أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - ما اسم هذه القرية؟ قصة قصيرة














المزيد.....

ما اسم هذه القرية؟ قصة قصيرة


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 7689 - 2023 / 7 / 31 - 04:54
المحور: الادب والفن
    


ما اسم هذه القرية؟
قصة /سمير الأمير
كنت في طريق عودتي ليلا من الزقازيق للمنصورة، فجأة استغربت الطريق ولكني واصلت السير، وجدتني غارقا في حواري قرية لم أعهدها من قبل رغم أنني استخدمت الطريق عشرات المرات..
لابد أنني غفوت وأنا أقود السيارة فانحرفت الي طريق جانبي وواصلت السير متشككا في نفسي ومتعشما أن يكون نفس الطريق، قلت هو نفسه ولكن المعمار الذي، يتبدل كل يوم هو ما يعطيني انطباعا أنني تائه،
كان أذان الفجر يصدر من عدة مساجد في نفس الوقت وبدا أن كل من سألتهم من السالكين في الدروب لا يسمعون سؤالي..
أين أنا وكيف أجد الطريق للمنصورة؟
بعد الصلاة راحوا يفتحون دكاكينهم تباعا.. أوقفت السيارة قبالة مطعم به رجل وامرأته يتحدثان بينا يلقي بأقراص الطعمية في طاسة زيت كبيرة تشبه بركة الطين من شدة سواد زيتها وجنباتها.."صباح الخير ياعمنا.. ما اسم هذه القرية؟ واين الطريق للمنصورة؟"
ابتسم الرجل دون أن يرد.. وراحت امرأته تتبرم كانني معتوه.. حاولت أن أكرر السؤال الذي، التصق مع كل محاولة بسقف حلقي ولما يئست من ردهم ركبت السيارة وانطلقت بحثا عن بشر يحترمون الغرباء..
رأيت "لودر" قادما من الجهة المقابلة فركنت علي جانب الطريق ونزلت وحين مر أمامي صحت.. "مااسم هذه القرية ياأسطي؟، وأين أجد طريقي للمنصورة؟
لم يعرني الرجل أدني اهتمام وواصل سيره مكتسحا كل محاولاتي في طريقه
وبعدها كان الذاهبون الي الحقول بصحبة بهائمهم يمرون علي وأسألهم ولا يجيبون، حتي تمنيت ألا يكون هذا الذي يحدث حقيقة وأن يكون كابوسا ينتهي حين أستيقظ، لكن يبدو فعلا أن" ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"
كانت الناس تتزايد بشكل مضطرد وينظرون الي باعتباري كائنا فضائيا هبط عليهم بسيارته من كوكب آخر.. رغم أنهم لو أمعنوا التفكير لوجدوا انها من نوع "سكودا فليشا" الألماني الذي يصنع في جمهورية التشيك_تلك التي كانت جزءا من تشيكوسلوفاكيا، وساعتها كانوا سيعرفون أنني (بلدياتهم) باعتباري أعيش علي نفس الكوكب ولكني فقط ضللت طريقي فوجدتني عالقا في قريتهم...
لم يكن أمامي سوي الانفجار في الجمع الغفير الذي تحلق حولي..
"ياعالم ياكفره.. غريب تائه يسألكم أين هو وكيف يعود لبلده؟، فتنظرون اليه متبلدين ولا ينطق أحدكم بكلمة ولا تخفق قلوبكم تعاطفا معه، والله العظيم انتم كفرة ولاد دين....
اني أبصق عليكم واحدا واحدا يا حقراء، لم أسمع بهذا في حياتي قرية بأكملها لا تأبه لغريب؟" ورحت أكبش، من التراب تحت قدمي والقيه في وجوههم فينسلون عائدين من حيث جاءوا حتي اختفوا تماما، وتوقفت أنا عن محاولة الوصول لأي نتيجة، وقررت أنه ربما من الأجدي أن أنام متيقنا تماما أنني عندما أصحو ولو بعد سنين سوف أجد طريقي اليكم يا أحبابي وسوف أحكي لكم ما حدث، وها أنا أفعل، أو يهييء لي أنني أفعل.. لا يهم!



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقابة وسنينها...
- أزمة السويس ( من بحث الدكتور كريم عبد العزيز غازي المقدم لقس ...
- أزمة السويس ( من بحث الدكتور كريم عبد العزيز غازي المقدم لقس ...
- حجاب الشاعر أحمد الشهاوي
- قصص - أمانى فؤاد - : سرد الدفاع عن المرأة والحياة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره
- جاليري 68: عمر قصير.. لماذا؟. الجزء الخامس والأخير.. ترجمة س ...
- ما اسم هذه القرية؟
- جاليري 68 – عدو للتراث الأدبي؟ الجزء الرابع من دراسة اليزابي ...
- طموحات -جاليري ٦٨ الجزء الثالث من دراسة /اليزابيث ...
- جاليري ٦٨(الجزء الثاني)
- جاليري ٦٨... اليزابيث كندل
- الحنان.. قصة قصيرة
- يا إلهي.... شعر/سمير الأمير
- طاهر أبو فاشا
- ꧁قصائد على الذائقة꧂
- -الكارثة التي تهددنا-*
- الأرزقية المتخلجون.. والصحراء التي تكبر في كل اتجاه
- تشريح جثث النصوص الأدبية في الميادين العامة
- النقد بين الثقافة العامة وقاعات الدرس الأكاديمي


المزيد.....




- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - ما اسم هذه القرية؟ قصة قصيرة