أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - مدكرات معلم 03














المزيد.....

مدكرات معلم 03


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 7166 - 2022 / 2 / 18 - 01:17
المحور: الادب والفن
    


ركب الطاكسي نحو تارودانت و بجانبه فتاة الحافلة،كانت هادئة و حزينة،غابت الابتسامات و الروح المرحة التي اظهرتها و هي على مثن الحافلة، وجهها الطفولي غدا مثل لوحة الطفل الخزين الباكي ل"جيوفاني براغولين" ربما تدكرت انها داهبة في رحلة الشقاء في الضيعات الفلاحية بحثا رغيف الخبز ، بعد اربعة و اربعين كيلومترا توقفت السيارة ب"هوارة " ترجلت الفتاة باكية.لم تودع المعلم الشاب،غادرت السيارة،شقت طريقها دون ان تلتفت خلفها, اكمل هو رحلته نحو تارودانت. بعد اربعة و اربعين كيلومترا اخرى، توقفت السيارة ثانية. ترجل منها حمل حقيبته،سار بضعة امتار، اوقف احد المارة ، سأله عن عنوان نيابة التعليم،نصحه هذا الاخير بلكنة اقرب الى المراكشية بركوب طاكسي صغير، لانه لن يستطيع الوصول اليه بسهولة.
الساعة تشير الى العاشرة صباحا،ولج مقر نيابة وزارة التربية الوطنية، يرتدي سروالا باللون الاسود، وحداء بنفس اللون، وقميصا ابيضا فاتحا،في تناسق تام مع لون الجوارب.هندامه ينسجم مع الصورة النمطية التي رسمها الاعلام الرسمي في مخيلة المجتمع المغربي، ،شعره مجروش،جسمه نحيل ،ملامحه صارمة، جادة، وقاسية.الظروف الطبيعية والاقتصادية و الاجتماعية التي انتجته كانت غاية في القساوة،كان منتوجا أصيلا و خالصا لجبال الاطلس الشامخة، وكانه شخص قادم من عالم اخر، او نبي من انبياء الازمنة القادمة،نبي رسالته محو الاستغلال من هذا العالم المليئ بالفضاعات و بالتناقضات,
انتظر قليلا امام مكتب مصلحة شؤون الموظفين، فتح الباب خرج منه شاب عشريني، يحمل ورقة بيضاء، ظهرت على محياه علامات البهجة و الحبور,لاشك انه ظفر بتعيين في مؤسسة تعليمية قريبة من احدى المدن. بعد قليل خرح من نفس القاعة رجل اربعيني قصيرة القامىة ، ابيض البشرة، شديد سواد الشعر و الحاجبين، ملامحه صارمة، ذكره بالممثلين الذين يؤدون دور الجلادين في الافلام العربية. بلهجة امرة،طلب منه الرجل القصير الدخول.كذلك فعل، بعد التعارف تبين ان المسؤول رئيس لمصلحة شؤون الموظفين، كما اسر له ان من ابناء مدينة بني ملال، غير من وضعية جلوسه على الكرسي،و نبرة اقرب الى الود خاطبه المسؤول قائلا:
- اسمع يا بني انت شاب في مقتبل العمر، و الحياة لازالت امامك، تعيينك في منطقة نائيةـ لايجب ان يؤثر على معناوياتك،و المتعلمون المتواجدون بتلك المنطقة هم اطفال مغاربة مثلي و مثلك ،من ابسط حقوقهم الدستورية مقاعد في مدرسة و تعليم دي جودة.
- لاشك في ذلك استاذي الكريم,
اخبره المسؤول ان الوزارة عينته بمنطقة "ايت عبدالله" و تحديدا بمجموعة مدارس "عبد الله زاكور".
بعد ان سلمه وثيقة تعيينه طلب منه ان يعود ادراجه الى مدينة انزكان،و ينتظر قدوم حافلة "الحوس" الحافلة الوحيدة التي تقل الركاب من انزكان نحو ايت عبدالله مرورا ب"بيوكرى" و "ايت باها"، و"ادا اوكنيضيف"،و " اخفيفولو." الموظف كان متفهما للوضعية الجديدة التي وجد المعلم الشاب نفسه فيها. كانت محاولة أخيرة من المسؤول الاداري للتخفيف من حدة الصدمة التي اصابت الشاب بعد ان عرف هذا الاخير ان مقر عمله المرتقب، يبعد عن مدينة اكادير بحوالي 270 كيلومترا



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة
- مدكرات معلم 01
- مدكرات
- مدرس
- الرفيقين
- تاعبالوت
- الفقراء
- ملاك1
- لباس من شجر
- ضحايا
- الشيح
- اله الحفلات
- صباحك سكر
- المسكوت عنه
- ايسلي
- داكرة
- بحر و صحراء
- جوع ثوار صغار
- القصيبة
- المحرك 1


المزيد.....




- كتارا تطلق مسابقة جديدة لتحويل الروايات إلى أفلام باستخدام ا ...
- منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة تحتفي بأسبوع ...
- اختيار أفضل كلمة في اللغة السويدية
- منها كتب غسان كنفاني ورضوى عاشور.. ترحيب متزايد بالكتب العرب ...
- -دليل الهجرة-.. رحلة جاكلين سلام لاستكشاف الذات بين وطنين ول ...
- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - مدكرات معلم 03