أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 6














المزيد.....

العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 6


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7658 - 2023 / 6 / 30 - 22:29
المحور: الادب والفن
    


ويحك أيها الشقي وددت لو أضمه طويلا وبصمت ليس هنا فقط .. حتى في المقهى تمنيت أن أجعله ينام على صدري ويسمع ما يقول له قلبي.
إني أعشق أنفاسه كما أعشق كلماته ...
نظراته..
حنينه البادي على وجهه الحزين دوما.
عدت ألملم بقايا شتاتي بعد أول خطوة.... فقد تشظيت اليوم كثيرا لم أعد تلك السيدة التي أدارت أشياء كثيرة.. بحكمة العلماء وبقوة القادة... أنا اليوم مجرد طفلة صغيرة تشتهي أن تلعب مع رفيقاتها في باب بيتنا القديم.. لم يعد هناك زمن في ذاكرتي سوى رغبتي بالبكاء في حضن أمي أو تحت يد أبي الكريمة... أنا هنا وحيدة دون مسافة أمان... الصحراء من حولي... حتى السماء من فوقي خالية لا شمس لا قمر لا نجوم... فقط بحاجة إلى عناق ينتشلني من أزمتي ...
لماذا أحب في هذا الزمن؟... سؤال حاولت أن أخترق فيه حالي.. حتى في هذا فشلت في إقناع حالي بإجابة... لماذا أيها القلب؟ ... تجن في الوقت الذي عليك أن تكون وقورا عقلانيا، تعديني للوراء... ما كان هذا الرجاء منك أيها المغفل... هلا تعقلت قليلا.
كان اللقاء مخططا مني له أن يتم في أحد أكبر وأفخم الفنادق في بغداد تكريما ليس للعتيق وحده، بل لقلبي الذي فز متأخرا في نومة عميقة كادت أن تكون أشبه بنومة أهل الكهف، حتى طرق عتيق باب الوصيد فأستيقظت مشاعري كما أستيقظ كلبهم... من حقي أن أشعر الآن بأهمية نفسي وأحتفل بمشاعر قلبي... لكنك يا عتيق لا تعطي قلبي حريته...
أعرف أنه لا يحتفل بالمظاهر وأعرف أن مشاعل حبي في قلبه تضيء المسافات وتجعل من قيظ بغداد ربيع دائم، لكن يا حبيبي أود أن تنعم وينعم فؤادي معك... أريد لروحي أن تعانق روحك كما عانقت حسناوات بغداد من قبل أعناق المترفين وأهل الهوى.. أريد أن تتبغدد ويتبغدد قلبي معك.
من الصعب جدا أن تصنع رجلا لك وبمواصفاتك الخاصة وقد صنعته الظروف القاسية فصهرت معدنه بقوة النار واللهب، هكذا يبدو لي عتيق، أنا المترفة المدللة الناعمة التي تليق للورد برقتها مالي وهذا الجبل الشامخ من فولاذ مقسى،..... يا ويح روحي داخل هذا الجبل قلب طفل وروح ملاك وربما نفس نبي....
يعرف عتيقي كيف يروي مشاعري الظامئة لكلمة ... للمسة حنين... ربما لأكثر من همس ولمس، أنه يدركني كلما عبثت بي روح العشق العاصفة... فيقف جنبي ... يسند روحي أن لا تميل فتقع...
فألجأ لحنايا قلبه أرتوي حنانا فقدته يوم فقدت أبي الذي كان أكثر من أب بالنسبة لي... حتى عندما كنت أركب أسفاري وأرحل بعيدا عنه... كانت يده تصلني برغم المسافات ليمسد لي شعري ويزقني من روحه حنانا ورحمة... أه يا أبي هذا حبيبي عتيق يفعلها مرة أخرى... لكن يمنع عليه أن يفعلها كما تفعلها أنت... تعال لي حلي لي مشكلتي .. ألم توعدني أنك ستكون معي في كل حال... هنا انا أناديك ... أبي إني أريد عتيق لي ... لوحدي.
ليست كل الأحلام وردية وليس كل علاقة حب فلم يجري تصويره بين الشواطئ الرملية والجنان المترعة بالخضرة والورود والفواكه ممزوجا بالأغاني الجميلة، وأكيد أن الحب عذاب، فراق متوقع، مشاكل تحدث لأنه جزء منا من حياتنا من واقعنا، الحب ليس سفرة سياحية للجنة ولا هو سكن دائم في جحيم اللهب، ضياع أحيانا، وكثير من الألم...
تعثرت كثيرا مع عتيق .. أختلفت معه حملته الكثير من الخيبة من برودة تفكيره وقلة إنفعاله مع مشاعري، وأنا أعرف أنه ليس أقل من بركان هائج إن فتح فمه دمر ما حوله وبغضب.... أحيانا أحتاج لمتنفس يخرج الغضب بداخلي، يخفف من حيرتي وضياعي ودهشتي...
كان قلقي الكبير أن رحلتي الجديدة ربما تكون اقصر من حلم عصفور لتنتهي في أول محطة قادمة، عندم أكون قد خسرت أشياء كثيرة,,, خسرت خيبتي القديمة التي رضيت بها ورضيت بي، خسرت حلمي بالحرية التي تعلمت حروفها الأن... لكنني لم أستطيع أن أنطفها كاملة خشيتي من ضياعها... خسرت الأمل في أن أجد فرصة أخرى أعوض بها تاريخي الماضي والحاضر......
هذا القلق هو الذي دمر أعصابي...
أهلكني...
فأرد بهجمة معاكسة على عتيق أود أن أقطعه كما تقطع الذئاب فريستها بتلذذ...
أحيانا تجتاحني مشاعر غريبة خليط من فرحة طارئة وحزن مقيم، فلا أعرف من أنا وأين أنا في كل هذا...
تلقيت هذا الصباح رسالة منه بعد أن أرسلت له صورتي وأنا أتبسم وقد أعتلى وجهي ملاك الفرح...
على وقع صوتها تطير الفراشات في الصباح
لتنثر حب الجمال في الربوع
ويتغنى النهر
باسمها وبرقص من فرح
ينشد الأناشيد المقدسة
بالخشوع
والخضوع
والمهابة
إيذانا ببدء النهار الجديد
رأيت يا حبيبتي
كيف يبدو مظهر الناس
وهي تمسك بيد النهار لتمضي
على طرقات ودروب الحياة
كل ذلك
لأن حبيبتي ضحكت هذا الصباح
ونذرت
أن تغازل كل نهار جديد
بضحكة
فقد أسعدها الله يوم أطلعها على
أسرار الحب وخفاياه
وأحلام الحياة الوردية...
يعرف كيف يقتلني وأنا راضية مرضية، كما يعرف كيف يحي عظامي الرميمة ويبعثني للحياة الآدمية حواء أولى ليس لها نظير في الوجود ولا شريكه تتنافس على قلب عتيق...
تعال يا عتيق نمشي على دروب الحياة يدي بيدك كأنني عمياء لا حاجة لها بالعيون .... فقط تعال وضمني إليك فقد هوني حرفك كما تهز الريح أوراق الشجر.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد بلا أمي
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح5
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح4
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح3
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح2
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح1
- أوهام المتخيل الديني، المنقذ المهدي أنموذجا
- على باب الله
- العقل مفتاح الوجود وسر الخلق والتكوين
- لماذا يحرص المعبد وكهنته على ضعف الإنسان وتهميشه؟
- سؤال أفتراضي لمسئول أفتراضي
- العالم القديم والعالم الجديد
- أوهام التعظيم وضلالات القداسة المزيفة عند العقل الديني المأز ...
- أحلام شهريار وأحلام أخرى
- بوح أخر
- الرابحين من الشمس
- افسح لي الطريق... دعني أمر بسلام
- أذكى حمار ق ق ج
- أجتهاد تدبري تدبر أم تدبير؟
- أنا شمعة وحيدة


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 6