أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - عندما يُعتبر الفساد عُرفا مقبولا في العراق















المزيد.....

عندما يُعتبر الفساد عُرفا مقبولا في العراق


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7670 - 2023 / 7 / 12 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار خاص بثته القناة الإخبارية العراقية و أجراه الإعلامي كريم حمادي مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني . مؤرخ في 31 كانون الثاني 2023 . إجتُزِأَ منه فيديو قصير نُشرعلى ( اليوتيوب ). ركّز على فساد تهريب عملة الدولار ...وهذا نص حديث السوداني : " شنو بلد يبيعله باليوم الواحد 300 مليون دولار. شنو اللي نستورده بيوم واحد ب 300 مليون دولار . أكيد هاذي عملة كانت تطلع خارج العراق . وهاذي كانت مشكلة مزمنة منذ سنوات "
ـــ المحاور: تأكد لديكم هذا الامر .. تهريب العملة
ــــ السوداني : واضح ... واضح .. الان عدا ارتفاع الاسعار في بعض المواد .. شنو اللي توقف عن الحياة . بحيث إحنا نبيع الان 30 مليون ..
إحنا قبل نبيع 300 مليون 200 مليون 250 مليون باليوم الواحد .الان البنك المركزي يبيع 30 مليون 40 ، 50 شنو اللي تغيّر. .. شنو اللي إنفقذ بالسوق. إذن .. وين كانت الاموال اللي تطلع . كلها بفواتير مزوّرة بسلع . إذا تذكّر فد مرّه اكو فواتير على استيراد حديد تغطي العراق كله في حين ما داخل هاذي الكمية من الحديد." نهاية الفيديو.
ـــــــ كلّا ، سيادة رئيس الوزاء . لم يتغيّر الكثير عمّا ورد في حديثكم عن مبيعات البنك المركزي من العملة . البنك المركزي عاد لبيع و تحويل الدولار كما كان من قبل . هذه تقرير عن مبيعات الدولار ليوم 24 أيّار 2023 : بلغت مبيعات البنك المركزي من الدولار في المزاد أكثر من 265 مليون دولار.البنك المركزي باع اليوم خلال مزاده لبيع وشراء الدولار الامريكي 265 مليونا و 381 الفا و 865 دولارا، غطاها البنك بسعر صرف اساس بلغ 1305 دنانير لكل دولار للاعتمادات المستندية والتسويات الدولية للبطاقات الالكترونية وبسعر 1310 دنانير لكل دولار للحوالات الخارجية وبسعر 1310 دنانير لكل دولار بشكل نقدي. وان معظم المبيعات من الدولار ذهبت لتعزيز الارصدة في الخارج على شكل (حوالات، اعتمادات) وبواقع 201 مليون و81 الفا و 865 دولارا، فيما ذهبت البقية البالغة 64 مليونا 300 الف دولار على شكل مبيعات نقدية". بلغ عدد المصارف التي اشترت الدولار النقدي 15 مصرفا، فيما بلغ عدد المصارف التي قامت بتلبية طلبات تعزيز الارصدة في الخارج 22 مصرفا فيما كان اجمالي عدد شركات الصرافة والتوسط المشاركة في المزاد 130 شركة.
ـــــــ في يوم ( 25 أيّار 2023 ) باع البنك المركزي ( 219.1) مليون دولار إجمالي مبالغ التحويلات الى الخارج (حوالات ، إعتمادات) . وباع 33.1 مليون دولار اجمالي مبالغ البيع النقدي. وبلغ إجمالي المبيعات الكلية 252.2 مليون دولار .وتكررت عملية بيع العمل في مزاد اليوم التالي (26 أيّار 2023) وكان اجمالي المبيعات الكلية 259 مليون دولار .... وتواصلت عمليات بيع العملة لشهري حزيران وتموز وفق ذان المسميات .. وفي 12 تموز 2023 أعلن البنك المركزي العراقي، حصيلة بيع الدولار عبر نافذة العملة الالكترونية بلغ إجمالي البيع النقدي والحوالات اكثر من 231 مليون دولار. عدد المصارف المشتركة لتلبية الطلبات النقدية 16مصرفا. عدد المصارف المشاركة لتلبية تعزيز الأرصدة في الخارج 25 مصرفا . إجمالي عدد شركات الصرافة المشاركة 23 . إجمالي عدد شركات التوسط المشاركة 117 شركة. ( المصدر : الموقع الإلكتروني للبنك المركزي العراقي ).
ـــــــ إذن ، سيادة الرئيس ، لم يتوقف نزيف تحويل عملة الدولار وغيرها من العملات الصعبة وما زال متواصلا بذات المبالغ . وقد وصفتَ تهريب الدولار بقولك :" هاذي كانت مشكلة مزمنة منذ سنوات ". بل أنها جرائم فساد تهريب المال العام المقنن الذي يبدأ من البنك المركزي وبكل الوسائل المعروفة وغير المعروفة التي بُدئ في تنفيذها منذ عشرين عاما . ومازال مهربو العملة موجودين حولك في مواقعهم ، يا سيادة الرئيس ،. سواء اكانوا ساسة متنفذين ووكلائهم من صغار الموظفين إلى المدراء العموم إلى أعلى رؤوس الدرجات الخاصة في المؤسسات المالية الحكومية .. يقدمون تسهيلات بيع العملة وشرائها بالتواطؤ مع مصارف خاصة وأهلية ، و كما قُلتَ متسائلا : وين كانت الاموال اللي تطلع . وكلها بفواتير مزوّرة ". ذات المصارف الخاصة والاهلية ، وذات مكاتب الصيرفة ، وذات شركات التوسط المالي التي رُخّص لها بالمشركة في شراء العملة عبر المزاد ما زالت تشتري الدولار ويتم تحويله إلى الخارج وفق ذات المسميات.
ـــــــ في ذات الحوار تحدث السوداني عن تهريب العملة بالقول " نسمع أكو تهريب أكو أموال تنقل إلى إقليم كردستان ثم تذهب إلى دول الجوار.
ــــــ من السذاجة قبول أو تبرير وجود عدد المؤسسات المالية ( بنوك وفروعها ) تفوق الحاجة في العراق في ضوء الواقع الاقتصادي غير المستقر و المبتلى بالفساد المقيم . يبلغ عدد المؤسسات المالية ( 72) بمسمى بنوك أو مصارف . هذه البنوك " المرخصة" للعمل في العراق تتداول و تشتري الدولار من البنك المركزي وتحوّل سنويا مليارات إلى خارج العراق . وهي: المصارف الحكومية ( وعددها مع المركزي 8) ، المصارف الاسلامية الأهلية ( وعددها 27 ) ، المصارف التجارية الاهلية ( وعددها 25 ) ، فروع البنوك الاسلامية الاجنبية ( وعددها 2) ، فروع المصارف التجارية الاجنبية ( وعددها 10) . كما توجد مكاتب تمثيل للمصارف الاجنبية ... وترتبط بها العشرات من مكاتب الصيرفة الاهلية في محافظات العراق كافة. السؤال ... اقتصاد العراق بوضعه الحالي وهو (إقتصاد ريعي) مصدر ماليته عوائد النفط المصدّر ... ما كان ممكناً مطلقا أن يواصل تهريب العملة دون تواطؤ معظم البنوك الخاصة والاهلية بتيسير خروج معظم مشرياتها من الدولار الى خارج العراق. كيف يبرر البنك المركزي سهولة بيع عشرات المليارات من العملات الصعبة سنويا معضمها كانت تُحوّل إلى الخارج ؟!؟!
ــــــــ ان من السذاجة عدم التشكيك بدور المؤسسات المالية كافة ، بنوك ومصارف أهلية وخاصة محلية وأجنبية ومكاتب والصيرفة وشركات التوسط ، في الفساد المالي في العراق منذ 2003 . هُدرت وسُرقت وهُرّبت مئات المليارات من الدولارات من قبل ساسة وقيادات أحزاب في الرئاسات الثلاث بالتواطؤ مع كبار موظفي المؤسسات المالية الحكومية . ومن السذاجة ألتصوّر أن بالامكان إعادة مليارات المال العام المسروقة ... إذ تقادم عليها الزمن وإستقرت مع لصوصها بحماية حكومات بعض دول الجوار و في المنطقة والعالم.
ـــــــ أظهرت دراسة مقارنة بشأن قطاع المصارف الحكومية والأهلية في منطقة الشرق الأوسط ، ان العراق يحتل المركز الأول في عدد المصارف ( البنوك) على مستوى العالم ، ولاسيما الاهلية منها وتلك التي تحمل صفة مصارف إسلامية.وبينت الدراسة التي أعدتها أن عدد المصارف في العراق بلغ ( 81 ) مصرفا منها ( 8 ) حكوميا، و( 24 ) تجاريا ، و ( 29 ) إسلاميا، إضافة الى ( 21 ) فرعا لمصرف اجنبي. وتعد هذه النسبة هي الأعلى على مستوى العالم مقارنة بعدد من دول المنطقة حيث بلغ عدد المصارف في تركيا (43)، ومصر (41)، والسعودية (31)، وايران (30)، والأردن (26)، والجزائر (20).. فيما بلغ عدد المصارف المسجلة في دولة عظمى مثل بريطانيا (54) مصرفا فقط (المصدر : وكالة الصحافة المستقلة 31 آب 2020.)
ـــــــــ وعند المقارنة بين بنوك الدول التي عُرفت برصانة وثقة أنضمتها المالية والمصرفية و ماتقدمه من خدمات لإقتصاداتها ، و بين ( 73 ) بنكا ومصرفا خاصا وشخصيا وأجنبيا مرخص لها للعمل في العراق و الشكوك بدورها في سرقة وتهريب مئات المليارات من الدولارات منذ 2003 ... هذا الواقع يُسوّغ المطالبة بإعإدة النظر في وجودها ... أما سحب تراخيصها أو تأميمها بعد اخضاعها للحوكمة و التحقيق في أنشطتها.
ــــــــ تعتبر الصناعة المصرفية أساسا لمجموعة من الخدمات المالية التي تقدم للأنشطة الاقتصادية والافراد. تشمل تلك الخدمات الادخار والإقراض المباشر وتمويل الاستثمارات والتأمين وإعادة توزيع المخاطر والأنشطة المالية الأخرى . الخدمات المصرفية تُقدم من قبل البنوك الحكومية و التجارية الاهلية والخاصة .تتكون الخدمات المصرفية من عدة قطاعات - الخدمات المصرفية للأفراد ، والخدمات المصرفية التجارية ، والخدمات المصرفية الاستثمارية. الخدمات المصرفية للأفراد أو الخدمات المصرفية الشخصية ، يخدم التجزئة المصرفية المستهلكين بدلاً من الشركات. تقدم هذه البنوك خدمات مالية مصممة للأفراد ، بما في ذلك الحسابات الجارية وحسابات التوفير ، والرهون العقارية ، والقروض ، وبطاقات الائتمان ، بالإضافة إلى خدمات استثمارية معينة. كما تتعامل الخدمات المصرفية للشركات أو التجارية أو التجارية مع الشركات الصغيرة والشركات الكبيرة. مثل الخدمات المصرفية للأفراد ، فإنه يوفر خدمات الحسابات ومنتجات الائتمان المصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات المحددة للشركات.( المصدر:إنفيستوبيديا 23 شباط/ فبراير 2021 بالإنكليزية )
ــــــــ بكل عبارات السخرية يجب مواجهة كبار الساسة عندما يتحدثون عن محاربة الفساد . فساد سرقة وتهريب المال العام ( الدولار) أصبح ذريعة بدعوى توازن واستقرار السوق . تقولاتهم عن محاربة الفساد إستهلاك إعلامي .لا يمكن تجاهل تسويف ملف ما سمي ب ( سرقة القرن ) . تمت تسوية تلك الجريمة وطواها التعتيم على اسماء حيتان الفساد من كبار السياسيين و قادة الاحزاب وكل من كان وراء المدعو " نور زهير " وغيره . ملف سرقة القرن وكم من ملفات أخرى منذ 2003 تم التعتيم عليها رسميا .. ذلك يعني أن جرائم سرقة المال العام اصبح عرفا مقبولا في العراق . فالفساد مقيم ما أقام كبار ساسة العملية السياسية..



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيب على تعقيب .. مادة الإطفاء في موازنة العراق الثلاثية ؟! ...
- متى يُستأنف تصدير النفط من شمال العراق ؟
- الموازنة الإتحادية العراقية لثلاث سنوات ... متضخمة وغير مدرو ...
- تبعات قرار محكمة التجارة الدولية ـــ باريس بشأن تصدير نفط شم ...
- القروض الشخصية الإستهلاكية ... من أسباب الفقر في العراق
- هل غيّر ــ الاطار ــ موقفه من مطالب الإقليم المالية؟
- نهاية العولمة
- متابعة لمستجدات السجال بين بغداد واربيل في ملف النفط والغاز
- نهج قادة - البارتي - ... أساء للشعب العراقي عربا وكردا
- هل ستتضمن موازنة 2023 - حصة - للإقليم ؟
- 450 ألف دينار... حدُّ أدنى للأجر يسهم بفقر القوى العاملة
- الإقليم إذْ يُهدد بالكونفدرالية؟!؟!
- هل لحكومة السوداني موقف مختلف من ملف النفط والاقليم؟
- كيف ستتعامل الحكومة الاتحادية المقبلة مع الاقليم لحل المشاكل ...
- المركزي العراقي مطالب بإثبات نزاهته من تُهم تهريب المال العا ...
- ممكنات صياغة قانون جديد للنفط والغاز ... برعاية امريكية
- مقترحات حلول الانسداد ... أحلاها مرُّ
- من المحال بقاء الحال .... الأسوأ الذي قد يأتي
- سؤال لقادة التيّار والإطار .... هل بالامكان تقديم افضل مما ك ...
- التغيير لا يزال بعيد المنال


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - عندما يُعتبر الفساد عُرفا مقبولا في العراق