا
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة ( دراسة) جزء أول
- وعيد الفصائل الفلسطينية.. والجعجعة دون طحن
- مشروع الحركة الصهيونية في فلسطين..نهاية الخرافة
- مشاكسات الاستجداء بالكذب..صهينة فلسطينية إسلامية!!
- مشاكسات... إسلام صهيوني.. قلق على التطبيع
- صدقية حماس .. بين أبو مرزوق والسنوار
- خطاب حماس والجهاد.. عندما تفارق الأقوال الأفعال
- الكيان الصهيوني.. مقولة التفكك.. كتظهير لأزمته البنيوية
- الاتفاق الثلاثي.. والتمهيد لتعدد الأقطاب
- لا ديمقراطية مع الاحتلال.. ونهاية مرحلة الوهم
- مع عودة جريمة التنسيق الأمني.. من تُمثل سلطة رام الله؟!!
- مشاكسات .. احتلال خمسة نجوم..! حلال علي..حرام عليهم..
- نتنياهو.. عندما يتبجح -اللص-!
- بوصلة كنس الاحتلال.. فلسطينية
- مشاكسات / إنسانية.. اليانكي! .. متى تستفيق؟
- مشاكسات.. العراق.. توطن الفساد / أشبعتهم إدانات.. !!
- زلزال تركيا يعري لا إنسانية قانون قيصر الأمريكي
- استشراف صهيوني لنهاية كيان الاحتلال في فلسطين
- السلطة الفلسطينية.. فقدان القدرة على الرؤية والقراءة


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الص الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الثاني