صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7722 - 2023 / 9 / 2 - 19:13
المحور:
المجتمع المدني
في ذروة الطقوس الدينية "السياسية"، والتي تستعد وتعد لها السلطة كل امكانياتها، بعملية تجييش اعلامي وتعبوي هائل، وعلى كل الجوانب والاتجاهات، وتذليل كل العقبات، من نقل وامن وتعبيد طرق وصرف باذخ، وبمشاركة كل قادة قوى الإسلام السياسي، نقول في ذروة هذا الحدث الديني يأتي خبر رحيل الشاعر كريم العراقي، وليتبعه خبر رحيل الفنان ياس خضر.
لم يكن مفاجئا خبر رحيلهما، فالأول مصاب بمرض عضال "السرطان"، وهو يرقد في أحد مستشفيات أبو ظبي منذ سنتين، اما ياس خضر فأن كبر سنه لم يمنحه الكثير من الوقت؛ رحل كريم وياس واللذين كانا قد تركا بصمتهما في الغناء والشعر.
الملفت في رحيلهما مدى التفاعل الإعلامي وعلى صعيد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو جانب إيجابي، فهو يكشف الوجه المدني للمجتمع، والذي غيبته السلطة الدينية بشكل متعمد، هذا التفاعل هو شيء مفرح في زمن قروسطي ظلامي، ينقض على أي نبتة مدنية، ليس اخرها سلسلة قرارات وقوانين هيئة الاتصالات ومجلس النواب الرجعية والمتخلفة.
في زمن الطقوس الدينية "السياسية"، في زمن الميليشيات الإسلامية والقومية، في زمن اللعب على أوتار الطائفية والقومية، زمن النهب والفساد، زمن الخراب والتهجير والاختفاء القسري، زمن الرداءة والعفونة، في هذا الزمن يرحل شاعر وفنان، كانا قد شهدا بعضا من الأوقات الأفضل من هذا الزمن الاغبر، وفي رحيلهما يحزن عليهما الجانب المشرق من المجتمع، الوجه المدني والمتحضر من المجتمع.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟