أزمة السودان ٣ ٤

بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7585 - 2023 / 4 / 18 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السودان ورهان علي فشل الدولة
تاريخ السودان كمدخل طبيعي لأفريقيا والرهان علي فكرة الجمع بين الصيغة العربية والافريقية وبالتالي تحتاج التركيبة السكانية السودانية لنوع من الخطاب السياسي الاجتماعي مخالف لنمط الخطاب العربي السائد وبالتالي موزاييك التركيب القبلي والذي راهنت السياسة الانجليزية علي ترسيخه حيث وجب دراسة الأسس التاريخية التي رسختها إنجلترا من خلال ترسيخ الصورة الذهنية السلبية عن مصر من خلال ارساء نمط تعليمي من خلال كلية جوردون وخلق كوادر تعليمية في الجامعات الانجليزية وتقليل كثافة العنصر المصري في إدارة السودان بل نهب منظم لموارد مصر من أجل ترسيخ الهيمنة الانجليزية وذلك من خلال القدرة علي احتواء الأنصار حتي درجة تكريم عبدالرحمن المهدي بلقب سير من ملكة إنجلترا، ولعل الإحصاء للخلفية المرجعية للصفوة الحاكمة في السودان وعلي رأسهم حسن الترابي تلك الشخصية الكارزمية التي قادت الحياة السودانية لمدة ثلاثين عاما ولازال تلاميذه يقودون الحياة الاجتماعية هناك.
يعاني السودان من الدائرة المغلقة منذ الاستقلال مابين الحكومة المدنية التي لم تراعي ضرورة الارتقاء بالمجتمع من حكم الطائفة الي حكم الشعب من خلال تحطيم فكرة الحواجز القبلية المترسخة عبر التاريخ ، وتأتي أهمية الخاص علي افشال السودان حيث انها معبر لتسع دول مجاورة علاوة علي كونها تحتل موقعا يرشحها لتكون بديلا جيواستراتيجي لتتمدد خلاله دول الخليج حيث أن ذلك التمدد وضع طبيعي لإنقاذ مجتمع الخليج من التفكك الطبيعي لمجتمعات الوفرة المالية علاوة علي التعويض عن الاحساس النفسي المتوهم مع تضخم الثروة وتنامي قوي بشرية لابد من طردها خارج بنية المجتمع بدلا من ان يرتد احساسها المتضخم علي الداخل فيصبح الأمر حبلي بالانقلابات .
ومن هنا فأن نمط الدولة المركزية في مجتمع لازال يعاني من سعار القبلية، هو مبعث أزمة الدولة السودانية ومن هنا هل كان الشكل الكونفيدرالي هو الادق لحكم السودان وفي هذه الحالة كان جديرا بتحييد الجيش السوداني وابعاده عن تجاذبات السياسة مما جعل الجيش السوداني المسيس سبب من اسباب تحقق نموذج الدولة الفاشلة ،وكان انفصال الجنوب ماكان وهو رأي استاذ محمد حسنين هيكل .
السؤال المهم هنا هو ماهي قدرة الجزر المتجاورة في السياسة السودانية ادراك المشترك المجتمعي وأن الأرض التي يتنازعون عليها لن تكون صالحة للحياة بعد انتهاء الصراع، وأن تحميل الخطأ للأخرين ،فلا قيمة للريح أمام ثبات الجذور .

#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات