أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - السفر عبر اللغة عند نبيلة بكاكريه















المزيد.....

السفر عبر اللغة عند نبيلة بكاكريه


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 16:05
المحور: الادب والفن
    


السفر عبر اللغة
قراءة لديوان حبر الرؤي
للشاعرة الجزائرية نبيلة بكاكرية
يأتي اي تجديد او إبداع شعري فأن بوابته الملكية في لغته حيث أن اللغة هي أعظم اختراع بشري جاء مع ادم ليكون معجزته الكبري في المعرفة بأسماء الأشياء ليستطيع امتلاك المعرفة التي تمكنه من إدارة مشاعره الخاصة وقدرته علي فهم طبائع الأشياء ليتعايش معها ،حيث أن معرفته بما حوله نوع من مقاومة الاحساس بالخوف تجاه العالم الذي وجد نفسه مطالب بأن يتوافق معه .
تلك المشاعر تطاردنا عندما نقرأ شعرا نسويا قادم من الصحراء الكبري محاطا بعالم الطبيعة المغلق حيث يواجه اي صوت شعري التحدي الرئيسي وهو البحث عن الذات وسط اتساع الرؤية بحكم الطبيعة وكذلك استغلاق الحكمة أمام سرعة وحجم الكون المحيطة ومن هنا تأتي قيمة الرؤيا السابقة علي الفعل لتحديات التأثير عبر الذات ومناط العظمة للعقل البشري في قيادة الطبيعة ، من هنا جاء العنوان كاشفا مبدئيا لقراءة النص وكذلك مقياسا عقليا لقراءة النص ، فجاء تعبير حبر بضم الراء ليضع عدة تفسيرات للمعني فقد جاء مرة بمعني المراد الذي يكتب به ومع صيغة الجمع للرؤي فأننا نقرأ النص علي انسحاق الذات نورا حيث يأتي التحقق كنوع من نورانية الوجود ليصبح الشعر هنا نوعا من التعبير عن الذات لتصبح المرأة هنا نوعا من الذات المصنوعة احتراقا لتوازي الذوات القاهرة المفروضة سلفا بحكم الطبيعة المشكلة لوجود الذات الأصلية مادة الوجود ، اما اذا جاء حبر بضم الراء أيضا بمعني حسن الرؤيا اي خلق برؤيته نوعا من الحسن لما يراه مما أحاط به .
هنا يكون المدخل الرئيسي للدراسة ما قاله روجيه جارودي ان الإبداع إجابة لعدد من الأسئلة الوجودية التي تعتلج في الشاعر ليكون جهازه المعرفي وتصوراته المبدئية عن العالم مسئولا عن تقديم إجابات شافية لذلك العالم .
ومن هنا يكون بحثنا داخل الديوان عن الأسئلة الرئيسية مسترشدين بالخريطة الدلالية للغة :
القصيدة : ملح الذاكرة . السياق النفسي : ذاكرة الحزن لذات منعزلة تتابي علي الاستسلام للحزن . السياق الموضوعي : التطهر من تراث الحزن كنوع من نفض التراب عن الذات التي تتأبي التحول لموضوع في ظل النظرة التقليدية للأنثى كموضوع في مجتمع شرقي يحكم علي المرأة من واقع الموضوع في ظل نمط الانتاج وتوزيع العمل في مجتمعات تتميز بثبات نسبي في التطور الاجتماعي . اللغة : حيث مهارة الشاعرة في الاختزال مع المهارة في التصوير وكثافة الإيقاع الحركي مع تحويل فكرة الزمن من إيقاع منظم الي منظور اخر هو ما يطلق عليه الزمكان وأن اعتبره فذلكة لغوية لا أميل لها ، وأن كانت خصوصية مكان الإبداع حيث الصحراء الكبري حيث انبعاثات الجنوب الصارخ بروح الحضارات المندرسة، مع ذلك التطلع للشمال المعلق بروح مياه البحر حيث زخم خبرات الرحيل عبره ، ومن هنا نميل لفكرة زمن الروح حيث فكرة الحرية هي اصل الكون :
تغلغل الملح / في مسافات الجرح . كمقدمة منطقية علي اساس فكرة التداعي الحر للسقوط وذلك متوافق مع حدود الرؤية الطبيعية المحيطة ، ثم تختم القصيدة بعبارة تقريرية متوافقة مع اسم إشارة رابط بما سبق هنا يتوافق السياق المعرفي لبناء القصيدة :
تلك جراح /تمتطي الذاكرة / تمزق كل صكوك الغفران .
الاستشهاد بالمصطلح التاريخي وهو صكوك الغفران المتعلق بوهم غياب المسئولية الفردية عن المصير .
وبالتالي جاءت لك كمدخل لضروه قراءة ما سبق او الحافا لان هناك ما يستحق القراءة قبلا ،هنا يكون البناء الهندسي للقصيدة متناسقا مع المعني حتي مع الايجاز الذي يتسع لعمق الجرح ،وكأن الشاعرة تمثلت روح الشعر الصوفي في اكساب المعني زمنتيه وربطها بالواقع من خلال تتابعية البناء الداخلي للذات :
غربة تجهش صقيعا .
هنا ضم علي التاء في بداية كلمة تجهش وهنا أفادت الشاعرة من السياق الحركي للفظة فالإجهاش هو ميل للحبيب بكاءا وأن اشتهرت بالبكاء ،وهنا توافق مع السياق النفسي العام للديوان كن حيث التعبير عن التوافق الرومانسي مع الطبيعة ،هنا التسامي حيث تنتفي فكرة الصراعية وتحل محلها فكرة السلام مع النفس ، فمن مساحة الحزن المتراكمة افقد الصقيع برودته فأجهش في البكاء تعاطفا ، ساد إيقاع الفعل المستمر من خلال موسيقي الفعل المضارع ذلك الفعل الذي يرتبط بفعل الحميمية حيث ارتباطه عرفا بالرؤية ،والرؤية هنا هي سياق الفعل لذلك الديوان، حيث أعادت ترتيب الجيل بحيث تفيد اعتيادية الألم:
صفيح ساخن / حافية تطأه .
متي نعبر ذواتنا لنصبح جزءا من الكون المحيط ؟
لايحقق الذات الا اليقين بها ومن هنا تكون الإنسانية حيث هي مران التحديات التي يفرجها الوجود ،أتت قصيدة سماء قبل قصيدة وهج الاستثناء لتحققا وحدة موضوعية ، ففي الاولي تجيد خلق مشهد البداية من اللامتناهي ولكن تحديده نوع من الميلاد من رحم الكون ،ولعل ذلك المعني قد تحقق في تعبير حجر الجسد وكان التماهي مع الكون قد وصل الي الشكل بطبيعة البيئة المحيطة ولعل استعارة ادم وهشاشته قد اشتقت الشاعرة ميلاد جديد يخلق شرعية تاريخية لملامح التحقق الأول بحق هشاشة ادم حيث أعادت إنتاج لحظة الاندهاش الاولي التي عاناها ادم لحظة مفارقة كونه جزء من السماء ليبتلي بأنسانيته التي اورثنا اياها فلاذ بجنينية وعيه :
وبهشاشة أدم / أرغب بقطعة من السماء / لأرمم ... ما تحطم من زجاج الروح / ما تشوه. تحت حجر الجسد !
ليخلق لنا مبررات نفسيا لحرارة الاندهاش حيث تأتي عبارة وهج الاستثناء حيث يغزو النور مساحة الروح وهنا الفرح المصحوب بوضوح الرؤية ،حيث نملك الشجاعة علي الافتخار برؤيتنا لأنفسنا دون خوف ذلك الخوف الذي يدثر ارواحنا سعينا للمهادنة مع الكون وبذلك نجتاز عقبتين الاخر وبالذات المنسحبة.
جاء النفي ثم التأكيد ليكرس حالة ذهنية تخلق حالة من اليقين :
لا أشبه الا نفسي / لا أحب أن أكون سواي / انا القضية .
من عمق الحزن يتحقق الوجود فالمأساة الاولي لادم حيث غربته عن طهره الأول ومن هنا تتداول مدلولات اللغة معمدة بحالة التحقق دون بعدها الاصطلاحي الأول :
انا المعمدة بدم لغتي / ابعث في روح حرفي / أصلب علي لوح معناي!



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمدشبانة الرحيل للذاكرة
- اندلسيات ٢
- غرب افريقيا
- جردة حساب
- تابوهات -٢
- تابوهات الفكر 1-3
- فك الالتباس في حقوق الإنسان
- قطر وسنينها
- ما وراء الحملة
- قطر وسنينه
- قراءة
- لاتسقني وحدي
- فتحي البريشي
- القصيدة السياسية عند فتحي البريشي
- الشعر والتاريخ
- نداء طارق
- الجبرتي مثقف عضوي
- القصيدة السياسية
- الشعر بين التجربة والتوظيف
- يونس القاضي


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - السفر عبر اللغة عند نبيلة بكاكريه