أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بهاء الدين الصالحي - الرقي والتمائم














المزيد.....

الرقي والتمائم


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7527 - 2023 / 2 / 19 - 19:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تداخل المستويات المعرفية
من الثابت ان البشرية قد مرت بثلاث مراحل معرفية اساسية عبر تاريخها وهي السحر ثم الدين وآخرها العلم، وفق علم الإنسان والذي يترادف مع الانثروبولوجي، ومن هنا نحن مهمومون بفكرة الرقيه والتي اكتسبت اطارا دينيا الإنسان واصبحت تجارة روحية يستأجر من أجلها معالجون روحيون كثر ويعد وجهها الديني نوع من التوافق مابين مرحلة الدين ومرحلة السحر كنوع من التوفيق الذي تمارسه المجتمعات تجاه القيم الجديدة الواردة إليها خاصة مع الإدراك العاطفي المتوارث للدين، وذلك مع الاستقرار علي ان المراحل الثلاث هي طرق تفكير ورؤية للعالم قبل ان تكون عقائد .
ولعل الرقي في صميم بناءها الفكري هي الاستعانة بقوي خارجية مستشفعة برموز مادية يتم التعامل معها وهي في النهاية تجسيد لفكرة الاضحية تلك الفكرة التي جاءت كنوع من تجسيد الغائب الغير مرئي في تعامله مع البشر في مراحل تفكيرهم الاولي في مرحلة البشرية الاولي ممثلة في قصة قابيل وهابيل حيث جاءت النظرة المادية الملموسة وارتفاع الكبش / الاضحية للسماء كدليل مادي علي القبول .
ولعل ذاكرتنا القريبة كجيل ستيني حيث كنا نري جداتنا يحضرون ورقة بيضاء ويشكلونها علي شكل بشري اجوف دون ملامح ويحضرون خياط ( ابرة خياطة ) ثم يستخدمونه في أحداث ثقوب متكررة في تلك الورقة المجسمة للشكل البشري مصطحبين ذلك بتلاوة نشيد ( رقيتك واسترقيتك، من كل اللي شافوك ، حصوة في عين كل اللي شافوك ،ولاصلوش علي النبي ، عين المرة فيها شرشرة، عين الراجل فيها مناجل ،حصوة في عين ......،وعين ......)ومكان النقاط تلك كانت الراقية تذكر اسماء سيدات ممن حولها ممن تظن بعدائهم لها ، ثم تقوم بعد ذلك بأحراق تلك الورقة في ( منقد )وهو وعاء حديدي نصف دائرة يشبه عنق الزجاجة مقلوبا ، كنوع من مرادف إحراق النار واخفاء ملامح ذلك الحاسد المفترض .ولعلنا هنا نطرح فكرة المقارنة مابين الشرشرة والمنجل وهي أدوات حصاد للقمح وغيره والفارق هنا في الحجم وهنا التفرقة بين ادراك دور المرأة من خلال التباين بين الأدوات المادية كمعادل موضوعي ، وتلك الرواية وفق رواية القنايات – شرقية.
ولعل الموسوعة المصرية لأغنيات الطفل الشعر الشعبي الصادر عن المجلس الأعلي للثقافة المصرية ، اعداد وتصنيف مسعود شومان ،رسوم وإخراج محمد بغدادي ، إشراف داحمد مجاهد ،حيث جاءت اغاني الرقي من صفحة ٢٠٣ حتي ٢١٣ من خلال ١١ نص ،
ثم نأتي الي الرقي وفقا للتأثيرات الدينية كما في الرقية في البيوم بمحافظة الشرقية حيث تسود في تلك القرية الطريقة البيومية حيث طبعت الرقية مع فكرة الاستشفاع بالله اولا سبعة مرات بقدر ايام الله السبعة ، ثم تطرح رقية اخري من نفس القرية حيث تسيطر فكرة الألفاظ التراثية ،مشفوعة بفكرة استعداء الله علي الحاسد وكذلك تناص الرقية مع المثل الشعبي ( مابيحدش المال الا أصحابه، والمبالغة في الدعاء بالحفظ من كل أنواع الخطر الموجودة : الشرشرة وحد الفأس وحد العود وهي مرتبطة باعواد الأذرة الجافة وكذلك حد الفأس واختفت كلمة المناجل لعدم استعمالها هناك .
فكرة الخيال واستعداء سليمان علي عين الحاسد فتوارت منه :
ياهادي كل هدية / يازايح كل بلية / يمنع عنك النفس / والعين الردية/ فات عليها سيدنا سليمان في البرية / لقاها متغمغمة مداريه/ قال له رايحة فين ياعين .
وهنا دلالة استدعاء حادثة النمل واعادة استخدامها في الحالة المرتبطة بالعين والحسد ،
واستعمال لفظة العين كأداة للنظر وهو امر متعارف عليه في اللغة ،وكذلك فكرة الموسيقي المصاحبة للصياغة بحيث يسهل حفظها وتداولها خاصة وأن الفئة الاجتماعية التي تعتمد علي الرقية كنوع من الطقوس المكملة لهيكل الدين الشعبي الذي افرز فكرة الرقية الشرعية كنوع من المداهنة للعقل الاسطوري القابع في نفوس العامة.
وأن عاب الموسوعة عدم تمثيلها للتباين الثقافي في اقاليم مصر المتباينة.
وهنا مستوي التداخل بين المستويات المعرفية والتجاور مابين الاسطورة والدين الشعبي.
بهاء الصالحي



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فولكلور
- العربي التائه- خلق هوية
- العربي التائه - المصطلحات
- لماذا تاه العربي
- جماليات الأدب
- عاطف الطيب مفكر سينمائي
- الوظيفة الثقافية للمثل
- توظيف الأمثال السياسي
- هاشم الرفاعي
- فتنة الشعراوي
- السخرية والادب 45
- السخرية والادب ٣
- السخريةوالادب ١٥
- السخرية والادب ٢٥
- نجوي عانوس المثقف العضوي
- طوبي للفقراء
- السفر عبر اللغة عند نبيلة بكاكريه
- احمدشبانة الرحيل للذاكرة
- اندلسيات ٢
- غرب افريقيا


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بهاء الدين الصالحي - الرقي والتمائم