أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - الشعر والتاريخ















المزيد.....

الشعر والتاريخ


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7340 - 2022 / 8 / 14 - 00:54
المحور: الادب والفن
    


الشعر ذاكرة وطن
قراءة فى ديوان عيال مهاجرين
للشاعر عبده العباسي
نكتب الشعر كمشروع ام هو شعور يجتاحنا فنفقد صوابنا ولايرده الا كلمات نختطها علي الورق فنتخلص من طاقة القلق الوجود الذي يدفعنا للابداع ؟
ونحن إذا سلمنا بالمقولة الثانية فأننا مطالبون بإستجلاء كيفية بناء ذات الشاعر وكذلك خلفيات الشاعر التاريخية والاجتماعية التي صنعت ذات الشاعر .
تلك الازدواجية تجاوزها الشاعر عبده العباسي في ديوانه الصادر في خطة النشر الإقليمي ،ممثلا لبورسعيد ،الجديد هنا أنه يرصد جزء منه سواء بالمعاصرة أو بتكوين الذات بحكم شخصية بورسعيد معشوقة أبناءها ،فذاكرة أبناء التهجير مليئة بجيوب الألم لتصبح شلالا من إصلاح قروح الذات والعودة كالعنقاء وسط النار .
ياتي العنوان الدال ليعبر عن توافق الذات من خلال إضاءة قناديل الوعي لمسارب الذات ، ولكن البحث عن المدخل لذلك الديوان حيث يأتي موضوع الديوان منعكسا علي شكل القصيدة وطبيعة اللغة وسهولة المفردات ولكن سياق معالجتها ،النابع من قصدية الشاعر في طرح شعر رؤية يتكئ علي التاريخ الخاص المتماس مع الاحداث الثابتة في تاريخ منطقة القناة ،ولكن المعالجة الشعرية هنا نوعا من التحدي حيث يأتي الحرص علي تسجيل اللحظة التاريخية تسجيلا شعريا ،وهنا قد تعلو اللحظة التاريخية علي اللغة الفنية بحكم ثقل الذكريات علي فضاءات الروح ،ولكن نلمس حرص الشاعر علي التوازن .
هنا الرهان علي الذاكرة الجماعية وكأن التاريخ هو البطل الرئيسي ،ولكن اي نوع من التاريخ ؟
هو التاريخ النفسي مخزن اللاشعور لجيل قارب علي الانتهاء ومن هنا أهمية التجربة الشعرية التي نحن بصددها ،وبذلك يصبح البطل هو المكان ، وبالتالي نبحث هنا عن الإنسان داخل المكان ،اذن و المكان المتجاوز لجغرافيته ،ليستعيد الشعر جزء من تنويريته.
وهنا عدة علامات سيميائية هى حرص الشاعر علي تسجيل تاريخ القصيدة ،مع تاريخية الحدث ودلالة العنوان ،وعناوين القصائد التي توهم بعض المتلقين بمباشرة الحدث ولكن آلية التضمين هنا اكبر دليل علي مصداقية الشكل مع الموضوع فكان الصدق الفني نتيجة طبيعية .
في قصيدة بداية ملامح في بداية الديوان لرسم مدخل منهجي من خلال علاقة المكان (بورسعيد ) وامتداداته التي تشي بالحرية :
اتولدت / علي رمل شط / فارد ملامحه للسما / من غير جراح ولا دما / شفت الحياة معلمة / علمتني حرفين كتابة / حرف لبداية حياة /وحرف ثاني للحرية .
حيث أن القاعدة الرئيسية في قراءة الشعر بعد روزنامة الخليل ،هي البحث عن الإنسان / الذات داخل الكلمات حيث يختزل مهده الاول في أجواء الطبيعة الحرة ، ليمهد لنا بعد ذلك قسوة الاحساس بالقهر بعد هجره للحاضنة الأولي ،خاصة مع ازدواج الهزيمة مع الاغتراب ،حيث يتحول الوطن من خلال اللغة الي قيمة ومعني سلوكي حيث علمته تلك البيئة الحرية والحياة .
ولعل مصداقية ما توصلنا إليه نابع من قول الشاعر في قصيدة ( اللقا نصيب في صفحة ٦٠ :
داب فوق لساني الغنا / والصدر مكلوم إنما / ياهلتري – بعد السنين / هيكون لقا ومواعيد ؟ / يادقة القلب الغريب .
تصاعد وفرات الروح تلك لبنات قصيدة جواب تهجير وقطعها علي أربعة مقاطع لتكون نواة لوصف التغريبة ،وهنا الحدث هو البطل لتصبح العناوين ذات دلالة يتم استجلاؤها عبر القصيدة ، ففي المشهد الاول آثار زلزال خطاب التهجير ومشاعر الحيرة والتشكك فيما سيلي، هنا أسلبة الشعر حيث يكون المقطع الشعري جزء من المشهد التصويري وبذلك يتم تقطيع المشهد التأسيسى لتغريبة الهجرة :
كلها بلاد ربنا / نفذ بعد ما توقع هنا / تمام / ودنياتي بقت لاتنين دنيا هنسيبها هنا / ودنيا في علم الغيب .
الموسيقي هنا هي ايقاع الحدث ،حيث ينقل لنا الشاعر لهاثه داخل حدود ذاته حيث يتسع الزمان مع ضيق المكان ،لينبع من تلك العينين ويصطرع في تلك الرأس تفاصيل الأزمنة الماضية ،ولكن كم الذكريات بالاسماء للحارات والأشخاص كنوع من توسد الامان بترسيخ الذاكرة في مواجهة تلك التغريبة غير مأمونة العواقب .
ويبقي السؤال هل كثرة التفاصيل السردية يبطل جو للقصيدة ؟
يبقي هنا حسم فكرة القصيدة الهام مطلق ام قصد مطلق ام كليهما ؟
الموضوع كهم رئيسي للشاعر كإنسان ومثقف ويكون الدافع الاول ترسيخ حالة ذهنية اجتاحت الشاعر ولكن عندما صاغها واجه كثرة التفاصيل ليصبح تلاقي المتلقي نفس الحالة الذهنية ،وتمثلها ،وبذلك يكون للقصيدة إيقاعها الخاص ،فتكون الرؤية من داخل البرواز الذي اختطه الشاعر ويصبح من الحمق أن نحاسبه
بمقاييس من خارج روح النص وموضوعه :
ولمت من التراسينه / ملاية مفرودة تعملها ضليلة / وسابت قلبها مفتوح / علي الجيرة وع الاحباب / ولا مرة واربت باب .
وهنا نحن لانقع كما يتوهم البعض في السرد ،وذلك لان الذات الشاعرة تسرد تلك الأحداث من خلال رؤاها ،فهي متوالية قائمة علي التداعي الحر لشطأنه تلك النوستالجيا القاتلة الممرورة.
وفي المشهد الثاني ليلة للسفر يصل الشاعر لقمة ايقاع التغريبة الشجي من خلال وحدة الحزن للمجموع :
الوداع ...سماع / بين الشوارع بيئن/ رجع البكا بيرن في ودانك / والنوح كلام / مع السلامة ياسي ( فرج) / ياأبوالعربي/ ياصعيدي ماتنساش تبعت جوابات.
من الملامح المشتركة التغريبة في مشاهدها الأربعة ،الحزن والخوف من المجهول :
لما تنقسم روحك مابين الحاضر وبين الغيب . المشهد الثاني .
ودنياتي بقت لاثنين . المشهد الاول .
امتي هيكون النصيب ونرجع لبلدنا تاني ؟ المشهد الثالث .
الوجه الاخر من التغريبة
تحظي فكرة الشجن المصاحب للذكريات ليقوم الشعر بدوره الأبرز من خلال جاذبية شكله ورشاقته ،كلماته وجاذبية صوره ليكون الشاعر شاهدا علي التاريخ الاجتماعي لأمة دون غيرها ولنا في التاريخ سابقة وهي قصيدة البحتري التي وصف فيها قتل المتوكل في قصره بيد أخواله الترك لصالح ابنه وقد شاهد الحدث راي العين بينما كان يسامر الخليفة وقتذاك .
ولعل ملامح ذلك التاريخ واضحة عبر عدد من من القصائد التي تخلد بلاد المهجر ،بالاضافة للخط الرئيسي للديوان ( ابو دشيشة علمتني – ابو دشيشة – مركز بلقاس – دقهلية ؛ جمال مات: جنازات رمزية في القري المصرية :
نزفت شوارع ابودشيشة بشر / فلاحين / متعلمين .
ثم يسرد اسماء العائلات والمتنفذين في ابودشيشة مثل الله عجيبة والجيوشي ....الخ .
أيها السادة نحن بصدد شاعر مبشر شريطة أن يمارس مهارة اصطياد اللغة .
بهاء الصالحي ١٢٨٢٠٢٢



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء طارق
- الجبرتي مثقف عضوي
- القصيدة السياسية
- الشعر بين التجربة والتوظيف
- يونس القاضي
- الشعر المصري الحديث : دراسة حالة
- أدب المرأة في مصر : دراسة حالة
- الرواية والواقع : دراسة حالة
- الصالونات الثقافية - مراكز تفكير
- وهم الحرية
- كارم عزيز وعرق الجدران
- لبنان العلماني يعود


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - الشعر والتاريخ