أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - الرواية والواقع : دراسة حالة















المزيد.....

الرواية والواقع : دراسة حالة


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7202 - 2022 / 3 / 26 - 19:34
المحور: الادب والفن
    


كابوسية الحلم ام قسوة الطبقية
ام تأصيل لروح الحدث
قراءة في رواية الرقصة الأخيرة الكاتبة الفلسطينية تغريد مصباح
عند قراءة رواية الرقصة الأخيرة لتغريد مصباح فإننا مطالبين كقراء باستيضاح الرؤي لدرجات تباين ردود أفعال ومدي مسؤلية الابطال تجاه الطبيعة الميلودراما لذلك الواقع ودمويته خاصة مع قسوة الشخصية الرئيسية للحدث وهو فارس الصياد والأخر لاسم فؤاد الصناديلي، ولكن دعونا نقرر أولا عدم جدة الموضوع فقد ترددت أصدقاءه في كثير من الأحداث والروايات المطروح علي ارضية الواقع الثقافي ، ولكن المؤشر الذي نقيس به قراءتنا لذلك العمل ،هو طبيعة المعالجة وكذلك الأدوات الفنية التي استخدمتها القاصة في ذلك العمل لنكتشف الاتي :
١البعد الرمزي للعنوان فقد جاءت الرقصة الأخيرة لملكة النحل التي ترتشف رحيل الذكور لتحيا، مع فارق التشبيه حيث تمارس سلوك انثي العنكبوت ،مع رغبة القاصة في أكساب مفهوم الدوران حتي لا يشعر القارئ بالملل من فكرة النمط الأخلاقي الواحد المسيطر علي المشهد .
٢ توجيه القارئ من خلال المقطع التقريري كي تكسب البطلة الظاهرة نوعا من التعاطف عبر طول الرواية ،وذلك كما سرد في ص ٢١ :
ضحكت وغمزت إليها بعيوني رغم قناعتي بأنها تشفق علي قلبي الضعيف الذي سيتحرك علي صخرة الطبقية ،أخبرتها، والعناد يتملكني كطفلة تمسك بلعبة من الزجاج وتخشي عليها أن تتحطم ، اعترفت إليها بأنني لم أعرف الحب ،ولم اجربه من قبل ،ولكني أشعر بأني خلقت من أجل جلال ،ولن اعيش الا معه .
تلك هي العبارة الفارقة في فهم النص حيث تحاول البطلة أن تخلق مبررا موضوعيا ونفسيا لسلوكها الذي تملكها يتسم بالعمومية في حين الذاتية الجموحة تمثلت في رغبتها في امتلاك جلال كأبرز من حولها طبيب وابن الثري ،هنا محور الصراع الذي تحقق ولكن من خلال شروط أشد قسوة فيما بعد عبر علاقة مهينة وفي إطار الرقيق الأبيض هنا كانت بداية التحول في شخصية البطلة حيث امتلكت ذاتها من تلك اللحظة ، وهنا تكييف جديد للصراع مابين الماضي والمستقبل حيث بحثها عن احترامها لذاتها من خلال رغبتها في الزواج الرسمي بدلا من العرفي .
٣ تلاشي الحدود بين الذات والموضوع حيث أرادت البطلة أن تحقق ذاتها من خلال الارتباط بالمعادل الإنساني الأبرز للطبقة الأعلي وهو جلال ذلك الرمز الذي سقط أمامها كذات علي حساب جسدها المدنس كموضوع ،من خلال توظيف القواد لذلك الموضوع علي حساب الروح .
٤ المحور حول موضوع الجسد مع اختلاف التوظيف الدلالي لمفهوم الجسد حيث يتنوع ذلك المفهوم بداية من فهم البطلة الأولي للجسد كلغة تعبير عن الحب ولفت نظر معشوقها ظنا منها بانسانية رؤيته لها كذات وليس موضوعا للمتعة ،ثم الجسد كسلعة من خلال استغلال القواد لجسدها كوسيلة لأتمام الصفقات القذرة ، ثم الجسد كوسيلة للبحث عن الاستئناس بالآخر خاصة في خريف العمر من خلال علاقتها بعمر .
٥ كثرة تفاصيل السقوط الأخلاقي للبطلة كان لابد له من تناسق علي مستوي السرد حيث تقسم الفصول لجزئين كتمهيد العلاقات الواردة في متن المذكرات وبالتالي تخلق القاصة كتقنية تحقق درجة من التعاطف أو الإدانة تمهيدا لتغيير إيقاع الإدانة في اتجاه رجل الأعمال كنموذج مدان أخلاقيا.
٦ تنوع بيئات الحدث القصصي بما يوحي بقسوة الواقع والعالم المحيط تجاه بطلة القصة وكذلك تنامي قيم الاستهلاك والنظرة السلعية لجسد المرأة حتي وان كان البرواز الأكبر لتلك العلاقة شرعية كما حدث في الزوج الخليجي والقواعد المصري ،الذي عاش في دول الخليج مذاق ثمار التشويه الأخلاق الذي طال بعض قطاعاته الاجتماعية هناك، .
٧ تحقيق العمل لمفهوم التطهير الدرامي للبطلة من خلال فكرة الاعتراف والتي سبقت في حدوثها علي مستوي الرواية رغبة عمر في استغلال البطلة ،حيث قررت هي قبل تكليف علام بكتابة المذكرات واظهاره للتعفف الوهمي كمدخل لولوج عالم البطلة حتي لاينداح في تفاصيل السقوط الأخلاقي للبطلة، .
٨ تداخل الأزمنة ودلالة وأنماط المستغلين للبطلة وتوافقها النفسى الذي يتوافق مع التفسير النفسي لحالة التوحد مع القاهر حيث قررت عند اصطدامها مع واقع اغتصاب جلال لحلمها قبل جسدها ،فقررت استغلال ذلك الجسد كأداة انتقام بدلا من أن يكون متعة فقط للآخرين، فهي حتي في اللحظات الخاصة تمارسها بوعي كامل علي قدر الوظيفة المطلوبة لوقتها، ففي اللحظات التي تقضيها مع عمر باحثة عن المتعة المفقودة في خريف عمرها ،بينما في لحظات القوادة القهرية تصفها في لغة مغايرة لفكرة الواقع والشخصية حيث ظلت تعاني من بقايا القهر الأول وكأن محاولة اغتصاب جلال لحلمها قبل جسدها، ستظل لحظة فارقة في حياتها .
٩ التوافق الناتج عن واقع التشوه الأول مع كونه لحظة حاكمة في تسيير أحداث النص فهي لم تري فكرة الجنس من باب التنظير بل من باب انتقام بالجسد وذلك الجديد في هذه الرواية .
١٠ التطور النفسي للشخصيات من خلال تدرج فكرة الخضوع لفارس /فؤاد كمعادل إنساني لفكرة القهر باختلاف درجات تأويله حسب فكر المتلقي بدءا من هويدا /ندى حتي علام وشروق وذلك من خلال موقفهم من فارس /فؤاد ،ولايتعلق الأمر بفكرة الثنائية أو المقابلة بين الخير والشر ،بل يصبح التعدد إضاءة علي الجوانب المظلمة ،أو الغير ظاهرة في سلوك البطل دون الوقوع في المونودراما أو فخ المباشرة ،.
١١ظاهرة ثنائية الأسماء لبطل وبطلة الرواية حيث مفهوم التناوب بين الشرعية وغيرها ،ولعل تلك الثنائية تتبدي في حوار عواطف مع البطلة ،فعندما تريد أن تعيدها لأهلها الطيب تناديها بندي ثم عندما تريد إدانتها وعلاقتها مع عمر تناديها بعيدا ،وعندما تريد سبها تناديها ببنت رتيبة .
١٢دلالة الشخصيات الجانبية في إدانة نمط التسلل والاستهلاك المدني كتسليع البشر من خلال موقف ام البطلة التي رفضت استقبال مساعداتها لأن دخلها غير شرعي وفضلت الخدمة في البيوت علي ذلك ،وكذلك رفض سامية أخت البطلة وتحليلها الواعي لسلوك البطلة ورؤيتها للواقع ،ولعل الوظيفة الفنية لتلك الشخصية تخفيف حدة إيقاع سلوك البطلة والذي يخلق نوعا من الإحباط، ولعل ذلك التنوع في الشخصيات هو نوع من خبرة القاصة في توزيع الملامح النفسية للحالة المراد إبرازها في الواقع ليتحقق للفن رؤيته التنويرية في النهوض بالواقع ،ليصبح الأشخاص الذين تتناوب مواقعهم في الرواية كصدي يضئ الجوانب المتداخلة في الواقع .
ماهي الاضافة الجديدة لهذه الرواية ؟
١ الجرأة في تناول لغة الجسد مع طبيعة البطلة وطبيعة عملها ولكن من خلال لغة راقية ،وذلك بحكم ورود لغة الجسد والتعبير الرمزي عن مشاهد الجنس ،وذلك بحكم ورود لغة الجسد كمشهد من مشاهد السقوط الاجتماعي والأخلاقي لواقع استهلاكية بطبيعته .
٢ اشتراك الرجل والمرأة في وجود الحرمان وعدم التحقق كمبرر فني لفكرة الانتهازية وتقريب الابطال لنفسية المتلقي ،حيث يشترك عمر وهويدا في تعرضهم لاحتقار من هم اعلي منهم وظيفيا واجتماعيا ، ولعل التوظيف الدلالي لدائرة السقوط وتعدد مفرداتها .
هي رواية من الجودة لتصبح بداية مشروع
بهاء الصالحي – القنايات



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصالونات الثقافية - مراكز تفكير
- وهم الحرية
- كارم عزيز وعرق الجدران
- لبنان العلماني يعود


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - الرواية والواقع : دراسة حالة