أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - حكاية من زمن الكوليج














المزيد.....

حكاية من زمن الكوليج


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 7404 - 2022 / 10 / 17 - 17:48
المحور: الادب والفن
    


حكاية من زمن "الكوليج"
الفصل خريف، الساعة تشير الى الثامنة صباحا و بضع دقائق، سماء "قصيبة موحى اوسعيد" مكبدة بالغيوم،البرد قارس،ريح خفيفة،تهب من جهة الشمال حيث جبال الاطلس المتوسط،تنتصب شامخة صامدة،وصادمة لكل محاولات التشويه..جبال تطل على اعدادية "موحى اوسعيد" القائد الثائر والتاريخي للمدينة.فخامة الاسم كانت كافية لتجعل الجبال الشامخة،تنحني احتراما و اجلالا و تقديرا لمن قدم روحه فداء للوطن. الجبال تنحني احتراما للقائد الثائر ولرفاقه،ولمن حمل السلاح من بعدهم،و حارب دفاعا عن الارض و العرض و الانسان،
الجبال تطل على الاعدادية و المدينة باكملها، الجبال كأنها أم حنون تطل بوجهها البشوش،على وليدها تبتسم له،ويرد عليها التحية باحلى ضحكة.المدينة و الجبال يتقادفان الورود فيما بينهما،و كانهما بطلا قصة حب جارف،اعلنت عن ميلادها.
السيمو كان واقفا بباب ملعب كرة السلة باعدادية "موحى اوسعيد"،يتامل الجبال الشامخة، و أسئلة عديدة تحاصره:كيف استطاع الانسان البسيط ان يبلغ شموخ الجبال و صمودها؟ كيف استطاع هذا الانسان البسيط ان يكتب تاريخا مجيدا،تاريخ احرفه مسطرة بالبارود والنار وبدما ء
الشهداء؟
بينما هو شارد الدهن تحاصره اسئلة عديدة في التاريخ و الجغرافيا والسياسة..و في انتظار التحاق باقي رفقائه الذين تاخروا في ارتداء بدلاتهم الرياضية. كان ينتظر التحاق اصدقاءه و اشارة الاستاذ التربية البدنية للبدء في حركات الاحماء،ثم بداية التدريب على قواعد لعبة السلة.
مرت بالقرب منه فتاة جميلة،ممشوقة القوام،،شعرها دهبي اصفر ناصع و مصصف بعناية فائقة،لمعانه يكاديضاهي أشعة الشمس،مرت بالقرب منه و لم تعره اذنى اهتمام، بحركة من راسها،ازاحت صورته من حقل بصرها،وكأنها مكنسة،ترمي بقايا اشياء لا قيمة لها.كانت الحركة متقنة و محكمة، تابعت سيرها و هي مرفوعة الهامة ترفع راسها الى السماء،تحرك اردافها بغنج واضح.رسالة مبطنة،من رسائل حواء الخاصة..وصلته مباشرة و دون وساطة. أحس و كأنها تهينه. شعر و كأنه اصبح مثل خرقة بالية مرمية على قارعة الطريق تتقادفها ارجل المارة و تتبول عليها جراء المدينة. تأملها مليا. لاحظ انها غريبة عن "الكوليج" قد تكون تلميذة منتقلة حديثا الى المدينة،كل المؤشرات تؤكد فرضيته،طريقة مشيها،نوعية اللباس الرياضي الذي ترتديه.
الاستفزار الذي تعرض له،و الفضول الذي الم به على حين غرة،جعلاه، يسارع الخطوات ليلحق بها،بخطوات رياضية سريعة تبعها،وهو على مقربة منها، ويكاد يلمس دراعها،صوت غير بعيد عنه يناديه:
- السيمو، السيمو.
استدار في اتجاه مصدر الصوت كانت صوت صديقته "فطومة"،توقف عن السير و انتظر وصول صديقته
-اهلا "فاتي" سافا عليك؟
- الحمد لله،مالك غادي تابع الشهبة البيضاوية؟
- آه،ظنيتها شي كاورية تالفها هنا،بغيت نوريها الطريق,
-مريكل انت، ،داير فيها مرشد سياحي؟
- كانتكلم من نيتي.
- خليك من الطنز.عجباتك "أميرة"؟
- استفزاتني،و حسيت بحالي هانتني.
-تهنيتي العشية مع الربعة نتلاقاو حدا الشرشورة.
صفيرتان متتاليتان،انهيتا حوار الصديقين،صفيرة قادمة صفارة بملعب كرة اليد،و اخرى مثلها قادمة من ملعب كرةالسلة، ايدانا ببداية حصص التربية البدينية لاقسام الرابعة والثانية اعدادي.هرول الصديقان في اتجاهين مختلفين.
الساعة تشير الى الرابعة الا عشرين دقيقة "السيمو" كان يرتدي بدلة رياضية سوداء،ينتقل رفقتة صديقه و علبة اسراره "الحبيب"يوزع ابتساماته شمالا و يمينا،يشع حيوية ونشاطا. بالقرب من مقر مؤسسة المياه الغابات،شاهد "فاتي" و معها الصهباء تجلسان على الصور القصير،المحادي للساقية القادمة من الشرشورة.خارت قواه ..ركبتاه لم تعودا قادرتين على تحمل جسمه.اتكأ على كتف صديقه كي لا يسقط.ثم همس في اذنه:
- عشيري خواو لي الركابي ما نقدرش نمشي عندها.
- ترجل اصاحبي ما تشوهناش،زعم تاكل اللحم
- اللحم خليتو ليك انت كولو.
فاتي لا حظت ان خطبا ما اصاب،صديقها العزيز،هرولت نحوه في حركة عفوية دليل آخر على طيبوبتها و حسن خلقها,
-السيمو مالك في رجليك واش هانية؟
قالتها و علامات الخوف بادية على محياها
- لا والو اختي "فاتي" غير لاسيد لاكتيتك ديال السبور د الصباح
الحبيب يهمس في اذنه:
-شوهتينا الزمر،راه حتى انا وقعات لي في او موعد مع فاتي.
نظر اليه و انفجرا ضاحكين،فاتي بقيت مندهشة،لتصرفهما،ازال دراعه من على كتفه الحبيب،احس بالحيوية و القوة تعود الى جسمه،
فاتي في محاولة منها لحلحلة الوضع قالت باسمة:
-كا نقدم لكم "أميرة" الكاورية اللي جات من كازا باش تقرا معانا هاد العام
نظرت مرة ثانية نحو ,".أميرة" ثم اردفت:
- "الحبيب" هو حبيبي و عشقي الابدي و عمري..وهاد الجن الاخر هو "السيمو" اكثر من اخ بالنسبة لي.



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النادلة
- حوار 2
- مليكة
- قبر ابي
- مدكرات معلم 03
- الحياة
- مدكرات معلم 01
- مدكرات
- مدرس
- الرفيقين
- تاعبالوت
- الفقراء
- ملاك1
- لباس من شجر
- ضحايا
- الشيح
- اله الحفلات
- صباحك سكر
- المسكوت عنه
- ايسلي


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - حكاية من زمن الكوليج