عند العطار

محمد طالبي
(Mohamed Talbi)

الحوار المتمدن-العدد: 7662 - 2023 / 7 / 4 - 14:23
المحور: الادب والفن
    

قرب المسجد العتيق،و على بعد تسعة او عشرة أمتار في الجهة المقابلة الباب الشمالي للمسجد تصطف عدة دكاكين بمداخل على شكل أقواس.مرت بالقرب من دكان الجزار ،توقفت هنيهة عند باب دكان العطار،عيناها الجميلتان،تجوبان الدكان جيئة و دهابا،تجوبه شمالا و يمينا،اكياس مختلفة الأحجام تحوي نباتات متنوعة،بقايا حيوانات، سحالي محنطة،تعلبين محنطين كذلك ،رأس دئب يطل من داخل الدكان،روائح زكية تختلط بروائح نتنة،لتضفي على المكان رائحة،تتثير القيء و الغثيان.
نظرت يمينا و شمالا كأنها تبحث عن من يراقب حركاتها،ثم انسلت الى داخل الدكان،مرت بسرعة البرق بين أكياس البضاعة،اشاحت بيدها اليسرى ستارة قديمة بلون أحمر باهت، لاحت لها قاعة صغيرة.دخلت برجلها اليمنى الى القاعة .. كرسي خشبي طويل في مواجهة مباشرة مع مكتب خشبي مهترئ.بسملت ثم جلست على الكرسي الخشبي.
من خلف المكتب يجلس رجل قصيرة القامة نحيف الجسم ،عضام وجهه تكاد تخترق جلده.
السلام عليكم السي لفقيه
و عليكم السلام و الرحمة.
_ الله يجازيك بالخير انا
قاطعها قبل أن تتمكن من اتمام حديثها
_ انت صفية بنت حادة،جاية على ود السحر اللي معمول ليك..حتى حاجة ما كاتصدق ليك ..الي حطبتي فيها يدك كاتعكس.
_ التسليم السي لفقيه،هو هذا الموضوع اللي انا جايا على ودو.
_ مول النية حاجتو مقضية ،انت غانية..و هبيلة .. امرأة معاك في نفس العمارة..ما طويلة ما قصيرة،ما بيضا ما سمرة..ما غليضة ما رقيقة معاها صاحبتها اللفعة الگرطيطة حمرانية و مربوعة الگد..هاد الجوج هما اللي ضاربين ليك الدقة.
_ التسليم السي لفقيه،عرفتهوم و كنت من الاول شاكة فيهم غيرانات مني.
_ خلاوك بلا جواج بلا دراري،الكافرات بالله.
_ أ لا السي لفقيه ،انا راني مزوجة و عندي ولد وبنت و راجلي،رحل مهم في المدينة و همة و شان.
_ استغفر الله العظيم..و شنو سبب الزيارة؟
_ كي شفتي دابا الراجل بداو يخرجو رجليه من الشواري، و بغيت نعاود نزير ليه اللوالب.
...

#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل