أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - يسارهم ويمينهم وجهان لعملة أمريكية واحدة














المزيد.....

يسارهم ويمينهم وجهان لعملة أمريكية واحدة


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تحزنوا كثيرا إذا فاز حزب يميني في اوروبا. ولا تفرحوا كثيرا إذا حصل العكس. فاليسار واليمين هنا كلاهما وحهان لعملة أمريكية واحدة. ولا يرجى منهما خيرا. خصوصا في العقود الثلاثة الأخيرة. فلا توجد حالة واحدة اظهرت فيها أحزاب أوروبا شيئا من التفرّد والاستقلالية.
ان مفردة "اليسار" لها رنّة خاصة في اسماعنا نحن ابناء الشرق. وبحكم التجارب فأن اليسار يعني يسار واليمين يعني يمين. ومن السهل على المرء أن يفرّق بين يساره ويمينه. اليس كذاك؟ كما اننا في الشرق لدينا شعور راسخ بان كلمة يسار تحتوي في طياتها على شيء من "التهمة" التي تجلب لصاحبها في كثير من الأحيان ما لا تحمد عقباه. وكم استخدمت الأنظمة العربية صفة "يساري" كتهمة جاهزة ضد الخصوم والمعارضين السياسيين. مع العلم اننا في الشرق الأوسط ليس لدينا أحزاب "يمينية" بالمعنى الرسمي المتعارف عليه في عالم السياسة. ومن النادر أن تجد حزبا يمكن القول إنه يميني. لسبب بسيط أن معظم الأحزاب عندنا تكون اما رجعية متخلّفة وأما خليط لمجموعة من الأفكار والمباديء الفضفاضة التي تفتقر إلى صفة محدّدة.
قبل سنوات كان الأمر مختلفا في اوروبا في ما يخص اليسار واليمين خصوصا في زمن الأحزاب الشيوعية ذات القاعدة الجماهيرية العريضة. والصوت المعارض المؤثر ضد حكومات اليمين والوسط. وفي ما مضى كان الواحد منا يفرح ويبتهج كثيرا عندما يفوز حزب "يساري" في هذه الدولة الاوروبية أو تلك. وكان هذا الفوز له تأثير وانعكاسات إيجابية تتجاوز حدود ذلك البلد. الى درجة كانت تبنى فيها آمال عريضة عند فوز حزب يساري في دولة أوروبية كبيرة. فذاك كان زمن التضامن مع الآخرين. اما الآن، وبعد سقوط جدار برلين وتفكّك الاتحاد السوفييتي وتشرذم الدول الاشتراكية سابقا، فقد عمّت الفوضى الهدامة في معظم أو جميع الأحزاب السياسية في الدول الأوروبية. وان حالة من التشظّي حلّت باليمين واليسار والوسط. وظهرت أحزاب جديدة على أنقاض أحزاب قديمة أخرى. وتبدّلت رايات وشعارات، وبغفلة من الزمن طفت على سطح الأحداث وجوه جديدة كانت في يوم ما تعيش على الهامش. ودخل العالم في مرحلة "الزعامات الفردية" وشخصنة السياسة. فلم يعد المواطن الاوروبي يفرّق بين يساره ويمينه. وحصل ما يشبه تبادل الأدوار طالما أن الهدف النهائي لاكثرهم هو الوصول إلى السلطة.
وأثبتت الحرب الروسية الأوكرانية أن جميع أحزاب أوروبا تقريبا فقدت بشكل مفجع صوتها وتأثيرها في السياسة الخارجية واصبحت، مع استثناءات قليلة، بوقا وصدى وضجيجا لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية. وخضعت خضوعا تاما لارادة واملاءات ساكن البيت الأبيض. بشكل لا يمكن الخلاص منه مهما كانت قوة وتأثير الحزب الحاكم في البلد الأوروبي. ولكن المفارقة هي أن الأحزاب الحاكمة والتي توصف على أنها "يمينية" كهنعاريا مثلا، وقفت بقوة ضد العقوبات المفروضة على روسيا، ورفضت تدريب الجنود الاوكرانيين على أراضيها ولم ترسل أسلحة إلى كييف كما فعل "اليساري" المستشار الألماني شولتس الذي أصبح أكثر الأوروبيين عدوانية وتطرفا مع روسيا، ومن دعاة الاستمرار في الحرب.
وفي ايطاليا التي يحكمها حزب يميني له جذور فاشية لم تكن حكومتها متحمّسة كثيرا، لا للعقوبات الاقتصادية ضد روسيا ولا لإمداد كييف بالأسلحة، واتخذت موقفا معتدلا نوعا ما مقارنة بدول أوروبية اخرى. اما اليمين الفرنسي "المتطرف" بقيادة ماري لوبين فهو الآخر وقف صد العقوبات الاقتصادية، وضد الاستمرار في تسليح اوكرانيا على حساب الشعب الفرنسي.
كما أن تجارب العقدين الأخيرين ومنذ غزو واحتلال العراق أثبتت أن لا فرق بين يسار ويمين الأحزاب الأوروبية عندما تتسلم السلطة الا بتفاصيل لا تستحق الذكر. وعندما تقوم امريكا بشن حربا عدوانية في أي منطقة يهرول حكام أوروبا خلفها مطأطيء الرؤوس. ولا ننسى هنا موقف المجرم "اليساري" توني بلير ومشاركته الفعالة والعدوانية في غزو واحتلال وتدمير العراق. ان حكام أوروبا، وبغض النظر عن الانتماء السياسي أو الحزبي، لا يملكون من امرهم شيئا في السياسة الدولية. ولا يسمح لهم بالتدخل الا بموافقة مشروطة من قبل ساكن البيت الابيض في واشنطن. والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قلّة الخيل شدّوا عالكلاب سروج !
- ٢٨١ حزباً سياسياً في العراق ! ما شاء الله ...
- لا امنح وقع خطاي لرصيفٍ يجهلني
- وفسد فاسدٌ من أهلها !
- اردوغان وزيلينسكي...حفنة وعود اطلسية
- الصفة تتبع الموصوف...في العراق يحصل العكس !
- يا نمرود الانبار...من أين لك هذا وذاك؟
- سبحان الشيّخ العگروگ عل الرگ...زيلينسكي نموذجاً
- الكلمات الرنّانة والعبارات الطنّانة لا تغيّر أنظمة ولا تُسقط ...
- دائما في الاتجاه الخطأ...وعلى نفقتي الخاصة !
- يا اشقاءنا في الوطن، لماذا تكرهوننا؟ (الى هذه الدرجة !)
- يا حسافة...ما دامتْ الفرحة يا زيلينسكي !
- بارزاني في انقرة: ذهب ليُقرّب بعيداً ويُبعد قريباً !
- وشهد شاهدٌ من اهلِها...ومن اهلِنا أيضا !
- اذا كان جو بايدن بالدّفِ ناقراً...
- يا بارزاني: اذهب انت وربّك الأمريكي...انا هاهنا قاعدون !
- حجر عثرة مدبّب الأطراف
- قصيدة من مخلًفات الحاضر
- تنهال عليهم الصفعات ولكنهم لا يعقلون
- متى -يتأقلم- الاقليم مع العراق والعراقيين؟


المزيد.....




- -يديعوت أحرونوت- تتساءل: هل تحالف نتنياهو مع غالانت؟
- نظرية السباغيتي الكونية: ماذا سيحدث لو اقتربنا من ثقب أسود؟ ...
- إسبانيا ترفض استقبال سفينة محملة بالأسلحة متجهة إلى إسرائيل ...
- شاهد: لقطات جديدة لحادث مرعب يُظهر لحظات سبقت تدلي شاحنة من ...
- مقال: الفيزيائيون على بعد خطوة واحدة من -إثبات وجود الرب-
- تحذيرات في إسرائيل من تدهور العلاقات و-انفجار الشعب المصري- ...
- الصحف الغربية تعلق على زيارة بوتين إلى الصين
- -واينت-: سقوط صاروخ بالخطأ من مقاتلة حربية إسرائيلية على مست ...
- هنغاريا تستخدم حق النقض ضد قرار مجلس أوروبا الاعتراف بخطة زي ...
- بيسكوف: إجراءات حماية بوتين بعد محاولة اغتيال فيتسو تظل عند ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - يسارهم ويمينهم وجهان لعملة أمريكية واحدة