عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 04:47
المحور:
الادب والفن
وقفت أتسكع مثل كثيرين
حاملا بيدي قلب وعصا وكتاب
مر الصباح كله ولم يفتح الرب بابه
وحتى الظهيرة
وقد جاء المساء
أنصرف الكثير ممن يشاركونني هواية الشعر
وجلد الذات
وبقيت شبيها بالوحيد
أنتظر ضالتي على باب الله
قلت لعل الله يخرج في المساء
ليرعى الرعية
أو يصيبه ملل فيخرج للتنفيس
فأدنو من حاشيته وأخبره بما في جعبة الأمل
ومضى شطرا من الليل
ولم يزل
قلت لعلي لا أرى الرب حينما يخرج بقافلة من الملائكة
لأني لا أعرف كيف يكون
وبأي زي سيظهر
قد يكون الرب نجما من هذه النجوم الزاهرة
أو ربما هو القمر المنير أمامي في عتمة المساء
فالرب القادر يمكنه المرور متى ما شاء
دون جعجعة
ولا أجراس وصوت زحام ومكابرة
قلت سأنتظر الفجر حين يعود متعبا من جولته
أو ربما يشفق على فقير مثلي يظن في الله
كل العظمة
وها هو عام يمضي ويخلفه عام
وأنا في باب الله
أنتظر اللقاء
ولا مللت من المغامرة
وحين مر ملاك بشري من قربي
بهت
أهتز الكون بي
لم أعد أنظر دروب الرب
فقط
شغلتني بها وقال إبليس
ويحك أنها ليست امرأة
إنها مؤامرة
حاكها بعض جند الرب
ليخرجوك من فكرة القاء
أو ربما يبعدونك عن أسمى أشكال المقامرة
لم أعد أصغي لأحد
وتسللت خلفها
أكتل لها أشعارا وأناشيد
وأزرع في كل كلمة
مثل جنة عدن
غابات من ورد ورياحين وسنبلا
وأنهارا من عسل وخمر
وفاكهة الصيف في الشتاء
وفاكهة الشتاء في عز الصيف جاهزة
فقط لترضى
فقد تركت باب الله
ولجئت لبابها
يتيما فقيرا على سبيل المساكين وذا مخمصة
فهل ما زالت
ملكتي
ذاكره.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟