أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح4














المزيد.....

العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7656 - 2023 / 6 / 28 - 10:47
المحور: الادب والفن
    


بين جنون عتيق وجنوني مسافة القطبين... هو جنونه مجنون أما جنوني كان عاقلا إلى أن شربنا القهوة معا... فلم يعد عاقلا ولا مؤتمنا... إنها عدوى...
أحيانا أشعر بالرغبة القوية في البكاء لوحدي ... وأحيانا أشعر بالبكاء وأنا بين أحضان أملي بغد لا يخلو من طعم عتيق ورفقة عتيق... لا أعرف تحديدا هل الرغبة هذه مشتركة فما زالت المسافات بعيدة بيننا حتى يصله أستفهامي أو ربما يشعر بإحساسي...
حدثني عبر الهاتف أنه سعيد جدا باللقاء التي تم وأن فنجان القهوة اليتيم الذي شربناه معا له طعم أخر... هذا نوع جديد من الغزل أنساني توازني فقلت...
_ لماذا يتيم فلنجعل له أخ أو أخت..
_ هذا رائع أنا لا أحب أن تبقى الأشياء مقطوعة لوحدها ... فليكن ذلك قريبا...
صمت..
_ الووووووو....
_ عفوا هناك طارق على الباب...
هذه طريقتي المعتادة للانهزام من مواجهة موقف صعب التعامل معه... ليس بجديد علي .. فقد أدمنت الهروب من خيباتي....... لكن الهروب من سعادة قلبي هذا يحدث لأول مرة... أقفلت الخط وأنا أرتجف كنت أتمنى أن أقول أشياء كثيرة ... أن يستمر الحديث الجنائني لوقت أطول ... فقد توقفت عقارب ساعتي عند هذه اللحظة.....
رسائل تتبعها رسائل وتلميحات تستفز مواطن الإحساس بالحاجة إلى ما يثير رغبتي في اللقاء...ربما لم تكن مقصودة أو ربما كانت كذلك... لكنني لم أمنحها جواز المرور بالقبول حتى لا يظن عتيقي أنني أكثر لهفة منه لما هو أبعد من لقاء....
وحدث اللقاء رسميا هذه المرة وعلى وقع ما هو عمل بيننا... مع ذلك كانت تختلجني بعض الرغبات أن أخرج من طور الرسمية الوظيفية لأكسر حاجز التردد أو ما توهمت أنه حاجز...
صبرا أيها المجنونة قلت لنفسي لعله هو من سيكسر حاجزنا الزجاجي فأنا أراه بكل مشاعره الفياضة ...
وهو يراني كما أنا بركان من مشاعر مضطربة لا أكاد أخفيها ولا أسترها .... غصبا مني وعني... يا للروعة أرى نظراته التي كان يسرقها بين الحين والحين لينظر في عيني بخجل... بكل أشكال الخجل فأنتفض في داخلي تعتريني رغبه بمشاركته بوح العيون هذا.
صارت الرسائل والمكالمات الهاتفية هي صلة الوصل الوحيدة الت يمكننا ان نخبر بعضنا عما يجري من حولنا.... عتيق من خلال ما أقرأ له وأتابع أفكاره ليس رجلا يحمل مشاعر ذكورية مما نعرف نحن معشر النساء... قد يكون فهمي متسرع لكنني ما زلت أبحث عن عنوان له أو هوية حقيقية...
في لقاء عمل أخر كنا لأكثر من بضع ساعات معا لأنجازه... كتن بتفحص بعيونه المتعبة المرهقة كل ما في شخصي من مما أغراه بي.. كنت أعرف تماما أن نظراته تلاحقني بأدب عال، ولكن الخجل الذي سكن عيوني ورجيف القلب عندي يمنعني أن أقول له كلمة تضع أوزاره وأحماله المتعبة عند خط بداية جديد لينطلق معي حرا...
عندما أنتهينا من العمل وصار علينا أن نفترق كل منا إلى سبيله..... ونحن في منتصف الشارع المزدحم مسك يدي لنعبر سويا... أه أنها رصاصة جديدة أصابت حيائي بمقتل.... شعور عارم بتيار كهربائي مميت لكنه جميل... إنها المرة الأولى التي نتلاقى فيها فعليا... أووووووه... يا للروعة... هكذا هو الشعور الذي لا يخطئ...
جسدي ينتفض على سكونه والرغبة تطير بي فوق مساحة المكان وزمان اللحظة
أنا أنجذب بقوة لهذا الكائن الذي لا أعرف كيف قذفني القدر لأسكن قلبه وعقله دون موعد أو سبب.
من حديث لاحق معه وبعد أشهر من التواصل اليومي عرفت أن الرجل قد أدرك منذ لحظة اللقاء الأول أن سكك قطاراتنا ستلتقي في هذه النقطة... يقول لا مفر من أن نختار سكة واحدة أو نصطدم ببعضنا ونتحطم معا... أنا قررت السير خلفك في أي سكة تختارين... ما هذا الكلام؟ وأنت الذي تصنع كل السكك وتصنع كل القطارات الذاهبة والقادمة... أنت من تصنع كل الأتجاهات تسقط هكذا بدون قرار حتى...
أشعر بأنفاسي تكاد تتوقف كلما عرفت العتيق أكثر... هل من المعقول في هذا الزمن أن أقع ضحية لهذا القدر الذي لم أفكر في الأقتراب منه وأنا في أعز جمالات أيامي...
حاول الكثير ممن أعرف وممن لا يعرف أني أنا الست المقفلة أبوابها وشبابيكها على حالي من إغرائي أو حتى محاولة المرور بقرب مشاعري ... قلبي مغلق على ما فيه وقد أضعت كل المفاتيح.. حتى التي لا تفتح... برغم أني كنت أشعر بسعة الفراغ الرهيب داخله، وكأن قلبي بالون ملء بالهواء فقط...
يا إلهي ملذا يجري في الكون؟
هل تغيرت المقادير؟ أنا لا أستطيع القرار حتى... هناك في داخل ما داخلي يرفض هذا العتيق كلا حالا لا أطيق المعاندة، لأنني لا أجد مكانا له شاغرا في روحي التي لا تريد أن تتسع لأكثر ما فيها... مبادئي لا تؤمن بالتغيير... عقلي ينطق شيئا ثم يتراجع... قلبي وحده الذي يعج ضجيجا بما يريد...
لقد حول نظامي القديم إلى فوضى... فوضى أشعر معها أحيانا بالحرية .. وأحيانا أظن أن الحياة الرتيبة لا تفرق عن القبر سوى بالبرودة.. صقيع وجليد وثلوج تتساقط من حولي حتى أنا تحولت إلى تمثال من جليد متصلب يشبه الحجر.
اللعنة قد تكون أحيانا هي التي تفتح أبواب العين نحو رؤية الحقيقة... لعنتي لم تكن مع عتيق بل مع الذي جلب لي عنيق وسبب الأسباب ...
أظن أن القدر هو من يتكلم ولست أنا في ما سيعلن غدا... أنا عاشقة أيها الليل ... ألا تعلم كيف تكون العاشقة التي تذبح يوميا لأنها تريد أن تقول أنها عاشقة...
أنا تلك التي ذبحها الحب شهيدة عند أبواب المستحيل واللا معقول واللا ممكن.
السائرون مثل الجحيم على الجليد
تتفجر خطواتهم شلالا من حياة
بين نار الذات
وصقيع الوجود
أنا النار ويسكن داخلي وهم الصقيع
أنا عدوه المبين
أنا النور الذي خلقه الله
وذاتي في الظلام الذي سكن النور ....
في زاوية الرؤيا
أو خلف المجهول أدور
في شعشعة الإبهار
أنا خيط الضوء المسافر بلا مدى
أنا الساكن في بذرة الشيء بذات الذات
المحاط بالضجيج والحراك وباللا سكون
أنا الواقفة بين الأشياء واللا أشياء
بلا موت ولا رحيل..
لكنني ما زالت لا أعرف سر هذا الخليط
سر هذه الفوضى
أو
علم الأنتظام



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح3
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح2
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح1
- أوهام المتخيل الديني، المنقذ المهدي أنموذجا
- على باب الله
- العقل مفتاح الوجود وسر الخلق والتكوين
- لماذا يحرص المعبد وكهنته على ضعف الإنسان وتهميشه؟
- سؤال أفتراضي لمسئول أفتراضي
- العالم القديم والعالم الجديد
- أوهام التعظيم وضلالات القداسة المزيفة عند العقل الديني المأز ...
- أحلام شهريار وأحلام أخرى
- بوح أخر
- الرابحين من الشمس
- افسح لي الطريق... دعني أمر بسلام
- أذكى حمار ق ق ج
- أجتهاد تدبري تدبر أم تدبير؟
- أنا شمعة وحيدة
- لعنة الــــــ الو
- وجوديات صوفية
- أحلم أيها المجنون وليحلم حلمك بحلم


المزيد.....




- معرض الدوحة الدولي للكتاب.. أجنحة ومخطوطات تحتفي بثقافات عُم ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- -نغم يمني في الدوحة-.. 12 مقطوعة تراثية بأسلوب أوركسترالي
- من حارات جدة إلى قمم الأعمال.. رحلة محمد يوسف ناغي في -شاي ب ...
- أم كلثوم بتقنية الهولوغرام في مهرجان موازين بمشاركة نجوم الغ ...
- انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
- أمسية -الارتحال والوداع في الشعر العربي- بمعرض الدوحة للكتاب ...
- “استمتع بمشاهدة كل جديد وحصري” تردد قناة روتانا سينما الجديد ...
- “بطوط هيطير العقول” نزل دلوقتي تردد قناة بطوط الجديد 2024 لم ...
- نائب وزير الثقافة اليمني: إيران الظهر والسند والحاضن لكل حرك ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح4