(هدوء مخادع) نظرة على تقرير

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7702 - 2023 / 8 / 13 - 18:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في حزيران الماضي نشرت مجلة "فورين آفيرز" الشؤون الخارجية الامريكية تقريرا عن العراق، وصفت فيه الهدوء بأنه مخادع، او هدوء يسبق العاصفة، وهو ليس التقرير الوحيد الذي يصدر عن مؤسسات ومعاهد بحثية "مستقلة" تراقب الوضع في العراق عن كثب، الا انه هذه المرة قد حذر بشكل مباشر الإدارة الامريكية من مجهول خطر جدا على السياسة الامريكية وعلى مصالحها في المنطقة.

التقرير يبدأ بالتذكير بسيطرة فريدة وغير مسبوقة على السلطة من قبل التيار الإسلامي المتطرف والموالي لإيران، الذي هو الإطار التنسيقي، من حكومة وبرلمان وقضاء وأجهزة امنية وهيئات "مستقلة" ومطار ومنافذ حدودية، ويؤكد التقرير ان رئيس الوزراء الحالي "السوداني" هو "دمية" بكل ما تعنيه الكلمة، ويذكر التقرير ان العراق لم يشهد سيطرة على الحكم متفردة مثل هذه منذ الإطاحة بصدام حسين.

ركز التقرير على قضيتين أساسيتين من وجهة نظر الباحثين فيه هما: القضاء وشركة المهندس؛ فالقضاء متمثلا برئيسه الحالي "فائق زيدان" هو خاضع تماما لرغبات ما اسماهم التقرير "امراء الحرب"، لهذا فأن ما تم تسريبه في الفترة الأخيرة من ان هناك أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي "الكونكرس" طالبوا الرئيس بايدن بفرض عقوبات على زيدان، فهناك خشية وخطر حقيقي من تفشي "دكتاتورية قضائية"، تمثل هراوة يمسكها "امراء الحرب" لتحقيق أهدافهم.

اما القلق الاخر الذي يؤرق الإدارة الامريكية فهو "شركة المهندس"، والتي يعتبرها التقرير استنساخ لشركة "خاتم الأنبياء" المملوكة للحرس الثوري في إيران، وحسب الاخبار فأن شركة المهندس التي تم تأسيسها في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وهي شركة تابعة لهيئة الحشد الشعبي، ولها صلاحيات غير محدودة، فهي تعد الذراع التجاري والمالي للميليشيات، وقد استهلت عملها بمنحها أراض تقدر مساحتها " 1.2 " مليون فدان من الأراضي الحكومية على طول الحدود العراقية السعودية من دون أي تكلفة، لإقامة مشروع مخصص لزراعة الأشجار. وقد حذر التقرير من أن النمو المستمر لشركة المهندس سيمثل ضربة قاسية للاقتصاد في العراق.

الشيء غير المفاجئ في هذا التقرير انه لم يقترح حلولا حقيقية وواقعية للمشكلة في العراق، فقط اكتفى بنصح الإدارة الامريكية بأن تحد من تجاوزات الميليشيات، وقد جاءت هذه التوصية منسجمة جدا مع السياسة الامريكية المنافقة والقذرة، أي تحت معادلة "إبقاء النظام والتلويح بالعصا"، ليستمر "الهدوء القلق" والمستقبل المجهول.
طارق فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل