أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بهاء الدين الصالحي - معضلة الأزهر في السياسة المصرية














المزيد.....

معضلة الأزهر في السياسة المصرية


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7569 - 2023 / 4 / 2 - 09:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأزهر هو الرقم الصعب في السياسة المصرية منذ تأسيسه حتي الآن، ولكننا لن نبحر في التاريخ لان الجميع يعلمه ولكن المعضلة لها بعدان رئيسيان :
داخلي حيث مشكلة التوفيقية القائمة علي الجمع بين المذاهب الاربعة وكذلك الجعفرية الذي اضافه شيخ نابغة مثل شلتوت في فتواه ستينيات القرن الماضي ،وذلك كله وفقا المذهب الأشعري كطريقة تفكير اكثر منها مذهبا ،بالتالي لم تبذل البنية الفكرية للأزهر نوعا من التوحد الفكري في مواجهة اطروحات العصر من خلال آلية المفضل فالأفضل وبالتالي مسألة الحزم المنهجي كراي موحد يجمع بين الاختلافات المذهبية وهو منهج غائب بحكم تاريخ الافتاء ومرارة المحن الناتجة عن إلزام الدول الإسلامية محكوميها بمذهب واحد كما حدث في تراث الفتن المذهبية التي يدركها كثيرا من دارسي التاريخ وعلي من أراد الاستزادة العودة الي الجبرتي .
ولب تلك المعضلة هو تجاوز حركة المجتمع والواقع الإنساني للفتاوي التاريخية التي جاءت استجابة لمعضلات مجتمعية في زمن اخر ،علاوة علي التراجع الطبيعي للفقه السياسي بحكم سيطرة فكرة ان ولي الأمر خليفة الله في أرضه مخالفا للبناء اللغوي لأية الطاعة ،وبالتالي ندرة المحاولات الفقهية التي تعرضت للبناء السياسي للدولة الإسلامية عبر تاريخها حيث تعرض أرباب تلك المحاولات للقتل والإهمال من قبل الخلفاء ،
وبالتالي غابت عن الفتاوي الحالية حساسية الواقع بطريقة اكبر في مذهب الشافعية ومتأخري الحنابلة ، وهنا المعضلة الحالية متعلقة بتجاوز الواقع لفكرة الفتاوي التاريخية .
اما البعد الخارجي يتمثل في عنصرين :
١ المفارقة الواضحة بين حجم تأثير الأزهر علي مستوي دولي عبر الدول الإسلامية في شقها الافريقي والاسيوي من خلال تأثير خريجيه الذين شكلوا قيادات تلك الدول تاريخيا ،وتضاؤل الدور السياسي للأزهر داخليا من خلال اقتصاص عدد من الأدوار لصالح هيئات إسلامية اخري داخل مصر حيث تم سحب اختصاص المساجد منه للأوقاف وهي وزارة دولة أقيمت خصيصا بعد ٥٢ بعدما كانت أهلية في طابعها العام ،تحولت بعد ذلك الي فرع لوزارة المالية ولكن يدار في النفع العام مع ضعف الرقابة وسوء الإدارة ولم يلتفت إليها الا بعد مؤشر تعظيم موارد الدولة ، علاوة علي حرص الدولة علي شكلنة وجود الأزهر كنوع من الشرعية الدينية للدولة .
مما أضر بالصورة الذهنية للأزهر لدي الرأي العام مما ترك في وعي البعض اعتبار الأزهر مؤسسة دولة مما خلق فراغات ملأها الإسلام السياسي ،ففقد الأزهر سيطرته علي الارض لصالح جهات دعوية بعيدة عن الدولة حتي اضطرت الدولة في عهد مبارك ان تعقد اتفاقية معهم بأن تترك لهم المنابر ويتركون لها السياسة ،حتي اختلت تلك المعادلة بعد ٢٠٠٨ لأسباب سنعود إليها.
المشكلة هنا أن الحرية المفترض كفالتها للأزهر ستتيح له القدرة علي إصلاحه من الداخل وتوحيد خطابه الديني وكذلك سد الذرائع التي أدت لسيطرة خطابات اخري علي ارض الواقع، ولكن تبقي الصفة المؤسسية للأزهر مع مساهماتها التاريخية امر عصي علي التطويع ،وذلك لان الواقع التاريخي اذا سيسته قتلته .



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم الهجوم علي الأزهر
- مابين بين
- أوربا والمسلمين
- الخلجنة ٥٥
- خلجنة الوعي العربي ٤٥
- خلجنة الفكر العربي
- خلجنة العالم العربي ٢٥
- خلجنة العالم العربي ١٥
- مملكة الصلصة
- الإنسان العالمي
- النظام العربي
- زواج الجرحي
- الأدب المغاير
- تسليع القيم
- المكون الشعبي عبر التاريخ
- المكون الشعبي
- السيرة الهلالية
- عراقي في باريس
- المرأة والعالم
- الرقي والتمائم


المزيد.....




- رئيس لبنان يبدأ زيارة إلى الفاتيكان.. ويلتقي البابا ليو الجم ...
- قادة أمنيون عراقيون يعلقون على فتوى -الجهاد الكفائي-
- الرئيس اللبناني وقرينته يتوجهان إلى الفاتيكان للقاء البابا ل ...
- جماعات يهودية تشيد بالعقوبات الأمريكية على منظمات غير حكومية ...
- من بينها مسجد بالقدس.. إسرائيل تمهد لحظر الأذان في مدن فلسطي ...
- مالي: جماعة -نصرة الإسلام والمسلمين- تواصل عملياتها وتدعو لإ ...
- تقرير فلسطيني: عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- أغاني البيبي الصغير..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مصر.. فتوى بعد ضجة فيديو -بكاء عروس الشرقية- بزفافها من مصاب ...
- الوحدة الاسلامية الميزة الجوهرية للامة الاسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بهاء الدين الصالحي - معضلة الأزهر في السياسة المصرية