أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - التحقق عشقا














المزيد.....

التحقق عشقا


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7662 - 2023 / 7 / 4 - 14:24
المحور: الادب والفن
    


قراءة في ديوان هل القلب معاذ / للشاعرة رشا الخطيب
ككل الأعمال المبدعة ذات الطابع الخاص تبقي لها مذاق خاص ولعل تاريخ الحركات الشعرية تشهد بذلك، فبعدما سادت الواقعية المفرطة علي يد ت اس اليوت وكذلك فكرة العبثية في انتظار جودو ولكن في الشعر الانجليزي نفسه ظهرت حركة الانسانيون الجدد ،وذلك بحكم تباين حركة المجتمع نفسه مع فئات جديدة لم تمارس مشاعر الهزيمة في طقتها اليومي فكان ادراك مغاير للحياة .
في هذا الإطار يأتي ديوان هل القلب معاذ ؟ وذلك من واقع عدة مداخل لفهم ذلك العمل :
اولا العنوان الدال حيث يحتوي العنوان علي عدة دلالات : التضمين بلفظة قرأنية لها مذاق خاص وبعد تطهري، هنا فكرة التعوذ بمعني استبطان الذات لتصبح قوة بذاتها .
ثانيا التخريج اللغوي لفعل التطهر وإعادة إنتاج اللفظ في سياق معرفي اخر وهو سياق السمو الإنساني من خلال بوابة القلب كمعادل موضوعي للحب كمفردة انسانية .
ثم نأتي لتوضيح السياق المعرفي للديوان: هي الانوثة في ابسط تعبيراتها بلغة جزلة لتضعنا أمام حالة من إعادة إنتاج اللغة بطرح سياق لغوي يقرر ان هناك طرح اخر للفظة من خلال استجلاء ابعادها الإنسانية لتكثيف مقابل لغوي لما استهلك من اهلاك لما وقر تاريخ نفسي واجتماعي للغة ،لأن اللغة في النهاية إنتاج اجتماعي ليبلور أداة تواصل إنساني لتحقيق نوعا من المدلولات المشتركة لتيسير مرور الحياة ،وهنا يصبح مدلول الكلمات مقترنا بدرجة سمو الوعي والتأسيس المعرفي لحركة المجتمعات ، فعندما تتحول المرأة الي موضوع للاستهلاك يصبح مفهوم الحب نوعا من تخفيف الاحساس بالذنب تجاه أسر المرأة واستبعادها، وما رفض نبوءة زرقاء اليمامة الا نوعا من سوء اعتبار مشورة المرأة .
هنا يكون السؤال هل رؤية المحب للعالم قادرة علي تجاوز الاطر الحاكمة لمفهوم اجتماعي يتم استدعاءه بمجرد سماعها واستكمال العمليات الاجرائية المتلاحقة ؟
يتم استجلاء ذلك من خلال : ١ القدرة علي نحت تيمات لغوية من واقع الإيمان بالقضية مع بساطة اللغة وعمقها التعبيري .
٢ وحدة الموضوع المنتشرة عبر الديوان مع تعدد زوايا الرؤية مما أدي لنجاح الشاعرة في إبراز سمو الحب كمبحث إنساني قادر علي الهروب من سجن المجتمع للغة .
اللغة في الشعر تبحث عن مستحيلين هما الايجاز والدلالة مع البساطة والبعد عن الجهامة وهي أمور تستدعي القدرة علي امتلاك ناصية الموضوع والقدرة علي تجديد الرؤية ،والصعوبة الأكبر ان يكون الموضوع متداولا ومن هنا جاءت عدة إشارات: تدمدم عيناه صلوات وذلك في قصيدة الوجع الحلو بقلبي ،ذلك البيت يعبر عن متتالية للوصف في علاقات سببية ،فالفعل دمدم يعني ارعد وأحدث صوتا مدويا وهي تأتي علي سبيل الرعب وغضب الطبيعة ،والعين كذلك مقرونة بفكرة الرؤية والرؤية مادة للرؤيا وكلاهما ابصار علي المستوي المادي والمعنوي ،تلك التوليفة اللغوية مابين متوافقين في الوجود متحقق طارئ وراصد محايد ليكون الرابط في الكلمة الثالثة حيث الدعاء لغة هي الصلاة ،هنا تخرج الكلمات من بعدها الاصطلاحي الي متوافقات السياق داخل النص الشعري ليضيف البناء النفسي للقصيدة والكلمات بعدا حركيا حيث يدمدم فعلا متعديا وكأن متتالية الفعل النفسي داخل الذات كنوع من التفسير النفسي ووجاهة استخدام لفظ الدمدمة،
هنا تجنيس اللغة في شعر رشا الخطيب لتحقيق المعادلة الصعبة حيث تصبح المشاعر برقة تكوينها وقدرتها علي تجاوز حدود ابتذال الواقع لها من خلال تجسيدها المفرط لحد الفجاجة :
تعلق لمساته بصمتي / تدمدم عيناه صلوات / ليغيب في رضابي.
هنا السياق النفسي حيث الارتباط الشرطي لمفهوم الاشباع بمدلول الكلمات ،هنا يعيدنا لروعة شعر عزيز اباظة في قصيدته يامنية النفس والتي شدا بها محمد عبدالوهاب وكذلك بيت جورج غرداق والتي شدت بها ام كلثوم : ثم اغمض عينيك حتي تراني ،هنا مراوغة اللغة حيث اجتذاب اعتيادية التداول ليجتذبه الي مراتب اعلي من التجريد .
تجنيس اللغة من خلال انعكاس المشاعر علي توافق الاحساس بالزخم الروحي ليحيا الحبيب داخل عقل محبه وروحه ويحكم حدود حركته المادية، هنا تصبح اللغة عنصر وسيطا لتحقيق فكرة الوصف ثلاثي الأبعاد، حيث يصبح الحبيب بداية يتفاعل مع وسيط هو ذات المحب ليخرج لنا وصفا لحالة من الحب وليس محبا ، هنا اللغة تحدي ومهارة :
يتفتح قدي / لاستقبال حباته / وطنينا يلازمني / لايهدأ الا حين اعتقد / انك تنتظرني / في مكان آخر.
اللغة هنا كيان مستقل تخلق حالة من الوهم من خلال جملة ختامية توحي بفكرة الاغتراب حيث لامكان لكل تلك المشاعر الا الذات .
يتبع
بهاء الصالحي



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزع الفتيل
- محمد صلاح : اسم كاشف
- النموذج التركي
- الوله التركي
- تديين الدستور
- مئوية دستور ١٩٢٣
- المقاومة الفلسطينية- تحديات
- المقاومة الفلسطينية
- الأسير معبر الحرية
- عولمة ضريبية
- السودان ومصر ٥٥
- السودان ٤ ٥
- السودان ٣ ٥
- السودان ٢٥
- مابعد حرب السودان ١٥
- الرهائن المصريين
- مسارات أزمات السودان
- أزمة السودان ٣ ٤
- أزمة السودان ٢٤
- أزمة السودان ١٤


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - التحقق عشقا