أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 11















المزيد.....

العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 11


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7665 - 2023 / 7 / 7 - 04:51
المحور: الادب والفن
    


أطمئن عقلي أن حب عتيق هو حبي الأول والأخير كل ما قبله مجرد أوهام نتعلق بها لأننا لا نجد في حياتنا أوهاما أخرى.... الكثيرون ينسخون ما يمر علينا لتكون جزء من قصصنا معهم، لكن لا أحد ينسخ ما نشعر به ... من غربة وألم لا يباح به.... هنا تكمن عذابات اللا شعور عندما نرى الناس تعرف ما في القشرة وتظن أنها وصلت لروح الجوهر.
سأكون لعقيق وحده لو وضعوني في ألف أسر ومحبس وخلف قلاع الموت الأبدية، ومنعوا عني رؤية النهار والليل... هذا قدري الذي وجدته متأخرا..... ولن أعود....
لن اعود كلمتي التي اطلقتها في وجه عتيق وفي وجه كل من يطلب مني العودة إلى نقطة البداية، إلى عصر ما قبل أن أفتح عيني على رؤية الحقيقة التي قالوا عنها أنها ماتت من زمان... أما الموجود الآن هو الواقع حقيقي كان أم وهم ... إنه الواقع بما فيه من فرض وأفتراض وخضوع... فليس من حق أحد أن ينفذ من أقطار الواقع... إنه الكفر والجحود...
إذا أنا من اليوم كافرة وجاحدة وأعلنها بكل صوتي لن أعود للواقع... إلا إذا تغير هو وليس أنا... أريد واقعا على مقاساتي الجديدة وبأي ثمن... فليس هناك من نية للتراجع إلى الماضي وقد أنتهى المطاف بي في أخر أمتار الشوط الأخير من السباق نحو الفناء.
أريد كثيرا من الهواء النظيف يملأ رئتي .... أريده نقيا غير ملوث بأمراض الماضي وعقد دفينة تحرك الجميع من حولي أكانها أزرار الشياطين....
لم يعد يخيفني الشبح المرعب الذي قهرني سنين طويله كلما حاولت أن أفتح عيني لأرى يظهر له بوجهه البشع المرعب ليزيد خوفي من القديم خوف جديد... حتى أني أكبت لساني من شدة الخوف، وأغلقت أذاني أيضا حتى لا أسمع حفيف صوته المرعب... إنه شبح لازمني منذ أن جعلوا بعبع الأختلاف يطاردني ومن معي من حجر إلى حجر....
كفى...
لن أعود وليعود العالم أجمع فأنا باقية هنا على شاطئ البحر أنتظر مصير قادم مع المجهول الموعود من قلب التاريخ والقدر... حتى لو كان الموت.... أحيانا عندما نختار الموت وفق إراداتنا فإننا لا نموت .... بل نصنع لنا مجد الشهادة والأنعتاق من موت أعمى أصم أبكم لا يفقه شيء سوى البحث عن الهلاك كأننا أعجاز نخل خاوية...
لن أعود هذه الكلمة التي يجب أن يسمعها الجميع وأولوهم عتيق الذي وقف الآن بين نارين ليختار الموت أو الفناء...
أسمعني أيها القدر... لن أعود.
القرار الأخير لعتيق أن لا يسمع صرخاتي فقد قرر أن يسمع لعقله أولا.... ليس المهم أن نسمع كل صوت يأتي منك... هناك أيضا أصوات أخرى والواقع والحقيقية يقول أن التعدد في الأصوات هو الحقيقة والواقع... إذا لا بد أن نسمع ل شيء ونفهم كل شيء لنقطع على كل شيء طريق المحاججة بالبرهان والبيان....
لكنني لا أريد ..
ولكن أيضا أنت لم تنالي الأستقلال التام فما زلت مدينة ومرتبطة ومأخوذة بالكثير... وهناك الكثير ما يحتاج للتصفية....
الحرية حتى تكون حقيقية علينا أن لا نجعلها تسحق أخرين أو تعذب أخرين حتى لو لم يكن الأخر بريئا ولا ملاكا... هذه قوانين الحرية التي كتبها الله وصدقها العقل وعليها يسير الوجود...
وهل عودتي لذات النقطة التي هربت منها تصحيحا لمسارات الوجود، وأن لا يقع في الخطيئة مرة أخرى.... ليس تماما وليس لا... الأمور لا تقرأ هكذا فلكي يكون للماء طعم جميل لا بد من أن يمسنا العطش... وبالتكرار... نعم أصابك العطش وعرفت لذة الماء المعين... لكن بعد ذلك عطس أخرون ... حذاري أن يهلك بسببك من يعطش للماء وأن قادرة أن تسقيه ولو ما يبقيه واقفا ليقاوم...
وهل ترى هذا؟....
بل يجب ما ترينه أنت يا ملاكي.... قرارك يحي عظام رميمة ويبعث فيها حياة ويعيد الماء لمجاريها حتى وقت أخر.
ولكنني أنا من أرهقني العطش كثيرا ولم يسعفني أحد بقطرة ماء حتى ولم يقم أحد بتصبيري على أن أقاوم... ومنهم من حاول أن يجعل المسافة بيني وبين الماء مثل المسافة بين العدم والعدم.
أعرف حجم الألم وأعرف حجم الجرح لكن هذا لا يعني أن نشيع ثقافة الجروح وأن نستثمر الألم حتى يشعر الأخرون به.... نحن أبناء الرب الجميل هو من علمنا جمال النقاء في البقاء ومنتهى الثقة به فمن يقود الأعمى في طرق وعره لا يسأل عن ثمن... بل شعوره بأنه أنقذ روحا هي الجائزة الكبرى....
كوني ذلك القائد وأنتظري جائزة الرب....
عندها سحبت قراري .... دعوني أفكر فأنا مثل الأرض أيضا لا يمكن أن أتخيل حتى أن أنكر أشجاري النابتة من روحي والممتدة عروقها لقلبي,
وأخيرا نجح عتيق في إعادتي إلى نقطة البداية على أمل أن أبدأ من جديد في طريق أخر ربما ينهي أحزاني أو ينتهي ألمي... ولنسير معا تحت عين الله.
لقد ذكرني عتيق في موضوع كنت أحاول أن أقفز فوقه في كل مرة يأخذني الحماس للتمرد على أرض الواقع.... نسيت أني قد ألفت هذا الواقع وتعاملت معه على محمل الجد وقتا طويلا... قال لي:....
الأُلفة أن يشعر الإنسان بالارتباط تجاه الأماكن والأشياء ربما حتى الشخاص السيئين والتي أمضى معها زمنا وصارت جزء من عالمه.... لا يمحى ولا يمكن تجاوز أثرها التاريخي، وعادة ما تتجه هذه الالفة من قلبه إلى بعض الجمادات التي لا حياة فيها مثل قطعة أثاث ربما أو حتى مشهد مكان أو زاوية من مكان ما، ولكنه بإيمانه بها وأُلفته تجاهها يمنحها المعنى والحياة وهي سِمَة للأوفياء......
فالوفيّ ودُودًا بالطبع لا يمكن أقتلاع تطبعه هذا بأي حال...
كلما زاد العمر ..نضجت ثماري
و ايقنت أن تلك الحياه
لا تستحق كل ذاك التأثر والحزن
ترحل مصاعب ....دوما إلى الخلف
فتأتي غيرها من أمام
تموت ضحكاتنا سكرى من هول الخيبة .........
فتولد أخرى لتعيش
يذهب البعض لأبعد ما يكون
فيأتي آخرون من قريب
فشئت
ام أبيت ستتغير ..كل المقادير
ستولد روحك الجديدة كلما ماتت ورحلت روحك القديمة
ستقوى كلما خذلتك الأيام
وأشتدت ضرباتها
ستقف كلما تعثرث وتقاوم من جديد
ستضحك طويلا كما بكيت كثيرا
ستمنح كل شيء كلما منعت من شيء
وتتعلم الحقيقية كلما عانيت.. وحيدا
هذه هي الحيــاة
إما أن تقف أنت بيدك القدر
وتكملها رغم إنكسارك
أو انك ستبقى تعاني مما قيل أنه مكتوب
واخيرا نعترف كلنا
بصوت واحد ويوم واحد وتحت سماء واحدة
إنها مجرد حياة... نعم أنها مجرد حياة...
تقبلها برضى ... لنكن اسعد ..
أو نقاوم لنصنع غد.......



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 10
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 9
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 8
- أنا جندي عربي
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 7
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 6
- عيد بلا أمي
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح5
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح4
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح3
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح2
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح1
- أوهام المتخيل الديني، المنقذ المهدي أنموذجا
- على باب الله
- العقل مفتاح الوجود وسر الخلق والتكوين
- لماذا يحرص المعبد وكهنته على ضعف الإنسان وتهميشه؟
- سؤال أفتراضي لمسئول أفتراضي
- العالم القديم والعالم الجديد
- أوهام التعظيم وضلالات القداسة المزيفة عند العقل الديني المأز ...
- أحلام شهريار وأحلام أخرى


المزيد.....




- مهرجان كان: السعفة الذهبية... منحوتة فاتنة يشتهيها مخرجو الس ...
- مزرعة في أبوظبي تدّرب الخيول لتصبح نجوم سينما.. شاهد كيف
- ثلاثة وزراء ثقافة مغاربة يتوجون الأديب أحمد المديني في معرض ...
- مشاهدة المؤسس عثمان ح 160.. قيامة عثمان الحلقة 160 على فيديو ...
- فروزن” و “موانا” و “الأميرة والوحش” وغيرها من الأفلام الرائع ...
- جامعة كولومبيا الأميركية تنقل الرواية الفلسطينية الى العالم ...
- مالك بن نبي.. بذر من أجل المستقبل
- عودة رويا من الموت… مسلسل المتوحش الحلقة 33 على أون تركي وقص ...
- حتى المشاهير لم يسلموا من الهجمات العشوائية.. الاعتداء على ن ...
- صيحات استهجان في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل جيري ساينفيل ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 11