أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - حول الجمهور الديني














المزيد.....

حول الجمهور الديني


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7680 - 2023 / 7 / 22 - 20:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ أكثر من عشرين عاما والعراق غاطس في الدين، بات الدين هو الموضة السائدة عند هذا المجتمع، قد يكون أحد اهم أسباب ذلك هو شكل السلطة التي نصبتها الولايات المتحدة الامريكية، بصفتها قوة احتلال، سلطة دينية-طائفية، اخذت على عاتقها سن دستور وقوانين وتشريعات دينية خالصة، وهذه السلطة استمدت قوتها وشرعيتها وديمومتها من المؤسسة الدينية بكل الوانها، وهذه المؤسسة من جهتها لم تسمح ان ينفرط عقدها مع من تنصبهم في السلطة، لهذا امتزج الديني بالسياسي.

هذا الواقع الديني افرز جمهور غير متسامح وعنيف تجاه قضايا تمس دينه او رجال دينه، فتحول كل شيء الى "مقدس" لا يمكن المساس به، وخارج دائرة النقد او التساؤل، لا يسمح مطلقا وتحت اية ذريعة وحجة ان يتناول أحد رموزه الدينية "كتب، اشخاص، طقوس، اماكن "اضرحة"، هذا الجمهور، المروض والمربى دينيا تحول تدريجيا الى سلطة قمعية، بل انه صار أكثر تطرفا من السلطة الدينية ذاتها.

عاما بعد عام تتصاعد أكثر فعالية هذا الجمهور، رجال الدين من جهتهم اتقنوا اللعبة جيدا، عرفوا مسالكها وخطوطها، فخطابهم صار أكثر ديماغوجية "تملق، مراوغة، مناشدة للعواطف، أثارة القضايا الدينية والطائفية بين الحين والآخر"، اصبحت استراتيجيتهم إبقاء هذا الجمهور على هذا الوضع، والبحث الدائم في كيفية المحافظة عليه وديمومته، لهذا فأن أية قضية دينية، حتى لو كانت مغمورة يقومون بتفعيلها واعطائها زخما أكبر، بتصدرهم المشهد "المنبري"، وقد تكون الحملات التي قادها رجال دين ضد الفنانين "محمد رمضان، سعد المجرد" الأكثر وضوحا.

في هذه المرحلة تم انتاج جمهور ديني خالص، يعنى فقط بالقضايا الدينية، التي تستمر بها السلطة السياسية، فتغيب عنه حقوقه كانسان، رجل الدين يأمر هذا الجمهور بالخروج على مطرب، لكنه لا يأمره مطلقا بالتظاهر على حقوقه المعاشية وواقع حياته البائسة، لأنه يدرك جيدا انه جزء أساس من خراب هذا الواقع، بل انه ينهر هذا الجمهور إذا ما فكر افراده بالاحتجاج على الواقع، مستخدما أسلوبا دينيا "هذه قسمة الله"، او طائفيا "تريدوهم ياخذوها منا"، وهذا الخطاب لدى رجال الدين هو السائد، ولازال يؤتي ثماره.

قضية "حرق القرأن" مثلا نستطيع بها تلمس واقع هذا الجمهور، فأغلب من خرج هم من الطبقات الأكثر فقرا وبؤسا، من أماكن لا يمكن العيش بها ابدا، أصرت السلطة –بشكل مدروس ومسبق- على ابقاءها بهذا الشكل، تنتشر فيها نسب بطالة مخيفة، هذا الجمهور هو المادة الأساسية للسلطة الدينية، تشتغل على ترويضه وتربيته أربع وعشرين ساعة في اليوم، فإذا ما سألت أحد افراد ذلك الجمهور البائس: هل حياتك المعاشية وواقعك أهم ام رموزك الدينية؟ حتما سيكون الجواب: "كلشي ولا رموزي الدينية".

غياب قوى علمانية ويسارية حقيقية هو أحد أسباب انتشار واستمرار الواقع الديني، وحتى ان وجدت فبشكل جد ضعيف وهزيل، فهي لم تستطع تربية جيل تواجه به المد الديني، بل انها لم تقدر على ابراز رموز لها، بمقابل الرموز الدينية، والسبب في ذلك انها لم تحقق حزبها السياسي، القادر على مواجهة الأحزاب الدينية، والنتيجة استمرار رجل الدين بالتحكم بمصير المجتمع، اي مزيدا من الفقر والبؤس.
طارق فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاكيت اخر مرة
- التضليل الإعلامي بين العراق المتخيل والعراق المعاش إنجازات ا ...
- زيلنسكي (طبيب رغم أنفه)
- قنابل عنقودية لأوكرانيا
- ما بين سلوان موميكا ونائل المرزوقي
- المكان والسعادة
- ما الذي يريده (طباخ الريس)
- بصدد العمال الأجانب
- جون كيري والمالتوسية
- (حركات المودة)
- الموازنة وحال العمال والكادحين والمعطلين
- عمل النساء في مكبات النفايات
- صدى العمال تواكب مسار الحركة الاحتجاجية
- (أسلحة نووية للجميع)
- الحياة في معامل الطابوق
- عندما تحكم القوى الدينية المجتمع
- مسرح الدمى
- زيلنسكي في قمة جدة او دمية وسط الدمى
- حول سٌلم الرواتب
- رأي شخصي في ممارسة الأول من آيار


المزيد.....




- اليابان.. حشود غفيرة وخطبة بأربع لغات في صلاة العيد بالجامع ...
- -حركة طالبان الباكستانية- تعلن وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام ب ...
- “أسعدي صغارك بأغاني البيبي” ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي عر ...
- أحلى أغاني البيبي في العيد..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- روسيا: -تصفية- مساجين من تنظيم -الدولة الإسلامية- إثر احتجاز ...
- رغم جراحهم.. غزيون يحتفلون بعيد الأضحى ويعايدون الأمة العربي ...
- 40 ألف فلسطيني يقيمون صلاة العيد في المسجد الاقصي
- بابا الفاتيكان يعلق على مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا
- غابت مظاهر الاحتفال.. سكان غزة يؤدون صلاة العيد فوق أنقاض ال ...
- “نزلها بسرعة”.. استقل تردد قناة طيور الجنة أطفال 2024 الجديد ...


المزيد.....

- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - حول الجمهور الديني