وهم الحرية

بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7065 - 2021 / 11 / 2 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مرت مصر عبر تاريخها الحديث بمركب الحرية الناقصة خاصة فى مجال الأحزاب وتكوينها والمقارنة بين أحزاب ماقبل ٥٢ وما بعد ٧٥ ، ولعل المقارنة بين ظاهريا تكون فى صالح فترة ماقبل ٥٢ ولعل ذلك مرده لعدة مشتركات
١خلل هيكلى فى بناء الأحزاب من حيث تطاول السلطة علي الأحزاب خاصة فى قمة السلطة التنفيذية والدليل علي ذلك سلطة الملك فاروق وفق الدستور ٢٣ وتكرار حل حزب الوفد الذى لم يحكم سوي سبع سنوات متفرقة منذ ٢٤ حتي ٢٥ ، مساواة بما حدث لحزب مصر الذي حكم مصر منذ المنابر حتى ٧٨ .
٢ – غياب الهياكل الرئيسية التى تخلق ديمومة سياسية التنويرية للحزب بمعني تاريخية الحزب فى عالمنا العربي وتلك دونها رقاب العسس.
٣ الاندماج في تقييم التفاصيل دونما رؤية المجالات الحيوية لها ،فرؤية تجربة الاحزاب قبل ٥٢ تناقش دون فهم أطار التبعية الاشمل للأحتلال البريطاني لمصر والخلل الهيكلي فى دستور ٢٣ من ادي لاقالة الوزارات إثر من مرة والصاق تهمة الأفساد لفاروق علما بأن كلاهما يرسفان فى ربقة الاحتلال ،وأن كانت معاهدة ٣٦ نقلة نوعية الا ان علاقات القوى على الأرض كما هى .
٤ التبعية الاختيارية لأمريكا على لسان باعث الأحزاب الجديد أن ٩٩% من أوراق اللعبة في يد أمريكا، قد أدى إلى تشوه الأساس القانوني لنشأة الأحزاب وكذلك غياب فكرة الظهير الشعبي للأحزاب خوفا من السقوط من على الشجرة ، والدليل على هذا أن كل الأحزاب المصرية مابعد ٧٥ ،كلها ذات سماح سلطوى والنظر لظروف تكون الوفد الجديد والشعب الصورة الجديدة من مصر الفتاة ، كلاهما قدم موافقة مشروطة على اتفاقية كامب ديفيد ولم يعرض الا خالد محيي الدين وصحبه الكريم المغموسين فى طين هذه الأرض.
٥ فقدان المصداقية لتلك الأحزاب لدي الشباب خاصة مع تجارب الحكم المتكررة وغياب نمط الفعل الحقيقي بدليل زخم الحركات المضادة لفكر الوفد من اسلام سياسي وأحزاب شيوعية حتى اضطر الوفد لمجاراة مصر الفتاة من خلال حركة القمصان الزرق وكاذب غياب الضغط الشعبى حال غيابهم القسري ، ولم يدانوا حركة النقابات بالخارج .
٦ عدد مراعاة التغيرات النوعية التي أجراها التطور فى عقول الشباب مما أدى إلى الثورات كما حدث فى ٢٥يناير ٢٠١١ ، ولعل تجربة الاحزاب المسيطرة الان من خلال وهم الحرية باصطفاء كوادر مدربة بطريقة ما لتمثل جيلها وكأن المدربين قد حلوا محل الشعوب فى ظل سياسة اصنعوا صفوتكم قبل أن يثار عليكم .
الطريق للحرية ملئ والتضحيات والسجالات ولن يمنح أحدا شئ الا بكعب اخيل .

#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل