أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - جاليري 68: عمر قصير.. لماذا؟. الجزء الخامس والأخير.. ترجمة سمير الأمير














المزيد.....

جاليري 68: عمر قصير.. لماذا؟. الجزء الخامس والأخير.. ترجمة سمير الأمير


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 7464 - 2022 / 12 / 16 - 13:59
المحور: الادب والفن
    


جاليري 68: عمر قصير.. لماذا؟. الجزء الخامس والأخير
قليل من هؤلاء الذين شاركوا في "جاليري 68" كانوا يدركون الطبيعة المؤقتة لمغامرتهم الطليعية، لقد بلغت المجلة ذروتها بصدور العددين السادس والسابع، وهما العددان اللذان ضما المختارات الخاصة للقصة القصيرة وما تلاهما من جدل نقدي وكانت الاتجاهات الحداثية لجاليري 68 قد أحدثت تأثيرا حقيقيا في تلك الآونة، ولقد شارك أحد النقاد المخضرمين قائلا "لماذا يصيحون عندما لا تتردد أسماؤهم في الجرائد وفي الإذاعة والتليفزيون؟".
في الواقع نجد أن الاهتمام الذي أثاره كتاب "جاليري 68" في وسائل الإعلام قد أثر تأثيرا سلبيا على مواصلة المجلة لانطلاقها، ويقول "جميل عطية إبراهيم": "لقد تم قبول كتاباتنا في المجلات المؤسسية ولم يعد هناك حاجة للاستمرار. لقد أصبحنا كتابا معروفين" بمعنى: أنهم أصبحوا ضحايا الاهتمام الذي أثاروه حولهم، "إن المجلة الصغيرة عندما تصبح بالغة النجاح تفقد حرية الروح التي تأتي من عدم وجود شيء تخاف أن تخسره".
وهكذا فإن الأزمة المالية لم تكن السبب الرئيس وراء اختفاء "جاليري 68"، رغم وجود العديد من الأزمات المالية، إن المجلة لم تدفع مطلقا لنفسها، وفي بداياتها كان يتم تحويلها عن طريق المساهمات الشخصية للكتاب المشاركين، وتلقت المجلة مالا عن طريق بيع الأعمال الفنية التي تبرع بها الفنانون المؤيدون لجاليري، كما تلقت مالا أيضا من المفكرين المتعاطفين ومنهم "نجيب محفوظ"، و"يحيى حقي"، و"سعد الدين وهبة"، و"سهير القلماوي" لقد كانت "جاليري 68" تتكلف مالا كثيرا لكي يتم طباعتها، وذلك يرجع إلى الاهتمام الكبير بالشكل الذي تصدر به .
ولكن في مواجهة الإفلاس في نهاية عام 1968 كان "بدر الديب" مقتنعا بفكرة طباعتها في مطابع الجمهورية مع وعد بدفع التكلفة في المستقبل ( ).
ويقول إبراهيم منصور: "لقد كان بإمكاننا الاستمرار ولم يكن السبب هو الأزمة المالية" .
إن السبب الحقيقي وراء اختفاء "جاليري 68" هو أن الكثير من كتابها رأوا أنها حققت دورها وقد تم الاعتراف بالاتجاهات الجديدة في الكتابة وإن كانت قد ظلت عرضة للانتقاد.
ويقول منصور: إن المعنويات ارتفعت بين كتاب 68 وتجلى هذا في رؤيتهم للهزيمة " لقد كانت الحكومة ونظامها هم من هزموا وليس نحن"( ).
"لقد شعر الناس أنهم فعلوا ما فيه الكفاية وقالوا كل ما أرادوا قوله"
وبما أن محرري "جاليري" كانوا قد وجدوا منافذا منتظمة للنشر في المجلات الرسمية، أصبح احتياجهم لجاليري 68 أقل إلحاحا.. ويعترف جميل عطية إبراهيم" لقد توقفنا لأننا لم نعد نملك المادة الكافية للنشر، لم يعد لدينا ما يمكن أن يقال عنه جديد.. ولم يعد هناك كتابا جدد مثل الذين ظهروا في نهاية السبعينات ( ).
وربما يقال: إن الرأي السابق مظهر من مظاهر توقف جاليري، وليس سببا له، لقد ظل "الخراط" متفائلا بالتطورات الجديدة وأصر على استمرار الحاجة للمجلة كنافذة للأعمال التي ظلت غريبة بشكل استثنائي، وبالتالي ظلت غير مقبولة في المجلات الرسمية"( ).
وآمن الخراط بشدة بضرورة استمرار "جاليري 68" كمنبر دائم التطور للأدب التجريبي بدلا من تلاشيها باكتساب اهتمام المؤسسة لأن هذا كان يشكل الطريق الوحيد للالتزام بمبدئها وهو "عدم ادعاء عقيدة مطلقة ولا سيما في القصة القصيرة".
وهذا هو السبب في أن "الخراط" حاول أن يحافظ على حياة "جاليري 68"، فقام بطباعة عدد آخر في فبراير 1971 بعد فترة انقطاع دامت عاما وأربعة شهور.
وقد عنون افتتاحيته الشخصية "لماذا 68؟ ولماذا كان ضروريا أن تستمر؟ واعترف أن الطليعية والتجديد ليسا مجرد رغبة، ولكنها ضرورة بالغة"( ).
ويعلق إبراهيم منصور وهو أحد المحررين الأربعة الأساسيين الذين ظلوا حتى النهاية، قائلا: "ربما اعتقد "إدوار" أن هذه المجلة يمكن أن تستمر إلى الأبد" إن هذا النوع من المجلات لا يستمر إلى الأبد"( ).
ومن الواضح أن الخراط أيضا كان يعرف ذلك رغم أنه كان يشعر بأنه ملتزم بالكفاح من أجل مبدأه لأنه في نفس الوقت الذي أعلن فيه خططه للأعداد القادمة حذر من أن عملية الاستمرار ستكون صعبة، واختتم افتتاحيته بسؤال متشائم ماذا سنفعل؟
واعتقد الخراط أنه بدون "جاليري 68" لن يجد الكتاب التجريبيون متنفسا لأعمالهم، ووصل على نتيجة مفادها أن "الاحتمال الكبير هو أننا لن نكون قادرين على الاستمرار"( ).
لقد كان "الخراط" محقا لأنه في نفس العام الذي حاول فيه إعادة الحياة إلى "جاليري 68" تم إغلاق سبع مجلات أدبية رسمية واستمر تدهور الظروف الثقافية في السبعينيات" وغادر كتاب كثيرون مصر ومنهم جميل عطية إبراهيم، وإبراهيم منصور، وبهاء طاهر، وصنع الله إبراهيم وغالي شكري وعبد الحكيم قاسم.
وواقع الأمر أنه لم تظهر مجلات طليعية مماثلة ومتأثرة بنموذج "جاليري" حتى نهاية الستينيات ولذا فبدلا من الاستمرار كمنبر من خلاله يخوض الطليعيون على اختلافهم معاركهم من أجل أن يتبلوروا بدلا من ذلك اقتربت من وضعها الثابت وهو نفس الوضع الذي وصلت إليه القصة القصيرة قبل توقف "جاليري 68" عام 1971 وهذا بالضبط ما تنبأ به "الخراط" عندما اعترف باستحالة امتلاك "جاليري 68" للحقيقة، وعندما أعلن بطريقة طبيعية أن أقصى ما يطمحون إليه هو أن يقدموا حقيقتهم ( ) رغم اقتناعه بضرورة المبدأ السابق ورغم أنه ظل وفيا له.
وهكذا، فإن "جاليري 68" قد حققت نفسها كما جاء في وصف شفيق مقار في العدد قبل الأخير" كنموذج للقصة القديمة الخالدة. قصة التمرد والتجديد والأصالة، تمرد سوف يعبر عن نفسه مرة أخرى، عندما تولد موجة تمرد جديدة لها رؤية أكثر حداثة وأكثر معاصرة".



*اليزابث كندل باحثة امريكية



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما اسم هذه القرية؟
- جاليري 68 – عدو للتراث الأدبي؟ الجزء الرابع من دراسة اليزابي ...
- طموحات -جاليري ٦٨ الجزء الثالث من دراسة /اليزابيث ...
- جاليري ٦٨(الجزء الثاني)
- جاليري ٦٨... اليزابيث كندل
- الحنان.. قصة قصيرة
- يا إلهي.... شعر/سمير الأمير
- طاهر أبو فاشا
- ꧁قصائد على الذائقة꧂
- -الكارثة التي تهددنا-*
- الأرزقية المتخلجون.. والصحراء التي تكبر في كل اتجاه
- تشريح جثث النصوص الأدبية في الميادين العامة
- النقد بين الثقافة العامة وقاعات الدرس الأكاديمي
- كؤوس النبيذ الأحمر
- الناقد كمثقف عضوي والناقد كجاموسة
- مشيخة -حارة عتلم-
- مهرجان المنصورة المسرحي
- دواعي السعادة
- النداء
- بلا طائل.... سمير الأمير


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - جاليري 68: عمر قصير.. لماذا؟. الجزء الخامس والأخير.. ترجمة سمير الأمير