السودان ٣ ٥

بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7588 - 2023 / 4 / 21 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السودان ٣٥
تسيس الجيوش
مصطلح الجيوش المحترفة والقادرة علي تجاوز خلافات الجبهة الداخلية المتغيرة وكذلك الوصول لفكرة الحياد والتبعية لمتطلبات الأمن القومي البعيدة عن صراعات الجبهة الداخلية .
وهو مصطلح جديد يخالف مفهوم الجيش وفق فكرة الدولة الإسلامية والذي كان قائم علي فكرة الخلافات الداخلية حيث جاءت فكرة القبيلة علي حساب الدولة فتركيبة الجيش في العصر العباسي غيره في الدولة الأموية وكذلك جيوش الولايات حيث كان الخليفة يرسل جيوشا من قبيلة حاكم الولاية وذلك أيضا من اجل الاحلال العرقي .
وذلك حتي جاء الخليفة المعتصم بفكرة الجيش البديل لجيش الدولة حيث كون فرقة من اخواله الأتراك تلك الفرقة التي كانت مكلفة بحمايته ومن هنا جاء الازدواج في أدوات القوة مما أدي الي تنامي القوة العسكرية التركية مما أدي لانهيار الدولة العباسية وقتل الخليفة في قصره تلك الحادثة التي خلدها البحتري في قصيدته حيث كان يسامر الخليفة وقت الاغتيال.
ثم كانت تلك القوات التركية عنصر امتداد للعنصر التركي علي حساب العنصر العربي ومن هنا كانت الازدواجية العسكرية وفكر الشركات العسكرية مع تباين المسميات اساس انهيار الحضارات ،وعلى من يريد أن ينقض تلك المقولة الربط مابين فرقة الأتراك التي جندها المعتصم ولعل تحليل مضمون الخطاب السلفي يجد معدل تكرار اسم المعتصم في خطابهم التاريخي .
المهم هنا تسيس الجيش السوداني مرتبط بفكرة التوجه الإسلامي المرتبط بفكرة الجهاد وكون موقع السودان رأس سهم إسلامي في اتجاه أفريقيا المسيحية والوثنية ومن هنا جاءت مباركة بابا المسلمين في السودان حسن الترابي لحركة الجيش بقيادة البشير ،وقد حاولت قوي الإسلام السياسي طبع الجيش المصري بذلك ولكن احترافية الجيش المصري حالت دون ذلك .
ولكننا هنا نطرح فكرة علمانية مؤسسة الجيش السوداني وهي فكرة لو طبقت ماكان انفصل الجنوب ،ومن هنا شعبوية الخطاب السياسي الديني قد ادي لغياب دور فعال لمؤسسة الجيش كمؤسسة مفترض قوميتها .
ولعل جزء رئيسي من أزمة القوة العسكرية غياب المشترك الفكري بين الفئات المكونة للمجتمع السوداني حيث يطغي الشكلي والتاريخي دون الوحدة الاجتماعية المفترضة .

#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات