أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - سؤال أفتراضي لمسئول أفتراضي















المزيد.....

سؤال أفتراضي لمسئول أفتراضي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7650 - 2023 / 6 / 22 - 14:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل كان من حق الأنبياء تغيير عقائد الناس؟ حتى لو كانت غير منطقية ولا عقلانية؟ السؤال الأخر هل من حق الله كما يقول الأنبياء أن يعطي الإنسان عقلا لا يستدل به عليه، ثم يرسل عقلا مثله ليقول له أن الله واحد وهو الذي بعثني ويريدك أن تطيعه؟ هل إذا رفض العقل المرسل له هذا الحديث سيكون عقلانيا بأمتياز لأنه مارس عملية تعقل منحها الرب له من قبل ولا يريد أن يتمرد على خلقة الله؟ السؤال الذي بعده هل إذا صدق هذا العقل مقولة العقل الأخر سيكون قد تخلى عن طبيعته التي جعلها الله وأنحاز لقضية أخرى تحمل وجوها أخرى؟ أسئلة وأسئلة كبرى يثيرها موضوع العقل والله والرسل والتصديق أم التخلي عن حرية العقل بالترهيب بالجحيم والوعد بالأحلام الوردية، أم تكذيب مسايرة لأصل الأشياء دون تمرد عليها ولو جاؤوا بكل من يعقل ولا يعقل دون أن يأت بدليل الخالق كما يقول الرسول فلا تصدقوه حتى يأت بالبينة أو تصيبه جهالة.
أولا وحتى لا نفترض منذ البداية أننا ننكر أصل المسألة وهي أن الله خالق الخلق، بعيدا عن إشكالية الملحدين وأفتراضات المؤمنين ووقوف الكثيرين ممن لا يملكون هوية خاصة بين هؤلاء وهؤلاء مثل مشجعي كرة القدم على المدرجات ينفعلون مع كل حركة دون أن يصنعوها أو يؤثروا فيها أو يستطيعوا تغير شيء سوى الصراخ والأماني، فهذه المسألة عندي محلولة منطقيا وعلميا لا تقبل الجدال أصلا ولا أخوض فيه خوض الأعمى صراع المبصرين، ولسبب بسيط جدا أن لولا وجود خالق أول قديم وأزلي ومسيطر وعاقل وواحد ما كان لي أن أتحدث هنا، هذا الموضوع خارج الأسئلة والأجوبة لا من منكر ولا من مصدق تقليدي طالما أنني لا أنتوي التقرب من غير هدفي في محاولة الإجابة على كم الأسئلة المطروحة أنفا.
إذا دائرة الأسئلة لو تم الأستمرار بفتح كل الأبواب الممكنة ولا نقول التي ما بعد الممكن ستقود إلى مجموعة من الإجابات التي تتدرج من اللا أدري وتنتهي بالجنون، إذا نبقى في حيز السؤال الأول هل من حق شخص ما في زمن ما ومكان ما في مجتمع ما أن يغير أفكار مجتمع ما لأنه يحمل فكرة ورسالة ومشروع ورؤية ما، هذا بعيدا عن أفتراض أن هذا المشروع والرؤية ذاتي أو مجرد رسالة من غير، نحن نتكلم عن حق جمعي وحق فردي ومعنى حتى الحق أن يوصف هكذا، الحق عندي أن يعيش الإنسان كما هو متطور أمن حر ومفكر يشارك مجتمعه ويحاول أن يكون مضاف له وليس مضيفا فقط، هذا يعني أن الإنسان الذي خلقه الله بهذه الكيفية هو من أذن له وبموجب خطة البناء وقوانين الأستمرار هو يعمل طبيعيا، إذا أي تغيير بهذه البرمجة يعني أعتداء على صاحب الخلق والبرمجة أولا ثم أعتداء على الإنسان، هذا منطق المعقول وليس منطق الواقع المفعول.
المؤمن التقليدي سيجيب بنعم لأن الله عندما خلق الإنسان وبرمجه وأخذ منه العهد والإقرار بالعبودية له وافق الإنسان وقال نعم أنا عبدك وهذه أرضك وأنا سأكون لعبتك تأمرها فتطيع وتسأله فتجيب كما تريد، فلما نزل الإنسان الأرض نسي العهد وأخلف الموعد وتمرد على الخالق الذي يحبه ولا يريد ان ينزل به العذاب، فأرسل له رسولا من عنده يحمل له قضيتين، الأولى التذكير بما مضى من عهد ووعد، والثانية موعظة بطعم الوعيد بالجحيم إن لم يرتدع، وقال له لك إحدى الخيارات أما جنة ونعيم أو نار وجحيم والعاقبة لمن يتذكر، فالله هنا أمنن مرتين على الإنسان في الأولى خلقه وسواه وعدله وبناءه، وقال له يا عبدي ليس لك غيري، أطعني أعطيك الجنة ونعيمها الدائم والخلد الذي لا ينال بأي حال، والمن الثاني عندما أرسل له سولا يعلمه مما نسي ومعه الكتاب والحكمة وينبهه أن أخر الطريق سيكون عند ساحة الله الكبرى يوم الميعاد.
السؤال الأهم هنا هل كان الله يعلم أو يعرف أو هم من صمم الإنسان ليكون ينسى أو لم يجعله غير قابلا للنسيان أصلا؟ فإن كان الجواب نعم يعلم ويدري وهو من جعله ينسى فقد أعذره، حين تمرد أو حين ينسى ففعل النسيان طبيعي من ضمن برنامج التكوين، فإن نسى فلا عدوان عليه هو يعمل بنظام مفترض عليه أن يخضع له فخضع ولم يأت بشيء جديد، إذا لماذا اللوم والتقريع والتهديد طالما أنه يعمل أصوليا ولم يتمرد على ما حمل كما يقيل عليه ما حمل وعليكم ما حملت ولا عدوان على الظالمين، أو يقول البعض أن الله نعم خلقه نسيا وبكن أعطاه العقل لكي لا ينسى، فهو مبرمج على التصحيح أبتداء بفضل العقل والتذكير، هذا جيد وجيد جدا ولكن لماذا اعطى الرسول وضعا لا ينسى فيه ولا يغفل وكلاهما من بعض، فأما الأصل فهو صحيح وأما الفرع وهو الرسول تطور وأصبح معه الإنسان يعقل فقط ولا ينسى، ومن المفترض أن جيل ما بعد الرسول لا ينسى ولا يعصي وقد عدل الله فيه البنية والنظام وصحح الوعي والذاكرة، سيقولون لا ليس هكذا ما تقول، من تعدل فقط الرسول ويقيت البرمجة ذاتها للناس دون تغيير، فقط الرسول مجرد صدمة للعقل كي يعود إلى سيرته الأولى، هنا ألزم القائلون الرب على قانون (أن الإنسان عندما ينسى في كل مرة على الله أن يبعث له بشرا رسولا ولا يحق له أن يحاسبه بدون إرسال من ينبهه عن النسيان والتذكرة).
الجواب في محل الجواب حيرة العقل عندما لا يريد أن يسمع كل الحقيقة وهي، أن الله خلق الإنسان ضعيفا ليس بالبنية الجسدية ولكن أيضا بالبنية التحتية التي تؤهله لحال أفضل، هذه البنية من الله ومن أساسيات الخلق لا نقصا في المشروع ولا خلل في التصميم، المشكلة ليست في الضعف والقوة بل أن الله حينما منح العقل أراد منه أن يعزز من طبيعة الضعف ليتقوى الإنسان من خلال شعوره أن ليس قويا فيحاول أن يتقوى، هذه المعادلة التي لم يتعلمها الإنسان ونبه عليه الخالق بكثير من الظواهر والمظاهر، نجح في البعض منها أن يستجيب الإنسان لها، كما المرض علمه صنع الدواء، كان على الإنسان أن يستمر في كل الأتجاهات بنفس المستوى ومنها تعزيز الذاكرة كي لا تنسى، هذا إذا كان موضوع العهد والوعد حقيقا، أما إن كان مجرد جزء من حالة التبرير اللا عقلاني للقبول بما يحمل الإنسان من رؤية ومشروع وهدف وقضية كي يبرر عجزه أن يجيب الرسول في أحسن جواب فهذا موضوع أخر، ولكن أيضا من العقل عند الإنسان ومن مظاهر القوة أن يسمع ويفهم ويدرك ويعلم ثم يقرر، إن صدق أن الخير والمصلحة أمامه فهو في موقف قوة، وإن لم يدرم موطن الخير والمصلحة وأمن فهو في أدنى درجات الضعف، أما أذا أدرك أن ما في المشروع يناقض طبيعة خلق الله ورفضها فيكون في أعلى درجات القوة طالما أنه فكر بعقل وقرر بمنطق.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم القديم والعالم الجديد
- أوهام التعظيم وضلالات القداسة المزيفة عند العقل الديني المأز ...
- أحلام شهريار وأحلام أخرى
- بوح أخر
- الرابحين من الشمس
- افسح لي الطريق... دعني أمر بسلام
- أذكى حمار ق ق ج
- أجتهاد تدبري تدبر أم تدبير؟
- أنا شمعة وحيدة
- لعنة الــــــ الو
- وجوديات صوفية
- أحلم أيها المجنون وليحلم حلمك بحلم
- رسائل إلى الكل
- رسالة إلى سيدة من طراز الملائكة الصالحين
- وأنتهى الأمر
- رسالة قديمة لعالم جديد
- مشاعر وأحلام وطرق بلا نهاية
- الفقه هو تدبير القرأن بالميزان 2
- الفقه هو تدبير القرأن بالميزان
- سأمضي


المزيد.....




- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - سؤال أفتراضي لمسئول أفتراضي