أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الفرد المهاجر و جماعة المهاجرين














المزيد.....

الفرد المهاجر و جماعة المهاجرين


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7670 - 2023 / 7 / 12 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تثير الحوادث التي تقع في بلاد المهجر و تلك التي تتوالى في البلاد الأصلية ، لدى المرء الذي انتقل من حالة المواطن الطبيعي إلى المواطن بالتبني ، تساؤلات تطرق أبواباً و جودية تخص المهاجرين عموما ، أفرادا و جماعات ، ابتداء من الميول الملموسة و الظاهرة لدى فئات منهم للتكتل فيما بينهم ، و تشكيل جماعة ، ليس على اساس القرابة ، فالهجرة تقطع صلات القرابة ، وليس على اساس الإنتماء لوطن ضائع ، فالمواطن بالتبني هو مهاجر يئس من استرجاع الوطن الأصلي أو من تحريره ، أو أن هذا الأخير صار في نظره مقبرة دفنت فيها " حياته الأولى " فتوجبت زيارتها بين الفينة و الأخرى . ينبني عليه أن تكتل المهاجرين في " الوطن الجديد " هو في جوهره " دفاعي " و بالتالي فإنه يقوم على نقاط ضعف مشتركة بين المنضمين إليه ، الذين لا يستطيعون كأفراد الحصول بمفردهم ،على الحد الأدنى من الحقوق و الخدمات و الأمن الوجودي ، فغاية التكتل في ظاهر الأمر هي الأخذ بيد المنتمين إليه تحو حالة أفضل ،على عكس الحزب السياسي العقائدي بما هو إطار لنشاط تطوعي من أجل خدمة جميع المواطنين دون استثناء .
نزعم في هذا السياق أن الوطن هو تكتل اسمه الأمة ، مثلما أن العشيرة أو القبيلة أو الطائفة الدينية تدل جميعا على تكتلات مبررة حيث لم تنشأ الدولة الوطنية و حيث تكون أبواب هذه الدولة مغلقة بوجه الغرباء الذين يبحثون عن و طن يلجأون إليه , من البديهي أنه يوجد تكتلات تضامنية على أساس عنصري في مجتمعات وطنية شرعت التمييز العنصري ، كما أن هناك بالقطع تكتلات على أساس دينية ، غايتها إسماع صوت أتباع دين معين مطالبة بالحقوق إسوة بغيرهم من جهة و تشجيع أتباع آخرين على الإنضمام إليها من جهة ثانية إنطلاقا من أن الحجم الكبير عامل قوة و تأثير .
تحسن الإشارة في هذا الصدد إلى أن المهاجرين ، أو المواطنيين بالتبني ، يواجهون أحيانا معوقات تحول دون إنضمامهم أو اندماجهم في المنظمات و الأحزاب السياسية في " الوطن الجديد" بدلا عن الأمة ألاصلية التي بادت أو قُتلت ، و عن القبيلة التي تشتتت .
لا شك في أن الدين و اللون هما عنصران طبيعيان ، إذا جاز القول ، في إلتئام المهاجرين فيما بينهم ، أو بتعبير أدق في نشوء عصبيات ، لأنهما و سيلتا تمييز في المجتمعات التي يدخل إليها المهاجرون ، بإذن و من دون إذن أحيانا .
مهما يكن يجب ألا يغيب عن الأذهان أن مسألة الهجرة سواء كانت إرادية أو تهجيرا ، تبطن الكثير من التفسيرات و التحليلات و سوء الفهم و الإتهامات . لا نستطيع أن ننكر بان بعض الاوطان تحولت إلى أماكن غير آمنة أضف إلى أنها تصحرت ماديا و تربويا وعلميا ، و مرد ذلك غالبا لعوامل خارجية و داخلية ، لا يتسع المجال هنا للغوص في تفاصيلها . نقتضب إذن فنقول أن الحروب تسببت إلى هذا الحد أو ذاك بالهجرة ، إرادية فردية أو جماعية قسرية ، و أن العصبيات الدينية و الإثنية ، استخدمت في إيقادها ، مثلما أنه جرى تجنيد بعض المهاجرين و إقحامهم في ساحاتها .
يبقى أن نلفت الأنظار على عجالة إلى أن التكتل الديني في بلاد المهجر لا يمثل بالتأكيد إلا الذين بادروا للدعوة له ، فأغلب الظن أنه لا يمثل جميع المنضمين إليه ، أما الذين يفضلون الإبتعاد عنه فلأنهم يعتقدون أنه أداة لإستغلال السذج و البسطاء .ناهيك من ان قراءة النص الديني الأساسي فيما يخص الإسلام تحديدا ، هي صعبة و تختلف بين أمرئ و آخر و بين هذا و الجماعة ، ومن جماعة إلى جماعة .
تحسن الإشارة في هذا الصدد إلى أن العنصريين في بلدان الغرب ، و منهم فلاسفة وكتاب ، يصرون على إلصاق شروحات يتفوه بها رجال دين ، بجميع المهاجرين المفترضين مسلمين أو إسلاميين. دعما لزعمهم بأن المهاجر يمثل حميع المهاجرين . لعلهم لم يقرأوا " و لا تزِر وازرة وِزْرَ أخرى " .
و لا بد من القول في الختام أن المهاجرين يحظون ليس فقط من جانب الدولة المضيفة و أجهزتها المخابراتية و العسكرية و إنما أيضا باهتمام دول أجنبية . فبعض هذه الدول يريد توظيفهم و بعضها يخاف عودتهم إلى بلادهم الأصلية ، و دول أخرى تخاف بقاءهم في بلدانها .





#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارف التي لم تثمر
- مقتلات تطييف البشر و الحجرّ!
- بين فلسطين و أوكرانيا
- بين لبنان و إسرائيل 2
- بين لبنان و إسرائيل
- حروب العرب بالقياس على الحرب في أوكرانيا
- الجماعة الدينية و المجتمع الوطني
- ملحوظات في تحولات حركة التحرير الوطني
- كلنا نازحون (2)
- عن الدين و الدولة
- دولة غير وطنية
- كلنا نازحون
- سلاح الدولة و سلاح الجماعات
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الإيراني : توطين النازحين 2
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الإيراني : توطين النازحين
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الأيراني
- الجماعة الإحتماعية
- مصطلحات و مفاهيم مبهمة
- صلاح عموري : فلسطيني منفي من فلسطينيته
- الحرب المستحيلة


المزيد.....




- إعصاران متوازيان في لقطة سريالية يوثقها سيّاح خارج مطار أمري ...
- استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن ...
- في السعودية.. سيارات الأجرة الطائرة المستقبلية تشدّ رحالها و ...
- لافروف: الولايات المتحدة تغفر لنظام كييف كل تصرفاته
- مطالب بإعادة تفعيل تسعمئة ألف جندي احتياطي في الجيش الألماني ...
- السيسي مستقبلا ليندسي غراهام: نحذر من خطورة استمرار العمليات ...
- الخارجية الروسية تتحدث عن موعد شطب -طالبان- من قائمة المحظور ...
- الفوج الرئاسي يقدم استعراضه في الكرملين في درجة حرارة غير مع ...
- ليبيا.. نفوق غامض لأعداد كبيرة من الإبل يستنفر الشرطة الزراع ...
- مصدر رفيع المستوى: مصر أكدت عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السي ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الفرد المهاجر و جماعة المهاجرين