أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - مقتلات تطييف البشر و الحجرّ!














المزيد.....

مقتلات تطييف البشر و الحجرّ!


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7656 - 2023 / 6 / 28 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا وقع نظرنا على كتاب تأريخ لما يجري في لبنان منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي استوقفتنا حادثات تكررت مرارا ، يمكننا نعتها بالتصفية بدافع الانتقام العشوائي و الكيفي أو العدوانية على أساس طائفي أو عقائدي . تعلق في الأذهان مقتلات تعرض لها أبرياء تقشعر الأبدان لدى محاولة تخيّلها ، وقع خلالها القتل على " الهوية "  ،بعضها معروفة بأسمائها ، مقتلات عين الرمانة ، النبعة ، الكرنتينا، تل الزعتتر ، صبرا و شاتيلا ، اختطاف نشطاء الحركة الوطنية و تصفيتهم ، حرب الجبل ، إهدن ، الصفرا ، حرب المخيمات و غيرها ، فيتساءل المرء عن أوجه الشبه و الإختلاف و العلاقة ربما ، بين هذه المجازر من جهة و ما جرى في يوغوسلافيا أثناء سيرورة تفكيكها على سبيل المثال و مذابح التصفيات العرقية التي شهدتها بلاد راوندا في إفريقيا من جهة ثانية .

و لكننا لسنا هنا في معرض تناول هذه الظواهر الإجتماعية المتمثلة باضطرابات تعكس قابلية المجتمع البشري في بعض الظروف على الإرتداد لعادات و تصرفات قديمة ، فاللافت للنظر في في هذا الصدد أن المقتلات التي أشرنا إليها في يوغوسلافيا و راوندا أدت في كل من البلدين إلى نتيجة يمكننا نعتها بالحاسمة ، فلقد تحقق تفكيك يوغوسلافيا بواسطة التصفية العرقية إلى خمسة دزل و في راوند انقلب السحر على الساحر بسيادة شعب التوتسي على البلاد بعد فشل محوه على يد شعب الهوتو ، بالضد مما جرى في لبنان بعد محاولات إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ، حيث يمكننا القول أن المقتلات الطائفية لم تلغ أية طائفة و انما جمّعت كل منها في منطقة خاصة بها حصريا ، هكذا صارت مناطق البلاد مميزة بهوية سكانها الطائفية أو بتعبير أكثر دقة أنجزت المقتلات في مرحلة أولى صيرورة التطييف الجغرافي ، تبعها في مرحلة ثانية مقتلات لا تقل دموية و توحشا عن سابقاتها من أجل تطييف السكان ، تم ذلك تحت عناوين مختلفة ، مثل وحدة البندقية و حدة القيادة ، ضد الشيوعية ،و ضد الإلحاد .

مهما يكن لم ينتج في ظاهر الأمر عن مقتلات لبنان ، على عكس مذابح راوند و يوغوسلافيا ، تفكيك أو غلبة لطائفة على الطوائف الأخرى ، كما كان الحال حتى سنوات 1960 ، و إنما وفرت الظروف الملائمة لإصطفاء أحد قادة ميليشيات الطائفة ليتبوّء زعامتها بعد أن يتخلص من خصومه . لم تنفصل مناطق البلاد عن بعضها ، و لم تطغى طائفة على الطوائف الأخرى ، و لكن استنسخ زعماء الطوائف الدولة وسلطة الحكم ، كل في المنطقة التي جُمِّعت فيها طائفته ، إداريا و أمنيا و عسكريا و ماليا و تربويا ، بحيث يحق لنا أن القول أن في لبنان عددا من الدول اللبنانية يساوي عدد زعماء الطوائف .

لا مفر في ختام هذا البحث من التساؤل عما يمكننا أن نتوقعه على صعيد إحياء العمل في تحقيق مشروع الدولة الوطنية من زعماء طوائف اقاموا سلطتهم على حساب شبه الدولة التي أعلن جنرال فرنسي عن قيامها في سنة 1920 ، فاستوفوا الضرائب الجمركية في موانئها و إداراتها ، و أقاموا الحواجز على الطرقات لاستيفاء رسوم المرور من المواطنيين بالإضافة إلى التواصل مع دول أجنبية ، صديقة و عدوة .







#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين فلسطين و أوكرانيا
- بين لبنان و إسرائيل 2
- بين لبنان و إسرائيل
- حروب العرب بالقياس على الحرب في أوكرانيا
- الجماعة الدينية و المجتمع الوطني
- ملحوظات في تحولات حركة التحرير الوطني
- كلنا نازحون (2)
- عن الدين و الدولة
- دولة غير وطنية
- كلنا نازحون
- سلاح الدولة و سلاح الجماعات
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الإيراني : توطين النازحين 2
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الإيراني : توطين النازحين
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الأيراني
- الجماعة الإحتماعية
- مصطلحات و مفاهيم مبهمة
- صلاح عموري : فلسطيني منفي من فلسطينيته
- الحرب المستحيلة
- الإستعمار المتحول
- بدعة لبنانية : - التقويم الرمضاني -


المزيد.....




- سانت كاترين.. تجربة روحية فريدة جنوبي سيناء
- محللان: نتنياهو يريد مفاوضات تثبت وقائع عسكرية وتهجر الغزيين ...
- زيلينسكي يعلن عن ترشيحات لـ-أكبر تعديل وزاري- تشهده أوكرانيا ...
- ترامب يوضح آخر التطورات بشأن -مفاوضات غزة-
- بعد معركة طويلة.. والدة الناشط علاء عبد الفتاح تنهي إضرابها ...
- إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب المخدرات بين مدريد وأنقرة
- نشطاء: الدعم السريع قتل حوالي 300 بشمال كردفان منذ السبت
- جيش لبنان يعلن تفكيك أحد أضخم معامل الكبتاغون قرب حدود سوريا ...
- 9 قتلى وعشرات المصابين بحريق مركز رعاية مسنين في أميركا
- مليشيا -الشفتة- الإثيوبية تهاجم وتنهب 3 قرى سودانية حدودية


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - مقتلات تطييف البشر و الحجرّ!